هل نستنسخ الحوثي !!!

أحمد كاطع البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل نستنسخ الحوثي !!!
أحمد كاطع البهادلي
اليمن تضرر و تألم كثيراً؛ بسبب السياسات الهوجاء السابقة التي كانت من ورائها جهات سعت ولأمدٍ طويلٍ في خراب هذا البلد المغلوب على أمره، فكانت هذه الجهات تعمل في اليمن كعمل الوقود في هشيم النار، فكانت تصنع له الأزمات تلو الأزمات من خلال اختراق قاعدة أبنائه العريضة ببث دعاوى الفرقة والتخلف والهمجية والبربرية القادمة لهذا البلد من خارج حدوده والتحديد من حدوده الشمالية، فتلقفت بعض أبناء القبائل تلك الدعاوى بشراهة ونهم؛ كي تشبع جوعها الفكري المتخلف بضحالة الفكر الظلامي المتعطش للدماء والجماجم، فكانت اليمن ومنذ القدم الحديقة الخلفية أو مكب للنفايات الوهابية والسلفية المقيتة القذرة التي بنيت على إقصاء وتهميش الآخر وتعطيل العقل والفكر، وعلى التحجر والضبابية في فهم النصوص الصريحة لتحول هذا البلد السعيد إلى بلد بليد مخدر لا بالقات !! بل بالأفكار ذات التوجهات المخالفة حتى للسلف الصالح ولتعاليم الدين الحنيف، فسقط هذا الشعب ضحية لتلك الأفكار الموبوءة التي لا تحرض إلا على القتل والذبح والانتحار .
يبدو أن في المشهد نوراً من بين تلك العتمة والضبابية على يد زعيم أنصار الشريعة أو أنصار الله الحوثيين ومن تحالف معهم من القوى الوطنية التي لا يهمها إلا مصلحة اليمن؛ وليولد مجلس انتقالي وحكومة جديدة ترفع عن هذا الشعب المظلوم الحيف والظلم والإقصاء والتهميش ولتلقم كل المتصيدين بالماء العكر حجراً؛ ولتخرس تلك الألسن التي ما أرادت ولم ترد لليمن الخير، فالسيد الحوثي يشهد له القاصي والداني بوطنيته وبحبه لليمن وبنزاهته وبإخلاصه وبتفانيه؛ من أجل اليمن لا غير، فهنيئاً لليمنيين قيادتهم، ونبارك لهم خلاصهم، ونشدُّ على سواعدهم لمؤازرة مجلسهم للعبور بالبلد إلى برّ الأمان ولقطع الطريق بوجه عملاء الوهابية والقاعدة والتطرف ومن لفَّ لفهم, وأما الدروس المستقاة من ذلك لنا كعراقيين للخلاص من مآسينا هو بوجود قيادة شبيه بقيادة السيد الحوثي وطنية مخلصة تعمل؛ من أجل الفقير والمظلوم والمحروم؛ ولترتقي بمستوياتنا إلى حد الكمال والوطنية، فمن يا ترى سيكون حوثي المعدمين والمظلومين؟!! ومن ومن !!!! فهل يحق لنا أن نستنسخ الحوثي في معامل الدول المتحضرة !!!

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل