أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزه الجناحي - اللجان التحقيقية ..اضاعة للوقت وللقضية .















المزيد.....

اللجان التحقيقية ..اضاعة للوقت وللقضية .


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4715 - 2015 / 2 / 9 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اكثر النكات ضحكا على الذقون ظهرت الى العراقيين منذ السقوط الى يوم العباد هذا هو اللجان التحقيقية لايكاد يمر يوما الا ويسمع العراقيين عن تشكيل لجنة تحقيقية لكشف ملابسات حادث اومشكلة او خطأ او جريمة وقعت في وضح النهار او دبرت في ليل من ليالي العراقيين والامر هذا ليس مرهونا بالحكومة العراقية على رأس الهرم او البرلمان او الوزارة بل وصلت العدوى حتى الى المحافظات وحكوماتها المحلية والى الدوائر في تلك المحافظات التي باتت يوميا او شبه يومي تقوم بتشكيل لجنة تحقيقية والغريب ان هذه اللجان يترأسها قمم الاهرامات في الدوائر العراقية وبما ان العراق عموما كوضع هو عبارة عن مشكلة كبرى وتتفرع منه المئات من المشاكل لذا ليس من الغريب ان نسمع بتشكيل لجنة يوميا ولا مبالغة في الامر ,,الفساد الاداري والمالي السرقات التهريب القتل الاختطاف الحرب الذبح المفخخات التهجير داعش وقبلها القاعدة والحرائق في الدوائر والقائمة تطول لذا فأن هناك العشرات لا بل المئات ولا ابالغ جدا بالألوف من المجالس التحقيقية ولجانها بعضها صار له سنوات ولحد اليوم لم تعلن نتائج تلك اللجان وبعضها منذ السقوط والبعض منذ اشهر والبعض منذ ايام لكن القاسم المشترك بين كل تلك الاوامر التشكيلية للجان التحقيقية لم يخرج على الملأ شخص ويعلن عن نتائج تلك المجالس ..
واحيانا من غرائب هذه الثقافة المستوردة تشكل لجان فرعية من تلك اللجان او تشكل لجان اخرى لمتابعة اعمال سابقتها واخرى لمتابعة اخرى حتى تختفي اللجنة الاولى او الام ويضيع كل الموضوع وينسى بعد ان تقادمت عليه السنين ونسيه المواطن ..احيانا يقال اذا اردت ان تسوف قضية اومفسدة او مثلبة او مشكلة فما عليك الا ان تشكل لجنة تحقيقية لمتابعة الخلل والباقي ليس عليك بل على تلك اللجنة (تنعل ابو ابوهه) وينتهي كل شيء ولا سئوال ومنكر ولا نكير ..
الاغرب من كل ذالك ان المواطن العراقي بدأ يفهم معنى تشكيل لجنة تحقيقية عندما يسمع بحصول حالة ما تحتاج الى تبيان الحقائق ويسمع ذالك المواطن القابع في ظلماته فأنه يضحك ويبتسم ويلتفت الى من كان جالس بقربه ويسمع الخبر معه فيقول له (بح) اي ضاعت ويضحكان ويبدآن الحديث في حديث اخر لأنه لا طائل من الاستمرار بذالك الموضوع لتلك للجنة فهي من تتكفل به وتنهيه لأنها شكلت لأجل هذا الغرض وكأن شيء لم يكن . تشعر احيانا ان البعض من تلك اللجان تشكلت من اجل هدف واحد لاغير الا وهو تسويف وتضييع و( طمطمت ) واغلاق ذالك الموضوع الى النهاية ,, هناك بعض الامور المصيرية التي يعيشها المواطن وهي مؤثرة على حياته وعيشه وينتظرها المواطن بصبر وينتظر حلها ونائج تحقيقها خاصة تلك التي تتعلق بقتل الناس والجنود وهي لا يمكن السكوت عنها لكن عندما تناط الى لجنة او لجان تحقيقية تذوب تلك الترقبات ويذوب معها الناس الما وحيرة وانتكاسا ولو اخذنا نماذج مجرد نماذج لوجدنا كم هو صعب هذا الوضع الذي يعيش فيه المواطن منتظرا ..مثلا مجزرة سبايكر ومجزرة السجر والجسر الياباني وسقوط الموصل لا حظ انا لم اتطرق للفساد الاداري والمالي الذي اصبح ظاهرة وأي تحقيق في هذه المواضيع مصيرها معلوم وهو الطمطمة وانهاء اللجنة التي ربما تقول انها لم تجد خيوط او ادلة او قرائن تدين عبد الفلاح السوداني او حازم الشعلان او قضية اجهزة كشف المفخخات وبالتالي فأن تلك المليارات بالنسبة للعراقيين صارت غير مهمة بقدر اهمية ارواح ابناء العراقيين المترقبين لنتائج تلك اللجان التحقيقية ..
بعض من تلك اللجان لايلتفت لها المواطن ابدا لأنه عرف وخبر النتائج فأنها بمرور الزمن تسوف وتصبح تاريخ قليل يتذكر تلك الحوادث بعض من تلك اللجان كان اعضاءها برلمانيين ووزراء انتهت مهامهم وذهبوا الى بيوتهم ومنتجعاتهم ولم تنتهي وتعلن نتائج لجانهم البعض الاخر منها برئاسة اخطر الاشخاص على الخريطة السياسية كرئيس الوزراء او رئيس البرلمان او وزراء من الدرجة الاولى لكن النتيجة واحدة متاهات وتيه ونسيان وخفاء للحقائق .. لا حاجة لعقل نابغ او شخص متميز في الذكاء يعرف اسباب فشل او تسويف عمل تلك اللجان والامور جدا بينة وواضحة ..
منذ العام 2003 لهذا اليوم العراق يعيش وضع سياسي غريب ومستغرب ولم يجد له مثيل له في العالم على الخرائط السياسية وتشكيل حكوماته وأطقمه وانتخاب نخبه السياسية دائما تسير حسب التكتلات والطوائف والقوميات فلم نجد حكومة تشكلت بعيدة عن هذا النمط وبالتالي انعكست تلك التشكيلات على عملها وعلى قواعدها ايضا فحكومة المحاصصة التي دامت اكثر من ثمان سنوات واليوم حكومة المقبولية وغدا حكومة التدخلات والاجندات الخارجية كل تلك لها تأثير مباشر على الوضع العام السياسي وعلى اللجان ايضا .
اي لجنة تشكل من قبل الحكومة او البرلمان يعني في تلك اللجنة اي اعضاءها من كل تلك المكونات او الاحزاب واي خلل تجده اللجنة في مسيرة تحقيقها يعني وجود اعتراض من قبل اعضاء اخرين في اللجنة نفسها وهنا تلعب المساومات والمبادلات دور بارزا ((اغلق انت واسكت واسكت انا وأغلق )) اي (وغطيلي وغطيلك عبرلي وعبرلك ) وهنا ينتهي الموضوع ويسجل تحت لافتة الوطن الواحد وعدم اثارة الفتن واثارة النعرات الطائفية والاثنية ولا حاجة لكتابة المذكرة النهائية فالوقت كفيل بمحوه من ذاكرة العراقيين ..وسبب اخر ان تلك اللجان التحقيقية قد يعتبرها البعض من هؤلاء الساسة مجرد نزهة او اسئلة وأجوبة لمن تحوم حوله الشكوك او المتسبب وكأن الامر فزعة عشائر او جلسة في احد المضايف الغربية او الدواوين الجنوبية فهؤلاء المحققين ليس اختصاص وليس لهم الالمام الكافي بتلك القضية بواطنها اسرارها ربما هو موضوع اقتصادي او عسكري او صحي او تربوي لكن المشرفين او لجنة التحقيق هم اشخاص من البرلمان لا يمتون بصلة لذالك المضمار بشيء وبالتالي لايعرف كيف يدخل ولا كيف يخرج وهذا الشعور بالفشل امام الاشخاص المتهمين يزيدهم ضعفا ويجعلهم في وضع حرج اما هؤلاء وأمام رؤسائهم وامام الناس المنتظرة وبالتالي تؤول النتائج الى المعروف نتائجها مسبقا وهو النسيان ..
سنوات عديدة والحال هذا هو نفسه ونتائج اللجان التحقيقية لم تعلن على الملأ ولم تصل الى نتائج وتنتهي بأدراج المسئولين ومكاتبهم دون حياء ولا احترام للمواطنين وذوي الضحايا والمآسي والآهات.

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدتان من هذا الزمان .. احلام الامارتية ..وانجلينا الامريكية ...
- ليس ايران وحدها ضد انفصال الاقليم ..
- مراسلي العراق الحربيين ..نجاح باهر وتميز في نقل الحقيقة .
- كم من الادلة تحتاج الحكومة لتخرج من صمتها ؟
- الشهداء يرحلون مبتسمين ..على سعدي النداوي نموذجا .
- السيد البرزاني الوقت مبكرا على اعتراضك .
- الكمين (العملية الاخيرة)
- البدائل السريعة والممكنة لرفد الاقتصاد العراقي ..موازنة 2015 ...
- عش البراق .
- الحبانية وعين الاسد بين صقور مؤتمر اربيل وحمائم اهل السنة .
- مفارقة ..قانون واحد ولا يشمل الجميع .
- مبروك جريدة العالم العراقية ..العراقية بأمتياز .
- السيد العبادي..ممكن العمل بقانون 1/12 لحين استقرار اسعار الن ...
- من لم يشترك بحكومة المالكي ..فليرميها بحجر .
- اتقوا الله واعدلوا.. بابل ودهوك مدينتان في وطن واحد .
- التقشف والادخار حرب الجياع على الحكومة .
- امريكا الابعاد المجهولة .. وحمير المنطقة .
- قانون الحرس الوطني حماقة كبرى نهايتها التقسيم .
- اللهاث وراء سراب سعودي ..
- زيارة الاربعين مسئولين خاشعين متهجدين .. من سرق العراق اذن ؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزه الجناحي - اللجان التحقيقية ..اضاعة للوقت وللقضية .