أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد كاطع البهادلي - قطع الرؤوس على طريقة -الكاوبوي- الأمريكي














المزيد.....

قطع الرؤوس على طريقة -الكاوبوي- الأمريكي


أحمد كاطع البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا ننسى أن هناك فقهاً في الإسلام يجيز لهذه القلة المنبوذة العفنة ما فعلوه واقترفوه بحق الأقباط في ليبيا وما فعلوه أيضاً في سوريا والعراق, فهو يبيح لهم قطع الرؤوس والخطف والانتحار وازهاق الأرواح عبر السيارات المفخخة، وهذه الأفكار والفتاوى أو الإجازات أقول محقاً: إنها ملحقة بجهة إسلامية مشخصة ومعروفة لدى الجميع دون بقية الجهات الإسلامية الأخرى، وأقصد بذلك أن هذه الفئة الضالة اتخذت من شعارات وأفكار تحريضية منكرة كتبت في التراث الإسلامي العظيم المبني على السماحة والخلق الرفيع، وكتبت ونُظِّرَ لها في دهاليز مظلمة وفي فترات ضعف الأمة ووهنها وفرقتها وشتات أمرها، وجاءت بأفكار تشرعن لهؤلاء الموبقات وقتل الأبرياء والسادية العمياء بشتى أشكالها ومسمياتها, وبودي هنا أن أشير إلى هذه الأفكار القذرة ــ ولو على عجالة ــ فهذه الجيفة التي تسمى أفكاراً فتاوى هي موبقات جاءت في تراث المسلمين بعد رحيل الرسول الاكرم (ص) عن هذه الدنيا، وأقصد بذلك بداياتها كانت فيما أسموه بحروب الردة مع مالك ابن النويرة وما فعله به خالد ابن الوليد عامل جيوش الخليفة آنذاك! وثم تلتها أعوام الفتوحات والتوسع في بلاد الهند والسند وأفريقيا، وذكت وتبلورت هذه الثقافة الدخيلة على الإسلام كدستور سمح على يد بعض شذاذ الآفاق من المتسمين زوراً بالمسلمين الذين هم ــ أي هؤلاء ــ بعيدون كل البعد عن الإسلام، ومن هذه الفئات التي انتشرت فيها هذه الثقافة الهجينة في فترة حكم بني أمية، فكانت هذه الحقبة المظلمة من تاريخ إسلامنا أرضاً خصبةً لطرح هكذا ثقافة منكرة، وقد وصلت إلى أوجها في عهد سيء الصيت الملعون معاوية وولده الشاذ يزيد(أخزاهم الله) فنجدها انتشرت وتوسعت، فصارت كشعار للخلافة التي اختطفها هذا النفر الضال؛ ليحيلوها إلى ضيعة ترفُّ وحديقة نزهة، ولترتفع من بين ذلك مقولة مأخوذة من تراث مغموس بالدماء وهي ( لقد جئناكم بالذبح) أي ذبح كل المعدمين والمظلومين ومن يعارضهم، فقتل تحت هذا الشعار الأشراف وأصحاب المواقف العظيمة، فكان على رأس من قتل الإمام الحسين (ع) وما يقرب من تسعين من أهله وصحبه ذبحاً وبلا رحمة أو شفقة تذكر؛ لتعزز بذلك ولتجذر لثقافة جئناكم بالذبح ! وقد نظر لها وعلى مر الأجيال في تراث المسلمين أحد الشذاذ والمعروف في أقرانه ومن عاصروه بشذوذه، وهو ابن تيمية شيخ الإسلام الأموي، فقد قام هذا الأخير بتجذير بل وترسيخ وتنظير هذه القذارة في مؤلفاته التي بنيت على أساس القتل والذبح والإقصاء والتهميش والحقد على الآخر وتكفير كل المخالفين له ولنهجه القذر.
من الجدير بالذكر أن هذا الرجل كان منبوذاً بين علماء عصره حتى مات، وهو غير معروف بين أوساط أهل العلم، ولكن ــ للأسف ــ تلاقف أفكار هذا الضال المنحرف عقائدياً في وقتنا وعصرنا الحالي رجال دين وبعض حكام الخليج ومنهم حكام السعودية ؛ ليعطوها صبغة وهالة القداسة مستفيدين من وفرة البترول لديهم ولامتلاكهم لقنوات فضائية ومؤسسات إعلامية عديدة وليخضعوا من يشاؤون لرغباتهم وبمعونة من يشترونه في نشر هذا الفكر؛ ولينشروا شتى أشكال التطرف وأنواع في كل بقاع المعمورة، وليشتروا ويخرسوا في الوقت نفسه أغلب حكام العالم بأموالهم, ومن الجدير أيضاً بالذكر أن هذه الثقافة كانت بارزة كعقيدة انتشرت في أوساط حكام اليهود قبل المسلمين وحادثة قطع رأس نبي الله يحيي مشهورة ولا تحتاج لتفصيل منًا، إذ أهدي رأسه لغانية من غواني بني إسرائيل كشرطٍ منها لقبول الزواج من الحاكم آنذاك, وجاءت على مدى ستة عشر قرناً حروب الكنيسة والصليبيين؛ لتذكي أيضاً وتجذر لهذه الثقافة الدامية، فبنيت أوربا على جماجم الأبرياء، وتوسعت على إزهاق آلاف الأرواح.
هناك سؤال يطرح نفسه هو هل أمريكا غير قادرة على دحر "داعش" أو أنها لا تريد؟ الشواهد عديدة تبين عدم رغبة أمريكا( الجادة) والدول الغربية في سحق هذه الفئة الضالة, فهم علناً يظهرون عداءهم، وفي الخفاءِ يساعدونهم بل ويمدونهم عسكرياً ولوجستياً ! وإلا ماذا يُسمَّى قيام طائراتهم بالهبوط في بعض مناطق يسيطر عليها داعش؟! وماذا تُسمَّي مغازلة أمريكا لعربان الخليج في السعودية وقطر وحتى في تركيا الذي ثبت للقاصي والداني تبنيهم لفكر ونهج "داعش" القذر التكفيري المجرم وانغماسهم حد النخاع وتورطهم في القتل وبشكل علني في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان والعديد من دول العالم .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية وطن
- ماذا حدث في مقهى النوارس؟
- ماذا تريدون بعد ؟
- يا سيادة رئيس مجلس النواب !!!
- من يقف وراء التصعيد ؟!!!
- العبادي والخطوات الثابتة ...
- هل نستنسخ الحوثي !!!
- لا فرق بين الأمس واليوم !!!!


المزيد.....




- تعاني من -ألم شديد-.. أنغام تثير قلق محبيها حول حالتها الصحّ ...
- الكويت.. شجون الهاجري تعلّم حروف الإنجليزية مع -شقلوب-
- الرئيس المصري يستنكر -حرب تجويع وإبادة وتصفية للقضية الفلسطي ...
- الأردن: تعديل وزاري موسّع في حكومة جعفر حسان يُعلن الأربعاء ...
- -ليس إرهابيًا-.. ما صحة التصريحات المنسوبة إلى ترامب عن الحش ...
- في ختام جلسة استثنائية.. الحكومة اللبنانية توكِل إلى الجيش م ...
- خلال قضاء عطلته.. انطلاق عملية بحث واسعة في النرويج عن صحفي ...
- ملف تدخل روسيا بالانتخابات.. القضاء الأمريكي يعيد فتح التحقي ...
- بعد إعلان تركي آل الشيخ الاعتماد الكامل على السعوديين والخلي ...
- عراقي يخسر سباقا كاد يفوز به.. ما القصة وكيف تفاعل مواطنوه؟ ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد كاطع البهادلي - قطع الرؤوس على طريقة -الكاوبوي- الأمريكي