أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل المأهولة















المزيد.....



تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل المأهولة


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 09:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مقدمة
استهدفت الغارات الجوية الاسرائيلية خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة (عملية الجرف الصامد)، منازل مأهولة بالعائلات. قُتلت أو أُصيبت عائلات بأكملها، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال، من جراء هذه الغارات وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك دمار واسع في الممتلكات المدنية. ونفذت هذه الهجمات في سياق الصراع لمدة 50 يوماً، في الفترة من 8 تموز حتى 26 آب، حيث كان حجم الدمار والأضرار والوفيات والإصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين، والمنازل والبنية التحتية مروعاً. قُتل 1523 مدنياً، من بينهم 519 من الأطفال، من بين أكثر من 2192 فلسطيني قُتلوا خلال العملية وفقا للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، ، وبحلول موعد وقف إطلاق النار في 26 آب كان هناك حوالي 110000 من المشردين داخلياً الذين يعيشون في ملاجئ الطوارئ ومع عائلات مضيفة. تقدر الأمم المتحدة أن حوالي 18000 وحدة سكنية دُمّرت أو أصبحت غير صالحة للسكن، وتركت ما يقرب من 108000 شخص بلا مأوى. وهناك 37650 وحدة سكنية أخرى مدمرة، أطلقت حماس والجماعات المسلحة الفلسطينية الأخرى آلاف الصواريخ وقذائف الهاون العشوائية على المناطق المدنية في إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين بينهم أحد الأطفال، وإصابة العشرات من الإسرائيليين الآخرين بجراح ، بينهم ستة أطفال على الأقل بشظايا الصواريخ. وقُتل ما مجموعه 66 جندياً في القتال. وقد وثقت منظمة العفو الدولية، وما زالت توثق انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك أعمال القتل غير المشروع والإصابات في صفوف المدنيين وتدمير الممتلكات المدنية، سواء من جانب إسرائيل وحماس والجماعات الفلسطينية المسلحة.
تفحص منظمة العفو الدولية في هذا التقرير الهجمات الإسرائيلية المُستهدفة التي أُجريت على منازل مدنية مأهولة في ضوء التزامات إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي ، وتحديد قواعد سير العمليات العدائية. وهو يفعل ذلك من خلال التركيز على ثماني حالات، استهدفتها الهجمات الإسرائيلية وأسفرت عن مقتل 111 شخصاً على الأقل، منهم على الأقل 104 مدنياً، ومن بينهم عائلات بأكملها، ودمرت منازل المدنيين. تم اختيار الحالات لمجموعة متنوعة من الأسباب، منها توافر الشهود، وضوح الأدلة وعدد المدنيين الذين قُتلوا. وهي تشمل اثنتين من الحالات كان فيها ارتفاع في عدد الضحايا المدنيين بشكل خاص (33 مدنياً على الاقل قتلوا في تفجير بناء الدالي و 25 في تدمير منزل عائلة أبو جامع).وفي جميع الحالات الموثقة في هذا التقرير،لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تسبب أضرار مفرطة للمدنيين والممتلكات المدنية، كما يقتضي القانون الدولي الإنساني. وفي جميع الحالات، لم يتم تحذير مسبق للسكان المدنيين للسماح لهم بالفرار.
في أربع حالات (الهجمات على منزل عائلة أبو جامع ، ومبنى الدالي، ومنزل عائلة البكري ومنزل عائلة أبو دحروج)، الذي قُتل فيها ما مجموعه 66 مدنياً على الأقل ، كانت منظمة العفو الدولية قادرة على تحديد اسم شخص كان عضواً ظاهراً في جماعة مسلحة. ومع ذلك، وحتى لو كان هناك مقاتلاً أو هدفاً عسكرياً في الموقع (أو يعتقد أنه كان موجوداً)، فإن الخسائر في أرواح المدنيين أو الإصابات في صفوفهم والأضرار بالبنية المدنية تبدو غير متناسبة (مفرطة)، ولم تكن هناك ميزة عسكرية لتنفيذ الهجوم . ولكن نظراً لنقص المعلومات من السلطات الإسرائيلية، لم تتمكن منظمة العفو الدولية من معرفة ما تم استهدافه في هذه الهجمات. وفي الحالات التي لا يوجد فيها هدف عسكري، فإن الهجوم يمكن أن يشكل انتهاكاً لحظر القانون الإنساني الدولي الهجمات المباشرة على المدنيين وممتلكاتهم. وأن الهجمات الموجهة ضد الأهداف المدنية، أو على المدنيين أو الهجمات غير المتناسبة والعشوائية التي تقتل أو تجرح المدنيين هي جرائم حرب. الحقيقة أنه في هذه الحالات الثمانية التي تسببت في مقتل 104 مدنياً على الأقل، لم توضح اسرائيل ماذا استهدفت بهذه الهجمات، أو حتى لم تعترف بها وهذا أمر مقلق.
تندرج هذه الهجمات في نمط واسع النطاق. بالإضافة إلى الحالات المبينة في هذا التقرير، وقد وثقت منظمة العفو الدولية أكثر من 12 هجمة أخرى تسببت في مقتل مدنيين، بمن فيهم الأطفال، ودمرت كل أو جزء من منزل تسكنه عائلات مدنية . معظمها كانت هجمات جوية قامت بها الطائرات التي يقودها الطيارون.
وفي الأبحاث التي قامت بها منظمة بيتسيلم الاسرائيلية على نطاق واسع حول الهجمات الإسرائيلية على اختلاف أنواعها، بما في ذلك الهجمات خلال القتال العنيف في مناطق مثل الشجاعية وخزاعة، أدرجت منظمة حقوق الانسان الاسرائيلية بتسيلم تدمير 72 منزلاً في قطاع غزة كلياً أو جزئياً والعائلات بداخلها حتى 11 آب 2014 وقتل هذا التدمير 547 شخصاً، منهم 125 من النساء تحت سن 60، 250 قاصراً، و 29 كانوا من الناس فوق سن ال 60.

في جميع الحالات الموصوفة في هذا التقرير وحالات أخرى مماثلة خلال الصراع، لم تقدم إسرائيل معلومات بشأن الهجمات والأهداف المقصودة. ولم تشرح إسرائيل الاحتياطات التي تم اتخاذها لتجنيب الإضرار بالمدنيين في الهجمات التي استهدفت الأهداف العسكرية و نتج عنه وفيات وإصابات بين المدنيين وتدمير منازلهم . وتشكل الحالات الموثقة في هذا التقرير، فضلاً عن ادعاءات موثوقة أخرى خطيرة انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، ويجب أن يتم فيها تحقيق سريع ومستقل وغير متحيز ، وفقا للقوانين والمعايير الدولية، وحيثما يوجد أدلة كافية مقبولة، فإن الجناة ، سواء أكانوا مسؤولين عسكريين أو مدنيين، يجب أن يقدموا إلى العدالة في إجراءات تحترم بشكل كامل المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. ويجب أن تحصل عائلات الضحايا المدنيين وأسرهم على تعويضات كاملة. وبالإضافة إلى ذلك، من المهم أنه عقب التحقيقات، يتعين على الجيش الاسرائيلي أن يتعلم الدروس من هذه الحرب وتغيير مذهبه العسكري وتكتيكات القتال في المناطق المكتظة بالسكان مثل غزة وذلك لضمان الامتثال الصارم للقانون الإنساني الدولي، وخاصة مبادئ التمييز والتناسب.
المنهجية
لم تتمكن منظمة العفو الدولية من إرسال وفد من الباحثين لزيارة غزة منذ بداية الصراع. وقد رفضت السلطات الإسرائيلية، حتى كتابة هذا التقرير، السماح للمراقبين من منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى لحقوق الإنسان الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز الحدودي مع إسرائيل، على الرغم من الطلبات المتكررة للمنظمة منذ بداية الصراع. وأيضا لم تمنح السلطات المصرية الإذن للمراقبين بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح ، على الرغم من الطلبات المتكررة للمنظمة للقيام بذلك. واضطرت منظمة العفو الدولية بالتالي لإجراء البحوث عن بعد، يساندها باحثان مقرهما في غزة تم التعاقد معهما على العمل مع المنظمة لعدة أسابيع. وقد سافرا على نطاق واسع داخل القطاع، وزارا كل موقع موضح في هذا التقرير أكثر من مرة، وفي أقرب وقت ممكن بعد حدوث الضرر ، وأجريا المقابلات وسجلا شهادات الضحايا وشهود العيان في كل حالة والتقطا الصور والفيديو من المواقع. واستشارت المنظمة استشاريين وخبراء عسكريين لتفسير الصور والفيديوهات. هذا واستعرضت البيانات ذات الصلة على نطاق واسع مع الجيش الإسرائيلي والهيئات الرسمية الأخرى، ولكن لم يتوفر أي مؤشر حول توجيه أي من الهجمات في هذا التقرير إلى هدف عسكري معين. لذا قامت منظمة العفو الدولية بجهود كبيرة لتقييم الغرض العسكري، إن وجد، من كل هجوم. درست منظمة العفو الدولية أيضاً الوثائق ذات الصلة التي تصدرها وكالات الأمم المتحدة، الفلسطينيين والإسرائيليين وأخرى غير حكومية مثل المنظمات الأهلية والمسؤولين المحليين، ووسائل الإعلام، وغيرهم من الذين رصدوا الصراع، وتشاورت معهم حسب الحاجة. على الرغم من هذه الجهود، وعدم وصول الباحثين في منظمة العفو الدولية، وكذلك الخبراء العسكريين والطبيين الذين قد يرافقونهم ، والذي أعاق بشكل واضح عمل منظمة العفو الدولية، كما أعاق عمل منظمات أخرى لحقوق الإنسان والمنظمات التي ترغب في توثيق انتهاكات القانون الدولي في قطاع غزة. فالأدلة الطبية و الأسلحة المستخدمة، سواء في المباني المتضررة وأماكن أخرى، التي تساعد في مراقبة وتقييم كيف، ولماذا استهدفت بعض الأماكن، اختفت بسرعة. حيث يعاني السكان في غزة من نقص كبير في مساحة المعيشة، ولذلك بدأ السكان على الفور تقريباً بعد انتهاء الصراع، وبعد صراعات أخرى حديثة، بإزالة الانقاض،واستخدام ما يمكن إنقاذه لإعادة بناء منازلهم.أُخرجت شظايا الذخائر التي من شأنها أن تظهر الأسلحة التي استخدمت من الأنقاض المدمرة للمنازل من قبل عمال الدفاع المدني والهواة كهدايا تذكارية.
تمنع الحكومات التي ترغب في إخفاء انتهاكاتها لحقوق الإنسان عن العالم الخارجي منظمة العفو الدولية من الوصول إلى الأماكن التي ارتكبت فيها الانتهاكات. على الرغم من أن باحثي منظمة العفو الدولية كانوا على الدوام قادرين على الوصول إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، لم يُسمح لهم من قبل إسرائيل بدخول قطاع غزة عبر معبر إيرز منذ حزيران2012. انتقد تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن النزاع في غزة، والذي تم إعداده من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في عام 2009 بشأن انتهاكات القانون الدولي من قبل جميع الأطراف خلال عملية إسرائيل الرصاص المصبوب في قطاع غزة هذه السياسة قائلاً: "إن البعثة ترى أن ان وجود مراقبين دوليين لحقوق الإنسان تقدم مساعدة كبيرة ليس في التحقيق والإبلاغ فقط ولكن أيضاً في الإعلان عن الأحداث على الأرض. وأضاف: "من المرجح أن يكون لوجود المراقبين الدوليين لحقوق الإنسان، تأثير رادع ، لثني أطراف النزاع من الانخراط في انتهاكات القانون الدولي.
أرسلت منظمة العفو الدولية النتائج التي توصلت إليها إلى السلطات الإسرائيلية في 8 تشرين الأول 2014 وطلبت أية معلومات ذات صلة يمكن أن تقدمها حول كل من الحالات في هذا التقرير. وقد أرسلت المذكرة إلى ثلاثة أطراف إسرائيلية يمكن أن تقوم بالتحقيق في عملية الجرف الصامد - مراقب الدولة، لجنة التقصي في الأركان العامة للجيش ، ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست – وكذلك رئيس الأركان العامة ورئيس الوزراء ووزراء الدفاع، العدالة والشؤون الخارجية. وطلبت ايضاحات لماذا تم تنفيذ كل من هذه الهجمات ؛ ما المستهدف في هذه الهجمات ؛ ما الاحتياطات التي تم اتخاذها للحد من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين والمباني المدنية. وهل تم أو سيتم التحقيق في هذه الحالات . لم نتلقى أي استجابة قبل الانتهاء من التقرير، ولكن في حال تلقينا إجابة سوف تنعكس في المنشورات في المستقبل.
الغارات الجوية الاسرائيلية على المنازل المأهولة
أُلقيت قنابل أو صواريخ من الطائرات الاسرائيلية في ثماني حالات وثقتها منظمة العفو الدولية في هذا التقرير على منازل كانوا يعرفون أو يُفترض أنهم يعرفون أن فيها مدنيين في الداخل. وأسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 111 شخصاً، من بينهم 104 على الأقل من المدنيين، وجرح العديد من الآخرين. وتم تدمير أو إلحاق الضرر ب 34 من الشقق والمنازل المجاورة، لأكثر من 150 شخص، في هذه الهجمات.
في أربع حالات على الأقل - الهجمات على منزل عائلة الحلاق ومنزل عائلة عمار، ومنزل عائلة أبو جامع ، ومبنى الدالي ومنزل عائلة البيومي – زاد العدد الطبيعي للسكان في هذه المنازل بسبب وجود أفراد من الأسر التي فرت من مناطق التماس غير الآمنة عند الأقارب الذين بدا أنهم يعيشون في مناطق أكثر أمناً في غزة. تأريخ تحركات الأسر التي دمرتها هذه الهجمات يدل على النضال المؤلم من أجل البقاء خلال الحرب. آوت شقق كل من الحلاق و عمار أفراداً من الأسرة من الشجاعية، وهي منطقة شرق غزة تعرضت لأضرار جسيمة خلال النزاع. ومن التفاح، وهو حي في الشمال الشرقي من مدينة غزة (تعتبر الشجاعية والتفاح أماكن خطرة أكثر من غيرها ).انتقل إبراهيم شاكر أبو شوقة، الذي فقد زوجته وابنتيه في الهجوم على منزل البيومي، مع 10 من أفراد عائلته خمس مرات خلال الصراع في محاولة لالتماس الأمان. ذهبوا إلى منزل أحد أقاربه في حي زويدة، التي كانت مكتظة بالأقارب الفارين، ثم أمضى 10 أيام يخيم في مكتب بناء، حتى بدأ الجيش الاسرائيلي باستهدافه. ذهبوا في اليوم التالي إلى بيت البيومي، ثم إلى مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، حيث قضوا ليلة واحدة. وفقاً لإبراهيم أبو شوقة، كانت "المدرسة مكتظة بالناس، لم تكن هناك مرافق أخرى ... لم يتمكنوا من النوم ". لذلك قررت الأسرة العودة إلى بيت البيومي؛ كانت علاقة قرابة بينهم وعمة إبراهيم أبو شوقة تقيم هناك بالفعل. لقد كان قراراً قاتلاً لأنهم وصلوا ليلتين قبل الهجوم. الهجوم على مبنى الدالي- الذي قتل أكثر عدد من المدنيين من أي هجوم آخر خلال العملية الإسرائيلية الأخيرة. ألقت الطائرات الإسرائيلية دون سابق إنذار قنبلة جوية كبيرة هدمت مبنى سكنياً بأكمله، مما أسفر عن مقتل 36 شخصاً من أربع عائلات، بينهم 33 مدنياً على الأقل، من بينهم 18 طفلاً. تعتقد منظمة العفو الدولية أن هذا الهجوم كان يستهدف فرداً واحداً . وكان ثاني أكبر عدد سقط من المدنيين في هجوم واحد في عملية الجرف الصامد هو الهجوم على منزل عائلة أبو جامع الذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً، بينهم 25 مدنياً، من بينهم 19 طفلاً. نجا ثلاثة أشخاص فقط داخل المنزل في ذلك الوقت. كان الهدف واضحاً وهو مقاتل من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الذي لم يكن داخل المنزل في ذلك الوقت، ولكن يقال أنه يحتمي تحت الشرفة.
كان الهدف واضحاً في ثلاث من الحالات في هذا التقرير (مبنى الدالي، منزل عائلة البكري، ومنزل أبو دحروج)، وهو عضو في المجموعة العسكرية، يُستهدف عندما يكون في المنزل مع عائلته. ويُحتمل في حالة بيت البكري وجود اثنين من المستهدفين ، وهما على ما يبدو أفراد القوة العسكرية ،وفي الحالات التي يتبين فيها وجود عدد كبير من المدنيين ومن المتوقع أن يؤدي الهجوم إلى تدمير الممتلكات المدنية يجب إلغاء أو تأجيل الهجوم، أو على الأقل إعادة النظر في اختيار الوسائل أو توقيت الهجوم. وفي ثلاث حالات أخرى، كشفت التحقيقات المطولة والزيارات المتكررة من قبل عاملين في الميدان من منظمة العفو الدولية فقط مؤشرات محتملة: وجود شقة فارغة واحتمال وجود أشخاص غير معروفين في نفس الطابق مساء يوم الهجوم كما في حالة عائلة الحلاق. واحتمال أن الطابق الثالث من منزل عائلة البيومي استخدم من قبل ألوية القسام كما قال الجيران. وأن شقة في منزل عائلة النيرب تم تأجيرها لعائلة يرأسها شخص يعرف فقط باسم "أبو عمرة"، ويقال الآن أنه قد يكون عضواً في حماس أو الجهاد الإسلامي. وفي قضية أخرى، وهي حالة منزل عائلة اللوح، وهو موجود في مناطق مفتوحة نسبياً، يحتمل أن أعضاء في جماعة مسلحة قد أطلقوا الصواريخ من منطقة لا تبعد كثيراً عن المنزل خلال الليل.
لا تزيد الإصابات الجماعية والتدمير الواسع للمباني المدنية من الميزة العسكرية المتوقعة بسبب هذه الهجمات. وكان بالإمكان استهداف المقاتلين الذين كانوا أهدافاً واضحة في وقت مختلف أو بطريقة مختلفة لتقليل احتمالات التسبب في ضرر مفرط للمدنيين وتدمير المباني ، مثل المنازل العائلية، ويجب أن لا تتعرض المنازل للهجوم الا لحماية الجيش من هجوم مباشر أو إذا كان يتم استخدامها لتقديم مساهمة فعالة للعمليات العسكرية وتدميرها أو تعطيلها يقدم للجيش ميزة محددة. ولا يجعل وجود أحد أفراد مجموعة مسلحة في منزل ، المنزل نفسه هدفاً عسكرياً. واستخدام غرفة أو شقة محددة لا تجعل البناء الكامل هدفاً عسكرياً. تمكنت منظمة العفو الدولية في حالتين من تحديد الهدف، وهو أعضاء لمجموعة مسلحة كانت تستخدم، أو يعتقد أنها تستخدم غرفة محددة أو شقة في بناء من عدة طبقات. في مبنى الدالي، كانت غرفة معينة في الشقة فيها أجهزة كمبيوتر تُستخدم على ما يبدو كمكتب من قبل عضو في سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي. ووجود شقة فارغة في مبنى البيومي، (حيث قُتل 12 شخصاً)، قيل أيضاً أنها تستخدم من قبل مجموعة مسلحة. في هذه الحالات، كان الجيش الإسرائيلي ملزماً باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والممكنة من خلال تقييم آثار الهجوم واختيار الأسلحة وتوقيت الهجوم لتقليل الأضرار التي قد تصيب المدنيين إلى أدنى حد ممكن ، بما في ذلك إصدار تحذيرات مسبقة لإخلاء المباني والمنشآت المحيطة. وفي جميع الحالات، يتعين على الجيش الإسرائيلي التحقق من المعلومات والمخابرات التي تم الحصول عليها للتأكد من أن الهجوم ضد هدف عسكري.
يجب تعليق أو إلغاء الهجمات عندما يكون شك حول ما إذا كان الهدف في الواقع هدفاً عسكرياً أو إذا كان من المرجح أن يكون الهجوم مفرطاً (غير متناسب).وتُشير النماذج الموثقة في هذه الحالات الى استخدام الجيش الإسرائيلي قنبلة جوية كبيرة وأن هذه الهجمات كانت تهدف إما للتسبب في التدمير الكامل للأبنية أو ضمان قتل الأفراد المستهدفين دون الأخذ بعين الاعتبار ان هذا قد يسبب القتل والدمار لمن هم في جوارهم المباشر .يشكل استخدام القنابل الجوية الكبيرة لتدمير المنازل بالكامل دون سابق إنذار للمدنيين واستهداف المنازل المجاورة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ؛ والعبء يقع على المسؤولين الاسرائيليين لشرح لماذا يتم تكرار هذه الممارسات ، مما يشير إلى وجود سياسة في هذا المجال. في عدد من الحالات الأخرى، من الواضح أن الجيش الاسرائيلي قد أخّر عملية الهجوم أو اتخذ احتياطات إضافية عن طريق اختيار الأسلحة التي لا تسبب ضرراً مفرطاً للمدنيين والممتلكات المدنية كما فعلت في الهجمات السابقة، بما في ذلك من خلال شن ضربات جراحية على أشخاص معينين أو شقق بعينها.
عائلة الحلاق وعائلة عمار ، ومدينة غزة ( 20 تموز)
الأحد 20 تموز 2014، في حوالي 6:45: ضربت ثلاثة صواريخ شقة عائلة الحلاق التي تسكن في الطابق الثاني من مبنى قرطبة (تسعة طوابق ) في الرمال وهو حي سكني في وسط مدينة غزة. اخترق اثنين من هذه الصواريخ أرضية شقة عائلة عمار في الطابق الاسفل. وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة من أفراد عائلة الحلاق وأربعة أفراد من عائلة عمار. ضربت ثلاثة صواريخ شقة عائلة الحلاق. ضرب أحدها غرفة التلفزيون ، حيث يشاهد أطفال الحلاق الثلاثة الرسوم المتحركة على شاشة التلفزيون، مما أسفر عن مقتلهم وكذلك قُتل صاحب المنزل، في غرفة نومه عبر القاعة. ضرب صاروخ آخر المطبخ المجاور لغرفة التلفزيون مما أسفر عن مقتل ثلاث نساء، يقمن بإعداد وجبة الإفطار، خلال شهر رمضان. نجا خمسة من الرجال الذين كانوا في غرفة الجلوس، وتقع في الشمال الشرقي من الشقة من الضربة. وبعد عدة دقائق غادروا على عجل ، وضرب صاروخ ثالث غرفة الجلوس. على الأقل اثنين من هذه الصواريخ اخترقت الأرضية ودخلت شقة عائلة عمار في الطابق ألأسفل، مما أسفر عن مقتل أربعة من أعضائها، جميعهم من الأطفال.
زار باحثو منظمة العفو الدولية موقع الهجوم عدة مرات وتحدثوا إلى الناجين من العائلتين، وكذلك الجيران ومسؤولون في مركز الشرطة المحلية الذين ساعدوا في إزالة بقايا الأسلحة المستخدمة في الهجوم. نشرت منظمة العفو الدولية الصور للأضرار وشظايا السلاح في موقعها ،وفحص الخبراء العسكريون الصور ووصفوها بأنها بقايا من الصواريخ الموجهة الكبيرة التي من المرجح أن إطلاقها تم من الجو. تركت الصواريخ فتحات كبيرة قطرها عدة أمتار في أرضية شقة أسرة الحلاق في غرفة التلفزيون والمطبخ وغرفة الجلوس. تسببت الضربات الصاروخية في انهيار الجدران الخارجية على الجانب الشرقي من كلا الشقتين الحلاق وعمار.
كان هناك 12 شخصاً في شقة الحلاق وقت الهجوم، بينهم تسعة أفراد من العائلة الذين كانوا مختبئين هناك بعد أن فروا من منازلهم في مناطق أخرى. هاني محمد الحلاق وأسرته - زوجته هالة أكرم الحلاق (27 عام) وابنهما، محمد هاني الحلاق (2عام)، تم استضافة والد هالة، الدكتور أكرم حسن الحلاق (65 عام)،أستاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة الأقصى، وزوجته سعاد محمد الحلاق،( 62 عام)؛ ثلاثة أشقاء لهالة، حسن، ومحمد ويوسف وابن عمهما رائد. وزوجة حسن، سمر أسامة الحلاق مع طفليهما، كنان( 6 أعوام)وساجي ( 4أعوام)، وكان الدكتور أكرم الحلاق ترك الشجاعية مع ابنيه محمد ويوسف وابن أخيه رائد بعد أن تلقى مكالمة مسجلة مسبقاً من الجيش الإسرائيلي توجهه وغيره من السكان لإخلاء المنطقة. حسن وسمر الحلاق ينتظرون ولادة وشيكة لطفلهما الثالث وانتقلت إلى شقة شقيقه لتكون بالقرب من المستشفى. حسن الحلاق هو خريج حائز على جائزة من جامعة أكسفورد بروكس،و يعمل كمتخصص في المدفوعات الإلكترونية في بنك فلسطين في قطاع غزة في السنوات ال11الماضية.هاني وهالة الحلاق وابنهما محمد، ماتوا جميعاً، كما ماتت سعاد الحلاق، وزوجة حسن الحلاق، سمر، وطفليهما، كنان وساجي قال محمد أكرم الحلاق لواحد من باحثي منظمة العفو الدولية في غزة أن الأسرة كانت تستعد لتناول الإفطار عندما تم مهاجمة المنزل دون أي إنذار مسبق. كنا أبي، إخوتي، حسن و يوسف، ابن عمي رائد، في غرفة المعيشة نشاهد الأخبار. كانت والدتي سعاد، وزوجة أخي سمر وأختي هالة في المطبخ، الأطفال الثلاثة، كنان، ساجي ومحمد، كانوا غرفة اللعب يشاهدون الرسوم المتحركة. وكان زوج أختي هاني يقرأ القرآن في غرفة نومه. "سمعنا انفجاراً في المنزل وكان الركام في كل مكان. كان الدخان في كل مكان. كان كل شيء أسود. سقطت الجدران للأسفل. لم نتمكن من رؤية أي شيء. نحن لم نتمكن حتى من التنفس. كنت تحت الانقاض وأصبت. كان والدي أمامي تحت الأنقاض. لم يستطع الخروج. أصيب بحالة صدمة - انه لا يستطيع التركيز على الإطلاق. لذلك أنا ساعدته في الخروج إلى باب الشقة حتى نتمكن من الذهاب إلى الطابق السفلي. وكانت الإصابة الأولى في غرفة الأطفال. في اليوم التالي أدركنا أنه كان أكثر من ضربة واحدة. وجدنا غرفة المعيشة التي كنا فيها اصيبت كذلك. لكننا لم ندرك هذا في ذلك الوقت. أتى الجيران وشرحوا لنا ما حدث. نحن لا يمكن أن نفهم ما حدث بأنفسنا. سرعان ما أدرك محمد أكرم الحلاق، إخوته، والدهم وابن عمهم أنهم الوحيدون الذين نجوا من الهجوم.. وروى محمد الحلاق: "كان يوسف ورائد مصابان بجروح طفيفة وساعدتهما وخرجنا وكانا في حالة صدمة لا يتحركان أو يتكلمان بأي شيء. كانا مصابين بشظايا في جسميهما ، رائد شظايا في رأسه واضطر إلى الذهاب للمستشفى... ذهبت إلى الداخل لكنني لم استطع التعرف على الغرف بسبب عدم وجود الجدران. حتى جدران الشقة المقابلة انهارت. كنت أرى الشارع. كان البيت كله مفتوح على الفضاء. وأخيراً وصلت غرفة الاطفال، وكانت الجدران سقطت إلى أسفل واستطعت أن أرى الشارع أمامي ، وكنت أرى الناس تتنقل في الأسفل. كان هناك ركام في كل مكان. "خرجت وأنا في طريقي للخروج رأيت والدتي ملقاة في الممر، نصف جسمها تحت الأنقاض، والنصف الآخر أعلاه. حاولت إخراجها ولكن لم أستطع.سقط أحد أركان المنزل على جسدها وأدركت أنها لم تكن تتنفس ، ولكن بقيت. كنت أرغب في البقاء لأنني لم أكن أريد أن أندم بعد ذلك -ربما كانت هناك فرصة لإنقاذ حياتها وأنا لا أريد أن أفوت هذه الفرصة. ثم أدركت أن كل شيء انتهى.."نظرت فوجدت أخي حسن، الذي كان ينزف والذي بدا ان ساقه كُسرت. وكان ينزف بشدة – كان النزف شديداً حقاً. لذلك سحبته وحملته على كتفي. رفض حسن في البداية السماح لي بإخراجه لأنه رأى أمه وزوجته وأطفاله ميتون؛ كان يصرخ "أتركني هنا!" وبعد ذلك كان يصلي إلى الله أن الصاروخ القادم سيستهدفه ويقتله. حتى يومنا هذا، يتصل حسن بشقته كل يوم على أمل أن زوجته سوف ترد على الهاتف. وقال "عندما كنت أحمل حسن إلى الطابق السفلي، سمعنا صواريخ أخرى .... لا أعرف أين ضربت. أخذت حسن إلى الشارع، ولكن لم نتمكن من العثور على سيارة الإسعاف، ولذلك أخذنا سيارة أجرة إلى المستشفى. وكان يوسف أكرم الحلاق، شقيق محمد، وابن عمه رائد مصابين بجروح طفيفة وكانوا أول من هرب من تحت الانقاض وتركا الشقة للذهاب إلى المستشفى. "وصلت إلى الطابق السفلي، وأخذت سيارة أجرة إلى المستشفى ثم وصل محمد ووالدي. ثم تلقينا جثث الموتى. كانت أمي أول من وصلت، ثم كنان ابن أخي، ثم زوجة حسن سمر. عندما رأيت كنان وسمر عرفت أن أحداً لم ينجو. ثم جثث ساجي، هاني وهالة، شقيقتي وصلت. أما بالنسبة لابنهما محمد، لم نكن نعرف مكان وجوده لقد تم تمزيق جسده إرباً. تمكنا من العثور عليها، بعد حوالي ثلاثة أيام. تمت معالجتنا نحن الخمسة الذين نجونا، في مستشفى الشفاء. " دفنا الموتى في جباليا في أربعة قبور بجانب بعضها البعض. سمر واطفالها في قبر واحد؛ سعاد في واحد؛ هاني وهالة في قبر واحد. أما محمد وضعنا أجزاءه في حفرة صغيرة بجانب القبور لأننا لم نجد الكثير من [جسمه].
وكان الخمسة الذين نجوا من الهجوم مصابين بدرجات متفاوتة. الأب، أكرم الحلاق، كان مصاباً بشظايا وحروق في جميع أنحاء جسده. تم نقل حسن الحلاق للمقاصد (مستشفى في القدس) لإجراء عملية جراحية، بعد أن انكسرت بشدة ساقه اليمنى. وهو أيضا مصاب بحروق شديدة في الجانب الأيسر من جسمه بأكمله، بما في ذلك وجهه وكتفه.
وفي الوقت نفسه، وفي منزل عائلة عمار، كان هناك أيضا 12 شخصاً حاضراً في ذلك الوقت للهجوم. خليل عبد حسن عمار (45 عام)و زوجته نوال (35 عام) وأطفالهما الأربعة ( نور 15،إبراهيم 13 ، إيمان 9، وعاصم 4)، يعيشون هناك بشكل طبيعي. ومعهم ستة من الأقارب الذين فروا من منزلهم في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة الذي كان يعتبر أكثر خطورة. شقيق نوال، أكرم إسماعيل أبو جامع (47 عام) وزوجته ندى أبو جامع (37 عام) وأطفالهما الأربعة ( ريم، 20، راوية، 18، محمود، 16 عاما، ورهف، 4 ) فقدت نوال أبو جامع ثلاثة من أطفالها في الهجوم: إبراهيم، وإيمان وعاصم، نجت الطفلة الرابعة نور من الهجوم، ولكنها تعرض لإصابة بالغة في ساقها. وقتلت أيضا رهف ابنة ندى أبو جامع وأكرم، وأصيب ابنتهما راوية ونقلت إلى الأردن للعلاج. خليل عبد حسن عمار، وهو طبيب يعمل مع المجلس الطبي الفلسطيني وصف ما حدث:
"في 20 تموز في 18:45، سمعت صافرة الصاروخ قبل أن تصل. شعرنا أنه كان مدوياً حقاً، وأدركت أنه كان على وشك ضربنا، أو ضرب بنايتنا. ضرب الصاروخ غرفة نوم الأطفال. كنا نجلس مع ضيوفنا في غرفة المعيشة، وكانت زوجتي تحضر الإفطار في المطبخ والاطفال يلعبون في غرفة النوم. اتضح أننا ضربنا بصاروخين. فجأة بعد الضرب وبعد أدراكنا ما حدث، لم نسمع الأطفال. أصواتهم اختفت تماماً وأدركنا أنهم كانوا جميعاً في عداد الأموات. كانت الشقة مظلمة تماماً، والدخان كثيف والرائحة سامة – كنا نتنفس بصعوبة. " كنت مرعوباً. لم نتمكن من إنقاذ أي شخص. نحن استنشقنا الكثير من الرائحة ولا يمكننا أن نفعل أي شيء، لذلك جاء أشخاص آخرين الى الداخل وسحبوا الجثث. أُحرق جميع الاطفال. لم أستطع أن أعرف أطفالي من أطفال الجيران - وكانوا جميعاً في شقتي. تم تطاير بعضهم خارج المبنى عبر النوافذ والشرفات. وكان من المستحيل معرفتهم أخذنا ما تمكنا من أخذه بسيارة الإسعاف. ووصلت إلى المستشفى وشعرت ان جميع أطفالي ليسوا هناك وأنهم في عداد المفقودين. أنا تعرفت على إبراهيم، طفلي الأكبر، عندما رأيت ساقه والحذاء التي كان يرتديها. كنت قد اشتريته له قبل يومين من بدء الأحداث. ولم يكن جسمه كله. كانت القطعة الوحيدة لكنني عرفت ساقه من سرواله.
"عندما عدنا إلى المبنى، كان هناك أنقاض من المبنى في واحد من البيوت الى الشرق من بنايتنا. لقد وجدنا جثة طفل صغير محترقة تماماً واعتقدت أنه طفلنا قالت زوجتي انه ليس طفلنا. وبقيت في البيت واتصلت على الدفاع المدني والإسعاف، لكنهم لم يردوا على الهاتف. تم الاحتفاظ باثنين من أطفالي الموتى خارج الثلاجة لأنها كانت ممتلئة ،كانوا على الأرض مع عشرات الجثث من الأسر الأخرى. قررت البقاء هناك مع أطفالي.
زوجة خليل عمار، نوال إسماعيل أبو جامع، التي كانت في المطبخ لتحضير الإفطار في وقت الهجوم، وصفت ما شاهدته::"كنت أسمع صوت الصاروخ واعتقدت أنه كان على وشك استهداف برج نعمة بسبب المكاتب الإعلامية هناك. وقد استهدفوه من قبل ...كان صوتاً مرعباً ، ولكن لا يبدو الانفجار بصوت عال كما يفعل عند وقوعه بعيداً. كان هناك دخان في كل مكان والأنقاض - كان كل شيء أسود. كنت أتشاهد. عندما هدأت الامور قليلاً، مشيت إلى غرفة نوم الاطفال من خلال الدمار . تم تدمير كل شيء. لم أستطع أن أرى أي شيء ولكن دمار ولم أستطع سماع أصواتهم، ولذلك عرفت أنهم جميعاً ذهبوا ."نور ابنتي، وراوية، ابنة أخي، كانتا على الشرفة تلعبان. خرجت نور من تحت الأنقاض، ولكن راوية كانت عالقة وكانت تنادي على (أمها وأبيها)."رأيت هاني الحلاق، كان لا يزال وحده وكان ينادي باسم زوجته هالة. "كان الأمر غريباً لأنني كنت هادئة جداً. وأعتقد أنني كنت مصدومة و لم أستطع أن أصدق ما كان يحدث. عدت إلى غرفة المعيشة مع نور وخليل. أنا لم أقل كلمة واحدة. لم أصرخ. أنا حتى لم أسأل عن أطفالي. كنت على باب شقتي وبعد ذلك استهدف المنزل مرة أخرى.
أيمن خليل محمود هنية (43 عام) الذي يعيش مع عائلته في الطابق السادس لعمارة قرطبة، كان يستريح على شرفة منزله عندما ضربت الصواريخ شقة الحلاق أربعة طوابق أدناه. قال:"استيقظت على صوت الصاروخ. ابنتي كانت تقف عند الباب، وعندما ضرب، طرت حوالي 12 متراً من الشرفة إلى باب منزلي بجانب ابنتي. التفت وجدت جارتي على باب الشقة تنزف. "لم يكن هناك تحذير قبل ذلك، ولا حتى مكالمة، ولا يعرف أي من السكان أي شيء ... نزلت وجدت سيدة مسنة سقط على الجزء العلوي من جسدها الجدار. كانت تحتضر وتصلي . كانت تنزف من كل مكان – حملناها الى سيارة الاسعاف و كانت حالة فوضى – وصلنا إلى الطابق السفلي. كانت هناك سيدة أخرى على باب حمام بيتها - كانت على قيد الحياة ولكن أُصيبت بجروح بالغة. ولست متأكداً إذا بقيت حية أو توفيت. أنا حتى لا أتذكر في أي طابق كنت ."سمعت جيراني يصرخون في الطابق الأول. كانت هذه عائلة عمار. هوكان يصرخ ويصرخ، " أولادي، أولادي". لذلك ذهبت إلى هناك ... سألت جاري، "أين هم أولادك؟" قال: "في غرف نومهم". ذهبت إلى هناك وعثرت على الطفل الأول، فتاة، كانت ميتة. أنا حملتها إلى سيارة الإسعاف أيضاً ،وكان كثير من الناس في تلك الشقة في الطابق الأول، لذلك ذهبت إلى الطابق الثاني إلى عائلة الحلاق وعلى شرفة بيتهم وجدت زوجة هاني. وكانت ميتة. حملناها إلى سيارة الإسعاف. نزلت إلى سيارة الإسعاف ووجدنا هاني، وكان قد سقط من شرفة منزله في الطابق الثاني وكان بالفعل ميتاً".
ساعد أيمن هنية والجيران الآخرين في انقاذ الناجين والبحث عن جثث الموتى، قالوا استغرق منا ما مجموعه ثلاثة أيام. "كل ما أتذكره هي أجزاء وقطع ،رأيت أسنان ورأس وذراعين ، كل شيء مبعثر ومنتشر. نجحنا باستخدام أدوات بدائية - عصا المكنسة وأدوات أخرى في البحث بين الأنقاض .
أصيبت نوال أبو جامع ونقلت الى المستشفى بسيارة اسعاف ،عندما وصلنا المستشفى بدأت تبحث عن أطفالها على جميع أسرّة المستشفى. "نزلت مع نور ثم جاء الإسعاف والدفاع المدني. كنا ننتظر. وكانت نور تصرخ ، تُريد إخوتها وأخواتها. قلت لها انتظري ، وقلت أن والدك سيصعد ويحضرهم . ساقها محترقة وعينها تنزف وكانت لا تزال تصرخ تريد إخوتها. "تم[في المستشفى] معالجة إصابة نور. لكننا لم نكن مهتمين بذلك ، ولا حتى نور. لم تكن نور تتألم. ولم أكن التفت لها، لأننا كنا ننتظر شيئاً أكبر. لم نكن نعرف شيئاً عن أطفالي الآخرين.
"سألت زوجي واخواني ولكن لا أحد يجيبني. أصرت نور أن الطفلة المحترقة التي شاهدتها هي شقيقتها إيمان. لاحقاً، جاء خليل ليقول لي أن إبراهيم مات، وأنا أصر على الذهاب معه للتعرف على جثته.رفض خليل لكنني أصرّ. تعرفت عليه من ساقه والسروال لكنه لم يكن كاملاً. كانت هناك قطعة من ظهره وساقه وبطنه، هذا كل شيء."ثم أشار خليل إلى واحدة من الجثث في المشرحة قائلاً هل هو عاصم. وكان لا يزال في حالة صدمة وحيرة ولكنني قلت إنه ليس عاصم، ولم يكن عاصم. انتظرت في المستشفى حتى يتمكنوا من إيجاد عاصم. وأضافت " ذهبنا إلى منزل أخو زوجي، وبقي خليل في المستشفى وما زلنا نبحث عن إيمان، ولم نجدها. في صباح اليوم التالي ذهب خليل الى الشقة للبحث عن الأطفال تحت الأنقاض. وجد عاصم في غرفته مغطى بكومة من الصخور والأنقاض. كنت أعرف أنه سوف يجده في هذه البقعة ،لأني أضع فيها الخبز الساخن وهو يحب أن يأكل منه عندما لا يزال ساخناً وطازجاً. لذلك أنا متأكدة أنه كان يأكل منه قبل مقتله. "في فترة بعد الظهر، دفنا عاصم وابراهيم ورهف، ابنة أخي، معاً. وما زلنا لم نجد ايمان.في وقت لاحق من ذلك اليوم اتصل ابن أخي من المستشفى وقال : انهم وجدوا إيمان. التقط الصور وأرسلها لنا في المنزل، وأدركنا أنها صور ايمان . ذهب والدها إلى المستشفى ودفنها. لم أتمكن من الذهاب - كان علي البقاء مع نور التي كانت تتألم وتبكي. دفن إيمان مع إخوتها وبنت عمها رهف. "عندما كنت في المستشفى وكنت أريد أن أقول وداعاً لإبراهيم لم تكن هناك جثة، كانت حقيبة مليئة بالأشلاء لكني عانقت تلك الحقيبة. واحتضنت جثة عاصم .
وتقول نوال أبو جامع التي لا تزال تعاني من صدمة عميقة وتبكي هي وطفلتها الناجية نور:
"أنا لا يمكن أبدا أن أعود إلى هذا المنزل مرة أخرى - حتى لو تم إصلاحه . أنا لن أذهب إلى هناك مرة أخرى. حتى يومنا هذا ما زلت أسمع صوت أطفالي وضحكاتهم ،لا أستطيع العودة إلى المنزل حيث ذكرياتي معهم ... لا يمر يوم واحد دون التفكير فيما حدث، ودون الشعور بالذنب.
وقال حسن الحلاق لمنظمة العفو الدولية من غرفته في مركز أبو ريا للتأهيل في رام الله :أنه وزوجته تناقشا حول المكان الذي سيذهبون إليه من أجل ضمان سلامتهم. وبعد المداولات المتكررة، اختاروا شقة هاني الحلاق ، كانت أفضل خيار لهم . "ما كنت قد انتقلت أبدا إليها إذا لم أعتقد أنها آمنة ".
لم يتم تحذير الأسر قبل الهجوم ولم يقدّم الجيش الإسرائيلي أي معلومات بشأن الهجوم أو هدفه المنشود.
وقال الجيران لباحث منظمة العفو الدولية أن الشقة على الجانب الغربي في الطابق الأول، مقابل منزل عمار ، حيث استقر واحد على الأقل من الصواريخ بعد أن مرت من منزل الحلاق وعمار ، كانت فارغة بشكل متقطع ولكن يتم تأجيرها موسمياً لطلاب الجامعة. وقال أحد الجيران أنه كان قد سمع من الآخرين أن مجموعة من الأشخاص غير المعروفين كانوا يتجولون في الممر في مكان ما في الطابق السفلي في ليلة الهجوم. وتكهن بعض الجيران، دون رؤيتهم، أنهم ربما كانوا أعضاء في جماعة مسلحة. وقال حسن الحلاق أن شقيقه محمد ذهب خارج المنزل قبل نحو 30 دقيقة من الهجوم، ولم يسمع أي شيء خارج عن المألوف في جميع أنحاء المبنى: "لقد كانت ساعة قبل الإفطار وكان الجميع يعودون إلى البيوت. كان المخبز عبر الشارع من المبنى معبأ بالناس. ومن غير الواضح ما هو الهدف المقصود من هذا الهجوم. وحتى لو دخلت مجموعة من الرجال المسلحين المعروفين لإسرائيل المبنى فإن استهداف اسرائيل لشقتين مأهولتين متهور ومفرط (غير متناسب). يجب أيضاً أن يعرف الجيش الإسرائيلي أنه في ذلك الوقت من الصراع، استضافت معظم الأسر، مثل أسرة الحلاق، وعمار العديد من الأقارب الذين فروا إلى هناك من مناطق أخرى.
قائمة شهداء عائلة الحلاق
1. هاني محمد الحلاق، 21
2. هالة أكرم الحلاق، 27
3. محمد هاني الحلاق، 2
4. سعاد محمد الحلاق، 62
5. سمر أسامة الحلاق، 29
6. كنان حسن الحلاق، 6
7. ساجي حسن الحلاق، 4
قائمة شهداء عائلة عمار
8. إبراهيم خليل عمار، 13
9. إيمان خليل عمار، 9
10. عاصم خليل عمار، 4
11. رهف أكرم أبو جامع، 4



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية تقصف العراق من 100 عام
- السلام الإسرائيلي (تطهير عرقي بكل معنى الكلمة)
- وعود المجتمع الدولي بإعادة إعمار غزة ( استغلال العمال الفلسط ...
- آخر أيام العدوان : تدمير الطبقة المهنية في غزة
- الصليبيون والصهاينة (هم ونحن )
- هل مقاطعة إسرائيل هي الطريق الصحيح للنضال من أجل حقوق الفلسط ...
- اغتيال الصورة : عبد الله نصر وال Hermes-900
- أمة استبدادية
- صهاينة وليبراليون
- نخوة بلا حدود :غزة ونهاية -الشهامة العربية-
- محاكمة اسرائيل لجرائم الحرب
- غزة : المكافآت والعقاب
- باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة
- اسرائيل :الاستيطان والغرب المتوحش
- الاقتصاد السياسي للفصل العنصري الإسرائيلي، وشبح الإبادة الجم ...
- التضحية بالفقراء ( من غزة لأمريكا )
- دولة الجبناء
- لماذا نرفض الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة
- غزة:كسر آخر المحرمات
- جز العشب في غزة


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل المأهولة