مستقبل الثوره في مصر

أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل ان ابدأ في التحدث عن مستقبل الثوره المصريه لابد ان تستعرض الاحداث التي طرأت علي الساحه المصريه حتي يتسني لنا فهم ما يحدث حاليا بشكل واضح ،و بالتالي نطرح السؤال التالي ( مال العمل؟ ) ، ولكي نجيب علي هذا السؤال بشكل اكثر عمقا و فهما و تحليلا.
فقد اندلعت الشراره الاولي للثوره المصريه في يوم 25 يناير 2011 و لكن عندما حدثت هذه الشراره حدثت بصوره مفاجأه و بدون ترتيب مسبق ، فقد قامت ممن الجماهير التي كانت تشعر بالقهر و المعاناه و الاستغلال الواقع عليهم من جانب النظام ، فقد كانت هذه الانتفاضه مرحله عفويه غير منظمه تفتقر إلي الشرط الذاتي للثوره الاجتماعيه و هذا يتمثل في التظيم الثوري ، مما جعل وعي الجماهير فريسه سهله في ايدي جماعات اصوليه متطرفه تريد العوده بنا إلي غياهب العصور الوسطي بدون طرح اي برنامج او رؤيه حقيقيه تمس مصلحة الشعب ، مستغلين عاطفة الشعب تجاه الدين حتي تصل إلي سدة الحكم و قامت بذلك بمساعده و دعم من المجلس العسكري في الفتره الانتقاليه حتي وصلت جماعة الاخوان المسلمين إلي السلطه، وحين وصلوا إلي السلطه قاموا بمعاداة الشعب و مؤسسات الدوله و لم يقوموا بتلبية مطالب و طموحات الجماهير التي كانت تنشدها في الثوره مما ادي إلي حدوث غضب جماهيري ادي إلي انفجار الانتفاضه الثانيه في 30 يونيو 2013 ، ولكن ما حدث في هذه الانتفاضه لم يختلف عن ما حدث في انتفاضه يناير فقد وقعنا مره اخري في مأزق حقيقي وهو غياب التنظيم الثوري و عدم توافر الشرط الذاتي و عدم وجود النظريه الثوريه ، فهذه هي المعضله الحقيقيه التي كانت و مازلت تواجهنا و تضعنا في نفس المأزق ولكن عندما نتحدث هنا عن التنظيم لابد ان نجيب علي السؤال الاكثر اهميه و الذي يتبادر إلي كثيرا من الاذهان وهو (ما العمل؟ ، ما هي ملامح هذا التنظيم؟ ، ما ذا يجب ان يفعله هذا التنظيم ؟
بالنسبه للملامح الاساسيه التي يجب توافرها في التنظيم الثوري الذي يحمل نظريه ثوريه و مشروع حقيقي يتوافق مع مطالب الجماهير يجب ان يقوم علي السمات التاليه:
اولا:الاهتمام اولا ببناء كوادر سياسيه حقيقيه نظريا و عمليا و بناء المثقف العضوي في كل مجال من مجالات الحياه سواء في المصانع او في القري او في الجامعات او في الندوات العلميه و الادبيه و الثقافيه و الفنيه ... إلخ.
ثانيا:ان يكون لهذا التنظيم دور هام و بارز في المجتمع المدني و تكوين جمعيات اهليه قادره علي حل مشكلات المجتمع و ان نقف مع الجماهير في المعارك اليوميه الصغري.
ثالثا: العمل علي تكوين مشروعات تعاونيه انتاجيه بهدف دعم التظيم ماليا و محاربة الاستغلال و طرح فكره اقتصاديه بديله قائمه علي مشاركة العمال في الارباح و ادارتهم للانتاج بصوره حقيقيه .
رابعا: ان يكون لهذا التنظيم اداه اعلاميه جيده بهدف نشر الافكار و نشر الصراع الطبقي كما انه لابد من وجود العديد من المكتبات من اجل نشر وعي و ثقافه حقيقيه.
خامسا:لابد ان يتخلي هذا التنظيم بروح الانضباط و الطاعه الواعيه و ان يقوم اساسه علي الديموقراطيه المركزيه في اتخاذ القرارات.
سادسا:ان يتم الجمع بين النظريه و الممارسه فبدون نظريه تصبح الحركه عفويه و بدون ممارسه تصبح الافكار مجرد حلم مثالي غير مرتبط بواقع الجماهير و معاناتهم و عي حد قول لينين "لا توجد حركه ثوريه بدون نظريه ثوريه"
إما بالنسبه فيما يجب ان نفعله فهذا يتوقف علي طبيعة المرحله و ذلك لان الحزب الثوري هو في حقيقة الامر اشبه بالجيش الثوري المستعد لخوض المعركه مع النظام حينما يتيح له الظرف الموضوعي ذلك و لذلك يجب ان ترتبط ارتباطا تاما بعلم الاستراتيجيه و التكتيتيك لتحديد طبيعة كل مراحلها و متطلباتها و شعارتها ، فمثلا في حالات الجزر الثوري التي نمر بها يجب ان ننقاش موقفنا في الاحداث التي تدور في الساحه السياسيه علي سبيل المثال الجدوي من المشاركه في الانتخابات او في احد الفاعليات او علي سبيل المثال التضامن في قضيه من قضايا الجماهير منها اضرابات العمال و المعارك الجماهيريه الصغري ، اما في حالات المد الثوري فيكون التنظيم علي استعداد تام لخوض المعركه و رفع شعارات ثوريه و مساندة الجماهير، ومن يحدد طبيعة هذه المراحل هم الطليعه الثوريه المرتبطه بالجماهير و التي تدرك مدي الوعي الاجتماعي و طبيعة المرحله و متطلباتها.
وفي النهايه اود ان اختم هذا الموضوع بضرورة الوحده و انهاء هذا التشرزم و الخلل الموجود في صفوف اليساريين و التقدميين و ان يكون وحدة العمل هو شعارنا في الوقت الحالي و ان يكون هناك وعي بدور التنظيم فكما قال لينين بالتظيم يستطيع 10 افراد منظمين مواجهة 100 فرد غير منظمين.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل