أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - المعرفة المطلقة بالغيب لا تضع إحتمالين !!!!















المزيد.....

المعرفة المطلقة بالغيب لا تضع إحتمالين !!!!


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 23:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    








في آخر سورة البروج نجد الآية [ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ]

تتحدث هذه الاية عن القرآن و تخبر أنه محفوظ في لوح و هذا ما أعتقدت أنه يتعارض مع مواضع أخرى في القرآن .... بحثت عن تفسير لهذه الآية حتى أستطيع أن أوثق أو أنفي شكوكي .. و كان هذا ما وجدته :


ابن كثير :


في لَوح محفوظ : أَي هو في الْملَإ الْأَعلَى محفوظ مِنْ الزيادة وَالنقص وَالتحريف والتبديل .


القرطبي :

في لوح محفوظ : أي مكتوب في لوح. وهو محفوظ عند الله تعالى من وصول الشياطين إليه.


البغوي :

في لوح محفوظ : القرآن محفوظ من التبديل والتغيير والتحريف .


الطبري :

في لوح محفوظ : هو قرآن كريم مثبت في لوح محفوظ .



نشاهد إجماع على كون القرآن مثبت في لوح محفوظ من الزيادة و النقصان و من التبديل و التغيير و التحريف و أعتقد أن كل المسلمين يوافقون على هذا ... هذا الحفظ يقتضي بكون نص القرآن ثابت و محفوظ في لوح عند الله ... أي أن القرآن موجود بالكامل في ذلك اللوح .!

أولا ما هو اللوح المحفوظ الذي حفظ فيه القرآن ؟

هو الكتاب الذي تم تسجيل كل شيء فيه من قبل الخلق و الأدلة على ذلك من القرآن كثيرة : [ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأه ]


القرطبي : إلا في كتاب : يعني في اللوح المحفوظ .
البغوي : إلا في كتاب : اللوح المحفوظ .

آية أخرى [ ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ]

ابن كثير : يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه ، وأنه محيط بما في السماوات وما في الأرض ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، وأنه تعالى علم الكائنات كلها قبل وجودها ، وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ .
البغوي : في كتاب : يعني اللوح المحفوظ .


نستنتج من هذا أن القرآن كان مسجل في اللوح المحفوظ الذي كان مسجل فيه كل شيء من قبل خلق الخلق من الأساس .. أي أنه لم يكن مسجل في لوح آخر مثلا ... بل هو نفس اللوح الذي جاء ذكره في سورة البروج ...

و هناك آية أخرى تؤكد على هذا الكلام و هي : [ حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ]

يقول ابن القيم :

{حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} .. قال ابن عباس : "في اللوح المحفوظ المقري عندنا" قال مقاتل: "أن نسخته في أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ وأم الكتاب أصل الكتاب وأم كل شيء أصله" والقرآن كتبه الله في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض كما قال تعالى : {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} وأجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب وقد دل القرآن على أن الرب تعالى كتب في أم الكتاب ما يفعله وما يقوله فكتب في اللوح أفعاله
و كلامه فتبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ قبل وجود أبي لهب .!


كما ترون من أراء علماء و مفسري القرآن .! حتى أنه تم ذكر مثال أبو لهب و أن آياته قد ذكرت فيه من قبل أن يخلق أبو لهب أصلا .... إجماع واضح على كتابة القرآن في اللوح المحفوظ و أن ما لدينا هو نسخة من ذلك المكتوب في اللوح المحفوظ ...و أن القرآن مكتوب كله في اللوح المحفوظ ، و أن هذا هو قول أهل السنة والجماعة و أنه كما أعرف هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ..


حسنا ما هو التناقض الذي قلت عنه في بداية موضوعي ... القرآن يغص بالمواضع التي لا تدعم هذه الفكرة و هذا ما سيشكل لدينا نوع من التعارض أو التناقض ... و هو تناقض جوهري ... فلو قلنا ان القرآن كان مكتوبا في لوح محفوظ فإن تلك الآيات كان يجب أن لا توجد أو أن لا تكتب بهذا الشكل ... حيث انها كانت غارقة في الظرفية الزمانية ... و قد أفرد لهذا موضوعا خاصا فيما بعد لكني سأذكر عليه مثال فقط :

مثلا في سورة المجادلة نجد هذه الآية : [ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ] هنا حادثة ظرفية حصلت في عهد الرسول .. فإن كان القرآن مكتوب في لوح محفوظ من قبل أن تحدث هذه الحادثة .. فإنه من غير الدقيق إستخدام الفعل المضارع [ يسمع ] ... ذلكـ لأنه عند كتابة القرآن فإن هذه الحادثة لم تكن قد وقعت .. اصلا و لم تتحاور المرأة مع الرسول بعد ... فكيف تكتب بصيغة المضارع مع أن أطرافها لم يخلقوا بعد ...؟! بل أن الصيغة التي كتبت فيها بداية الآية تدل على أن الآية كتبت بعد الحادثة نظرا لوجود الفعل الماضي [ سمع ] في بداية الآية ... و نفس الشيء أعيده لو كان النص كتب قبل الحادثة فسيكون غير دقيق لأن الله وقتها يقول بأنه سمع [ أي في الماضي ] ... بينما الأمر لم يحدث بعد ...

علم الغيب لا يبرر كتابة الآية بهذا الشكل .. فلو قلنا ان الله علم أن تلك المجادلة ستحدث فهو لم يكن يسمعها وقت علمه بذلك و لم تكن قد حدثت حتى يكون قد سمعها في الماضي لأن اطرافها لم يخلقوا بعد ...

هناك الكثير من الأمثلة المشابهة لدي لكني سأكتفي بهذا لأني أعتقد أنه أوصل الفكرة حول الظرفية الزمانية التي كانت تكتب بها نصوص القرآن ...

و الآن :


ما أعتقد أنه حقا يشكل تناقض صارخ فستوضحه الآية القادمة و هنا أعتقد بأن المشكلة أن محمد يدعي بوجود أمور في كتابه ثم يعارضها بعد فترة بأمور أخرى من كتابه أيضا و هذا خطأ بشري بحت قد يقودنا لفهم أفضل للقرآن و طريقة و ظروف كتابته ...


اتفقنا أن القرآن كان مسجل في لوح محفوظ و هذا أمر اجمع عليه القرآن و المفسرين و علماء المسلمين ... للأسف القرآن يخالف نفسه مرة أخرى و يبين أن القرآن لا يزال في طور التأليف و أنه يمكن أن ينزل حسب الحادثة التي تقع و يمكن أن لا ينزل ... أي أنه قد يؤلف حسب الحادثة أو السؤال .. و هذا ينفي أنه كتب كاملا من الزيادة و النقصان في اللوح المحفوظ ...

الآية 101 من سورة المائدة : [ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم ]

تخبر الآية السائلين أنهم إن سألوا عن بعض الأمور فإن القرآن قد ينزل بها و هذا واضح جدا في الآية و ليس عليه غبار ... و هو إعتراف صريح بأن القرآن قد ينزل أو لا ينزل و ذلك حسب سؤال السائلين فإن سألوا فقد ينزل و إن أمتنعوا فلن ينزل .. و هذا إعتراف من العقل الباطن للرسول [ من وجهة نظري [ بأنه قد توجد آيات تؤلف حسب السؤال ...

ذكر جزئية [ حين ينزل القرآن ] يعني أن توضيح السؤال سيكون بآيات من القرآن ... و للمعلومية فهذا الأمر قد حصل في السابق عندما اختبر اليهود الرسول بأسئلتهم فنزلت سورة الكهف ؟

للآية السابقة إشكال من طرفين ...

إذا ربطنا نزول القرآن بسؤال السائلين فهو عندها سيكون قد نزل حسب السؤال و هذا سيكون إشكالا كون القرآن كتب و حفظ في اللوح المحفوظ كاملا ... و عند إمتناعهم عن السؤال فقد لا ينزل و هذا يعني أن القرآن ناقص؟ [ هناك مسألة فكرية حول هذه النقطة لا أدري يثيرها أحدكم أم لا ] .!إشكال واضح ...

و هذا تفسير الآية من كبار المفسرين :

ابن كثير ___ ثم قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ] هذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين ونهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور ربما ساءتهم وشق عليهم سماعها ...

الطبري ___ قال أبو جعفر : ذكر أن هذه الآية أنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبب مسائل كان يسألها إياه أقوام .. امتحانا له أحيانا .. واستهزاء أحيانا فيقول له بعضهم : " من أبي " ؟ ويقول له بعضهم إذا ضلت ناقته : " أين ناقتي " ؟ فقال لهم - تعالى ذكره - : لا تسألوا عن أشياء من ذلك كمسألة عبد الله بن حذافة إياه من أبوه " إن تبد لكم تسؤكم " يقول : إن أبدينا لكم حقيقة ما تسألون عنه ، ساءكم إبداؤها وإظهارها .



في هذه الآية شاهدنا ربط لنزول القرآن بسؤال السائلين ... و هو ما يتعارض مع فكرة كونه كتب كاملاً في لوح محفوظ ينزل كما كتب بدون زيادة و لا نقصان ...

رأي شخصي :

أعتقد أن هذه الآية من اهم الآيات التي كتبت بإيحاء من العقل الباطن لمحمد و بدون مراجعة لما تحمل من دلائل و أعتقد أنها من أكثر الآيات التي توضح الهوية الفعلية لمؤلف القرآن .... فهو يذكر صراحة أنه سيجيب على الأسئلة التي ستطرح عليه لكن من الأفضل أن لا يسألون و أنهم أن سألوا فستوجد آيات حسب السؤال ...

الخلاصة أننا نصل هنا لتناقض مع الآيات التي تقول بأن القرآن محفوظ في لوح محفوظ ينزل به جبريل و مع هذه الآية التي توضح أنه لا زال خاضع للتأليف و أنه قد توجد أو لا توجد به آيات و ذلك حسب ما تسير به الأحداث ...



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوقف التقدم الطبيعي للشأن الاخلاقي
- ليست هناك مرحلة من حياتك قررت فيها أن تكون مسلم ..
- الرّق الثالث : في ثقافة الموت
- التعصب الديني لا ينشأ اصلا إلا في غياب العقل و المنطق
- أخلاقياتنا المغلقة و مقاييسها التي لا قيمة لها في مجتمع آخر ...
- الرّق الثاني : التنوير هو الحل
- الرَّق الاول : رسالة من كافر
- بين النقد المنطقي و بين الإبتذال و الإسفاف
- نحن أقدم و أعرق من الاسلام
- حياة الملحد هي حياة حيوانية !!!!
- البحث عن الحقيقة
- عدالة ربانية
- قميص عثمان
- تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة
- العلمانية هي الحل
- خرافة مطمئنة
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق
- قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال بالمقدم - المعرفة المطلقة بالغيب لا تضع إحتمالين !!!!