أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - تشريع الأذان تحت المجهر















المزيد.....

تشريع الأذان تحت المجهر


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 18:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نســـمعه في اليوم خمس مــــرات و بكثير من المبالغة في رفع الصوت و في التغني به ...
ما هو أصله ؟ .. و كيـــف تم تشريعه ؟ .. و ما هي قصته ؟



بــــعد أن هاجر الرسول إلى المدينة كان المسلمين ينتظمون في الصلاة بدون نداء فأراد الرسول ان ينظمهم و يكون هناك نــــداء من أجل أن يأتي المسلمون لأداء الـــصلاة ...

فأمر الرسول ببوق كأبــــواق اليهود ثم غير رأيه و أمر بناقوس مثل نواقيس النصارى ... و بينما هم كذلك حتــــى جاء أحد الصحابة و يدعى عبد الله بن زيد و أخبــــر الرسول أنه جاءه في الحلم رجل يخبره بأن ينادي للصلاة من خـــلال الأذان و ذكر كيفيته للرسول فأعجب الرسول به و قال :

[ قم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها ]



و هذه هي القصة أقدمها لكم كما وردت في المصادر التاريخية

_____________________________________________
اقتباس:




قال ابن إسحاق : فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين واجتمع أمر الأنصار ، استحكم أمر الإسلام فقامت الصلاة وفرضت الزكاة والصيام وقامت الحدود وفرض الحلال والحرام وتبوأ الإسلام بين أظهرهم وكان هذا الحي من الأنصار هم الذين تبوءوا الدار والإيمان . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها ، بغير دعوة فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا كبوق يهود الذين يدعون به لصلاتهم ثم كرهه ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين للصلاة

فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه أخو بلحارث بن الخزرج ، النداء فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت له يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس ؟

قال وما تصنع به ؟ قال قلت : ندعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ قال قلت : وما هو ؟ قال تقول الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله . فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها ، فإنه أندى صوتا منك .








في البخاري نجد أن صحابي أيضــــا هو من ابتكر فكرة النداء للصلاة بالأذان و لكنه هذه المرة يكون عمر

اقتباس:




" حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني نافع ان ابن عمر كان يقول كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها فتكلموا يوما في ذلك، فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم بل بوقا مثل قرن اليهود، فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة، فقال رسول الله : يا بلال قم فناد بالصلاة "


______________________________________________________


يذكر أن اسم عمر مرتبط بتشريع الأذان فحـــتى في الرواية الأولى المتعلقة بحلم عبد الله بن زيد ... يقال أنه بعد أن حلم عبد الله بالأذان و من ثم شرعه الرسول و جعل بلال يؤذن به جاء عمر و قال أنه حلم بالشيء نفسه ...


و الآن ألا يحق لنا أن نسأل كيف يأتي إنسان من عامة الناس بأمر ديني يحدث في اليــــوم 5 مرات أليس من المفترض أن الإله هو من يشـــرع ؟ و كيف يوافق الرسول على تشريع شيء بمجرد أن أحد الناس حلم به ؟ أو أن أحد أصحابه أمر به ؟ ألا تجعلنا هذه المزاجية الظاهرة في هذه القصة نتسأل حول مسألة التشريع في الإسلام بمجمـــــلها ؟
حسب الرواية عند قدوم عبد الله و إخباره للنبي بالحلم ، فإن النبي أرسله مباشرة لبلال و أخبره أن يؤذن النص الذي حصل في رؤيا عبــــد الله .. و نتساءل هنا ... هل كان هناك متسع من الوقت لنزول الوحي المؤيد لقرار النبي هذا و هو كما يتضح لنا قرار اتخذه مباشرة و في حينه .. هل يحق للرسول أن يشرع من تلقاء نفسه عبادة من العبادات ؟ حيث أنه من المعروف أن الأذان عبادة .

لا أعتقد أن هناك إنسان - صادق مع نفسه - لن يستغرب من هذه الطريقة في التشريع ... حيث ينزل الوحي على واحد من عامة الناس بدلا من أن ينزل على رسول الله مباشرة ..

من سيجادل بأن ما نزل على عبد الله ليس وحيا فهذا سيعني أن ما كان في حلمه ليس سوى حلم عادي أو من عمل الشيـــطان ... لا يوجد إحتمال ثالث و بذلك ندخل في مشكلة أكبر إذا قلنا أن ما حلم به عبد الله ليس وحيا ... فهذا يعني أن الرسول أقر حلم عادي ليصبح عبادة ..

و إذا قلنا أنه وحي نعود من جديد لمشكلة لماذا هذا الأسلوب الملتوي و الغير مباشر في نزول الوحي على شخص عادي بدلا من الرسول ؟



ربما البعض لا يعلم أن إجماع علماء المسلمين يقر أن الرسول لا يشرع من تلقاء ذاته ... بل يجب أن يكون هناك وحي حتى يشرع أمر من الامور في الدين .. فالنبي مربوط بالوحي و حسب المسلمين فإنه لا شيء داخل في الدين لم يأتي به وحي .. أو يقره وحي .!

قد يحتج البعض بالأية [ و ما آتاكم الرسول فخذوه ]...


لكن الآية لا تعني أن الرسول يشرع من عنده ... و السؤال هو :





أين أنت من بقية الآيات التي تثبت أن الرسول مجرد مبلغ و ليس مشرع .... مثل [ إن عليك إلا البلاغ ...] [ و ما عليك إلا البلاغ المبين ] [ وما ينطق عن الهوى ] ..

لو كان النبي مصدر تشريع بحد ذاته و يرع عبادات من عنده ألا يصبح المسلمون مشركون بمحمد مع الله؟

هل نستطيع إعتــــبار الأذان تشريع بشري ؟

إذا كــــان الله يريد أن يشرع من خلال الحلم ... فلماذا لم يجعل الرسول هو من يحـــلم بالأذان ؟
العقل و المنـــطق يقول أن الله إذا اراد أن يشرع شيء فسينزله على الشخص الذي أرسله لتــــبليغ الناس ... و ليس على شخص من عامة الناس

المنطق التبريري الذي يستخدمه الدهماء في تفاسيرهم يمكننا إستخدامه في كل مسألة لو أردنا .. و لو كانت المسألة هي إثبات أن الشمس مربـــعة ... لكن هل هو منطق صحيح و يرتكز على العقل ...؟


طبعا لا يفــــوتني أن أذكر هنا أن مجرد إختلاف المصادر التاريخية إختلافا كبيرا في مسألة تشريع الأذان ينبأنا و يعطينا فكرة عن كم التزوير و الدس و التلاعب الذي تم في التراث الاسلامـــي ..


فمــــرة يكون الأذان حلم عبد الله بن زيد و مرة يكون إقتراح من عمر و مرة يؤذن به جبريل في السماء الدنيا فيســـمعه بلال و يؤذن به ... و الكثير من الروايات المختلفة و المــتناقضة ..



هل هذا التراث الـــمتناقض يستحق أن نسلم له رقابنا و نتعامل معه على أنه الحقيقة المطلـــقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها ؟



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة المطلقة بالغيب لا تضع إحتمالين !!!!
- من يوقف التقدم الطبيعي للشأن الاخلاقي
- ليست هناك مرحلة من حياتك قررت فيها أن تكون مسلم ..
- الرّق الثالث : في ثقافة الموت
- التعصب الديني لا ينشأ اصلا إلا في غياب العقل و المنطق
- أخلاقياتنا المغلقة و مقاييسها التي لا قيمة لها في مجتمع آخر ...
- الرّق الثاني : التنوير هو الحل
- الرَّق الاول : رسالة من كافر
- بين النقد المنطقي و بين الإبتذال و الإسفاف
- نحن أقدم و أعرق من الاسلام
- حياة الملحد هي حياة حيوانية !!!!
- البحث عن الحقيقة
- عدالة ربانية
- قميص عثمان
- تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة
- العلمانية هي الحل
- خرافة مطمئنة
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - تشريع الأذان تحت المجهر