أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - سينما التحريك لبرنار جينان وترجمة صلاح سرميني















المزيد.....

سينما التحريك لبرنار جينان وترجمة صلاح سرميني


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 02:02
المحور: الادب والفن
    


صدر ضمن سلسلة "كرّاسات السينما" التي تبنتها "مسابقة أفلام من الإمارات" كتاب قيّم يحمل عنوان "سينما التحريك" وهو من تأليف برنار جينان وترجمة وإعداد الناقد السينمائي صلاح سرميني المقيم في باريس.
تكمن أهمية هذا الكتاب في محاوره المكثّفة و "تقاريره" المعبِّرة التي بلغت اثنين وعشرين محورا و ثلاثة تقارير تشفي غليل القارئ التوّاق لمعرفة المزيد من أسرار وخفايا سينما التحريك، أو "الفن الثامن" كما يصطلح عليه بعض النقّاد لأنه يقف في منتصف المسافة بين السينما والرسم.
يبدأ التكثيف في المقدمة القصيرة للكتاب وتتضح المعلومات المُستقطرة التي اختزلها الكاتب في 22 سطراً في كتاب من القطع الصغير يكشف منذ البدء عن سلاسة في الترجمة توحي وكأنها مكتوبة باللغة العربية مباشرة.
يُحيلنا الكاتب في مقدمته المُقتضبة إلى شارل-إميل رينوا، مخترع جهاز البراكسينوسكوب الذي أدهشَ الباريسيين وجعلهم يتدافعون بالمناكب لولوج "مسرحهِ الضوئي" المكتظ بالمفاجآت البصرية الجديدة قبل سنتين من العروض السينماتوغرافية الأولى لـ "الأخوين لوميّير" في 28 ديسمبر من عام 1895. ثم يقترح علينا اقتفاء أثر التاريخ المُذهل لهذا الفن الآسر الذي يُنجز مادته "صورةً صورة"، ويمنح مُبدِعها لقب "السيد المُطلِق" الذي لا يُنازعه أحدٌ في هذا المضمار.
ثم يتوقف عند خمسة من عمالقة سينما التحريك الأسطوريين سنأتي عليهم تِباعاً وهم الأميركي والت ديزني والتشيكي جيري تِرْكنا والكندي نورمان ماكلارين والفرنسي بول غريموو والياباني هيّاو ميازاكي وعشرات وربما مئات الأسماء الأخرى التي لم تتوقف عن إدهاش المتلقين ومحبّي هذا الفن الساحر الذي تفجّرت إمكانياته مع ظهور الكومبيوتر والتقنيات الحديثة التي يبدو أنها لن تتوقف عند حدّ معين.

وهم الحركة
لابد من الإشارة إلى أن الناقد السينمائي والمترجم صلاح سرميني لم يُترجم فصول كتاب "سينما التحريك" كلها، ليس لعدم مقدرته على ترجمة المصطلحات والعبارات والجُمل العصيّة على الترجمة أو التي لا تُترجم بدقة، وإنما لأن فكرة "كرّاسات السينما" التي تخضع مسبقاً لاشتراطات "الكُراسة" هي التي فرضت عليه أن ينتقي عدداً من الفصول أو المقالات التي تضمنها كتاب "سينما التحريك" للناقد الفرنسي برنار جينان. ففي فصل "سينما التحريك" يخلق المخرج فلمه "صورةً صورة"، وهي حركة لا توجد على أرض الواقع، ولكنها تتجسّد في أثناء العرض، وهذا يعني أن العالم الجديد الذي نراه على الشاشة قد "تخلّق من خياله، وأحلامه، ورؤآه الخاصة".
وعلى الرغم من عروض شارل-إميل رينوا والأخوين لوميّير إلاّ أن سينما التحريك قد انطلقت فعلياً عام 1928 حينما قدّم والت ديزني سلسلة "ميكي ماوس"، و "سمفونيات تافهة" ثم تبعتها "لوني تيونز" عام 1930، و "أغانٍ مبهجة" عام 1931 من إنتاج شركة وارنر، و "أنغام سعيدة" من إنتاج M.G.M عام 1934.
يؤكد جينان بأن إعادة خلق الحركة بواسطة سلسلة من الصور الثابتة هي فكرة قديمة قِدَم العالم ويعزّز هذا الرأي بأن الجداريات التي تركها الإنسان القديم تمثِّل حيوانات بأقدامٍ متعددة وكأنّ الإنسان الأول الذي نقشها كان يريد الإيحاء بسرعتها. ثم يقفز جينان إلى القرن السابع ليذكِّرنا بأن فكرة إعادة إنتاج الحركة قد تكرّست مع ظهور المصباح السحري الذي يعتمد على صورٍ مرسومة على صفيحة من الزجاج وبواسطة تدويرها تمنح الانطباع بالحركة.
وفي السياق ذاته ينبّهنا جينان إلى أهمية جهاز الـ "فيناكيستوسكوب" الذي صعنه العالِم البلجيكي جوزيف بلاتو عام 1823وهو يوحي بوهم الحركة حيث يتكون هذا الجهاز من إسطوانةكرتونية مثقوبة بعدد من الفتحات ومزيّنة بسلسلة من الرسومات وبتدويرها أمام مرآة نشاهد الرسوم تتحرّك عبر الفتحات.

أب الرسوم المتحركة
ثمة أسماء إبداعية مهمة لابد من الإشارة إليها في الأقل مثل المصور الكتالاني سيغوندو دوشومو الذي اكتشف مبدأ التصوير "صورة صورة" فاتحاً من خلاله منْجماً كبيراً من الخُدع السينمائية اللانهائية. وكذلك إميل كول، صانع الرسوم المتحركة، وخبير الخُدع في شركة غومو، الذي قدّم في 17 أغسطس 1908على مسرح الجيمناز بباريس "فانتازماغوري" الذي يُعتبر أول فيلم تحريك في تاريخ السينما مدته دقيقة و57 ثانية. ويُوصف كول غالباً بأنه "أول من اكتشف كل إمكانيات التحريك، الرسم على الورق المقصوص، الأشياء المتحركة، الماريونيت" وما إلى ذلك. ويُعدّ كول مُجدِداً في 13 محوراً أساسياً كتقديمه أول شخصية للرسوم المتحركة "فانتوش"، وإخراجه أول أفلام الماريونيت "فاوست الصغير جداً"، وأول أفلام الرسوم المتحركة بالألوان، مروراً بأول أفلام الرسوم المتحركة الإعلانية والتعليمية والمأخوذة عن القصص المصوّرة، وأول من استعمل نظام البكسيليشن والترصيع والتغشية واللقطات الحقيقة. وقد اعترف به الكثيرون أمثال والت ديزني والكندي ماكلارين وسواهما بحيث اعتبروه أباً للرسوم المتحركة. وقد أخرج أكثر من 300 فيلماً قصيراً فُقِد معظمها. ومن بين أفلامه البارزة "الميكروبات المبتهجة"، "جيل تلقائي" و "مرمِّم الأمخاخ".

الحكايات الخرافية
تستلهم سينما التحريك مادتها الأساسية من الأساطير القديمة والحكايات الشعبية. ففي عام 1926 أخرجت لوت ريينيجر "مغامرات الأمير أحمد" وهي مستوحاة من قصص "ألف ليلة وليلة". ثم أعقبها الروسي ألكسندر بتوشكو عام 1935 حيث قدّم "غوليفير الجديد" ومزج بين ممثلين حقيقيين وعالم الأقزام المتحركة. ثم تلاها بـ "حكاية الصياد والسمكة الصغيرة" و "المفتاح الذهبي" الذي اقتبسه من ألكسي تولستوي. كما اقتفى أثرهم في الاقتباس بول غريموو في "الراعية ومنظف المداخن" المأخوذ عن الدنماركي هانز كريستيان أندرسن. كما اقتبس سفيند ميتلينغ فيلم "الولاعة" 1945 من أندرسن أيضاً. وفي السياق ذاته أنجز جون هالاس وجوي باتشيلور فيلم "مزرعة الحيوان" المقتبس عن رواية جورج أورويل التي تحمل العنوان نفسه. كما استوحى المخرج التشيكي جيري ترنكا فيلم "عندليب إمبراطور الصين" من "عندليب" أندرسن أيضاً، هذا القاص الدنماركي القادر على إدهاش المتلقين وإشعال مخيلاتهم.
لابد من التنويه إلى أن بول غريموو قد أنجز أول فيلم تحريكي فرنسي طويل وهو "الراعية ومنظف المداخن" الذي عُرض عام 1953. وجدير ذكره أن الشاعر الفرنسي جاك بريفير قد تعاون مع غريموو وجسّد ثيماته المفضلة "مثل الحُب الصافي لاثنين من عامة الشعب على خلفية صراع ضدّ جلّاد مثير للسخرية". كما أنجز غريموو أفلاماً أخرى طريفة مثل "الجندي الصغير" و "الملك والطائر المُحاكي" اللذين استوحاهما من قصص أدرسن أيضا.
تعتبر حقبة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي العصر الذهبي لأفلام التحريك الهوليوودية التي تألقت فيها أستوديوهات الأخوين فلايشر و Betty Boop و Popeye التي نافست بشكل جدي أستوديو ديزني. وقد ظهرت خلال هذه الحقبة أعداد كبيرة من الشخصيات الغريبة على الشاشة مثل "باباي" المُشار إليه سلفاً والثنائي الشهير "توم وجيري" وغيرها من الشخصيات التحريكية التي استقرت في ذاكرة المتلقين.
يُعتبر المخرج الأميركي تيكس أفيري 1908 خصماً مثالياً لديزني. فقد أنجز هذا المخرج نحو 70 فيلماً هذيانياً قصيراً تخاطب فيها الشخصيات نفسها. وقد انسحب هذا المخرج المبدع إثر أزمة ألمّت به نهاية الستينات فاعتزل في مزرعته وفارق الحياة عام 1980.

التحريك الياباني
ركزّ جينان في هذا الفصل على مصادر التحريك الياباني منذ العشرينات حتى الخمسينات من القرن الماضي حيث بدأ الروّاد اليابانيون بإنتاج أفلامهم بتأثير من الأفلام الأميركية والأوروبية. ففي عام 1913 أنجز سيتارو وكيتا ياما تجارب بالحبر الصيني غير أن انطلاقة الإنتاج الوطني لم تبدأ إلاّ في عام 1928، العام الذي تعرّضت فيه طوكيو للزلزال، حيث أنتج المخرجون اليابانيون 30 فيلماً صامتا في العام. ثم طوى المخرجون اليابانيون صفحة الحبر الصيني ليستعملوا التدرجات الرمادية. وجدير ذكره بأن أفلام التحريك اليابانية قد تخطت أفلام والت ديزني وظهر مخرجون عباقرة من طراز ميّازاكي وتاكاهاتا اللذين صبّا اهتمامهما على النوعية الجيدة والحرفية العالية الأمر الذي أفضى إلى تشكيل جيل جديد من المخرجين الذين يراهنون على عمق الثيمات الفكرية وجمالية الأشكال الفنية.
حين بدأت الحرب اليابانية-الصينية عام 1933 ضُيّق الخناق على صالات السينما فأجبرت على عرض أفلام تربوية ودعائية أزاحت التحريك من موقعه السابق، لكن ذلك لم يمنع كُتّاب السيناريو من استلهام القصص، والحكايات الشعبية، والخيال العلمي الياباني لرفد منجزهم التحريكي الذي تطوّر بشكل ملحوظ كمّاً ونوعاً بحيث أصبحت اليابان المُنتج الثاني لأفلام التحريك بعد أميركا، ولا تزال تحتل هذه المرتبة حتى يومنا هذا.
ثمة أسماء إخراجية يابانية تركت بصمتها على سينما التحريك من بينهم أوسامو تيزوكا الذي يُقارن غالباً بـهيرجيه بالنسبة لأوروبا. وقد أنجز تيزوكا خلال مشواره الفني (75.000)رسماً. لابد من الإشارة إلى هايّاو ميّازاكي الذي أنجز فيلمه الطويل الأول عام 1979، كما أخرج ستة أفلام طويلة أصبح أربعة منها ظواهر اجتماعية. تتمحور أفلامه على موضوعات تتعلق بمشاغل الإنسان ومكانته في المجتمع أو في الطبيعة. كما أن أفلامه تقدّم وجهة نظر مضادة للسينما الأميركية. ونظراً لأهميته الفنية فإن اليابانيين يعدِّونه عملاق السينما الياباني ويحتل مكانة مماثلة لكوروساوا أو ميزوغيشي. كما يُشار دائماً إلى أهمية إيساو تاكا هاتا الذي أبدع "مقبرة الحُباحب" و "جيراني من عائلة يامادا". وفضلاً عن هؤلاء المخرجين فإن جيل الثمانينات قد احتفى بأسماء أخرى في سينما التحريك أمثال كاتسو هيرو أوتومو ومامورو أوشيّ وساتوشي كون وآخرين. وخلاصة القول إن أفلام التحريك اليابانية تبقى واحدة من القوى الحية للسينما اليابانية التي تلبّي حاجات الإنسان البصرية سواء في اليابان أم في أرجاء المعمورة.

والت ديزني
لم تبدأ الرسوم المتحركة مع والت ديزني (1901-1966) فمع البدايات الأولى لميكي ماوس في Steamboat Willie عام 1928 كان عمر الرسوم المتحركة نحو 30 عاما. ففكرة الورقة المتحركة تعود إلى عام 1870، أي أن فن التحريك قد سبق السينما نفسها. أما الخُدع فقد شاهدناها في فيلم "الفندق المسكون" للأميركي ج. ستيورات بلاكتون الذي تطايرت فيه قطع الأثاث التي شغلت أذهان العاملين في الحقل السينمائي باستثناء إميل كول الذي أدرك هذه اللعبة الفنية حين أصبح مديراً للخّدع في الشركة نفسها. كما أنجز بلاكتون فيلم "قلم الحبر" عام 1957 والذي أتحفنا فيه بريشة تكتب لوحدها.
ثمة نجاحات مهمة سجّلها إميل كول في "فانتازماغوري" المُشار إليه سلفاً، واكتشاف إيرل هورد لتقنية جديدة وهي الرسم بالغواش على أوراق شفافة من السليلويد، لكن ظهور والت ديزني كأسطورة حيّة قلبت الموازين رأساً على عقب حين أتحفنا بشخصية "ميكي ماوس" التي سوف تستقر في ذاكرة محبّي هذا الفن الذي لا يكفّ عن الإدهاش.
لم تكن شخصية ميكي ماوس أو طرزان على أهميتهما مصدر نجاحه وشهرته التي كانت تترسخ يوماً بعد يوم، وإنما في تلك الجمرة المتوهجة في داخله، فهو شخص غير متعالٍ، ولا يعرف الغرور، يقف في الطابور، ويأكل مثل جميع العاملين من مطعم الخدمة الذاتية للإستوديو، ويطلب منهم أن ينادوه باسمه الأول، وأكثر من ذلك فقد تزوج من سكرتيرته. ولعل الميزة الأهم في هذا الرجل الأسطورة أنه كان مهووساً بالدقة والعمل الخارق، ويحضر إلى الإستوديو في منتصف الليل كي يراجع رسومات المتعاونين معه. بجملة واحدة يختصر الناقد جينان أهمية ديزني حين يقول عنه: "لم يكتشف الرسم المتحرك، ولا الصوت، ولا الألوان ولكنه دفعها جميعاً إلى درجة خارقة من الإتقان، وبذلك جعل من اسمه مرجعاً في العالم كله". فلاغرابة أن يحصد 29 أوسكاراً وعدد من الجوائز التكريمية الأخرى التي كانت تسعى إليه.
لا تقتصر النجومية على الممثلين والممثلات في الأفلام الروائية حسب وإنما تمتد إلى سينما التحريك التي حقق أبطالها من الشهرة وذيوع الصيت ما لم تحققه أجمل نجمات السينما الروائية. فالقط "فيليكس" لبات سوليفان وأوتو ميسمير هو أول نجم في تاريخ سينما التحريك وقد أثار نجاحه وتألقه حفيظة نجمين كبيرين من طراز شارلي شابلن وباستر كيتون. وقد أورد جينان مقولة إعلامي أميركي لم يذكر اسمه "أن نجومنا الحقيقيين المخلوقين من لحم ودم يعتبرون مجهولين بالمقارنة مع فيليكس". وبعد عشر سنوات، أي في عام 1928 سوف يحتل مكان هذا القط الشهير فأر صغير يُدعى ميكي ماوس وسوف يُذهل المتفرجين، ويخطف الأنظار صوب خالقه والت ديزني الذي سيعيش هو الآخر أجمل مشوار احترافي في تاريخ السينما التحريكية.
حري بنا أن نشير إلى شخصيات كرتونية أخرى أبدعتها مخيلة ديزني مثل شخصية الكلب "غوفي" والبطة البيضاء "دونالد داك"، التي ترتدي زي البحارة وتمتاز بسرعة الغضب وسوء الحظ وسواها من الشخصيات الأخرى التي لا تقل إغراءً عن سابقاتها لأنها تتناول مشاكلهم وتنتقد أوضاعهم وهمومهم اليومية.

تقنيات التحريك
يناقش جينان في الفصل الأخير من هذا الكتاب تطور تقنيات التحريك الرئيسة التي تتمثل بالصوت والألوان والكاميرا متعددة اللقطات والصور الاصطناعية. فحينما دخل ديزني إلى صالة السينما التي كانت تعرض الفيلم الناطق "مغنّي الجاز" فكّر فوراً في أن يضيف الصوت إلى أفلامه الصامتة فأضفى عليها عنصراً جديداً من عناصر السحر والجاذبية كما هو الحال في فيلم فانتازيا الذي عُرض في عام 1940.
وعلى الرغم من صعوبة عرض الأفلام الملونة بتقنية التكنيكلور إلاّ في الصالات المُعدّة لهذا الغرض إلاّ أن ديزني جرّب الألوان عام 1932 في فيلم "ورود وأشجار"، كما استعمل الألوان في فيلم The band concert ، وأدخل بعض التحسينات اللونية على فيلم "بلانش نييج والأقزام السبعة" آخذين بنظر الاعتبار أن هذه التقنية كانت تكلّف الكثير من الوقت والأموال آنذاك.
يركِّز جينان على أهمية الكاميرا متعددة اللقطات في فيلم The old mill الذي وصفه بأنه يستحق أوسكاراً آخرَ لأنه من خلال أفلمة طبقات متعددة من رسومات متحركة ومتناضدة الواحدة فوق الأخرى يمكننا الحصول على الإحساس بحركة الديكور الذي نشعر به عندما تهرب "بلانش نييج" في الغابة.
أما الصور الاصطناعية فهي التقنية الأخيرة في هذا المضمار حيث يتم تكوين عناصر الفيلم كلها بواسطة الكومبيوتر كما هو الحال في فيلم "علاء الدين" و "الحسناء والوحش". ويعتبر جينان فيلم "طرزان" لحظة مهمة في تاريخ الأفلام التحريكية حيث سُمح لشخصيتين ذات بُعدين أن تتحركا في عالم من ثلاثة أبعاد. وثمة مشاهد في فيلم "طرزان" تحبس الأنفاس حقاً إذ نعتقد بأننا نلج الشاشة الكبيرة ونلمس بأيدينا الاوراق المتحركة غير أن هذه التقنية الجديدة آنذاك كانت تكلّف أموالاً باهضة.
ختاماً لابد من الإشارة إلى أن أفلام التحريك ليست موجهة للأطفال واليافعين فقط، وإنما تستهدف كل الفئات العمرية، وهي شأنها شأن الأفلام الروائية والوثائقية، تعوِّل كثيراً على المتعة والفائدة في آنٍ معاً مع الأخذ بنظر الاعتبار محاولاتها الدائمة للارتقاء بذائقة الجمهور إلى أقصى مدى يمكن الوصول إليه من خلال سينما التحريك بشكل خاص بوصفها فناً بصرياً لا يكف عن الإدهاش.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية الصامتة في فيلم شاشاتنا
- باثولوميو بيل يترجم -الأرض اليباب- إلى صورٍ بصريةٍ مُدهشة
- شخصيات غير مألوفة، وثيمات صادمة بعض الشيئ
- الطاقة المؤلمة في معرض تركيبي مشترك
- قراءة نقدية لديوان غريب على قارعة الطريق
- قل متى؟ للمخرجة الأميركية لين شيلتون
- تنظيرات الناقد لجمهورية الشعر
- حياة ثقيلة تستمد مادتها من المذكرّات والسيرة الذاتية
- ويسترن أم أنتي ويسترن؟
- الانتحار الجماعي الغامض
- عفوية الأداء في بلد تشارلي
- مهرجان روتردام السينمائي الدولي بافتتاح بريطاني واختتام أمير ...
- يان ديمانج يرصد محنة جندي وحيد وأعزل في متاهة معادية
- الشاعر صلاح نيازي: ليست هناك قاعدة في الترجمة
- الانتحار في السجون البريطانية
- دِببة ألاستير فوذَرغِل وكيث سكولي
- قبل أن أذهب للنوم لروان جوفي والسقوط في فخاخ الرعب والجريمة
- في الثقافة السينمائية: موسوعة سينمائية في النقد التنظيري وال ...
- في الثقافة السينمائية: قراءة نقدية لأكثر من مائة كتاب (1 - 2 ...
- الشخصية المازوخية في رواية -أقاليم الخوف- لفضيلة الفاروق


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - سينما التحريك لبرنار جينان وترجمة صلاح سرميني