الرّق الثاني : التنوير هو الحل

كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 23:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لا شكـ أن الحال العربي صادم على جميع المســـــتويات حتى في تلكـ التي شهدت ما أطلقنا عليه [ الربيع العربي ] .. الأصوليات تكشر عن أنيابها في ليبيا و سوريا و تونس و مصر و العراق و اليمن و الصومال وصلت لمرحلة الكوارث الإنسانية .. لكن .. ظهور الأصوليات و إنتصاراتها اللحظية ليس دوما مؤشر تراجع .. و بالتأكيد ليس علامة تفوق و قبول أزلـــــي لن يتغير ..

إن التراجعات و الإنتكاسات هي جزء من حركة الـــتاريخ ... و لا سبيل لتقدم بدون أن نعرف ما الذي يعنيه [ التراجع ] .. النقطة المضيئة الوحيدة في واقع مزري على كل المستويات هو أن هذا الأحتــــراق بنار الأصوليات المتطرفة قد يكون السبيل لخلاصــنا ... إن لم نكتوي بنار الأصولية فلا سبيل لتجاوزها لما هو أفضل منها ... لأنها إن بقيت بعيدا عن الواقع ستبقى محاطة بهالة القداســـة و تقبع في البرج العاجي غارقة في طوباوية البسطاء الذين يرون في [ القديم ] حل لكل مشاكل الكون .

الأصوليات الآن تسيطر لكي تفضــــح نفسها و لكي تعلن بكل صراحة و بــــأقوى صوت : أنا الجانب المتخلف من المعادلة العربية .. التجربة على أرض الواقع هي المحك لكل الأفـــكار .. وحتى نصل لما هو أبـــعد .. يجب أن نصفي حسابتنا أولا مع القديم الذي يكبح جماحنا عن كل تقدم , بل و يصور نفسه عــــلى أنه هو التقدم .. و تصفية الحسابات هذه تتم الآن مع الأصـــــوليات و المناهج الخرافية و كل وعودها الكذابة بالدولة المثالية التي يحلمون بها وفقا لــــتراثهم المهتري .

يجـــــب أن نرى بأم أعيننا أحلامنا الطوباوية و هي تنهار بعد أن اعتقدنا أن تطبيق مجموعة من الأفكار القديمة ســــتحل كل مشاكلنا .. هذا جزء مهم من نضوجنا العقلي و الحضاري .. خطوة مؤلمة للبعض ربما لكن ضرورية و حتمية ... إنها لذة اعتناق الواقــعية .

الواقعية فقط هي من ستجعلنا نقيس كل الأمور بطــــريقة صحيحة ..حركة التاريخ بمجملها من تقدمات و تراجعات هي مراحل مؤقتـــة ... تشكل حركة واحدة للأمام ... التاريخ بأسره يشهد .. لم يأتي بعد ظلام أوروبا الحالك إلا الفجر الساطع .

احذر فقط أن فجرنا الساطع ليس في حكم المضمون أو في الجيب كما يقال .. قد يتأخر فجرنا و قد يفلت للأبد ... فـ الكـــون عادل و منصف و يضع الجميع على قدم المساواة و التاريخ يمنح الجميع نفس الفـــرص ..و الباقي متروك لذكاء من يعمل و يطمح و يحـــلم .

التــــنوير هو الحــــل .. نــــحن نعيش في عصر رائــع .. عصر المعلومة و سهولة مشاركة الأفــــكار ..عصر تهدمت فيه جدران الحجر الفكري و تمزقت فيه أسيجة تجهيل الشـــعوب ... العمــــل على قادم مختلف .. التبشير بمستقبل أفضل ... أفضل لأنه واقعي و حر و قائم على العقل ! نبذ القديم و فضح كل أساطيره و خرافاته و دعاويه و إخراجه من معادلات الشعوب ..

هذه مهمة كــــــل فرد منا

#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات