أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - عدالة ربانية














المزيد.....

عدالة ربانية


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[ حدثنا أحمد بن المقدام قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس قال : ما تزال جهنم تقول : هل من مزيد؟ حتى يضع الله عليها قدمه فتقول : قد قد ، وما يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خلقا فيسكنه فضول الجنة ]

متفق عليه

الفضل الوارد في الحديث هو المكان الشاغر الذي لم يستوفه المسلمون في الجنة .. لذلكـ يقوم الله بخلق أقوام ثم يدخلهم ليملئوا هذا الفـــراغ .. طبعا إن كنت مسلم فأنت يجب أن تؤمن بهذا الأمـــر أولا لأنه حديث صحيح لا اختلاف عليــه ... ثانيا لأن الأمر قد أقره السلف و الخلف جميعهم حتى أنه مذكور في العقيدة الواسطية لابن تيمية ...

بلا أدنى شك يتضح هنا إنعدام تام للـــعدل بـــين شخص خلق في الدنيا و تعب و تعرض للفتن من أجل أن يدخل الجنـــة و بين شخص أخذها [ باردة مبردة جاهزة ] ... فلماذا لم يخلقنا الله مثلهم في الجنة و بدلا من ذلكـ جعلنا نتعرض لهذا الاختــبار ... و لماذا يدخل هؤلاء الجنة بدون اختبار , بينما يحـــــترق الملايين في جهنم لأنهم فشلوا في الاختبار؟


لـــو كنت أنت استاذا .! هــــل يمكن أن نعتبركـ عادل اذا جعلت أحد الطلاب يسقط رغم أنه كان يدرس طــــول السنة و يتعرض للاختبارات باستــــمرار بينما في نفس الوقـــت تأخذ شخص من خارج المدرسة و لم يحضر الدروس يوما لتعلق على صدره شهادة النجاح و التفوق ؟

ليت الأمر توقف هنا ..

بل يوجد في البخاري أيضا رواية تقول أنه بقي هناكـ مكان شاغر في جهنم .. فقام الله بخلق أقوام و أدخلهم جهنم حتى يملئوا هذا المكـــان ...

الرواية كما وردت في البخاري :

[عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنّة: يا ربّ ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، فقال الله (تعالى) للجنّة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال: فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويردّ بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط .]

طبعا رغم ثبوت هذا الحديث و سلامة سنده لكنه أوقع المتقدمين و المتأخرين في حرج كبير ابتداءً بابن تيمية و انتهاءً بابن عثيمين ... كلهم ردوا الحديث رغم ثبوته .... و لنرى على سبيل المثال تبرير ابن عثيمين على عدم قبول هذا الحديث :


اقتباس

[فهذا الحديث و إن كان متصل السند فهو شاذ، لأنه مخالف لما عُلم بالضرورة من الدين، و هو أن الله تعالى لا يظلم أحدًا. و هذه الرواية - في الحقيقة - قد انقلبت على الراوي و الصواب "أنه يبقى في الجنة فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا، فيُنشئ الله أقوامًا فيدخلهم الجنة".
و هذا فضل ليس فيه ظلم، أما الأول ففيه ظلم.]


تبرير هزيل جدا ... فابن عثيمين هنا يرى أن خلق شخص و دخوله الجنة بدون تعرض للاختبار ليس فيه ظلم للبقية .. لكن خلق شخص و إدخاله النار بدون اختبار يعتبر ظلم ... و هذا المنطق هو ما عمل به ابن تيمية و السلف ... أن الحالة الأولى ليست ظالمة بينما الحالة الثانية ظالمة .!

و الحقيقة أن الحالة الأولى ظالمة أيضا كما أوضحت في الأعلى ... فحتى لو قمنا برد حديث جهنم الذي أصابهم بالحرج و جعلهم يرفضون حديث صحيح في البخاري : فإنه لا يوجد عدل في ادخال شخص الجنة بدون اختبار بينما البقية تعرضوا للاختبار و بعضهم دخل النار بسبب هذا الاختبار .! و هذا ما يقرون جميعا به و هو من صميم عقيدتهم ...



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قميص عثمان
- تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة
- العلمانية هي الحل
- خرافة مطمئنة
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق
- قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال
- منطق حول قصة الخلق
- انتباه ! القرآن يحاجج
- دين افضل من دينك
- امور لا يقبلها العقل


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - عدالة ربانية