أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية














المزيد.....

الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 14:14
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تخيل أنك تعيش في بلدة أو ضاحية أُطلق بها سفاح ، سلاحه الأساسي القاتل هو قنبلة أنبوبية مليئة بالمقذوفات المعدنية الصغيرة والمتفجرات. وقد صُممت القنابل لقتل وتشويه كل ما يُحيط بمنطقة الانفجار. وعادة تستهدف أسلحة القاتل الرجال ، ولكن يُقتل عدة أشخاص آخرون في المنطقة القريبة في كثير من الأحيان بما في ذلك النساء والأطفال. ويتم إرسال مذكرة إلى وسائل الإعلام في كثير من الأحيان بعد الهجمات تُحذر من هجمات مستقبلية إلا إذا استسلم المستهدفون للقاتل أو القتلة. إن عدم القدرة على التنبؤ بالهجمات المستقبلية يخلق خوفاً دائماً في المنطقة، ويترك كل سكان المنطقة قلقين على مستقبلهم وسلامة أسرهم.
الآن تخيل أن القاتل هو جيش الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية. وأن القنابل الأنبوبية هي الطائرات بدون طيار المسلحة بمتفجرات قوية تكفي لقتل كل شخص في مساحة بضعة مئات من الأمتار ، على الرغم من أن الطائرات بدون طيار ليست موجهة بشكل عشوائي، إلا أن الناس في المناطق المستهدفة يظنون ذلك . وبعبارة أخرى، لا يعرف أحد في محيط المنطقة المستهدفة متى أو أين على وجه الدقة سوف تضرب الطائرة وسوف تقتل ..
وبناء على ذلك، فإن السكان المحليين في المنطقة المستهدفة يبقون في الداخل، ولا يرسلون أطفالهم إلى المدرسة أو يذهبون إلى العمل ودائماً يأملون ألّا تتعرض أسرهم للقتل في الهجوم المقبل. ثم تضرب طائرة بدون طيار، بداية رجلاً يشرب الشاي مع زملائه. تجذب صرخات الجرحى والقتلى جيرانه، الذين يذهبون لإغاثة الجرحى. بعضهم بسرعة والبعض الآخر لا ، لعلمهم باحتمال توجيه ضربة طائرة بدون طيار ثانية مصممة لقتل رجال الانقاذ. ثم، يسود الصمت.
قُتل أكثر من 3500 شخص ، منذ بدء استخدام الطائرات بدون طيار القاتلة من قبل الولايات المتحدة . وكان العديد من القتلى من المدنيين. يعتمد عدد المدنيين الذين قُتلوا على كيفية تصنيف الولايات المتحدة للمدنيين. تميل الحكومة الأمريكية لاعتبار كل الذكور في المنطقة المستهدفة الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً غير مدنيين (وهو في حد ذاته مصطلح غامض نوعاً ما)، ولا تعدّهم كالقتلى المدنيين، حتى عندما يكون واضحاً أنهم لم يشاركوا في القتال. إذا تم تطبيق هذا المقياس على الوفيات التي حدثت عندما حلقت الطائرات في مركز التجارة العالمي في 11 أيلول 2001، يبدو من المعقول أن نفترض أن عدد القتلى من المدنيين في هذا الحدث سينخفض إلى عدد قليل جداً. أنا لا أقترح أن نفعل هذا، ولكني ألفت النظر إلى الإحصاءات المتعلقة بالوفيات الناجمة عن الطائرات بدون طيار التي نشرتها الحكومة الأمريكية (والشركات ذات الصلة) هي لخدمة المصالح الذاتية ، وفي أحسن الأحوال، غير صادقين إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بأعداد القتلى المدنيين .
تعلم المحامية Marjorie Cohn كل من القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي ، وهي رئيس سابق لنقابة المحامين الوطنية ، ومؤلفة كتاب "الطائرات بدون طيار والاغتيالات : القضايا القانونية والأخلاقية، والجيوسياسية "، الكتاب الذي صدر مؤخراً . ويشمل هذا الكتاب مداخلات كتبها محامون، وقادة دينيون وناشطون مناهضون للحرب وغيرهم وهم في الغالب من الولايات المتحدة، وتشمل أيضاً الأسقف Desmond Tutu من جنوب افريقيا والناشط في مجال حقوق الإنسان Ishai Menuchin من إسرائيل. تغطي المقالات كما يشير العنوان إلى موضوع الاغتيالات التي تتم بواسطة الطائرات بدون طيار وفرق القوات الخاصة من خلال مجموعة متنوعة من المنظورات . ومع ذلك، فإن المنظور الأساسي هو منظور القانون الدولي. وكان هناك توافق بالإجماع من كل الكتاب أن عمليات القتل هذه غير قانونية بجميع مقاييس القانون الدولي تقريباً.
من تدمير Richard Falk لمنطقية سياسات حكومة الولايات المتحدة أكاديمياً ، إلى الرواية الموجعة عاطفياً للناشط Medea Benjamin عن قتل أطفال كريم خان في غارة لطائرة بدون طيار في 31 كانون أول عام 2009 في شمال غرب باكستان، يقدم كتاب الطائرات بدون طيار والقتل المستهدف حججاً مقنعة وقوية تُطالب بوضع حد لهذا التكتيك الأخير في حرب واشنطن على العالم. توسع المراسل المتخصص في التحقيقات Alice K. Ross في الافتراضات التي طرحها الكتاب الآخرون وتحدى ليس فقط عدم وجود وثائق رسمية ولكن أيضاً المعيار المستخدم لتحديد من قتل في الوثائق التي لا وجود لها. قارن كتاب آخرون الاغتيالات نقطة بنقطة مع تبريرات الحرب العادلة الفخرية والقانون الدولي فقط للعثور على افتقار سياسة الاغتيالات بدون طيار للأسف للقانونية ، بدءاً بوصف الاغتيالات الإسرائيلية.
باختصار، هذا الكتاب هو هجوم سريع واطلاق النار على سياسة الولايات المتحدة بتنفيذ الاغتيالات باستخدام الطائرات بدون طيار أو وسائل أخرى. وهو أيضاً يلقي الضوء على أصول هذه السياسة في هجومات تل أبيب ضد الفلسطينيين واغتيالها القادة الفلسطينيين بالهجومات الصاروخية والكوماندوز. والأهم من ذلك هو إضافة معللة، وقانونية للمطالبة بوقف هذه السياسة الآن وإلى الأبد. وافضل الكلمات التي يمكن أن اقولها بعد قراءة هذا الكتاب، لوصف السياسة الأمريكية في القتل المستهدف والاغتيالات بالطائرات بدون طيار أو أي وسائل أخرى هي نفس الكلمات التي تحدث بها باراك أوباما في أعقاب عمليات القتل الأخيرة للصحفيين في باريس من قبل رجال تم وصفهم بسرعة بالإرهابيين. على حد تعبير الرئيس الأمريكي، عمليات القتل هذه "جبانة، و"هجمات شريرة."
مترجم
Ron Jacobs



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من المعذبين في الأرض
- نعوم تشومسكي - شارلي ابدو : نحن جميعاً مستهدفون
- أنتم تُطلقون النار كالمعاقين : تسجيلات رفح وتطبيق توجيه هاني ...
- عام الطائرات بدون طيار القاتلة
- غزة : حرب واحدة ، عائلة واحدة ، 5 أطفال ،4 شهداء
- اليس في بلاد عجائب فيتو مجلس الأمن
- بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة
- العائلة التي تملك المناطق الحرة وتدعم الاستيطان في الضفة الغ ...
- تقرير التعذيب الأمريكي :(نعوم تشومسكي وديك - الجانب المظلم- ...
- آخر يوم في الخليل
- نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟
- هذا ليس اعترافاً !!
- صناعة الأسلحة الإسرائيلية تقبض ثمن الحرب على غزة
- غزة: منازل مدّمرة وحياة مدّمرة
- طائر العنقاء الفلسطيني
- في القدس - يُريدون معبداً دموياً-
- معركة القدس
- الفلسطينيون في القدس (بلا جنسية)
- جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية