أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - متى سنحصل على قانون عقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية يا مجلس النواب ؟














المزيد.....

متى سنحصل على قانون عقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية يا مجلس النواب ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا قد كتبنا قبل اكثر من سنة عن قانون عقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية (1). وهو كما يتبين من اسمه كان مخصصا لتنظيم اصول المصادقة عليها. وكنا قد ابدينا ملاحظات واعتراضات حول جملة من الامور الواردة فيه التي كانت تقف بالضد من الصالح العام. وكان مجلس النواب يقوم وقتها بمناقشته وقد انهى القراءة الاولى له حيث كان مقررا لهذا القانون بعد التصويت عليه ان يستبدل القانون القديم الذي سن فترة النظام السابق (رابط المقالة السابقة).
لاحظنا بعدها اختفاء القانون من على موقع مجلس النواب وكل اثر له بعد فترة من نشرنا لمقالتنا. وقد تصورنا يومها بان السبب يعود الى انه تم التصويت عليه وامسى قانونا !!

تذكرنا هذا الامر بعد اطلاعنا على نص قرار المحكمة الاتحادية المنشور قبل شهرين والمتعلق برد دعوى الطعن الذي تقدمت به النائبة عالية نصيف حول اتفاقية خور عبدالله. إذ لاحظنا باستغراب استناد النائبة على نصوص في الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب في حيثيات الدعوى , لا على نصوص قانون عقد المعاهدات اياه. إلا اننا سرعان ما فهمنا الامر.

لماذا بادر مجلس النواب يا ترى الى سحب قانون عقد المعاهدات من على طاولة النقاش بعد القراءة الاولى ؟ هل يكون السبب هو تنامي الاعتراضات الشعبية على اتفاقية خور عبدالله وقتها ؟ ام لعل السبب كان نشرنا لمقالتنا ؟ ام لعله الاثنين معا ؟

قانون عقد المعاهدات هذا كان يهدف من بين امور اخرى , الى تثبيت طريقة التصويت في مجلس النواب على المعاهدات والاتفاقيات الدولية , اي الحد الادنى الذي هو ثلثي مجموع نواب المجلس , في قانون واضح ومثبت وغير قابل للتلاعب في نصوصه.
إذ يحدد مشروع القانون هذه النقطة في المادة 17 حيث يقول :

"يخضع التزام جمهورية العراق بالمعاهدات المعقودة وفقـا لأحكام هذا القانون الى موافقة مجلس النواب على قانون التصديق على المعاهدة او قانون الانضمام اليها بالأغلبية البسيطة ، عدا المعاهدات التالية التي يجب حصول الموافقة عليها بأغلبية الثلثين :
(1) معاهدات الحدود والمعاهدات التي تمس السيادة الاقليمية لجمهورية العراق .
(2) معاهدات الصلح والسلام .
(3) معاهدات التحالف السياسية والامنية والعسكرية .
(4) معاهدات تأسيس المنظمات الإقليمية ."

وهي كما نرى بنود اوضح بكثير (واشمل) مما هو مذكور حاليا في الدستور (2).

من الواضح ان سحب مشروع القانون (وهي ليست المرة الاولى التي يقوم بها مجلس النواب بمثل هذا التصرف المرفوض) كان لغرض حرمان المطالبين بإلغاء اتفاقية خور عبدالله التي كانت قد اطلقت رفضا شعبيا واسعا لها , من نص قانوني واضح يتضمن آلية التصويت المذكورة آنفا. حيث كان قد انتهى مجلس النواب لتوه في تلك الفترة من المصادقة عليها بالأغلبية البسيطة. وهي التي كانت ينطبق عليها البند الاول من المادة اعلاه. والمؤكد هو لو ان القانون كان قد وجد طريقه للتشريع الكامل لكان سيطالب بتطبيقه باثر رجعي ليشمل ليس فقط الاتفاقية اياها , وإنما مجمل الاتفاقيات الدولية الاخرى التي جرى تكبيل العراق بها والتي سترتفع اصوات المطالبة باخضاعها للتصويت النيابي مثل اتفاقية الاطار الاستراتيجي واتفاقية العهد الدولي... الخ , واللواتي سيجدن طريقهن للسقوط حتما تحت تأثير المطالبة الشعبية برفضها. وحتى لو لم يتضمن القانون على بند الاثر الرجعي , فانه كان سيوفر قاعدة لنقض كل هذه وغيرها من المعاهدات والقوانين المرفوضة شعبيا , لدى المحكمة الاتحادية وفق اساس قانوني واضح.

من دون ادنى شك فإن اساس تطبيق الديمقراطية في اي نظام ديمقراطي هو توافر القوانين التي ترسي الديمقراطية اي سلطة الشعب في البلد وإدارة الدولة. بغير هذا , اي بانعدام توافر هذه القوانين او بوجود قوانين مبهمة تكرس الدكتاتورية كما هو حاصل في العراق الآن , فلن تكون هناك ديمقراطية. وقانون عقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية هذا هو احد تلك القوانين التي ترسي سلطة الشعب في البلد.
هل كان مجلس النواب يتجه نحو إرساء الديمقراطية اي سلطة الشعب بسحبه القانون ؟ قطعا لا. هذا في دورته السابقة. ماذا عن الدورة الحالية ؟ هل يختلف مجلس النواب عن سابقه في تصرفاته ؟ نحاول ان نرى هذا ولو انه لا يبدو عليه اختلافا كبيرا.

لسنا ممن يرضى بالتنازل عن اراضيه للغير. على هذا فالقوانين يجب تشرع لتعكس هذا الموقف , لا ان تعارضه , او ان تكون مبهمة غير واضحة مثل غالبية بنود الدستور. وعلى السلطات ومجلس النواب احدها , ان تخدم الموقف الشعبي هذا.

نطالب باعادة طرح هذا القانون في مجلس النواب واقراره. والقيام بالاعلام اللازم حوله.

الروابط
(1) قانون عقد المعاهدات الجديد ناقص وقاصر ولا يخدم مصلحة البلد
http://almothaqaf.com/index.php/qadaya2012/81444.html

(2) المادة 61 رابعا : تنظيم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بقانونٍ يسن بأغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب .



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الكردي المعادي للعراق بمعية الاعلام الغربي في الخارج
- ملفات المالكي السرية
- الا من شعور بالمسؤولية يا مجلس النواب ؟
- قصة انبوب نفط.....
- هل ان غرض إعادة قوات الاحتلال الى العراق له علاقة بالنفط ؟
- هل سمح العبادي بعودة قوات الاحتلال الى العراق ؟
- حكومة المالكي تسمح لطائرات تجسس بالتحليق فوق العراق
- الى متى سيبقى مجلس النواب يحمي المجرمين من اعضائه ؟
- من المسؤول عن سقوط الانبار بيد عصابات داعش ؟
- من هو حيدر العبادي المكلف برئاسة الوزراء ؟
- نطالب باغاثة احسن لنازحي جبل سنجار
- من المستفيد من إسقاط الطائرة الماليزية ؟
- داعش تجني ما يقدر بمليون دولار في اليوم من تهريب الخام
- تقرير خاص : وزارة الموارد الطبيعية في كردستان غارقة في لجج ا ...
- ما هو البرلمان الذي نريد ؟
- هذا ما جرى قبل سقوط الموصل
- جيشنا مخترق ويتوجب تطهيره
- ما حقيقة احداث بهرز ؟
- محافظ بغداد يتنازل عن بغداد
- حول اسباب تدني نسب المشاركة الانتخابية وموقف التحالف المدني ...


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - متى سنحصل على قانون عقد المعاهدات والاتفاقيات الدولية يا مجلس النواب ؟