ما حقيقة احداث بهرز ؟

سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 14:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يجري على موقع اليوتوب تداول افلام فيديو يقوم فيها شهود عيان فيها بالكشف عن عمليات القتل التي جرت في مدينة بهرز يومي 23 و 24 آذار الماضي. وهي الاحداث التي كما نعلم قد احدثت هزة في العراق لما شابها من خروقات امنية كان "ابطالها" القوات التي كان يفترض بها الدفاع عن الناس. وقد شاب هذه العمليات تضاربآ في الاخبار بين نفي حكومي وتأكيد عليها من لدن الضحايا ومناوئي المالكي من السياسيين. وقد بدا واضحآ وقوف جهات خلف الحكومة تحاول جاهدة التغطية على التقصير الامني الحكومي.
تعرض هذه الافلام اجزاء من جلسات استماع اللجنة التحقيقية برئاسة صالح المطلك التي ارسلت الى ديالى للوقوف عل حقيقة ما جرى. إذ يظهر فيها شهود عيان وهم يروون ما حدث في المدينة.

في احد هذه الافلام (1) يروي الشاهد صالح مهدي كيف جرى قتل اخيه وابن اخيه. كذلك روى بالتفصيل كيفية قيام افراد السوات بالاجهاز على صبي جريح من اهل الناحية بالكواتم بينما كان مختبئآ تحت احد الاسرة ! وقد وصف هذا الشاهد في الفلم ملابس اعضاء السوات وسماهم باسمائهم. وذكر كذلك رعب قوات الشرطة منهم حيث ذكر عن آمر مفرزة للاخيرة قوله ان السوات قد صادرت منهم اجهزة الاتصال وانه رجاه التزام الصمت خوفآ من القتل ! ونفس الكلام ردده عن قائد العمليات (لم يحدد اية عمليات) الذي رجاه التزام الصمت طالما ما زال السوات في المنطقة !

في الفيلم الثاني (2) نرى شاهدآ آخر يروي قصة مقتل اخوه المسن واسمه الحاج كريم وابنه علاوي الطالب في الثانوية. فيذكر كيف انه في اليوم التالي بعد المعارك بين تنظيم داعش والقوات الامنية اي يوم الاحد دق جنود السوات على باب اخوه هذا. وكيف انه بمجرد فتح الباب دخلوا في البيت وشرعوا يتجاوزون على اهل الدار بالشتائم والسباب والتهديدات !! وذكر كيف ان السوات قامت بالاعتداء بالضرب على اخوه المسن هذا وابنه بعدما حبسوا النساء في إحدى الغرف. بعدها قاموا باعتقال الاثنين واخذهما معصوبي الاعين نحو نهر خريسان. ثم يقول الشاهد انه بعدما استبشر خيرآ كون اهليه هذان احياء وانه سيتمكن من إخراجهما بطريقة او باخرى من الاعتقال , بلغه من احد معارفه بمقتلهما وبنشر صورهما على الانترنت !
ويمضي الشاهد في إعطاء شهادته فيتكلم بمرارة عن الشعارات الطائفية المخزية التي تركتها قوات السوات على جدران المدينة متسائلآ عن حق اية قوات تكون هذه التي تتصرف بمثل هذا النفس النفس الطائفي المقيت ؟ (4). وذكر ايضآ عنهم بانهم كانوا يقومون بترويع اهل بهرز بتهديدهم بميليشيات العصائب.

الشاهد الثالث والاخير وهو حسب تعريفه لنفسه قال انه ممثل مفوضية الانتخابات في بهرز(3) , ذكر من بين ما ذكره من معلومات قائلآ بسخط كيف انه كان يحاول الاستنجاد تليفونيآ بقيادات القوات الامنية مثل الفريق عبد الامير الزيدي والمقدم جميل (الشمري) والعقيد... (لم يكن اسمه واضحآ في الفلم) بعد انتشار اخبار الجرائم المروعة للسوات. إلا انه لم يفلح كون بعضهم قد اغلق جهازه.


اعتمادآ على كلام هؤلاء الشهود نرى ان من حقنا كمواطنين طرح اسئلة جدية حول الاساس الذي يجري بموجبه تدريب افراد هذه القوات وتهيئتهم نفسيآ. فما الذي يحشى في رؤوسهم واي تهييج طائفي يجري تربيتهم عليه يا ترى ليتحولوا الى وحوشآ طائفية مريضة ؟ ... وليقوموا بارتكاب المذابح والفظائع المقرفة وترويع الآمنين بدلآ من قيامهم بالواجب الذي انشئوا لاجله وصرفت عليه المليارات وهو حماية ارواح واعراض الناس ؟
ما الذي سيتبقى من هذه القوات الامنية إن كانت لا تتصرف باحسن من سفلة بلاكووتر والجيش الامريكي اللذان طردناهما من بلادنا ؟ هل تحولت القوات الامنية العراقية الى فرق موت يا ترى , ام هي نفسها فرق الموت إياها التي روعت الآمنين من العراقيين ايام العنف الطائفي الاسود ؟

على ضوء هذا من حقنا طرح اسئلة اخرى لابد منها تتعلق بما درج على اشاعته حول مسؤولية ما يسمى بداعش. فهل كان يجري تضخيم ونفخ حجم هذا التنظيم الاجرامي للتغطية على إخفاقات وتجاوزات تقوم بها القوات الحكومية ؟
كم من التجاوزات الاخرى قامت بها هذه القوات ؟ وهل اوعز للاعلام بتنسيب كل جرائم هذه القوات لداعش ؟

متى سنرى نتائج لجنة التحقيق برئاسة صالح المطلك حول احداث بهرز هذه ؟

على هذه الاسئلة ننتظر الإجابة من لدن المالكي وقياداته الامنية.


الروابط
(1) سوات قتلت اخوتي
http://www.youtube.com/watch?v=XSlUlwxeIf4

(2) شاهد يروي مآساة بهرز احداث يومي 23 24 اذار 2014
http://www.youtube.com/watch?v=E6FrdgGnmZc

(3) استاذ عامر يتحدث بحرقة عن مجزرة بهرز وضحاياها
http://www.youtube.com/watch?v=ler1Wn7YlVQ

(4) ما كتبته قوات سوات على جدران مدينة بهرز في ديالى
http://www.youtube.com/watch?v=17oRh2JFgKQ

#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات