|
التربية والتعليم ( سلاح الاستعمار الجديد )
فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 22:48
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كنت أُغادر الهند للتو ، "أكبر ديمقراطية على وجه الأرض"، كما يصفونها ، على متن الخطوط الجوية القطرية وزّعت مضيفة طيران قبل الاقلاع، نسخاً من صحيفة نيويورك تايمز الدولية ، كان عنوان إحدى قصص الغلاف "الصين تحذّر بشدة من الأفكار الغربية ". وبطريقتها اللاذعة المعتادة، وهي صحيفة يمكن وصفها بسهولة بأنها الرائدة في الدعاية الغربية الرسمية ، علّقت: "انهم هناك، يختبئون في المكتبات المكدّسة ، ويهمسون في قاعات المحاضرات، مسلحين بالكتب الخطيرة والمسابقات القصيرة التخريبية: " يخطط الأعداء الأجانب لغزو أكاديمي خفيّ في الجامعات الصينية." "هكذا يقول وزير التعليم في الصين، Yuan Guiren ، الذي حذّر من تهديدات الأفكار الأجنبية في الجامعات في البلاد ، "المعلمون الشباب والطلاب هم الأهداف الرئيسية للتسلل من قبل قوات العدو"، وكتب السيد Yuan يوم 2 شباط في مجلة النخبة ، واسمها "البحث عن الحقيقة"، موضحاً أن "بعض الدول"، التي تخاف من صعود الصين، "كثّفت التسلل بطرق حذرة ومتنوعة ".وهذا صحيح. كل ذلك واقعي إلى حد ما، حتى لو كان التلصص مزخرفاً ، وعلى الرغم من السخرية التي يمكن التنبؤ بها.ولكن لن تكتب نيويورك تايمز الدولية عن الصين، اذا لم يكن هناك "أبعد من ذلك بكثير". ما تبع ذلك كان الدعاية النموذجية المناهضة للصين ، والتي هي نفسها حقاً ليست صعبة ، مزيد من التدقيق، لتحديد من تسلل من قوات العدو ". تقف الصين متهمة مرة أخرى ، عارية أمام "هيئة المحلفين الغربية الحرة جداً والموضوعية ، أمام الصالحين" ، تفرض رقابة على المعرفة، وتقطع تدفق المعلومات، وتجري بدقة وبجنون العظمة ما يبعث على السخرية. ولا يبدو أن الملايين من القراء لوسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز الدولية أو الإيكونوميست يُدركون عبثية ما يُقدّم لهم! القطريون أو الهنود والأوروبيون ، وحتى بعض القراء الصينيين. إنهم مقيدون بالكامل بالطريقة الغربية للحكم وتحليل العالم، في الماضي والحاضر والمستقبل.اسمحوا لي أن أقول ذلك بصراحة ووضوح: نحن لا نتحدث عن شيء افتراضي، قطعي، أو وهمي. وهذا ليس له علاقة بنظريات المؤامرة . الدعاية الغربية، الأفضل، والأعتى، والأكثر اكتمالاً وتقدماً على الأرض، تمكنت بالفعل من اختراق وتدمير عشرات الدول على كوكبنا. وقد حرفت أيضاً عدداً لا يحصى من الحركات الشيوعية والاشتراكية اللائقة والمشرفة، وأجبرتهم على الدفاع عن أنفسهم ، والتشدد وجنون الاضطهاد ،عند مهاجمتها والإضرار بها وإثارتها، وهناك احتمالات أن البلدان سيكون هذا رد فعلها . وهذا هو ما تريده: إجبارهم على الدفاع عن أنفسهم، ثم تصرخ: "نعم! أُنظروا! إنهم يفرضون الرقابة ويحظرون ! "انا اتحدث عن الاتحاد السوفياتي والعديد من بلدان أوروبا الشرقية. وأيضاً دول في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. تم التسلل إلى الكثير منها ، وإجراء عمليات غسل الأدمغة ، ومحاصرتها ومن ثم تدميرها. حتى عادت إلى ما كانت عليه قبل الحكم الاشتراكي القصير - تحت الحذاء الإمبريالي. وكل ذلك باسم الحرية والديمقراطية وتدفق المعلومات. لقد عملت في العديد من هذه البلدان، وعشت في بعضها. أنا أعرف بالضبط ما أكتب عنه، وأنا أعلم ذلك مباشرة ! لم يتم التسلل والدعاية من خلال وسائل الإعلام فقط. هناك العديد من الطرق الأكثر فعالية لتلقين الناس، على سبيل المثال من خلال استخدام وإساءة استخدام "الثقافة" والتعليم أو ما يُنظر إليه هذه الأيام على أنها التربية (Education).الطريقة التي تستخدم فيها الإمبريالية "الثقافة" واضحة: يضع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، الدول العميلة له والمستعمرات على نظام من أدنى درجات الثقافة القذرة . الفردية المفرطة . الفرقعة، ومقاس واحد للجميع. إذا غزت الولايات المتحدة بلداً أو نجح انقلاب برعايتها ، يُعتقل الفنانون الكبار ويُعذبون و يختفون ، وتُغلق استوديوهات السينما ودور النشر ، وأعظم "مثال" على كيفية تدمير تفكير الشعوب التي تتعرض للغزو او الانقلابات المدعومة من الولايات المتحدة بسرعة وفعالية هو إندونيسيا، ذُبح ما بين 1 - 3 ملايين شخص بعد الانقلاب العسكري عام 1965 بتنظيم من الغرب ، لم يكن الذين قُتلوا من "الشيوعيين" و "الملحدين" فقط. كان حوالي 40٪-;- من الضحايا من المعلمين،. وكذلك الرسامين والممثلين والكتاب. أُنشئت أمة جديدة لا تحترم الإنجازات الفكرية السابقة من الرماد. أمة سلبت الشركات الغربية مواردها الطبيعية ، وهي تستهلك وتستهلك وتستهلك. أمة لا تفكر و لا تتمرد، أمة بهياكل دينية قمعية ومستوردة، أمة تستمع إلى أغانيك القديمة من عقود "، مثل " I did it my way "، و " Feeling"، وهي في حالة ذهول ، أمة تختبئ الكراهية والعنف تحت السطح فقط: أمة ارتكبت ثلاث جرائم إبادة جماعية (1965، تيمور الشرقية، والآن جريمة مستمرة في بابوا)، أمة تشبه ملجأً مجنوناً قذراً أو حلبة مصارعة ، أكثر من كونها بلداً حقيقياً. هناك العشرات من النماذج المقلدة، والعشرات من "إندونيسيا"، في جميع أنحاء العالم. اندونيسيا هو نموذج خلقه الغرب ، وما زال يدعمه ويتكاثر حتى الآن. اندونيسيا هي ما يريده الغرب في العالم: لا إبداع، لا تمرد، لا كفاح لعالم أفضل، لا فكر بديل. فقط ، الدين، والرأسمالية ، النزعة الاستهلاكية ، والفرقعة ، والفساد الأخلاقي الكامل والاضمحلال! يسهل في مثل هذا العالم التلاعب والسيطرة! من أجل الحفاظ على هذا النموذج الإندونيسي ، يُرسل عشرات الآلاف من الشباب من النخب من أكثر الدول البائسة على الأرض للتعلّم في الغرب، أو في اليابان (بلد آخر تم إجراء عملية جراحية لدماغه بنجاح وتحول إلى مكان يقدم منحاً دراسية للطلاب الآسيويين، فقط من أجل تحويلهم إلى مخدرين موالين للغرب أكثر من الغربيين أنفسهم). تُرسل جموع أخرى من الشباب إلى المدارس المحلية الخاصة الدينية أساساً ، حيث يتم تشكيلهم من كارثة من المخالب القمعية والمتعصبة للغاية ، ومن خلال الهياكل الأسرية غير المثقفة . (أُنظروا : الجميع يستمع الى نفس الأغاني القديمة لفرانك سيناترا ، ويشربون كافيه لاتيه في ستاربكس، ويستخدمون نفس الاختصارات على الفيسبوك الخاص بهم). ثم يتم الترويج للغباء وعدم وجود الإبداع كأشياء لطيفة علمانية يانعة ، أما الذين لا يعجبهم ذلك فغير مرغوب بهم . "العالم المرعب" هذا تم إطعامه قسراً للروس أثناء حكم يلتسين والتشيليين أثناء حكم بينوشيت. ولكن تمرد الشعب هناك، تم تدمير هذين البلدين من قبل الغرب، ولكن مع تاريخهما الهائل من التعليم والمعرفة. التعليم الخاص بهم. المعرفة الخاصة بهم ! لم يقبلوا. تخلّصوا من الطغاة الذين يخدمون تصاميم الإمبريالية الغربية. رفضوا الحيوانات المستنسخة من الوحش سوهارتو في دولهم. الفاشية والخنوع ليست طعماً يتذوقّه الجميع! لكن دولاً أخرى استسلمت. الهند وقطر والفلبين وتايلاند وكينيا ونيجيريا ومصر وبولندا، وباراغواي، ومنغوليا، على سبيل المثال لا الحصر. والصين الآن تحت النار، وكذلك روسيا وفنزويلا وكوبا وإيران وكوريا الشمالية واريتريا والدول الأخرى التي تصر على اتباع مسارها الخاص، وتدافع عن مصالح شعوبها .يدفع الغرب كل الدول المذكورة أعلاه إلى الزاوية ونحو المواجهة. لا يهم، أن تضيع الكثير من الأرواح، مرة أخرى، وفي وقت قريب. نسخة جديدة من الحرب الباردة هي الآن على قدم وساق، ومن الغرب حصراً، امام هذا الهجوم. تصبر هذه البلدان ولكن وكلما زاد الصبر والعزم، تزداد شيطنتها . رفض العديد من الدول أن تقدم، الطاعة، والخدمة للغرب، يُنظر إليه في لندن وباريس وواشنطن، على أنه "استفزاز"، حتى " هجوم " على مصالح " الأخيار" . اذا رفضت دولة أن تُصبح مستعمرة للغرب، يحتفظ الغرب بحقه في "الانتقام"! الدعاية الغربية ضد الصين ذات أبعاد هائلة. وهي صناعة بمليارات الدولارات أيضاً . تولّد الملايين من فرص العمل بأجر جيد: أولئك الدعاة، "الصحفيين"، العلماء والوكلاء والمحللين الاستراتيجيين والجنود. لا شيء يخشاه الغرب أكثر من اشتراكية أممية ناجحة في الصين. من الواضح لماذا. لأنه إذا نجحت الصين أو فنزويلا أو كوبا أو روسيا، أو كلها معاً، فإن الفاشية ، النظام الإمبريالي الغربي يقترب من النهاية أكثر! والغرب لا يمكنه التخلي عن سيطرته على العالم.. الغرب مريض جداً بشهوة السلطة ، منذ قرون! التعليم الآن إحدى ساحات القتال وبالنسبة لبلد عادي، التربية والتعليم هي مجرد التربية والتعليم. ولكن بالنسبة للديماغوجيين الحقيقيين للامبريالية ، التربية والتعليم إحدى الثغرات التي يمكن من خلالها اختراق البلد "المتمرد" وتدميره. تحدثت في عام 2013 تحدثت في جامعة Tsinghua في بكين. نظمت الجامعة ورشة لمدة يومين عن أعمالي. عُرضت أفلامي، وسمحوا لي أن أتكلم عن الوضع الحالي في العالم. تفاعلت بحرية مع الطلاب والأساتذة . ما صدمني ليس "المشاعر المعادية للغرب". إذا كانت هناك بعض منها ، فقد كانت مخبأة بشكل جيد، لأن الشعب الصيني مهذب للغاية. ما صدمني تماماً كان عكس ذلك: كثير من هؤلاء المثقفين الصينيين الشباب الذين يتحدثون الإنجليزية، تم تلقينهم الدعاية الغربية عن العالم بعمق وحتى عن بلدهم! أعطاني المحررون من April Media مثالاً على ذلك: عندما تُرجمت كتب رئيسة عن الحملات الاستعمارية الأوروبية في نصف الكرة الغربي، ونُشرت في الصين، غمرت دور النشر تقريباً خطابات الاحتجاج: "أوقفوا حماقات الثورة الثقافية! الشعوب في الغرب نبيلة ، لم تقتل المواطنين الأصليين في أمريكا الشمالية والجنوبية! محلات بيع الكتب الصينية أكثر تنوع فكري من أي شيء يُمكن العثور عليه في المكتبات الرئيسية في لندن أو نيويورك أو هونغ كونغ . هناك الكثير: الكثير عن النظرية الشيوعية، وهناك الأفلام السوفيتية على دي في دي، وهناك السير الذاتية لرؤساء الولايات المتحدة والكتب النظرية في الأعمال والاقتصاد، وكذلك كل شيء تقريباً من البوب، إلى الخيال العلمي عالي الجودة، سواء الغربي أو الآسيوي. تُبدي هونغ كونغ، أساساً مناهضتها للشيوعية وضد البر الصيني الرئيس على الشاشة. الكتب المتوفرة تطرح أفكاراً تماماً من جانب واحد. عندما كتبت مؤخراً عن مظلة "الثورة"، في هونغ كونغ كان من السهل إدراك أنني أعني طلاب هونغ كونغ الذين لقّنوا معلومات خاطئة تماماً، المتعصبين بشكل مثير للشفقة وأدمغتهم مغسولة. وتألفت شعاراتهم أساساً من الدعاية التي تنشرها القوى الاستعمارية السابقة. لم أتمكن من العثور على كتاب مؤيد للشيوعية، وكتاب واحد موال للصين في جميع مكتبات شيكاغو ونيويورك وباريس وطوكيو. هذا حقاً غريب جداً، نظراً لحقيقة أنه ربما النموذج الأكثر نجاحاً، أو واحداً على الأقل من النماذج الناجحة . لم أجد كتاباً واحداً عن الصين الشيوعية. ولا كتاب واحد! وأكرر! معرفة الشعب الصيني عن الغرب أكبر بما لا يقاس من معرفة الغربيين عن الصين. في الواقع، يجهل الغربيون في الغالب تماماً عن ذلك، على الرغم من شعورهم أنهم مؤهلون للحكم عليها. إذا سألت طفلاً صينياً من الذين يذهبون إلى المدرسة الابتدائية، هناك احتمال انه او انها يعرف على الأقل بالاسم، العديد من الكتاب الغربيين، والموسيقيين، والسياسيين. أنا أعرف كثيراً من الرجال والنساء الأوروبيين ، حملة الشهادات العليا، الذين لا يستطيعون تسمية كاتب واحد صيني، ولا يعرفون موسيقياها الكلاسيكية، أو عضو واحد من الحكومة الصينية. يعرف كل شخص صيني من البالغين تقريباً ، من الناحية النظرية، بأن الدول الغربية "ديمقراطية متعددة الأحزاب". هل يعرف الغربيون كيف يعمل النظام الصيني؟ معظمهم، مثل الببغاوات، يكررون أنه نظام "غير ديمقراطي"، ولكن هل يعرفونه حقاً؟ تتقيأ الجامعات الغربية والجامعات في الدول العميلة مؤخراً خريجين مناسبين تماماً لخدمة النظام، والطغيان، والإمبريالية. يعرف الخريج كيفية التفكير في الإطار المسموح بها، وهو مكيف لعدم الخروج ، والتفكير بشكل مختلف أو بشكل مستقل. تمت صناعتهم وتشكيلهم ضمن مواصفات المادة 9-5. لا تخرج المؤسسات الغربية للتعليم التأكيد خريجين قادرين على كسر الجليد، وإنما مراكب موثوقة! يمكن للسادة الاعتماد عليها ليسيطروا على العالم. تُرسل دول مثل اندونيسيا وتايلاند والهند وكوريا الجنوبية ونيجيريا وكينيا، الطلاب من النخب للجامعات الغربية، للحصول على التعليم ". ثم يشكل الخريجون للتفكير مثل السادة الاستعماريين ، أو العبيد الجيدون للسادة الاستعماريين . وفي المقابل، من شبه المؤكد يحصلون على وظائف جيدة الأجر في الداخل أو الخارج وكذلك التقدير وهذا كل ما يهمهم . .لم يتم تصميم مثل هذا التعليم لإنتاج العقول الثورية، لخلق الناس الذين سوف يحسنون الحياة في بلدانهم. مثل هذا التعليم هناك مصمم لتأمين وضمان الوضع الراهن إلى الأبد، وليبقى نظام السيد والعبد في العالم سائداً. وأيضاً لإقحام القيم الغربية تماماً في أدمغة الشباب الذين سيصبحون في نهاية المطاف الحكام في بلدانهم ، أو سيعملون وسطاء بين الامبريالية والسكان المحليين ، وهذا واضح في دول مثل تايلاند والفلبين والهند وكينيا. تحدد " التربية والتعليم" مسبقاً "القيم" التي سيكتسبها الخريج ولمن يكون ولاؤه .على سبيل المثال، بغض النظر عن الفصاحة ، تلقى شاب كيني أو إندونيسي "خبير" تعليمه في الغرب أو في بعض المؤسسات المحلية على النمط الغربي، يُصبح أكثر ولاء لمصالحه الشخصية (ومصالح الأسرة أو العشيرة) للشركات وللنظام الرأسمالي بشكل عام، من ولائه للبلاد وشعبها. هذا هو مفتاح الفساد، المادي والمعنوي. من المهم أن ندرك أن الفساد هو الأكثر انتشاراً حيث النخب التي تلقت تعليمها في الخارج، والذين حقنتهم الجامعات الغربية "بالقيم"، والأديان و "الثقافة"، من خلال الهبات والمنح الدراسية، والتمويل وغيرها من الوسائل، ووجد النظام التعليمي الغربي مؤخراً طريقه إلى معاقل تُديرها الدول ،مثل الجامعات الوطنية والتعليم النظامي . وقد تم بالفعل إعداد العديد من المحاضرين وتلقينهم في الخارج ، وفي وقت لاحق من هذا العام، سأكتب مقالة مفصلة حول هذا الاتجاه، وذلك باستخدام أمثلة، من عدة جامعات في الهند وإندونيسيا وأفريقيا. إنه تصميم مخطط له بشكل جيد للغاية وقاتل ، قاتل للبلدان المتلقية. وسأكتب مقالاً أطول بكثير عن "الرقابة على المطبوعات"، وذلك باستخدام كوبا وفنزويلا والصين كثلاثة أمثلة متنوعة جداً. وسأكتب أسئلة صعبة وهذا واحد منها: " هل تملك الدول التي تتعرض لهجوم من الغرب الحق الأخلاقي، والالتزام بالدفاع عن نفسها، من خلال فرض الرقابة على المطبوعات وقطع تدفق المعلومات المضللة والدعاية لمواجهة الفتنة المفتوحة ومحاولات زعزعة استقرارها وتدمير شعوبها ؟ على متن الخطوط الجوية القطرية، التي نقلتني من بلد هائل (الهند) الذي على الرغم من كل الدعاية الغربية اليائسة التي تسميه "أكبر ديمقراطية على وجه الأرض"، يبقى النظام فيه فاشل ووحشي ، وتبقى دولة إقطاعية قمعية إلى بلد رأسمالي صغير جداً (قطر)؛ الذي ينشر جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية أكثر أشكال العنف من الإسلام في جميع أنحاء العالم نيابة عن الغرب، وأنا استمتع مراراً وتكراراً بجمال الجملة الأولى من التقرير لنيويورك تايمز الدولية : "انهم هناك، يختبئون في المكتبات المكدّسة ، ويهمسون في قاعات المحاضرات، مسلحين بالكتب الخطيرة والمسابقات القصيرة التخريبية: " يخطط الأعداء الأجانب لغزو أكاديمي خفيّ في الجامعات الصينية " ما مدى صحة التقرير وهل هو مكتوب بشكل جيد ؟ الحقيقة المرة مكتوبة فقط في أول فقرتين من الفقرات الافتتاحية! بعد ذلك كل شيء ملتو . لا ينبغي للصين أن تتبع طريق الهند واندونيسيا وشرق أفريقيا. الحكومة والحزب الشيوعي الصيني مضطرون لوضع مصالح شعوبهم أولاً. هل تقول نيويورك تايمز الدولية أنه لا يوجد أعداء أجانب يخططون لغزو أكاديمي خفيّ في الجامعات الصينية ؟ تُنكر الصحيفة حقيقة واضحة للجميع ولكل من يعمل بشكل وثيق مع المؤسسات الأكاديمية الصينية؟ كان وزير التعليم في الصين Yuan على حق في الواقع، وكان مهذباً جداً. يمكن للمرء أن يستخدم العديد من الطرق المختلفة لوصف الواقع "على الأرض". أحد أصدقائي وهو أكاديمي هندي استخدم مؤخراً لغة أكثر سخونة من ذلك بكثير: "لا يعرف هؤلاء الأوباش الدمويون كيف يقفون . لقد اختطفوا نظام التعليم الهندي بأكمله ، خصخصوه وخربوه، سيُعيدوا تحويلنا مرة أخرى، الى عبيد وخدم لهم، مقابل الاعتراف بنا وبألقابنا واعطاءنا النقود. ستتوقف البلاد عن الاختراع والانتاج وحتى التفكير ، إذا استمر هذا الاتجاه! يجب أن نقدّم يد العون لوزير التعليم الصيني معاً، وفي انسجام تام، علناً أو سراً ، بالكتابة عن هذا العمل المروع وهو من المحرمات (في الغرب) موضوع: "كيف أصبح التعليم سلاحاً آخر في الحروب، تستخدمه الدول الغربية "الاستعمار الجديد والإمبريالية ". مترجم ANDRE VLTCHEK
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشيني ( التعذيب عبادة)
-
إرهابيون أم مقاتلون من أجل الحرية ( جنّدتهم المخابرات الأمري
...
-
الإرهاب الأمريكي ضد كوبا (موجز تاريخي)
-
مأساة النساء في الهند
-
القناص الأمريكي : يغذي المرض العميق في المجتمع الأمريكي
-
غزة في أريزونا
-
الطائرات المسيّرة وأخلاقيات جديدة للحروب
-
القناص الأمريكي : يُطلق النار على الحقيقة
-
طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (2)
-
طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (1)
-
الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية
-
رسالة من المعذبين في الأرض
-
نعوم تشومسكي - شارلي ابدو : نحن جميعاً مستهدفون
-
أنتم تُطلقون النار كالمعاقين : تسجيلات رفح وتطبيق توجيه هاني
...
-
عام الطائرات بدون طيار القاتلة
-
غزة : حرب واحدة ، عائلة واحدة ، 5 أطفال ،4 شهداء
-
اليس في بلاد عجائب فيتو مجلس الأمن
-
بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة
-
العائلة التي تملك المناطق الحرة وتدعم الاستيطان في الضفة الغ
...
-
تقرير التعذيب الأمريكي :(نعوم تشومسكي وديك - الجانب المظلم-
...
المزيد.....
-
راماسوامي: سأقوم مع إيلون ماسك بـ-ترحيل جماعي للبيروقراطيين-
...
-
ترامب يكشف عن خطة إدارته بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا
-
آبل تطور حزاما لساعاتها الذكية بمواصفات خاصة
-
خبراء يحذرون من خطر منتجات التنظيف على الصحة
-
روسيا تحضّر لإطلاق قمر -Aist-2T-
-
روسيا.. مواصلة العمل على تصميم مروحية جديدة
-
روسيا تدرس إمكانية المساهمة في إطلاق برنامج -غاغانيان- الفضا
...
-
المعارضة الجورجية الموالية للغرب تستعد لشل العاصمة تبليسي
-
مفاجأة جديدة في تعيينات ترامب.. روبرت كينيدي المشكك باللقاحا
...
-
شغب وصيحات استهجان خلال مباراة إسرائيل وفرنسا بأمم أوروبا
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|