مطلوب عدد 2 كفيل من اجل رئيس الوزراء الجديد---------

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1267 - 2005 / 7 / 26 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    

رئيس وزارة في ذمة الله. ورئيس للوزراء على ذمة الحكومة. الكف النظيف. العين العجيبة. الذراع الطويلة. الشعر المسبل. الطقم الأنيق، الكرافتة المخططة، المخ الاقتصادي، الرأس المكعب. كل هذه المواصفات الغريبة العجيبة. لا تصنع رئيس وزراء حقيقي. بل تصنع مشروع نصاب دولة.

عندما ترغب أيها المواطن المسكين في تحسين دخلك قليلا. أو في إرسال ولدك الوحيد إلى الجامعة، أو في بناء مجرد عرفة على السطوح، لأن الأولاد قد كبروا، وبدوا يفهمون الحركات التي تجري آخر الليل. فما عليك إلا أن تطلب قرضا من أي مصرف، وصحيح أنهم سيجعلون أيامك أشد سوادا من لياليك، ويطلبون منك، ( الكفلاء)، وعليك أن تُحضر نفس الأوراق لك ولهم، ثم ورقة نقابة، تدفع ثمنها كثيرا، وهكذا حتى (تطلع عيونك)( وكل ذلك من اجل مبلغ لا يتعدى المئة ألف ليرة سورية، أو أكثر بقليل.
رئيس الوزراء. هو أيضا مواطن عربي سوري. ويحق له طلب قرض من كل المصارف والبنوك. وبما انه مواطن مثلنا مثله. فيجب أن يطبق عليه القانون مثلنا مثله. عليه أن يُحضر كفيلين تجاريين، من كبار تجار الوطن، أو كفالة رئيسين للوزراء من دولتين مجاورتين، ويتعهد الكفلاء، برد المبالغ التي اقترضها السيد الوزير، دون شوشرة ومحاكم وبهدلة، اللهم اشهد فقد بلغت.

ما الفرصة التي تتهيأ للشعب السوري حتى يتعرف من خلالها على الطبيعة الحقيقية للمرشح لهذا المنصب، وما سلوكه الحقيقي، وهل يتمتع بما يكفي من قوة الشخصية التي تؤهله للصمود في وجه إغراءات القروض ما غيرها؟ وهل لديه معايير صحيحة لاختيار ما هو الأفضل؟. وما عيوبه ونقاط ضعفه الرئيسة؟وهل سنكتشفها يوما ما؟ أم ستفوح رائحته العطرة لتُعطر أرجاء الوطن المسلوب؟هل سنكتشف نقائصه؟ أم سندفع ثمن ما ينتج عنها في المستوى الأعلى لإدارته؟ هل هو صادق ام تافه؟ وهل هو عادل، ومعتدل، وشهم، أم انه مخلوق ضعيف، وجبان، وظالم وطائش؟ ما مقدار ذكاأه؟ماذا يبين فحصه النفسي؟هل هو سليم عقليا أم انه يعاني من اضطراب ما في شخصيته؟وما التزاماته الحقيقية تجاه الفرع الذي تبناه؟وهل يسعى إلى خدمة الشعب أم وراء نفوذه الشخصي، ومصالحه الحيوية.

في الواقع، إن ما نتوصل إلى معرفته عن المرشح لهذا المنصب قليل جدا حتى يبدو وكأنه يطمح فقط إلى أن يكون تمثالا للزينة لا موجها لأقدار أمته، ناهيك عن الدعاية الحكومية التي تسبق تعيينه، فهم لا يكتفون بإخفاء تاريخه أللصوصي الغامض، بل يضيفون قليلا من البهارات والفلفل، من أجل إخراجه بنكهة مقبولة.

انه لمن الصعب تمييز الاضطرابات النفسية أو التشوشات العقلية عند الناس، حتى على المختصين في هذا الموضوع فهناك الكثير ممن يسيرون عبر الشوارع، في بلادنا ويبدون لنا أسوياء تماما ولكنهم، في الواقع؛ ليسوا كذلك:أشخاص اضطرابا تهم متقطعة ولا تظهر إلا في لحظات التوتر الشديد. فهل هذا المرشح سوي؟وبمقدار ما يتعلق الأمر بهذا المنصب العالي، يجب مراعاة الحذر الشديد بخصوص هذه المسألة، ويُفترض في المرشح أن يتحلى بدرجة عالة من الشفافية في نظر الجمهور. فمن يتصدى لتحمل مسؤولية مهمة، مثلا، لا يمكن أن يجازف بالتصدي لتلك المسؤولية بشخصية هشة أو مهووسة بالعظمة. إن هذه الاضطرابات لا تسبه البثور أو الكلف الذي يمكن أن نراه على وجه ما، ولا تُضعف ذكاءه ولكنها تؤثر فقط على إدراكه للواقع ومحاكمته العقلية، التي هي من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الوزراء.

البلاد على أبواب حكومة جديدة، يعني رئيس وزراء جديد، يعني وزراء جدد. والمطلوب اليوم تحضير الكفلاء من أجل أن يكفلوا الحكومة الجديدة، وكل وزير لا يجد من يكفله، يجب استبعاده، لأن الخزينة وبالعربي الفصيح أصبحت خاوية، يلعب بها الدجاج.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة خطيرة جدا:
هل يستطيع السيد رئيس الجمهورية أن يكفل رئيس الوزراء؟ ولماذا؟

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل