مكونات مقلقة في التحالف المدني

سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 15:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

تعتمد مصداقية اي حزب او تجمع سياسي على مصداقية الرسالة التي يوجهها للناخب , وايضآ على تاريخ وسيرة ناقل الرسالة. هذه نقاط معروفة لكل منا. وتكاد تكون النقطة الثانية اي التاريخ والسيرة اهم من النقطة الاولى , وتفرض غطاؤها على محتوى الرسالة. فهي التي تعطي للرسالة مصداقيتها وتحدد قوة مقبوليتها لدى المتلقي. بعكس هذا , اي ان يكون الناقل مجهول التاريخ والسيرة او ذو تاريخ مهزوز او ان يكون مشبوهآ او مرفوض كليآ , فاي معنى واية مقبولية ستكون لرسالته وإن تمسحت بآيات النظافة والصدق ؟

مناسبة هذا التذكير هو التحالف المدني الذي ينوي الحصول على بضعة مقاعد في الانتخابات النيابية بمعية صوت المواطن المستاء من اداء احزاب الاسلام. وقد بدأ التحالف المدني يستعد منذ مدة بعقد اللقاءات والتحالفات لهذا الهدف. إلا اننا من باب الحرص على إنجاح التوجه نحو الدولة المدنية التي تحترم مواطنيها وتسعى لخدمتهم وعلى مصداقية الاحزاب المدنية , نرى ان من واجبنا طرح موضوع التحالفات على الرأي العام بعدما قوبلت اعتراضاتنا سابقآ ومحاولات الاستعلام بالصمت والتجاهل التامين !
فقبل حوالي الشهرين نشر على موقع التيار الديمقراطي اخبار الاجتماع الذي اجري مع جهات سياسية لغرض الدخول في الانتخابات النيابية القادمة. وقد جرى نشر اسماء الاحزاب والتكتلات السياسية التي شاركت في الاجتماع التي اسست لاحقآ التحالف المدني (1).
لفت انتباهنا لدى اطلاعنا على قائمة الجهات المشاركة غياب كل تعريف بها وبتاريخها , وغياب كامل لاسماء رؤوسائها وادنى نبذة عنهم. وكان المفروض توفير هذه المعلومات إذ انه من حقنا نحن الناخبون المؤمل منهم ايصال هذا التحالف لمجلس النواب. فهل ان الفكرة المراد ايصالها هو وجوب التصويت مغمضي الاعين وبدون اسئلة ؟
وإذ لا يبدو ان احدآ يعرف عنهم شيئآ خصوصآ لنا نحن كتلة المليونين من ناخبي الخارج (ولا نعلم عن واقع ناخبي داخل العراق) , فقد ارتأينا القيام بعملية البحث والتقصي بانفسنا. وقد وجدنا نتيجة التقصي هذه المجموعة من المشاركين (اضفنا اليه اسم رئيسها مما وجدنا) :

- نهضة الاهالي , رئيسها د. مصطفى الهيتي
- حزب الاصلاح العربي الديمقراطي , رئيسه ثامر العبادي
- حزب العمال الثوري العربي , رئيسه غير معروف !!

تشترك هذه المجموعة بجملة امور منها كما اسلفنا غياب ادنى معلومة عن تاريخها , وعن سنوات التأسيس والخلفية السياسية والاجتماعية مع غياب تام لكل سيرة ذاتية لرؤوسائها. فلا مقابلات ولا تحقيقات ولا عدد اعضاء ولا مناطق النفوذ او التواجد , ولا حتى موقع على الإنترنت ! فهل هي احزاب حديثة جدآ.. ام انها اشباح ؟ ما تكون هذه الظلمة الغريبة المحيطة بكل هؤلاء ؟ والسؤال هو لماذا جرى التحالف مع هذه الجهات المجهولة الخلفية والتي تخشى الضوء والتعريف بنفسها ؟

خلال عملية البحث عن خلفيات هذه المجموعة وقعت على نتف من معلومات. وهذه النتف ليست مما يسر الحريصين على امن وسلامة البلد والنظام السياسي فيه. وما كان لنتف المعلومات هذه ان تبقى نتفآ وسط ظلمة إعلامية حالكة لو ان رئاسة التحالف المدني قد حرصت على مصداقية رسالتها التي تريد ايصالها للناخب. فكيف لنا من التأكد من مصداقية الاطراف اعلاه ؟

نتف المعلومات هذه اعطتنا تصريحات للدكتور مصطفى الهيتي يدافع فيها بشدة.... عن منظمة خلق الارهابية. وهو يعتبرهم لاجئين في العراق ويطالب الحكومة بتوفير الحماية لهم مستشهدآ باتفاقية جنيف (3/2). والكل يعرف ان هذه المنظمة الارهابية قد جاءت للعراق باتفاق مع نظام المقبور وقامت بمهاجمة العراقيين خلال الانتفاضة بعد حرب الكويت. ويطالب جميع العراقيين باخراجها من العراق إذ تعتبر قوة احتلال اجنبي وقد كتبنا سابقآ عن تورطهم في اعمال إرهابية في ايران بمعية الموساد الاسرائيلي (4).
كذلك وفرت لنا نتف المعلومات مقابلة للسيد ثامر العبادي وهو يعرف بحزبه قائلآ بالحرف الواحد : "هو حزب قومي وخلفيات جميع عناصره القيادية كانت بعثية منتمية إلى حزب البعث الاشتراكي".(5).
اظن ان الموضوع ليس بحاجة الى تعليق.
واخيرآ عن حزب العمال العربي الثوري الذي لا معلومة عنه ولا رئيس معروف وجدنا له موقع على الفيسبوك جرى تزيينه بعلم ما يسمى بالجيش الحر !! ... ومقابلة صحفية لاحد مسؤوليه يتكلم عن اصل حزبه حيث تتطاير فيه الرموز البعثية من مثل "رفاقه" علي صالح السعدي وهاني الفكيكي (7/6) ! الم يكونوا هؤلاء "الرفاق" هم من ذبح الشعب العراقي وقواه الوطنية بمعية حرسهم القومي بعد انقلاب 8 شباط 1963 ؟ هل يراد منا إيصال هؤلاء لمجلس النواب ؟

استنتاجنا... هل يعقل ان من آخر اولويات التحالف المدني هو التدقيق يمصداقية تحالفاته ؟ فهل لم يجد التيار الديمقراطي , صاحب المبادرة إلا متعاطفين مع منظمة خلق وإرهابيين وبعثيين ليرسي معهم تحالفآ ؟ ولماذا كل هذا التعتيم حولهم ؟
(وقد رأينا تصرفآ مماثلآ لهذا التيار عندما اتى بالمدعو مثال الآلوسي الذي سبق ذكره في مقالات لكتاب آخرين(8). وهو عميل اسرائيلي مفضوح جرى إدخاله في تحالف يراد له مجابهة مجاميع اللصوص الحاكمة).

وعلى اعتبار ان ثمة تشابهآ في الاسماء والاحزاب , أليس من مسؤولية التحالف ورئاسته توضيح موقفها درءآ للالتباس وحفاظآ على مصداقيته تجاهنا نحن الناخبين ؟

لا يتجاوز عمر التحالف المدني الشهرين وليس له نشاطآ سابقآ لنستدل منه على اتجاهاته الحالية. لكن يطل علينا فجأة بمعية هذه الشلة الغريبة المجهولة حينآ او المشبوهة حينآ آخر. وينتظر منا ايصالها بصمت لمجلس النواب من دون طرح اسئلة من جهتنا ولا تقديم التوضيحات التي هي من حقنا ! فهل تبادر الى ذهن التحالف المدني عن حقنا كمواطنين وناخبين بالحصول على ضمانات نزول تصويتنا في الخانة الصحيحة ؟

اعتمادآ على اجابة التحالف المدني على اسئلتنا سيتحدد موقفنا من التصويت عن عدمه.
الروابط
1- نحو تحالف واسع يضم القوى المدنية الديمقراطية بيان صادر عن اجتماع القوى الوطنية المدنية والديمقراطية http://www.t-dir-aq.com/?p=2328

2- الهيتي: وجود سكان معسكر أشرف قرب بلدهم الأصلي يعطيهم نكهة خاصة لهم كلاجئين في العراق
http://iraq4allnews.dk/ShowNews.php?id=28217

3- الدكتورمصطفى الهيتي:مؤتمر مدينة أشرف عزز عملية المصالحة الوطنية في العراق
http://ncr-iran.org/ar/2011-04-01-13-55-17/iran-resisatnce/1827----------.html

4- نطالب بطرد منظمة خلق الارهابية من العراق
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/is/27tm.htm

5- أمين عام حزب الإصلاح العربي الديمقراطي الأستاذ ثامر العبادي:
http://ichrakate.blogspot.nl/2008/04/blog-post_01.html

6- حزب العمال الثوري العربي
https://www.facebook.com/HzbAlmalAlthwryAlrby

7- عضو المكتب السياسي للحزب العمالي الثوري العربي يروي قصته لـ «الصباح»
http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=38177

8-
التحالف المدني تماهي إسرائيلي ومراهنة ضمنية على سقوط العراق
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/637132119677194
القوى الديمقراطية والآلوسي – تحالف إنتحاري جديد؟
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/611822615541478

#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل