أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (1)















المزيد.....


طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (1)


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 20:12
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، في خطاب تسلمه لجائزة نوبل للسلام عام 2009 ، "في أي مكان تلزم به القوة ، فإن لدينا مصلحة استراتيجية وأخلاقية في إلزام أنفسنا بقواعد معينة للسلوك. حتى ونحن نواجه خصماً شرساً لا يلتزم بأية قواعد، وأعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى حامل لواء في إدارة الحروب ". وفي الوقت الذي قبل به أوباما الجائزة، بعد سنة واحدة من توليه الرئاسة، كان قد أمر بشن المزيد من الهجمات بالطائرات المسيّرة أكثر من الهجمات التي أذن بها جورج بوش خلال ولايتيه الرئاسيتين . اعتقلت إدارة بوش المشتبهين وتعرضوا للتعذيب لكن إدارة أوباما اختارت إغتيالهم بطريقة غير مشروعة ، وفي كثير من الأحيان باستخدام الطائرات المسيّرة.
يكذّب استمرار اوباما باحتجاز المشتبهين من الرجال لأجل غير مسمى في غوانتانامو تعهده بعد يومين من انتخابه بإغلاق المعتقل هناك. وقد أضاف أوباما بنداً واحداً فقط لقائمة غوانتانامو. "قررت هذه الحكومة أنه بدلاً من اعتقال أعضاء في تنظيم القاعدة [في غوانتانامو] فإنها في طريقها لقتلهم"، وفقاً ل Bellinger John الذي وضع سياسة إدارة بوش لاستخدام الطائرات المسيرّة.
يستعرض اوباما أيام " الثلاثاء الإرهابية " مع مستشاره السابق لمكافحة الإرهاب Brennan ، ويعمل الآن مديراً ل CIA ، " قائمة القتل " لتحديد من يجب اغتياله من الأفراد خلال الأسبوع . وقد وضعت إدارة أوباما طريقة خلاقة لحساب الخسائر في صفوف المدنيين في هذه الاغتيالات ، يعتبر جميع - الرجال في سن (العسكرية ) الذين يقتلون في منطقة قصف الطائرات المسيرّة مقاتلين "ما لم تُثبت الاستخبارات بشكل صريح بعد وفاتهم أنهم بريئين " . ادّعى Brennan زوراً عام 2011 أنه لم يُقتل مدنيون في غارات الطائرات المسيرّة في تلك السنة .أمر أوباما بتنفيذ نوعين مختلفين من هجمات الطائرات المسيّرة : الأول هو الهجمات الفردية التي يتم فيها ضرب الشخص الهدف ، ( رتبته عالية بين الإرهابيين ) . "والهجمات التي تستهدف معسكرات التدريب و"المركبات المشبوهة في المناطق التي يسيطر عليها المسلحين. ويسمى النوع الثاني أحياناً "القتل الجماعي "،لا تعرف إدارة أوباما في كثير من الأحيان الذين يُقتلون في النوع الثاني ، كما كتب جو بيكر وسكوت شين في صحيفة نيويورك تايمز، "لكن بعض المسؤولين في وزارة الخارجية اشتكوا للبيت الأبيض أن المعايير التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية لتحديد من هو الإرهابي متراخية أيضاً. وتداول المسؤولون نكتة أنه عندما ترى ال C.I.A. "ثلاثة صبية يقفزون ،" تعتقد أنه معسكر لتدريب الإرهابيين وأن شاحنة تحمل الأسمدة للمزارعين يمكن أن تكون مصنعاً للقنابل.
تتطلب الإجراءات القانونية في الولايات المتحدة من الحكومة قبل قتل شخص في ساحة المعركة، محاولة إلقاء القبض عليه ، وإبلاغه بالتهم الموجهة إليه، وتقديمه لمحاكمة عادلة. ولكن مثل سلفه حدد أوباما العالم كله تقريبا باعتباره ساحة المعركة، مما يُغني ظاهرياً عن ضرورة توفير الإجراءات القانونية قبل التنفيذ. وعلاوة على ذلك، وفي خطاب ألقاه عام 2012، لفت المدعي العام إريك هولدر الأنظار للتمييز العجيب بين "الإجراءات القانونية" و "العمليات القضائية": "" الإجراءات القانونية "و" العمليات القضائية "ليست واحدة وليست متشابهة ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي وقال: "إن ضمانات الدستور تكفل الإجراءات القانونية ، وليس العملية القضائية."
اقرّت إدارة بوش ان إدارة الحرب ضد أهداف خلال "الحرب على الإرهاب". لا يحكمها القانون الجنائي ولا القانون الإنساني الدولي، التي أتت من اتفاقيات لاهاي وجنيف تحكم إنها موجودة في " حفرة سوداء. " قانونية . اعتمد أوباما على ما يبدو نفس الموقف، على الرغم من أنه قد أحل لقب" الحرب على تنظيم القاعدة " محل "الحرب على الإرهاب ". "ولكن" ، ليس هناك كيان قائم بذاته يسمى تنظيم القاعدة يوفر أساساً سليماً لتحديد و ترسيم الاستخدام المصرح به للقوة العسكرية "، وفقاً ل Pual Pillar، النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية لمكافحة الإرهاب .
وقد بررت الإدارتين سياسات القتل المستهدف بالإشارة إلى الترخيص لاستخدام القوة العسكرية (AUMF)، الذي أصدره الكونغرس بعد أسبوع من 11 أيلول .ويخول الرئيس: باستخدام كل القوة اللازمة والمناسبة ضد تلك الدول والمنظمات أو الأشخاص التي يُحدد أنها خططت ، أو سمحت ،أو ارتكبت، أو ساعدت الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 أيلول 2001، أو آوت تلك المنظمات أو الأشخاص، من أجل منع أي أعمال إرهابية في المستقبل ضد الولايات المتحدة. ويقتصر هذا التفويض على الجماعات والدول التي دعمت هجمات 11 أيلول. وقد رفض الكونغرس طلب ادارة بوش فتح – التفويض العسكري " لردع واستباق أي أعمال إرهابية أو عدوان على الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل . ولكن الردع والاستباق بالضبط ما يحاول أوباما إنجازه عن طريق إرسال الروبوتات لقتل" المتشددين المشتبه بهم. مدد أوباما ساحة المعركة الى ما بعد العراق وأفغانستان إلى باكستان، واليمن، الصومال وليبيا، على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع تلك البلدان. تنطلق الطائرات الأمريكية المسيرّة من القواعد في الدول المتحالفة ، في المملكة العربية السعودية وتركيا وإيطاليا وقطر والفلبين والإمارات العربية المتحدة. وتوسعت في غرب أفريقيا، فقد بنت الولايات المتحدة مركزاً رئيسياً للطائرات المسيرّة في جيبوتي.
ويتم تشغيل الطائرات المسيرّة المسلحة من قبل "طيارين" على بعد آلاف الأميال من أهدافها. وقبل إطلاق حمولتها، تحوم الطائرات المسيرّة فوق المنطقة. وينبعث منها صوت أزيز يرّوع السكان . "كانت الطائرات المسيرّة مرعبة"، كما لاحظ الصحفي ديفيد رود من صحيفة نيويورك تايمز ، الذي اعتقل من قبل طالبان في أفغانستان عام 2008 وهرب في وقت لاحق. " من المستحيل تحديد من أو ماذا تتبع الطائرة من الأرض لأنها تدور في سماء المنطقة. وأزيزها تذكير دائم بالموت الوشيك. تسير صواريخ الطائرات المسيرّة بسرعة أكبر من سرعة الصوت. ولا يسمع الضحية أبداً صوت الصاروخ الذي قتله.
تُسقط الطائرة المسيرّة القنبلة على هدفها، وتوجه الضربة الثانية في كثير من الأحيان لمجموعات إنقاذ جرحى الضربة الأولى. وبشكل دوري ، ويستهدف الهجوم الثالث المشيعين في الجنازات لأولئك الذين اغتالتهم الضربات السابقة. وهذا ما يسمى "الحنفية المزدوجة"، على الرغم من أن التعبير الأكثر دقة هو "الحنفية الثلاثية." وتقتل الطائرات الأمريكية المسيرّة الأطفال، ورجال الانقاذ، ومواكب التشييع "في مناسبات متعددة،" وفقاً لتقرير كتبه Micah Zenko لمجلس العلاقات الخارجية.
قتلت إدارة أوباما ما يُعادل على الأقل ضحايا 11 أيلول .و يقدر أن 3000 شخص قُتلوا بالطائرات دون طيار "، والغالبية العظمى منهم لا تنتمي لتنظيم القاعدة أو من قادة طالبان" كما ذكر المجلس . "وبدلاً من ذلك، فإن معظمهم مسلحون مجهولون من رتب منخفضة يُشتبه أنهم يعملون في الغالب متمردين أو إرهابيين ضد حكوماتهم، وليس في مؤامرات إرهابية دولية نشطة .
على الرغم من أن أكثر من 95 في المئة من جميع عمليات القتل في ساحة المعركة المستهدفة نُفذّت بواسطة الطائرات المسيّرة ، فإن الروبوتات القاتلة ليست الوسيلة الوحيدة المستخدمة لإجراء عمليات القتل المستهدف. توظف الولايات المتحدة قيادة العمليات الخاصة المشتركة للقيام بالغارات، وكذلك سفن AC - 130 ، وصواريخ كروز تُطلق من البر أو البحر . كان اختيار أوباما لاستخدام الطائرات المسيرّة لأنها لا تعرض حياة الطيارين الأمريكيين للخطر مثل المقاتلات النفاثة .، ويُزعم بأن ضحايا استخدام الطائرات المسيرّة من المدنيين أقل من ضحايا القاذفات المأهولة. ومع ذلك، فقد وجدت دراسة صنّفت البيانات العسكرية، وأجراها Larry Lewis من مركز التحليل البحري Sarah Holewinski من مركز المدنيون في الصراعات، أن استخدام الطائرات المسيرّة في أفغانستان تسبب في قتل أعداد من المدنيين 10 أضعاف المقاتلات المأهولة .
والرواية السائدة في الولايات المتحدة ، حول استخدام الطائرات المسيرّة في باكستان أنها أداة دقيقة وفعالة تجعل الولايات المتحدة أكثر أمناً من خلال اغتيال "الإرهابيين " مع الحد الأدنى من السلبيات أو الآثار الجانبية. وهذه الرواية كاذبة .
جاء في تقرير شامل (العيش تحت الطائرات المسيرة) الذي أصدرته كلية القانون في جامعة ستانفورد وكلية القانون في جامعة نيويورك قتل العديد من المدنيين باستخدام الطائرات المسيرّة منهجية يتبعها الجيش الامريكي والمخابرات المركزية ، وتسميهم الادارة، "إصابة بسيطة "، مشيرة إلى "الأضرار الجانبية" .
تأتي الاغتيالات بالطائرات المسيرّة بنتائج عكسية. أعلن الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال، مهندس استراتيجية مكافحة الإرهاب في أفغانستان، أن الطائرات المسيرّة هي " مكروهة على مستوى عال وترتبط بالغطرسة الأمريكية."
وقال كورت فولكر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى حلف شمال الأطلسي، أن "ضربات الطائرات المسيرة لا تحل مشكلة الإرهاب ". "في الواقع، فإن استخدام الطائرات المسيرّة قد يُطيل عمره ، على الرغم من عدم وجود انتقام فوري، فإنه يساهم على المدى الطويل في تغذية التطرف ويعرض حياة الأمريكيين للخطر.

كتب Jeremy Scahill أن الملا زبارة، وهو شيخ قبيلة من اليمن الجنوبي قال له :إن الولايات المتحدة ترى تنظيم القاعدة إرهاباً، ونحن نعتبر الطائرات المسيرة إرهاباً. تحلق الطائرات المسيرّة ليلاً ونهاراً وتُخيف النساء والأطفال ، وتُقلق منام الناس. هذا هو الإرهاب.
"وذكر تقرير المجلس القومي أن هناك " علاقة قوية "في اليمن بين تصعيد عمليات القتل المستهدف منذ كانون أول 2009، و" تصاعد الغضب تجاه الولايات المتحدة والتعاطف مع أو الولاء للقاعدة في جزيرة العرب [تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية].
زادت سلسلة هجمات الطائرات المسيرّة الاستياء ضد الولايات المتحدة وتؤدي إلى تجنيد المزيد من الإرهابيين. حلّت "الطائرات المسيرّة محل غوانتانامو باعتبارها أداة تجنيد للمتشددين"، وفقاً لبيكر وشين. وذكرا نقلاً عن فيصل شاهزاد، الذي اعترف بأنه مذنب في محاولة تفجير قنبلة في مركز تايمز ، أنه قال للقاضي: "عندما تضرب الطائرات المسيرة ، لا ترى الأطفال". وقال السفير الباكستاني أكرم زامير أن هجمات الطائرات المسيرّة غير قانونية وتشكل انتهاكاً لسيادة باكستان "، ناهيك عن كونها غير فعالة ". وأضاف " تقتل الهجمات العشوائية الآلاف من الناس الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، ، أصدر رئيس المحكمة العليا محمد خان من المحكمة العليا في بيشاور في باكستان في 29 في آذار 2013 حكماً بأن هجمات الطائرات المسيرّة الأمريكية في المنطقة غير شرعية.
قتلت الطائرات المسيرة في اليمن أثناء إدارة بوش عام 2002 ، من بين عدد آخر من المواطنين ، المواطن الأمريكي أحمد حجازي، المعروف أيضاً باسم كمال درويش، وكان أول تأكيد علني على عملية استهداف وقتل خارج ساحة المعركة منذ وقع الرئيس جيرالد فورد حظراً على الاغتيالات السياسية في عام 1976، وقال مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية لصحيفة لوس انجلوس تايمز أن ذلك يعني تغيير قواعد الاشتباك المعروفة بعد الضربة في اليمن. وأضاف " ستكون المرة الأولى التي يبدأ فيها هذا النوع من العمل ولن يكون الأخير.
وكتب Scahill "أصبحت الحرب السرية في باكستان إلى حد كبير "حملة قصف الطائرات المسيرة " التي وصفها ضباط وكالة المخابرات المركزية في السفارة الأمريكية في إسلام أباد باسم الهجوم على الدمى ." بدا الرئيس اوباما ومستشاريه وفريق مكافحة الإرهاب بحلول نهاية عام الولاية الاولى للرئيس ببناء البنية التحتية لبرنامج الاغتيالات التي تقوم بها الولايات المتحدة رسمياً وأضاف Scahill أصبحت الاغتيالات العدوانية محور سياسة الأمن القومي الأميركي . أذن الأدميرال وليام مكرافن، قائد قيادة العمليات الخاصة المشتركة، في كانون ثاني 2009 بتنفيذ" سلسلة من عمليات القتل المستهدف في اليمن .تستخدم الولايات المتحدة نوعين من الطائرات المسيرّة المسلحة - المفترس، التي تكلف 4.5 مليون دولار لكل طائرة ، وطائرة Reaper ، التي تقدر قيمتها ب 15 مليون دولار؛ ويتم إنتاج كل منهما في شركة General Atomics Aeronautical Systems في سان دييغو وتحمل Reaper أربعة صواريخ من نوع Hellfire وقنبلتين زنة 500 باوند . ويمكن ان تطير إلى ارتفاع 21000 قدم لمدة تصل إلى 22 ساعة. وتمكن أنظمة كاميراتها "الطيارين" الذين يشغلون الطائرة المسيرّة على بعد 7500 ميلاً من رؤية وجوه المستهدفين على شاشة الكمبيوتر عندما تضربه القنبلة."
حددت Tom Dispatch 60 من القواعد المستخدمة في عمليات الطائرات الأمريكية المسيّرة ، على الرغم من إمكانية وجود أكثر من ذلك، كما أن هناك "ستار من السرية" التي تحيط بنا ببرنامج حرب الطائرات المسيّرة.
لا ترغب صناعة الطائرات المسيرّة في تسمية الروبوتات القاتلة على أنها "طائرات مسيّرة " بسبب الدلالة السلبية في الاسم لزنين هذه الآلات على المجتمعات المذكورة أعلاه. إنهم يفضلون أن تدعى طائرة بدون طيار (UAV) أو نظام جوي بدون بشر (UAS).
قال كلايف ستافورد سميث لصحيفة الغارديان أن القتل المستهدف، "ليس سوى تنفيذ عقوبة الإعدام دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة،" ، وهو مثال على الاستثنائية الأمريكية، وهو ما يعكس أن الناس في الولايات المتحدة متفوقون إلى حد ما على الناس الموجودين في البلدان الأخرى.
قال اوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 " قد لا يوافق البعض ، ولكني أعتقد أن أمريكا استثنائية، ويرجع ذلك جزئياً أن عندنا إرادة ورغبة للتضحية بالدم والمال، ليس لمصالحنا فقط ، ولكن لمصالح الجميع ". لكن بالإضافة إلى الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا في العراق وأفغانستان، قُتل مئات الآلاف من الناس في تلك البلدان وجُرح أعداد لا تحصى. و الستة تريليون من الدولارات التي أُنفقت على تلك الحروب كان يمكن استخدامها بشكل أفضل بكثير في هذا البلد.
شرح الكاتب في مجلة تايم Joe Klein ، الذي يعتبره الكثيرون ليبرالياً استثنائية أمريكا
بطريقة مزعجة في مقابلة عام 2012 مع Joe Scarborough على محطة MSNBC في برنامج صباح جو. قال له Scarborough ، " يتم تقطيع الفتيات الصغيرات في سن 4 أعوام إلى أشلاء ،لأن سياستنا ، وأنت تعرف ما هي، بدلاً من محاولة الذهاب إلى مخابئ الإرهابيين ، والمخاطرة ، لإخراجهم من مخابئهم. . . نحن نفجّر جميع من حولهم، "ونعتبرها " أضراراً جانبية " ردّ Klein ": خلاصة القول، في النهاية ، هو: أي الأطفال يُقتلون ؟ ما نقوم به هو الحد من إمكانية قتل الأطفال ذوي الأربعة أعوام عندنا في الأعمال الإرهابية العشوائية " ولذلك فمن الأفضل أن تُقتل الفتيات الصغيرات عندهم من أجل حماية الفتيات الصغيرات الأمريكيات ؟
كما أطلّت الاستثنائية الأميركية برأسها بعد تسريب ورقة بيضاء تصف الظروف التي يمكن للرئيس أن يأمر بقتل المستهدفون في شباط 2013 من وزارة العدل في الولايات المتحدة. لم يكن هناك قلق شعبي يذكر في الولايات المتحدة حول ضربات الطائرات المسيرّة التي تقتل الناس في البلدان الأخرى. ولكن عندما تم الكشف عن أن المواطنين الأمريكيين قد يكونوا مستهدفين ، غضب الأمريكيون . وهو ما تجلى بتعطيل السناتور راند بول 13 ساعة ترشيح جون برينان لمدير وكالة المخابرات المركزية.
هذه المعايير المزدوجة دفعت رئيس الأساقفة ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام لكتابة رسالة الكترونية لرئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز تساءل فيها : "هل تريد الولايات المتحدة وشعبها حقاً أن تقول لنا نحن الذين نعيش في بقية العالم أن قيمة حياتنا ليست من نفس قيمة حياتهم ؟ وتتضمن هذه المجموعة رسالة رئيس الأساقفة .
بعد الانتقادات الدولية التي استهدفت سياسة استخدام الطائرات المسيرّة واستمرار احتجاز المعتقلين إلى أجل غير مسمى في غوانتانامو حيث يتضورون جوعاً حتى الموت ويجبرهم الحراس بعنف – على تناول الطعام في ايار 2013، ألقى الرئيس اوباما كلمة أوضح فيها أن "الولايات المتحدة في حالة حرب مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، والقوات المرتبطة بها"، دون تحديد من هم هؤلاء "القوات المرتبطة بها ". وعلى الرغم من دفاعه عن أسلوبه في استخدام الطائرات المسيرّة وقتل المستهدفين ، أعلن أوباما، أن "أميركا لا تقوم بالضربات عندما يكون لديها القدرة على اعتقال الإرهابيين - تفضيلنا دائماً هو احتجاز الإرهابيين واستجوابهم ومحاكمتهم ". وأشار أوباما لمقتل أسامة بن لادن كحدث استثنائي " كنا نفضل القبض عليه ،واعترف اوباما " عندما وصل الجنود الأمريكيون إلى البناية التي يوجد بها بن لادن كان الناس هناك عزلاً من السلاح ويمكن القبض على بن لادن. "كانت ثمن العملية باهظاً في علاقتنا مع باكستان وردة الفعل بين الجمهور الباكستاني على التعدي على الأراضي الباكستانية بحيث أننا بدأنا الآن بإعادة بناء هذه الشراكة الهامة. "
ونظرا لترسانة باكستان الكبيرة من الأسلحة النووية، يرى أوباما خطراً كبيراً على الأمن القومي الأمريكي عند خرق سيادة باكستان في عملية اغتيال بن لادن . أصدر البيت الأبيض بعد تصريحات أوباما صحيفة وقائع تحتوي على سياسات وإجراءات عمليات مكافحة الإرهاب، لكنه لم يفرج عن دليل السياسات الرئاسي الكامل. وتقول صحيفة الوقائع، "إن سياسة الولايات المتحدة هي عدم استخدام القوة القاتلة عندما يكون ممكناً اعتقال الارهابيين ويتم استخدام القوة القاتلة خارج مناطق القتال الفعلية" فقط عندما يتم استيفاء شروط معينة. ولكنه لا يعرف "مناطق الأعمال العدائية الفعلية". ويجب أن يشكل المستهدف ( تهديداً مستمراً ) ووشيكاً " للأشخاص في الولايات المتحدة." ولم تعرّف الورقة كلمة "مستمراً " أو "وشيكاً". وتقول ورقة تم تسريبها من وزارة العدل أنه يمكن قتل مواطن أمريكي حتى عندما لا يكون هناك "دليل واضح على أن هجوماً محدداً سيتم على الأشخاص في الولايات المتحدة. وأن المهمة ستتم في المستقبل القريب. وهذا يُبطل شرط (وشيكاً). ويجب أن يكون هناك " يقين " أن المستهدف الإرهابي هو الموجود ، وأن غير المقاتلين لن يُصابوا أو يُقتلوا، وأن القبض عليه ليس "ممكنا" (بقيت غير معرفة في الورقة ). ويجب التأكد أن السلطات الحكومية في البلد المستهدف لا تستطيع أو لا تعالج على نحو فعال "تهديد الأشخاص في الولايات المتحدة" (أيضا غير معرف في الورقة)، ولا يوجد بدائل معقولة. يتطلب استخدام القوة القاتلة أساساً قانونياً ، ولكن فشلت ورقة الحقائق في تحديد هذا الأساس القانوني. وفي كل الاحوال ، فإنها تنتهك بالتأكيد المعاهدات المصادق عليها من قبل الولايات المتحدة، والتي هي جزء من قانون الولايات المتحدة بحكم المادة السادسة من الدستور. يحظر ميثاق الأمم المتحدة، والاتفاقيات المصادق عليها، استخدام القوة العسكرية إلا في حالة الدفاع عن النفس . ولكن صحيفة الوقائع تُغفل هذه الشروط المسبقة عندما يتولى الرئيس العمل "في الظروف الاستثنائية" وهي " مشروعة وضرورية لحماية الولايات المتحدة أو حلفائها." وليس هناك تعريف ل "الظروف الاستثنائية".
مترجم
مقدمة كتاب ( الطائرات بدون طيار ) قضايا قانونية واخلاقية
Marjorie  Cohn  



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائرات بدون طيار والاغتيالات : قضايا قانونية وأخلاقية
- رسالة من المعذبين في الأرض
- نعوم تشومسكي - شارلي ابدو : نحن جميعاً مستهدفون
- أنتم تُطلقون النار كالمعاقين : تسجيلات رفح وتطبيق توجيه هاني ...
- عام الطائرات بدون طيار القاتلة
- غزة : حرب واحدة ، عائلة واحدة ، 5 أطفال ،4 شهداء
- اليس في بلاد عجائب فيتو مجلس الأمن
- بالنسبة للفلسطينيين :الأمم المتحدة عديمة الفائدة
- العائلة التي تملك المناطق الحرة وتدعم الاستيطان في الضفة الغ ...
- تقرير التعذيب الأمريكي :(نعوم تشومسكي وديك - الجانب المظلم- ...
- آخر يوم في الخليل
- نهاية مميتة لديبلوماسية اوسلو .ماذا بعد؟
- هذا ليس اعترافاً !!
- صناعة الأسلحة الإسرائيلية تقبض ثمن الحرب على غزة
- غزة: منازل مدّمرة وحياة مدّمرة
- طائر العنقاء الفلسطيني
- في القدس - يُريدون معبداً دموياً-
- معركة القدس
- الفلسطينيون في القدس (بلا جنسية)
- جريمة القتل في كفر كنا (الخمر والدم والجازولين)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فضيلة يوسف - طريقة جديدة ومُرعبة للحرب (1)