أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟















المزيد.....

نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحدث المناورات الدبلوماسية
تُفيد التقارير أن السلطة الفلسطينية تسعى إلى تصويت في مجلس الأمن على قرار يقضي بالانسحاب العسكري الاسرائيلي من فلسطين المحتلة في موعد أقصاه شهر تشرين ثاني 2016. وقد أدان رئيس الوزراء الاسرائيلي مثل هذا القرار لأنه يجلب الإرهاب إلى ضواحي تل أبيب، ولن يتم السماح بحدوث ذلك. تناور الولايات المتحدة، كالعادة، في مثل هذه الأوضاع لتجنب الظهور بمظهر أنها معزولة في الاعتراض على مثل هذا القرار، وتستخدم لغة أقل صرامة، وتطلب من السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر عقدها في 17 آذار، عام 2015. ويفترض ان التأخير له ما يبرره حيث ينظر البيت الأبيض الأمريكي إلى نتنياهو على أنه عقبة ، لا يجب تعزيزه بتعريض اسرائيل لضغط من الخارج يؤثر سلبياً على نتائج الانتخابات ، وخاصة من الأمم المتحدة. هذه المبادرة جزء لا يتجزأ من مختلف التحركات التمويهية لإحياء نهج أوسلو الميت (المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع الولايات المتحدة كوسيط). ويعزز الفرنسيون قراراً يتضمن إحياء هذه المفاوضات المتوقفة حالياً، بهدف تحقيق سلام دائم خلال فترة سنتين على أساس إقامة دولة فلسطينية، تنال العضوية الكاملة الفورية لفلسطين في الأمم المتحدة، وبلغة تعترض على النشاط الاستيطاني باعتباره يعرقل عملية السلام. وعموماً، تمارس الحكومات الأوروبية ضغوطاً لاستئناف المفاوضات المباشرة، واظهار قلقهم إزاء تدهور الوضع على الأرض جنباً إلى جنب مع تزايد العداء للسلوك الإسرائيلي الذي وصل إلى مستويات جديدة منذ العدوان القاسي الذي شنّته اسرائيل لمدة51 يوماً على قطاع غزة في الصيف الماضي. ويبدو ذلك لي (سياسة الإيماء) حيث لا يوجد دليل على ان المفاوضات التي ستستأنف تتمتع بأي احتمال أفضل للنجاح من الجهود التي فشلت في الماضي ، وستعطي إسرائيل فقط وقتاً إضافياً للتحرك في اتجاه نهاية لعبتها الواضحة على نحو متزايد لفرض الحل الأحادي.
التأمل في مرحلة ما بعد أوسلو
أظهرت الأحداث المروعة للأشهر القليلة الماضية في القدس وقطاع غزة على حد سواء أعماق العداء والتوتر بين اليهود والفلسطينيين وعدم جدوى الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة كمسار لسلام مستدام بشكل مطلق. هذا ليس وقتاً للناس ذوي النوايا الحسنة - الأمم المتحدة والحكومات - لتدير ظهرها لما يبدو في السطح إما أنه لا يمكن التوفيق بينها أو أن انتصاراً إسرائيلياً على وشك الحدوث . التحدي الذي يواجه الجميع هو النظر من جديد كيف يمكن لهذين الشعبين أن يتمكنا من العيش معاً داخل مساحة فلسطين التاريخية. نحتاج لتفكير جديد يحصل بعيداً عن الثنائي العقيم : دولة واحدة / دولتين، ويجرؤ على التفكير في المستقبل بعيون جديدة تعتمد على الحقوق التي أقرّها القانون الدولي. سوف تقاوم إسرائيل مثل هذا النهج قدر استطاعتها وفهمها أنها قد اكتسبت اليد العليا من خلال الاعتماد على قوتها العسكرية وتأكدها أنه إذا سمح للقانون الدولي بلعب دور في ترسيم معالم حل عادل ستخسر في قضايا هامة مثل الحدود واللاجئين والقدس والمستوطنات والمياه. الخطوة الضرورية نحو سلام مستدام هي التغلب على تصور واشنطن ضيق الأفق للصراع. لا يوجد إشارة أفضل على أن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين التي ترأسها الولايات المتحدة تتفكك من الضجة السخيفة التي أثيرت عقب مقال بمجلة كتبه Jeffrey Goldberg ["الأزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل 28 تشرين أول 2014] والذي اورد فيه أن مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض لم يذكر اسمه كبير دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ب" التافه" ،بسبب رفضه العنيد لتحمل مخاطر " السلام ". ويُفترض ان هذا الرفض العنيد وضع التزام واشنطن بنهج أوسلو "المفاوضات المباشرة تحت إشراف دبلوماسي أمريكي " تحت سماء سوداء، ولكن لأنه لا يوجد أي وسيلة بديلة للحفاظ على الدور المركزي للولايات المتحدة في التفاعل بين النخب الحاكمة من الطرفين، فهناك عيون مغلقة تحافظ على أسوأ عملية غير مجدية في غرفة الإنعاش . "إنها أسوأ من غير مجدية لأن اسرائيل تستولي على الاراضي في الضفة الغربية للمستوطنات والمستوطنين والطرق للمستوطنين فقط، والجدار العازل وتتدهور باستمرار الآفاق الإقليمية الفلسطينية.
كان انهيار محادثات كيري بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في نيسان نقطة تحول سلبية لرئاسة أوباما وحتى الآن ما زالت تصرّ على أن نهج أوسلو خارطة طريق قابلة للحياة وهي الوحيدة التي يمكنها حل الصراع. منذ تم تقديس إعلان مبادئ أوسلو الشائن في حديقة البيت الأبيض عام 1993، اعتبرت حكومة الولايات المتحدة فقط أن هذا الإطار الدبلوماسي يمكن أن يُنهي الصراع، وإلى هذا اليوم تعترض على أي تحركات من جانب الحكومات لاتخاذ خطوات من تلقاء نفسها. [وخلال رئاسة جورج بوش كان هناك فاصل زمني اعتمد خلاله على "خارطة الطريق" باعتبارها وضعت لتحسين نهج أوسلو حيث تم تأكيد الالتزام بفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة صراحة في خطاب بوش في 24حزيران عام 2002، واضفاء الطابع الرسمي بعد ذلك في 30 نيسان 2003؛ وفي هذه الفترة نفسها تم إنشاء "اللجنة الرباعية" في مؤتمر مدريد في عام 2002 على ما يبدو لتوسيع نطاق المشاركة الدبلوماسية بإضافة روسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة، ولكن في الواقع همّشت اللجنة الرباعية تماماً على مدى العقد الماضي ] . يعتمد نهج أوسلو على المفاوضات المباشرة بين الطرفين بإشراف الولايات المتحدة، وعلى الرغم من دورها المنحاز المكشوف ، تبقى الولايات المتحدة وسيطاً حصرياً ودائماً. عيّن رؤساء الولايات المتحدة المبعوثين الخاصين لهذه المفاوضات فقط بعد اعتمادهم من AIPAC مثل دنيس روس ومارتن انديك دون أدنى مراعاة للحساسيات الفلسطينية ، وكأن الانحياز الصارخ ليس مشكلة. ولا يؤثر ذلك على إسرائيل ، والسلطة الفلسطينية خانعة دائماً إما عن ضعف أو سذاجة. ولم يقتصر الأمر على إطار أوسلو المشين نفسه لانحيازه حتى الآن إلى جانب واحد، ولكن ، كان الافتراض الضمني غير اللائق في العملية أن الفلسطينيين سيواصلون المفاوضات دون الحق في تقديم شكوى حول الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي، ويبدو ذلك واضحاً في النشاط الاستيطاني غير القانوني المستمر. عندما اشتكى الفلسطينيون بحسن نية في عدة مناسبات أن هذا النشاط الاستيطاني لا يتفق مع المفاوضات ، تعرضوا للصفع على الفور ، علماً بأن هذه الاعتراضات تتداخل في عملية السلام، وأن القضايا المتعلقة بالمستوطنات سيتم تأجيلها حتى مرحلة المفاوضات حول "الوضع النهائي". والتأكيد للفلسطينيين أن هذه القضايا ستعالج في نهاية عملية السلام بعد أن يتم الاتفاق على العناصر الرئيسية للحل. كان هذا ضاراً جداً على الموقف التفاوضي للفلسطينيين إذ كانت الميزة الوحيدة في علاقتهم بإسرائيل أن القانون الدولي لصالحهم فيما يتعلق بمعظم القضايا العالقة. وإلى جانب السماح لإسرائيل بمواصلة التوسع الاستيطاني، بدلاً من تجميد الوضع الراهن، كان من الواضح أنه غير ملائم لفلسطين. إذا تم استبعاد الاعتراضات القانونية فإنه ليس من المستغرب أن المساومة الدبلوماسية من شأنها أن تعكس "الحقائق على الأرض"، والتي كانت تماماً في صالح إسرائيل، وستتراكم شهراً بعد شهر. وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل في أي نقطة لم تبد استجابة لمقترحات (مكان ) إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وفقاً للهدف المعلن
بعد أكثر من 20 عاماً على استمرار الموقف العلني العبثي لواشنطن – نهج اوسلو هو الحل فقط – تبدأ من جديد. تتحرك الحكومة الإسرائيلية بصورة محتومة نحو فرض حل من جانب واحد ( دولة اسرائيل فقط )، وتضم جزءاً كبيراً من الضفة الغربية. فقد استولت مؤخراً على 1000 فدان من الأراضي الاستراتيجية لتسهيل أكبر توسع استيطاني منذ أوائل التسعينيات، وأعطت الموافقة على بناء 2600 وحدة سكنية إضافية في مختلف مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية التي فيها بالفعل أكثر من 650000 مستوطن . وبالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس الإسرائيلي الحالي، رؤوفين ريفلين، هو داعية علنية من النسخة المتطرفة للمشروع الصهيوني الذي ينطوي على تمديد حدود اسرائيل لتشمل كل فلسطين كما هو محدد في الانتداب البريطاني. ويرفض حق الفلسطينيين في تقرير المصير ومقترحات المساواة في المعاملة لكلا الشعبين في إسرائيل الكبرى، ويقترح ان يقدم للفلسطينيين حقوق الإنسان، وسيادة القانون، والفرص الاقتصادية والسياسية غير المقيدة داخل إسرائيل في مقابل التخلي عن الطموحات السياسية لأي دولة خاصة بهم أو ترتيب لتقاسم السلطة على أساس المساواة مع إسرائيل. لا يوجد أي احتمال أن يقبل الشعب الفلسطيني، أو حتى قادته مثل هذه الصفقة الخاسرة.
وللفلسطينيين نسختهم الخاصة المتواضعة من الحل من جانب واحد، ، تبدو أكثر خيالاً من مشروع سياسي. وهو إنشاء دولة خاصة بهم في حدود 1967، وموقف غامض تجاه الكتل الاستيطانية وحتى القدس الشرقية، والاعتماد على الضغوط السياسية لإجبار اسرائيل على الانسحاب. هذه الدولة تقام على 22٪-;- أو أقل من فلسطين التاريخية، وتشمل الزعم المربك إلى حد ما أن فلسطين هي بالفعل دولة في أعين المجتمع الدولي، بعد أن تم الاعتراف بها على هذا النحو من قبل 134 دولة في قرار للجمعية العامة في 29 تشرين أول 2012. وهي حالياً ولتعزيز هذا الموقف جعلت الأردن يقدّم مشروع قرار نيابة عنها إلى مجلس الأمن يقترح استئناف المفاوضات المباشرة لتسعة أشهر أخرى (يرافقه تجميد بناء المستوطنات)، يليها انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية. وعلى العموم، يبدو أن هذا النهج الفلسطيني غير مدروس لعدد من الأسباب. ويبدو من خلاله الصراع على احتلال الضفة الغربية فقط، ويترك مصير قطاع غزة والقدس الشرقية على جانب، وكذلك ما يحدث لعدة ملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة أو في المنفى. ويظل أيضاً التمييز جزءاً لا يتجزأ من قوانين الجنسية الإسرائيلية التي تقلل من وضع الأقلية الفلسطينية 20٪-;- في إسرائيل إلى وضع من الدرجة الثانية في الدولة اليهودية التي نصبت نفسها.
ومن بين المشاكل المتوقعة من انهيار أوسلو ،التوقعات المتناقضة. الأحادية التي يسعى لها نتنياهو تتعارض تماماً مع أي نوع من دولة فلسطينية قابلة للحياة تشيّد داخل حدود عام 1967، وتلك القوى اليمينية المعارضة له أكثر تطرفاً. وبالمثل، ما تقترحه السلطة الفلسطينية وهو القضاء على معظم المستوطنات الإسرائيلية، وتفكيك الجدار الأمني، والتخلي عن الشبكة الإسرائيلية من الطرق، في حين تتجاهل تلك المظالم الفلسطينية التي لا ترتبط بشكل مباشر مع القضايا الإقليمية. كل هذه الإصدارات من الحل ما بعد أوسلو محكوم عليها بالفشل لأنها تشرّع دون أن تأخذ سلوك الآخرين بعين الاعتبار. الحل الاسرائيلي غير مقبول لأنه يتعارض مع قرار مجلس الامن القديم 242.لا ترغب جميع الاطراف التخلي عن حل الدولتين. وتواصل واشنطن وحتى تل أبيب ورام الله بالسعي لهذا الحل، على الرغم من أن نتنياهو أخبر الشعب الإسرائيلي أنه بعد تجربته مع صواريخ حماس في تموز وآب الماضيين ، لن يتم السماح بظهور دولة فلسطينية مجاورة في الضفة الغربية التي من شأنها أن تجلب التهديدات الفلسطينية إلى قلب إسرائيل. وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على حل مؤطر فيما يتعلق بإقامة دولة داخل حدود عام 1967، وقبلت حتى حماس منذ عام 2006 على خطة تهدئة لمدة 50 سنة من أجل التعايش السلمي مع إسرائيل تنهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وترفع الحصار عن غزة. هذه هي تنازلات كبيرة من الجانب الفلسطيني خاصة أن خطة الأمم المتحدة للتقسيم لعام 1947 منحت 45٪-;- من فلسطين التاريخية للفلسطينيين واقترحت تدويل كامل مدينة القدس. وبُنيت مبادرة السلام العربية عام 2002 على نفس المنوال ويشمل الاقتراح التزاماً بإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية كاملة مع إسرائيل. تم تعديل هذا الاقتراح للجامعة العربية وعُرض على المؤتمر الإسلامي، ووافق عليه الجميع مع امتناع إيران عن التصويت، وقبل عام ونتيجة للضغوط الأمريكية ولجعله أكثر جاذبية لإسرائيل تم تعديله من خلال الاعتراف بالمخاوف الأمنية الإسرائيلية. وفي الآونة الأخيرة، أرسل 106 من المتقاعدين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين ذوي الرتب الرفيعة رسالة إلى نتنياهو حثوه بقوة على هذا الحل نفسه "الدولتين"، وأدانوا ضمناً الأحادية الإسرائيلية وأنها ستؤدي إلى مستقبل تتم فيه الحروب الدورية من النوع الذي حدث الصيف الماضي في غزة. ويجادل أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن هذه السياسات التوسعية تضعف الأمن للسكان الإسرائيليين بأكملهم. وأكدوا تراجع إسرائيل الأخلاقي المرتبط بحفظ ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال المطول، الذي يقولون أنه غير ضروري من وجهة نظر أمنية. ومن غير الواضح في هذه الرسالة مصير المستوطنات وتتجاهل حقوق اللاجئين الفلسطينيين وأن القدس ستظل تحت سيطرة إسرائيل الموحدة. ولكن هذه المبادرة تعبر عن الإجماع الناشئ أن المفاوضات على غرار أوسلو فشلت باستمرار. وتقترح الرسالة الانسحاب الجزئي من جانب واحد كخيار بديل لحل الصراع لا يستند فقط على المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين، والتي فشلت مراراً وتكراراً.
لم تعد أوروبا أيضا، تقبل نهج أوسلو الذي تكون الولايات المتحدة وحدها في مقعد السائق. والتصويت في البرلمانات الاوروبية في السويد وبريطانيا يعبران عن نقد الطريقة التي تعاملت فيها إسرائيل والولايات المتحدة مع الصراع. وهذا تطور مرغوب فيه ولكن يقترن ذلك مع بعض السمات الرجعية. تقترن هذه المبادرات بإيمان متجدد في النهج القائم على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، والدعوة لتجديد المفاوضات دون إعطاء أدنى إشارة لماذا تتم جولة أخرى من المحادثات إن لم تسفر عن أي نتائج مختلفة عن الماضي. ويبدو مثل هذا التشخيص أكثر صحة في الوقت الحاضر مما كان عليه في الماضي نظراً لأن تحركات إسرائيل نحو حل أحادي الجانب، والتي يخفيها نتنياهو نوعاً ما حتى لا يتعرض لنقد الولايات المتحدة وأوروبا. وينبغي أن يكون واضحاً للجميع الذين يرغبون في النظر أن إسرائيل خلقت ظروفاً لا رجعة فيها تحول من إقامة دولة ذات سيادة فلسطينية قابلة للحياة.
الطريق إلى الأمام
الجدل المتوقع حول مبادرة السلطة الفلسطينية في مجلس الأمن هو مشهد جانبي دون أي عواقب جدّية. يجب أن يكون هناك اعتراف واضح من قبل السلطة الفلسطينية أن المفاوضات المباشرة غير مجدية في ظل الظروف الحالية، وفهم عام بأنه ما لم تغير إسرائيل السلوك والنظرة لا يوجد أمل في حل النزاع من خلال الاعتماد على الدبلوماسية. وهذا سيجعل اللجوء إلى المقاومة السلمية عبر BDS، ومثل هذه التكتيكات الأخرى كمنع تفريغ سفن البضائع الإسرائيلية، هو أفضل خيار لأولئك الذين يسعون إلى سلام عادل. أعتقد أن نهج اوسلو فقد مصداقيته ، ومع عدم اهتمام القيادة السياسية في إسرائيل، التي تلعب جنباً إلى جنب مع واشنطن من خلال المفاوضات المباشرة. ينبغي تشجيع الحكومات الأوروبية التي أبدت بعض المبادرة بالدعوة إلى الاعتراف بفلسطين لاتخاذ خطوات أخرى ترفض دعوات استئناف المفاوضات ما لم تُبد إسرائيل صدقها من خلال تجميد النشاط الاستيطاني، وتؤكد استعدادها للانسحاب إلى حدود عام 1967 في أحسن الأحوال، وفي رأيي، أن ننسى الدبلوماسية الحالية ، ونفهم أن المستقبل الفلسطيني يعتمد على تعبئة قوية للمجتمع المدني العالمي تضامناً مع الحركة الوطنية الفلسطينية. وتكتسب حملة BDS الحالية زخماً يوما بعد يوم، وبرنامجها السياسي هو أكثر تمشياً مع رغبات الشعب الفلسطيني من مقترحات السلطة الفلسطينية أو حماس. عندما لا تؤدي الدبلوماسية الحكومية ولا الأمم المتحدة إلى حل مرض للصراع الذي تسبب في عقود من المعاناة والحرمان، فقد حان الوقت لتأييد نهج المواجهة. هذا هو نوع من السياسة الشعبوية التي ساعدت في إنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والفوز في العديد من النضالات المناهضة للاستعمار. لقد وصلنا إلى مرحلة في التاريخ العالمي ان الشعوب، وليس الأسلحة ولا المؤسسات الدولية، لديها القدرة على التكيف والصبر للفوز في النضال الشرعي الذي ينطوي على القانون والأخلاق.
يبدو أن التحدي المتمثل في العيش معاً على أساس من المساواة هو الإطار الوحيد الذي يقدم للطرفين رؤية سلام مستدام بشكل ملموس، ويبدو أن هذا يتطلب من إسرائيل أن تكون دولة يهودية متميزة من كونها وطن قومي لليهود. لا يمكن التنبؤ بمقدار المعاناة وإراقة الدماء التي ستحدث قبل هذا النوع من الرؤية، وعلى ما يبدو ان هذا الاحتمال بعيد في الوقت الحاضر.
مترجم
Richard Falk



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ليس اعترافاً !!
- صناعة الأسلحة الإسرائيلية تقبض ثمن الحرب على غزة
- غزة: منازل مدّمرة وحياة مدّمرة
- طائر العنقاء الفلسطيني
- في القدس - يُريدون معبداً دموياً-
- معركة القدس
- الفلسطينيون في القدس (بلا جنسية)
- جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- الامبريالية تقصف العراق من 100 عام
- السلام الإسرائيلي (تطهير عرقي بكل معنى الكلمة)
- وعود المجتمع الدولي بإعادة إعمار غزة ( استغلال العمال الفلسط ...
- آخر أيام العدوان : تدمير الطبقة المهنية في غزة
- الصليبيون والصهاينة (هم ونحن )
- هل مقاطعة إسرائيل هي الطريق الصحيح للنضال من أجل حقوق الفلسط ...
- اغتيال الصورة : عبد الله نصر وال Hermes-900
- أمة استبدادية


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟