|
هل حان الوقت لتعتذر الحكومة من الشعب السوري. على مجمل ما فعلت به؟؟
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:05
المحور:
حقوق الانسان
هل حان الوقت لتعتذر الحكومة من الشعب السوري. على مجمل ما فعلت به؟؟
الإقرار بالذنب والاعتذار سرعان ما يزيلان الكثير من الحواجز التي تعيق بناء الوطن، فالكره الكبير الذي أصبح يكنه الشعب السوري لحكومته تجاوز كل الحدود، واقترب من خط الانفجار، ولا أبالغ أن أقول: انه إذا تمت عملية استفتاء حقيقية، وبخبرات نزيهة، فلن تحصل الحكومة على مؤيد واحد لها، فالجميع يتذمر، ويشتم في السر والعلن، الأمور أصبحت لا تطاق في كل مناحي الحياة السورية. والسلطة السورية أخطأت كثيرا في حق هذا الشعب، وليس كثيرا عليها أن تعتذر عن مجمل ما فعلته بحقه.
الاعتذار الصادق من السلطة السورية، يُسقط حالا كل الضغائن والحقد، التي لو استمرت لقضت على الوطن بشكل قاطع. في الاعتذار تعترف الحكومة بالضعف الذي فيها، والذي أصبح ظاهرا للعيان، وموضع تساؤل من قبل العديد من الشخصيات السياسية العالمية والعربية. وهذا ما يجعل اعتذار الحكومة صعبا، فهي تجد أن اعترافها بضعفها، وفي هذا الظرف بالذات أمرا صعبا عليها.
السلطة السورية في اعترافها بأخطائها بحق شعبها، تخاف من فقدان احترام الشعب لها ولأجهزتها. كما أنها تخشى على نفسها سوء استعمال هذا الاعتذار من قبل الشعب ((فهي لا تريد أن يذكرها بأخطائها عندما يحلو له ذلك، وأن يعاقبها بسبب صراحتها ))
يقول Alfred Adler إننا نصرف القسط الأكبر من طاقاتنا لنبرهن أننا أشخاص محترمون.
ولكن ماذا بقي من الاحترام لهذه السلطة؟ وميلتس بين ظهرانينا.
2
في العراق المتشقق، يقوم أبطال المقاومة الباسلة ، بحصار منازل الكفار المسيحيين، ثم يطلبون منهم: عربون محبة وصداقة مبلغ عشرون ألف دولار، أي دفترين على حسابات الأبطال العرب. وتبدأ المفاوضات، وهي قصة حقيقية جرت منذ أسبوع تقريبا، أصحاب المنزل ممنوع عليهم الخروج أو الدخول، فقط يستطيعون الاتصال بالهاتف، وتأمين عربون المحبة والأخوة.
ولم يستطيعوا تأمين أكثر من دفتر فأعطوهم إياه. ولكن المجاهدون الأبطال، رفضوا وعادوا يهددونهم، ويطلبون دفترين آخرين، والا فان راية الإسلام ستخفق فوقهم، ومن المعلوم أن راية الإسلام متى ما خفقت، طارت الرؤوس، واشتعلت البيوت بنار الإيمان الملتهبة. وعادت المفاوضات ، واستطاعت العائلة أن تؤمن دفترين، ولكنها في اليوم التالي، جمعت أغراضها وحضرت إلى سوريا، واليوم تعيش العائلة في رعب قاتل، من مدى الحب والوجد الذي أغدقه عليهم أصحاب دين المحبة والسلام.
3
صديقي المسكين، شاء له القدر أن يتعرض لحنان ومحبة شبيهين بما تعرضت له تلك العائلة المسكينة في العراق المتشقق.ولكن هنا في سوريا، وعلى اتوستراد بانياس طرطوس، تجاوزته سيارة فورد بيضاء نمرتها 961958، خاصة دمشق. واصطدمت بجانبه الأيسر، توقف صديقي على يمين الطريق.(جرت الحادثة يوم 7-9-2005) نزل خمسة أبطال من أبطال العروبة ما غيرها . ويبدو أن هذه العروبة لا تعدم أبطال في كل زمان ومكان. وبعد عدة كلمات وتعابير مهذبة ولطيفة، أخذوا منه مبلغ خمسة عشر ألف ليرة سورية فقط لا غير. ولأن صديقي من الكفار دفع المبلغ، و تذكر الحادثة التي جرت منذ اثني عشر عاما لأبن بلدته، يوم ألقوه من على الطريق، ثم شحنوه إلى المشفى، ولم يستيقظ إلا بعد شهرين.لذلك قرر صديقي أن يدفع المبلغ، وهو يبتسم، ويدعوا لهم بطول البقاء، والهناء، والحياة المديدة.
4
يقول جبران:
اجتمع الإله الصالح بالإله الشرير على قمة جبل. فقال الإله الصالح للشرير: ((عم صباحا يا أخي !))
فلم ينبس الإله الشرير ببنت شفة. فقال له الإله الصالح؛ ((يلوح لي أيها الزميل أن مزاجك متعكر اليوم)).
فأجاب الإله الشرير قائلا: ((نعم، أنا مستاء جدا لأن القوم في هذه المدة الأخيرة صاروا لا يميزون بيني وبينك، وكثيرا ما أسمعهم ينادونني باسمك ولا أكره على نفسي منك ومن اسمك!))
فقال له الإله الصالح: (( إن هذا هو ما يحدث لي أيضا في كل يوم أيها العزيز، فان كثيرا من الناس ينادونني باسمك ويحسبونني إياك))
فمضى الإله الشرير في سبيله وهو يحرق الارم في قلبه لاعنا حماقة الإنسان وجهله.
5
نعود إلى قصة اعتذار الدولة !!!!!!!!!!!!!!!
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهاب الديني ---نص منذ 100 عام
-
لنبدأ في الإعلان عن مؤتمر وطني داخل الوطن
-
يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون -.
-
فضل الحضارة السريانية على العرب-1-
-
الحضارة السريانية---مدرسة الرها
-
الكنيسة السريانية في القرن الأول---كنيسة أنطاكيا
-
أنا بعث وليمت أعداءه --وأصدقاءه
-
السرياني --هو ---السوري
-
لا تضربني لا تضرب كسرت الخيزرانة-صرلي اربعين سنة من ضرباتك و
...
-
بعران المشاكس؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-
عدل--المشروع الثقافي المطلوب!!!!!!!!!!!
-
مع تحيات عزيز نيسين نصيحة الحكومة السورية لمعارضتها كبروا طا
...
-
je suis le porte-parole انا الناطق الرسمي------------
-
فقاعة هواءوووونتحدى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-
ما الذي حدث اليوم في الزبداني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-
إذا كان المجرم يحتاج إلى موت الحاكم حتى يخرج من سجنه. فالمعا
...
-
عدل: مشروع تجمع علماني ليبرالي ديمقراطي ينتظر الترخيص----
-
التحليل النفسي للشذوذ الجنسي عند ابي نواس
-
الاتجاه المعاكس-------------------
-
مطلوب عدد 2 كفيل من اجل رئيس الوزراء الجديد---------
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر من مشروع قانون أمام الكنيست يوقف عمل الأو
...
-
بحضور بن غفير.. الأسرى الفلسطينيون يتعرضون للتنكيل في ذكرى 7
...
-
غوتيريش يحذر من المساس بالأونروا: لا غنى عنها ولا يمكن استبد
...
-
مصر.. اعتقال مشعوذ يروج للسحر والدجل في الإسكندرية
-
إغاثة قطرية وفرنسية عاجلة للبنان
-
البعثة الدبلوماسية الروسية : الأمم المتحدة تخفي الحقائق في م
...
-
حماس: تهديد الإحتلال للمستشفيات يتطلب من الأمم المتحدة والمؤ
...
-
-بارود وعود ثقاب-.. الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من حرب ش
...
-
رايتس ووتش: الضربات الإسرائيلية تُعرقل هروب المدنيين من لبنا
...
-
غوتيريش يحذر نتنياهو من عرقلة عمل أونروا في الأراضي الفلسطين
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|