أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال بالمقدم - خرافة مطمئنة














المزيد.....

خرافة مطمئنة


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 23:20
المحور: كتابات ساخرة
    



[ من الأفضل أن تتبنى حقيقة قاسية .. على أن تعتنق خرافة مطمئنة ] كارل ساجان


إلى أي حد من الممكن يكون الشخص سجـــينا بإرادته لعالمه الضيق الصغير الذي لا يريد لجدرانه أن تتحطم أو على الأقل أن تتوســـع ؟
إلى أي حد من الممكن أن يكون الإنسان منقادا لنمطيته و [ روتينه ] الذي لا يريد أن يلحق به أي تغيير أو تبديل ؟
إلى أي حد من الممكن أن يكون الإنسان عبدا تـــحت يد رغباته النفسية بدون أدنى إعتبار إلى أين تقوده تلك الرغبات و مدى تأثيرها عليه ؟


الجواب لكل الأسئلة هو : لا يوجد حدود .!


لكنه ليس جوابا ينطبق على كل المجتمعات أو البشر ... هو ينطبق بشكل أكبر و أدق على المجتمعات المنغلقة و التقـــليدية .! تلكـ النوعية من المجتمعات الجامدة .. التي تملك كل الإجابات و التي تستميت لتبقى على ما هي عليه ... و على إنسان تلك المجتمعات الذي فُرض عليه أن يرى الوجود من زاوية معينة لا غير ... ذلك الإنسان الذي سبقت ماهيته وجـــوده ... إنسان تلك المجتمعات الذي اراه يتجسد أمامي في طفولة [ سنكلير ] بطل رواية هرمان هسه [دميان] .!

ذلك الطفل الذي لم يرد أن يغادر نعيم جنته العائلية ... الامان و الدفء الذي منحته إياه عائلته الصغيرة و والديه ... هو يريد لذلك أن يستمر .. لكنه يُصدم بالعالم المغاير في الخارج .. هو لا يملك الأداة لمواجهة هذا العالم المختلف عن جنته الصغيرة ...
لذلك هو يختار و يفضل دوما أن يعود لنعيم عائلته بدلا من مواجهة واقعه و عالمه ..

الطفولة العقــلية .!

اختيار الحل المريح بدلا من الحل الصحيح ... كيف و لماذا يفتن [ سنكلير ] بـ [ دميان ] ...؟ دميان هو ذلك الانسان المغاير الذي يبدو أن العالم لا يخيفه و هو يخوض غماره بشجاعة و ثقة ... هو الإنسان الغير مقيد ... الإنسان الغير خائف ... الإنسان المفكر ...يفتن به لأنه يرى فيه الإنسان الذي يريد أن يكونه ... فـجنته العائلة الصغيرة في نهاية الأمر لم تجعله قادر على التعامل مع العالم الحقيقي كما يفعل [ دميان ] .!

العالم الحقيقي يتطلب أدوات و مهارات لا تستطيع جنته التي تبعث الطمأنينة في قلبه أن توفرها أو تعلمها له ... قد يبدو شعور ترك سنكلير لجنته العائلية الصغيرة خطوة مؤلمة .. لكنها ضرورية ليستطيع أن يعيش في ذلك العالم ... جنته تلك لن تقدم له أي شيء حقيقي في العالم الحقيقي .. حتى و لو أشعرته بالأمان و بثت الطمأنينة في جوانب نفسه .!

إن لم يتوافق العالم مع جنتنا ... فلنغير جنتنا ... لأننا كأساس نتعامل في كل يوم و في كل لحظة مع العالم الحقيقي إن أثرت جنتنا على مدى تفوقنا و فاعليتنا في تعاملنا مع هذا الواقع ... فنحن مخيرون إما بين جنتنا المريحة أو عالمنا الواقعي و متطلباته .! هناك من أقصوا جنتهم من أجل خاطر واقعهم فكانت النتيجة أن أتتهم الجنة بنفسها طائعة و هي تمسك بيد الواقع و تقول : هيت لكم هاهنا و في هذه الأرض ... و هناك من فضل أن يبقى في جنته التي تعطيه الأمان فكان أن أصبح واقعهم جحيما ينهشهم بلا رحمة تاركا لهم الحلم في جنة ما ورائية بعيدة .



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق
- قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال
- منطق حول قصة الخلق
- انتباه ! القرآن يحاجج
- دين افضل من دينك
- امور لا يقبلها العقل


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال بالمقدم - خرافة مطمئنة