أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فضيلة يوسف - بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة















المزيد.....

بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 14:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أبدأ بالتوضيح أن المقصود بالأمم المتحدة في العنوان ،مجلس الأمن وليس المنظمات الأخرى المرتبطة به مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الاونروا) التي توفر التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في السجن المسمى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا.
وأعتقد أن أولئك الذين تفاءلوا بأن قرار مجلس الامن قبيل فجر العام الجديد سيحقق العدالة للفلسطينيين مذنبون بالتفكير المبني على الأمنيات . أو يجهلون تاريخ نجاح الصهيونية في إفساد وتخريب عملية صنع القرار في الجمعية العامة وكذلك مجلس الأمن.
بدأ الفساد والتخريب في العد التنازلي للتصويت على قرار التقسيم في الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤرخ 29 تشرين الثاني 1947. وقد تم تأجيل التصويت مرتين بسبب حسابات الصهاينة عدم وجود أغلبية لصالح التقسيم. ثم، وبمساعدة من مؤيديهم في البيت الابيض و 26 من المتعاونين معهم في مجلس الشيوخ قام الصهاينة بتخويف ورشوة عدد من الدول لتغيير تصويتهم ب "لا" إلى "نعم" أو الامتناع عن التصويت. وكانت النتيجة الأغلبية اللازمة بالحد الأدنى لصالح التقسيم ولكن ... عندما رفض الرئيس ترومان استخدام القوة لفرض ذلك، أصبح القرار باطلاً ؛ والخيار الذي وافق عليه ترومان كان إرسال مسألة ما يجب القيام به حيال فلسطين إلى الجمعية العامة للنقاش مرة أخرى. وأثناء هذا النقاش وفي تحد لإرادة المجتمع الدولي ، أعلنت إسرائيل قيامها من جانب واحد.
عندما علم ترومان كيف زوّر الصهاينة والمتعاونين معهم التصويت على قرار التقسيم، كتب ما يلي في مذكرة غاضبة لوكيل وزارة الخارجية روبرت لوفيت. "من الواضح تماماً أن جماعات الضغط سوف تنجح في منع الأمم المتحدة من العمل إذا استمر هذا النوع من الفعل".
بعد سنوات طويلة، قال مسؤول كبير جداً في الأمم المتحدة ومحترم عالمياً لي في مكتبه في الطابق 38 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. "أفسدت الصهيونية كل شيء لمسته، بما في ذلك هذه المنظمة في مهدها." كنت أعرف، أعرف حقاً، أنه يعكس وجهة النظر الراسخة ولكن الخاصة من جميع كبار الموظفين الدوليين الذين كانوا مسؤولين عن محاولة جعل المنظمة الدولية تعمل وفقاً للمُثل والمبادئ المنصوص عليها في ميثاقها والقانون الدولي.
استسلم مجلس الأمن كلياً للصهيونية خلال المناقشات الطويلة وأحياناً الغاضبة خلف الأبواب المغلقة حول نص القرار 242 - ما ينبغي وما لا ينبغي ذكره في القرار.
وكانت إدارة جونسون وجميع الأشخاص الآخرين المسؤولين عن صياغة ومن ثم وضع الصيغة النهائية لنص القرار تدرك تماماً أن حرب الأيام الستة في حزيران 1967 كانت عدواناً إسرائيلياً، وليس، كما أكدت الصهيونية في ذلك الوقت وما زالت تؤكد اليوم، حرب دفاع عن النفس.
كان من المفترض أن يُطالب القرار 242 في22 تشرين أول 1967 بانسحاب اسرائيلي غير مشروط من الأراضي العربية المحتلة ويُشير إلى فرض عقوبات على إسرائيل ومقاطعتها إذا رفضت الامتثال. وزيادة في التوضيح كان على القرار أن يُلزم إسرائيل بعدم الاستيطان في الأراضي المحتلة حديثاً، وأنه إذا فعلت فإن مجلس الأمن سيفرض القانون الدولي ويتخذ ما هو ضروري لوقف التطورات غير القانونية .لكن الرئيس جونسون رفض وصف إسرائيل بالدولة المعتدية.
هذا على الرغم من حقيقة كونه غاضباً بشكل خاص من الإسرائيليين- وكان قد أعطاهم الضوء الأخضر لمهاجمة مصر فقط - كان هجومهم على سوريا واحتلال مرتفعات الجولان لدفع الاتحاد السوفيتي الى حافة المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة - وأدرك جونسون تماماً أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان أعطى الأوامر لقواته للهجوم على المدمرة الأمريكية ليبرتي (سفينة التجسس الأمريكية) بنية إغراقها وقتل جميع ركابها ، حيث تم الهجوم الإسرائيلي على ليبرتي بالقنابل والنابالم والطوربيدات ونيران الرشاشات مما أدّى لقتل 34 من أفراد طاقم السفينة وجرح 171، 75 منهم في حالة خطيرة في 8 حزيران ، لمنعها من إرسال إنذار مبكر لإدارة جونسون أن القوات البرية الإسرائيلية تعيد الانتشار في سيناء لتعزيز هجوم على الأردن وسوريا .. وصف موشي ديان عملية القتل بأنها "يوم عظيم" في مذكرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي اشكول.
قدّم القرار ضريبة كلامية ب"عدم جواز الاستيلاء على الأراضي عن طريق الحرب"، إلّا أن النص النهائي للقرار 242 (أقل من 300 كلمة) أعطى الإسرائيليين مدى واسعاً لتفسيره كما يشاءون. وقد فعل ذلك بالإشارة إلى أن إقامة سلام عادل ودائم ينبغي أن يتضمن تطبيق مبدأين:
(1) انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من (أراض ) احتلت في النزاع الأخير.
(2) إنهاء جميع الادعاءات أو حالات الاعتداء والاعتراف بسيادة ووحدة أراضي واستقلال كل دولة في المنطقة وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، حرة من التهديد أو أعمال القوة .
وما يُفهم ضمناً من النص : تمكين الصهيونية من التأكيد على أن الانسحاب مشروط باعتراف الدول العربية بشرعية إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك أعطى القرار 242 إسرائيل حرية تحديد مدى أي انسحاب تقوم به من الأراضي المحتلة. تم تأمين هذه الحرية تحت ضغوط هائلة من إسرائيل واللوبي الصهيوني تجلّى في إسقاط المسؤولين عن الصياغة النهائية للقرار "أل" التعريف من النص أعلاه. وكانت النسخة الأولية "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من (الأراضي ) التي احتلتها في النزاع الأخير". ومعنى ذلك واضحاً. انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في حرب الأيام الستة. ولكن عندما رفضه قادة إسرائيل واللوبي الصهيوني ، قام المسؤولون عن النسخة النهائية من القرار 242 بتعديله .
لذلك كان ( السؤال ) الذي بقي دون إجابة في النص النهائي من القرار 242 – أي إسرائيل مطلوب من الدول العربية الاعتراف بها ؟ هل إسرائيل التي انسحبت إلى حدودها كما كانت عشية حرب عام 1967 أو إسرائيل الكبرى - وهو إسرائيل التي تحتل بشكل دائم بعض الأراضي العربية التي احتلتها في تلك الحرب؟
لم يذكر القرار 242 الفلسطينيين بالاسم- وهو أمر صعب التصديق اليوم- وأكّد فقط على ضرورة "تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين." كان ذكر الفلسطينيين بالاسم غير مقبول بالنسبة لقادة إسرائيل واللوبي الصهيوني لأنه قد يعني ضمناً أن الفلسطينيين المظلومين المطرودين من اراضيهم ، بشر ولهم حقوق - حقوق أكبر بكثير من ما يمكن تسميته بحقوق المتسولين التي ترتبط عادة في ذهن الجمهور عند سماع كلمة اللاجئين.
ولكن هناك أكثر من ذلك . كان مجلس الأمن متألماً بنص القرار 242، وكانت القوى الغربية الرئيسية الثلاث، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، متحدة على شيء واحد - أن ملف فلسطين لم يكن ليعاد فتحه، لأنه إذا تم ذلك في يوم ما فلا بد من مواجهة الصهيونية-.
وبعبارة أخرى، كادت القوى الغربية الكبرى في تشرين الثاني عام 1967 أن تُطفأ القومية الفلسطينية التي عاودت الظهور ، من خلال مزيج من العمل العسكري العربي والإسرائيلي (قوات الأمن من مصر والأردن ولبنان) وتعويض اللاجئين حسب الضرورة.
وكان قرار مجلس الأمن 242 كارثة لجميع الذين يسعون على محمل الجد إلى العمل من أجل سلام عادل ودائم لأنه وضع الصهيونية على نحو فعال في مقعد القيادة الدبلوماسية.
تحدثت مع دبلوماسي بريطاني كبير جداً من الذين شاركوا في صياغة ووضع اللمسات الأخيرة على القرار 242 بعد بضع سنوات من صدوره . وفي نهاية حديثنا أمكنني تلخيص ما قاله لي إن كنت فهمت الصحيح على النحو التالي :
" كان المسؤولون عن صياغة القرار 242 على وعي بأن صقور إسرائيل يمضون قدماً في المشروع الاستعماري وفي تصميم على تحدي القانون الدولي بغض النظر عما يقوله المجتمع الدولي أو يُريده. وحتى أن بعض المسؤولين عن تأطير القرار 242 إن لم يكن جميعهم استقالوا من العمل ". "ونظراً لتاريخ اليهود (الاضطهاد عبر القرون) واستخدام الصهيونية للمحرقة النازية باعتبارها أداة غسيل للأدمغة ، فإن اسرائيل ليست و لا يمكن أبداً أن تكون دولة طبيعية. ونتيجة لذلك، لم يكن هناك سعي في مجلس الأمن لحملها على التصرف كدولة طبيعية - أي وفقاً للقانون الدولي ولالتزاماتها بصفتها عضواً في الأمم المتحدة. شئنا أم أبينا، وبكل ما قد يعني ذلك بالنسبة لمصير البشرية، وعلى العالم أن يتعايش مع حقيقة أن هناك مجموعتين من القواعد لسلوك الدول - قاعدة واحدة لإسرائيل وقاعدة أخرى لجميع الدول الأخرى . ويتأكد من ذلك القرار استخدام مجلس الأمن للمعايير المزدوجة، ولأن الإرادة السياسية لمواجهة الصهيونية لم تكن موجودة، لم يكن هناك أي شخص يمكنه القيام بشيء لتغيير هذا الواقع.
وهناك محاولات من جانب السلطة الفلسطينية تجري حالياً للحصول على قرار جديد من مجلس الأمن يدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها في غضون سنتين أو ثلاث سنوات. ولكن حتى لو تم إمرار مثل هذا القرار (ولم تعترض عليه الولايات المتحدة ) فسيكون القرار بلا معنى ما لم يرد فيه الالتزام باتخاذ إجراءات من مجلس الأمن إذا رفضت إسرائيل الامتثال للقرار.
ما هي الفرص في المستقبل المنظور لقرار جديد من مجلس الأمن يحتوي على مثل هذا الالتزام؟
من وجهة نظري لا توجد كرة من الثلج في الجحيم.
ما خشي الرئيس ترومان أن يحدث ،حدث. في التعامل مع الصراع في وعلى فلسطين التي أصبحت إسرائيل ، تمنع الصهيونية مجلس الأمن من القيام بواجبه .
مترجم
Alan Hart



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائلة التي تملك المناطق الحرة وتدعم الاستيطان في الضفة الغ ...
- تقرير التعذيب الأمريكي :(نعوم تشومسكي وديك - الجانب المظلم- ...
- آخر يوم في الخليل
- نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟
- هذا ليس اعترافاً !!
- صناعة الأسلحة الإسرائيلية تقبض ثمن الحرب على غزة
- غزة: منازل مدّمرة وحياة مدّمرة
- طائر العنقاء الفلسطيني
- في القدس - يُريدون معبداً دموياً-
- معركة القدس
- الفلسطينيون في القدس (بلا جنسية)
- جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- تقرير منظمة العفو الدولية (AMNESTY) اسرائيل تقصف المنازل الم ...
- الامبريالية تقصف العراق من 100 عام
- السلام الإسرائيلي (تطهير عرقي بكل معنى الكلمة)
- وعود المجتمع الدولي بإعادة إعمار غزة ( استغلال العمال الفلسط ...
- آخر أيام العدوان : تدمير الطبقة المهنية في غزة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فضيلة يوسف - بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة