أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)















المزيد.....

جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كفر كنا، قرية عربية قرب الناصرة، ربما تكون المكان الذي حوّل فيه يسوع - حسب العهد الجديد - الماء إلى خمر. الآن تحوّل الشرطة الإسرائيلية فيها الحجارة إلى الدم.
في اليوم المشؤوم، واجهت الشرطة مجموعة من الشباب العرب الذين يحتجون على الجهود الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. جرت مظاهرات في ذلك اليوم في العديد من المدن والقرى العربية في جميع أنحاء إسرائيل، وخاصة في القدس الشرقية المحتلة.
وفقا لبيان الشرطة الأول، هاجم الشاب العربي خير الدين حمدان (22 عام)، الشرطة بسكين. وفي خطوة للدفاع عن النفس، لم يكن لدى الشرطة خيار سوى اطلاق النار عليه وقتله. وكما هي الحال مع تقارير الشرطة في معظم الاحيان، كانت عبارة عن حزمة من الأكاذيب
سجلت الحادثة بواسطة كاميرات الأمن (وهو أمر مؤسف للشرطة ) ،وأظهرت الصور بوضوح اقتراب حمدان من سيارة الشرطة والضرب على نوافذها بشيء ما، ربما سكين. عندما رأى أن هذا لم يؤثر، ابتعد حمدان عن سيارة الشرطة.
في تلك اللحظة، خرج رجال الشرطة من السيارة وبدأوا على الفور بإطلاق النار على حمدان من الخلف فأُصيب وسقط على الأرض. حاصره الضباط ، وبعد بعض التردد، ومن الواضح التشاور بينهم، بدأوا بسحب الشاب الجريح على الأرض باتجاه سيارة الدورية، كما لو كان كيساً من البطاطا. وألقوه على أرضية السيارة وانطلقوا بعيداً (إلى المستشفى، يبدو)، وأقدامهم على أو بالقرب من رجل يحتضر.
وتُظهر الصور بوضوح، أن رجال الشرطة انتهكوا أوامر الشرطة لإطلاق النار: لم يتعرض رجال الشرطة لخطر مميت ، و لم يصرخوا للتحذير، ولم يطلقوا النار أولاً في الهواء، ولم يستهدفوا الجزء السفلي من جسمه. ولم يستدعوا سيارة إسعاف، نزف الشاب حتى الموت، وكان إعدام بدم بارد.
تظاهر المواطنون العرب في العديد من الأماكن احتجاجاً. وتحت الضغط، بدأ مجلس إدارة تحقيقات الشرطة (الذي ينتمي إلى وزارة العدل) التحقيق في الحادث. كشف التحقيق الأولي بالفعل العديد من الحقائق التي تضع للحادث وجهاً أكثر قساوة.
كانت الشرطة قد ألقت القبض على ابن عم حمدان ووضعته في السيارة ،قبل أن تبدأ الكاميرات بتسجيل المشهد . ومن الواضح، أن خيرالدين حاول إطلاق سراح ابن عمه، وبالتالي ضرب على السيارة. رأى ابن عمه عملية إطلاق النار عليه وإلقاءه على أرضية السيارة التي كان يجلس فيها.
كان أول رد فعل من قيادة الشرطة تبرير سلوك رجال الشرطة، الذين تم حجب أسمائهم ووجوههم. وتم إبعادهم إلى وحدة شرطية أخرى.
ما جعلني أصف الحادث مطولاً، ليس لأنه فريد من نوعه ولكن على العكس من ذلك - لأنه نموذجي جداً. الشيء المثير في هذا الموضوع لم يكن سوى وجود كاميرا لم يلاحظها أحد.
أشاد عدد من الوزراء بالسلوك المثالي لرجال الشرطة في هذا الحادث. كنوع من الدعاية لاصطياد أصوات الديماغوجيين اليمينين، وهم يعتقدون أنهم يُعلمون ناخبيهم الذين يوافقون على إطلاق النار على العرب بمواقفهم .
ومع ذلك، هناك عبارة واحدة لا يمكن تجاهلها : عبارة صاغها وزير الأمن الداخلي ،قبل أيام قليلة من الحادث. أعلن الوزير اسحق اهارونويتس الذي كان ربيباً لأفيغدور ليبرمان وهو نفسه ضابط شرطة سابق، على الملأ أنه لا يرغب ببقاء أي إرهابي بعد أي هجوم.
هذا بيان غير قانوني بشكل واضح، وفي الواقع، هو دعوة لارتكاب الجرائم.لا يُسمح لرجال الشرطة بموجب القانون، بإطلاق النار على "الإرهابيين" أو أي شخص آخر بعد وقوعهم في الأسر، وخصوصاً عندما يُصاب ولا يُشكل أي "خطر على حياة رجال الشرطة".
يبدو أهارونويتس رجل لطيف دائماً. لديه موهبة ظهرت أمام الكاميرات بعد كل حادث - سواء حادث سير شديد ، جريمة سياسية أو حريق. الله وحده يعلم كيف كان يدير ذلك.

في الواقع الفعلي ، وزير الأمن الداخلي (المعروف سابقاً باسم وزير الشرطة) ليس لديه عملياً أي وظيفة، منذ أيام الانتداب البريطاني، المسؤول هو قائد قوات الشرطة "المفتش العام "، وهو ضابط محترف. وظيفة وزير الشرطة الوحيدة هي تقديم توصية للحكومة بتعيين قائد جديد.
ولكن بالنسبة لرجال الشرطة العادية، فإن البيان الصادر عن الوزير يبدو وكأنه أمر. وربما وإلى حد بعيد، كان الكلام غير المسؤول للوزير تحريضاً مباشراً على جريمة كفر كنا، خصوصاً أن المفتش العام و رئيس الوزراء لم يستنكرا ذلك.
كل هذا يذكرني بيوم الأحد المشؤوم عام 1984 ، حيث أعلن رئيس الوزراء آنذاك اسحق شامير " يجب ان لا يبقى أي إرهابي على قيد الحياة بعد الهجوم". وكانت النتيجة المباشرة قضية "الباص خط 300" ،اختطف أربعة شبان عرب" بدون أي أسلحة" حافلة إسرائيلية. تم توقيفهم ، وقُتل اثنان خلال الاستيلاء على الباص، وأُخذ اثنان على قيد الحياة. قُتل واحد منهم من قبل رئيس الشاباك نفسه، أفراهام شالوم، الذي سحق جمجمته بحجر ،عندما نُشرت الصور (مني لأول مرة)، صدر عفو عن شالوم وزملائه. ولم يتم تحميل شامير أي مسؤولية .
وعودة إلى أحداث اليوم. هل هذه هي الانتفاضة الثالثة التي طال انتظارها ؟ نعم؟ لا؟
ضباط الجيش والشرطة والسياسيون والمعلقون وخاصة وسائل الإعلام مشغولون في محاولة للإجابة على هذا السؤال. (الانتفاضة تعني حرفيا "انتفض".)
هذه ليست مجرد لعبة دلالة لغوية بحتة. التعريف يحمل في طياته عواقب عمليّة.
في واقع الأمر، فإن البلد بأسره الآن مشتعل. القدس الشرقية بالفعل منطقة حرب، مظاهرات يومية، وأعمال شغب وسفك دماء. في إسرائيل ذاتها، منذ قتل المواطن العربي في كفر كنا تتزايد أيضاً الإضرابات والمظاهرات اليومية. كان هناك بعض المظاهرات والطعن في الضفة الغربية، وبعد ذلك إطلاق الرصاص على العرب وقتلهم.
يفعل محمود عباس كل ما في وسعه لمنع انتفاضة عامة، والتي قد تعرّض نظامه للخطر بشكل حقيقي . ولكن الضغط من أسفل يتزايد. رفض عباس لقاء نتنياهو في عمان.
وجدت الحكمة الشعبية في إسرائيل بالفعل اسماً للوضع : "انتفاضة الأفراد". ولقادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية، هذا هو الكابوس. انهم مستعدون للانتفاضة المنظمة. إنهم يعرفون كيفية القمع بالقوة، وإذا لزم الأمر، من خلال المزيد من القوة. ولكن ماذا تفعل مع انتفاضة تتم بالكامل من قبل أفراد معزولين، دون أوامر من أي منظمة، ولا يوجد تجمعات يمكن اختراقها من قبل المخبرين المتعاونين مع الشاباك ؟
يستمع العربي للأخبار، ويغضب مما يحدث في الحرم القدسي فيقود سيارته إلى اقرب مجموعة من الجنود الإسرائيليين أو المدنيين. أو يأخذ سكيناً من مطبخ المطعم الاسرائيلي حيث يغسل الأطباق ويطعن الناس في الشارع. لا يوجد معلومات مسبقة. ولا شبكة يمكن اختراقها .الاحباط فقط .مركز العاصفة هو جبل الهيكل. حصار المسجد الاقصى ، ثالث أقدس مكان للمسلمين .عند نقطة معينة ، دخل الجنود الإسرائيليين المسجد (بالأحذية) للقبض على المتظاهرين رماة الحجارة.
أين نحن ذاهبون؟
كانت مجموعة من المتطرفين الإسرائيليين لعقود تخطط لبناء معبد يهودي جديد مكان المسجد الاقصى وقبة الصخرة الرائعة. انهم يخيطون الملابس للكهنة ويجرون الاستعدادات اللازمة للذبائح الحيوانية. كانوا مجموعة صغيرة تثير الفضول حتى وقت قريب ،أما الآن. فقد انضم إليهم العديد من الوزراء وأعضاء الكنيست للصلاة في المكان المقدس، خلافا للوضع الراهن. أثار ذلك الانزعاج في جميع أنحاء العالم الإسلامي. في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وفي إسرائيل ذاتها غاضبون. وعد نتنياهو الملك عبد الله الثاني باستعادة الهدوء. لكنه يفعل العكس. حوّل السيد المسيح الماء إلى خمر. أما نتنياهو فيحوّل الماء إلى جازولين ويسكبه على النار.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- الامبريالية تقصف العراق من 100 عام
- السلام الإسرائيلي (تطهير عرقي بكل معنى الكلمة)
- وعود المجتمع الدولي بإعادة إعمار غزة ( استغلال العمال الفلسط ...
- آخر أيام العدوان : تدمير الطبقة المهنية في غزة
- الصليبيون والصهاينة (هم ونحن )
- هل مقاطعة إسرائيل هي الطريق الصحيح للنضال من أجل حقوق الفلسط ...
- اغتيال الصورة : عبد الله نصر وال Hermes-900
- أمة استبدادية
- صهاينة وليبراليون
- نخوة بلا حدود :غزة ونهاية -الشهامة العربية-
- محاكمة اسرائيل لجرائم الحرب
- غزة : المكافآت والعقاب
- باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة
- اسرائيل :الاستيطان والغرب المتوحش
- الاقتصاد السياسي للفصل العنصري الإسرائيلي، وشبح الإبادة الجم ...
- التضحية بالفقراء ( من غزة لأمريكا )


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)