أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد علم الدين - هل سيبتلِعُ الخريفُ الإسلاميُّ الربيعَ العربي ؟















المزيد.....

هل سيبتلِعُ الخريفُ الإسلاميُّ الربيعَ العربي ؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 15:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


وهل ممكن للظلام ابتلاع النور؟
ولو قدر للظلام ابتلاع النور .. لبقي الانسان بعقله محدودا يعيش في المغاور المظلمة والصخور .. وعلى ضفاف البحيرات والأنهار والبحور .. ولما استطاع بعقله الجبار .. اختراع الأدوات وقدح النار .. ومن ثم انجاز أهم اختراع ألا وهو الكهرباء، التي بدلت وسهل وطورت أنماط الحياة، وحولت مدنه وبلداته وقراه الى حلل بديعة ساحرة تبدد عتمة الليل مشعشعةً بالأنوار.
وهل ممكن للشر أن يبتلع الخير؟
لا شك أن هناك صراعا محتدما دائم الوجود، ومستمرا استمرار الحياة بين الخير والشر، ولن يتوقف أبدا لعلاقته العضوية الوراثية الجينية بطبيعة الانسان الحيوانية الأصل الوحشية الجذر.
ولو قدر للشر ابتلاع الخير .. لما قامت للانسانية قائمة، ولما نهضت حضارةً ولا مدنية ولا مجتمعات مزدهرة، ولا دولا متفوقة داست أرجل روادها على سطح القمر .. ولسيطرت على الكرة الأرضية مجموعات آكلي لحوم البشر .. كوحوش هائمة على وجوهها من بقايا عصر الحجر .. تعيش في الكهوف بخوف من الآتي وحذر .. وتقفز كالقرود فوق أغصان الشجر.
وهل هناك فرق كبير بين من يأكل لحوم البشر، وثان يغتال الأحرار خسة بالطعن في الظهر .. وثالث يفجر نفسه وبالأبرياء ينفجر .. ورابع شبيح أسدي يقتل ويذبح ويدمر ويهجر في خدمة نظام متوحش قذر .. وخامس مجرم داعشي فاقد البصيرة والبصر يذبح الانسان ويفتخر؟
حيث يتحول المذبوح بين يديه المتوحشتين وعقله الخالي من المشاعر والأحاسيس قبل الذبح بالسكين الى جثة هامدة تتنفس طلوع الروح.
ورب قائل يقول متهكما وهو قاعد على قفاه:
لقد انتهت الملهاة .. وابتلع الخريف الاسلامي بعواصفه الدموية الهوجاء الربيع العربي وانتهى الأمرُ كما بدأناه .. وعدنا الى المربع الأول في القرن الأول الهجري .. ونحن يله يله على غير هدى الى الهاوية السحيقة على أقفيتنا المحملة بمخلفات الموروث الديني الثقيل نجري.
فلماذا تتعب نفسك بسؤال جوابه عند أعتى وأشرس وأخبث وأنجس الطغاة:
كالاخوان وميليشيات المالكي وطالبان وبوكو حرام وأنصار بيت المقدس وشبيحة بشار اللئام، وداعش وحالش والحوثيين والوهابيين وأنصار الشريعة المريعة والقاعدة وفجر ليبيا، وحركة الشباب وملالي ايران البغاة.
لماذا تتعب نفسك بالسؤال ونحن واإسلاماه .. على صراخ شيوخ التكفير السني الشيعي وزعيقهم الهستيري نهرول من فتنة إلى مأساة .. ومن حرب إلى هزيمة نكراء تتساقط على رؤوسنا كأوراق الخريف الذابلة وتَسقطُ شبابُنا رخيصةً على قارعة الحياة.
لماذا تتعب نفسك بسؤال يذكرنا بنكبة ابن رشد قبل 800 عام على أيدي هؤلاء المستبدين المتزمتين المتطرفين الطغاة، الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ ويعيدوننا في كل مرة الى نقطة الصفر، بل ونحن هابطون معهم بنشاط وحيوية ودموية الى القعر:
من استبداد القذافي الى استبداد القاعدة والاخوان، ومن استبداد صدام وطالبان الى استبداد الحوثيين وملالي ايران، بل والى تحت الصفر وقعر القعر وعلى صيحات الله أكبر .. الى استبداد واستعباد الناس كما تفعل عصابة داعش من ممارسات تقشعر من وحشيتها الأبدان، في عودة الى مربع نظري .. بحلم وردي .. وفكر صنمي .. ودين وثني .. وعقل شيطاني، وحورية تستلقي عارية على سريرها اللؤلؤي .. بجسد غض شهي .. لتمارس الجنس الناري .. مع منتحر همجي .. متوحش دموي .. وشريعة بالية مدمرة للحضارة والقانون، واسلام سياسي سني شيعي متخلف غبي .. ليس له علاقة البتة بهذا الزمان، حيث الديمقراطية بفكرها البهي وحقوق الانسان هي التي ستسود وليس خليفة ملتح عفن مقرف من هنا، وولي فقيه حاقد مفتن خرف من هناك.
جل ما سيشتهران به: قطع اليد وجز الرأس والقمع والسحل .. والنهب والسَّبي والقتل .. ونشر الرعب والخوف والجهل .. والتفخيخ والتفجير وتهجير السكان وإعدام الرجال ورجم النسوان وصلب الأبرياء في الساحات في انتصار لثقافة الموت على ثقافة الحياة.
ورب آخر يتساءل وبحق: وماذا بقي من ربيع اشتعل نارا واحترق؟
شباب احترقوا لكرامتهم .. وآخرون استشهدوا لحريتهم .. يحلمون بربيع قادم بمستقبل زاهر وعيش كريم .. ومجتمع حر ديمقراطي عصري سليم، انقلب رأسا على عقب .. إلى شتاء اسلامي ولهب.. عاصف بدمار .. وصيف حارق حار .. أحرق الأخضر واليابس وأشعل النار .. بحروب دموية وصراعات مذهبية وهجرات مأساوية عبر البحار.
هنا لا بد من التوضيح، بأن الاسلام المقصود به هنا، هو الاسلام السياسي وليس الديني.
والفرق شاسع جدا بينهما. بين الانسان المسلم المتدين المؤمن العاقل الطيب المعتدل الخلوق الصادق المسالم الذي لا يؤذي أحدا، ويحترم الاختلاف بين الناس ولا يهمه البتة خصوصيات الآخرين ان كانوا مسلمين أو كافرين، مؤمنين او لا دينيين. انطلاقا من قناعته الدينية، لكم دينكم ولي دين، ويريد ان يعبد ربه ويمارس شعائر دينه بحرية وزهد ايمانا منه بالقول القرآني "إن اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ"، ودون فرض نفسه ووصايته بقوة العنف والقتل والارهاب على المجتمعات لفرض عقيدته عليها.
كما حصل في مجازر الجزائر المأساوية على يد الإسلاميين. أو كما يحصل اليوم في بعض البلاد من خراب ترتكبه جماعات الاسلام السياسي السني الشيعي في محاولة يائسة منهم لفرض مشروع اسلامي تآمري انتحاري فاشل سلفا.
بالنسبة لي رغم احترامي الكامل للمسلم المتدين، والذي هو ابي وامي وخالي وعمي وأخي وأختي، إلا انه لن أسمح لأحد بحجة المقدس أن يكمم فمي ويمنعني من أن أتنفس تعبيرا عن آرائي بحريتي المطلقة.
ومن هنا أحتفظ بحقي الكامل في انتقاد المقدس، أي القرآن وكل ما يمت إلى الفكر الاسلامي بصلة، خاصة وأن الخلل والعلة وتراكم الأخطاء أراها كامنة في كتب الدين وليس في المسلمين.
فالاصلاح الديني لا يمكن ان يحدث دون الكشف عن الخلل.
خاصة وأن الفكر الديني يمر هذه الأيام في مرحلة تشدد وتزمت وتطرف وعنف تعبر عنها دمويةً ووحشية وارهابا وغرورا كل حركات الاسلام السياسي. التي تعتقد بامتلاكها للحقيقة المطلقة والتي لا تملك منها حسب رؤيتي الا الهراء.
فانتقاد المقدس بعلم ومنطق ومعرفة وادراك هو ضرب لأسس الاسلام السياسي الذي يعتمد على هذا المقدس في التغرير بالشباب للموت من أجل أكذوبة الحوريات. فبدل ان يعمل الشاب في هذه الحياة من اجل المستقبل يموت من اجل نكاح حوريات بالجملة .. ستقضي على حياته ذاهبا فرق عملة، قيمتها لا تساوي قشرة بصلة. حتى النمل يعمل من اجل الحياة والمستقبل بجد ونشاط فيبني ويعمر بيوته. اما الانتحاري فهو يدمر حياته وحياة الاخرين على أمل مزعوم قيمته وحل قبل الموت وبعد الموت تراب وطين.
ومما لا شك فيه أن المخاض الدموي العنيف الذي يحدث في منطقتنا الشرق أوسطية وبالتحديد العربية وامتداداتها الاسلامية هو صراع:
بين الماضي والمستقبل، بين الحق والباطل، بين الحداثة والرثاثة، بين الخير والشر، بين التقدم والتخلف، بين الكلمة والرصاصة، بين الحرية الفكرية والشمولية الاسلامية، بين الحرية والعبودية، بين الربيع العربي حاملا راية ثقافة الحياة والديمقراطية والعلمانية والخريف الاسلامي محمولا على نعش ثقافة الموت والشمولية الاستبدادية.
ان الحكم لرجال الدين او باسم الدين هو حكم فاشل جاهل ومغفل ومنتهي الصلاحية وغير قادر البتة على النهوض بالمجتمع وبناء دولة عصرية ناجحة، كيف لا وهو في مستنقع الحاضر غريق .. يتعلق بحبال الهواء .. ويتخبط بشراسة لعودة الزمن العتيق .. من ماضٍ غابر سحيق .. لا يمكن ان يعود من جديد. وهذه ايران تحت حكم رجال الدين تتخبط في مشاكلها ليس فيها لا خير ولا بركة: لا لشعبها ولا لجيرانها على العكس هي تصدر فقط الشر والفتن والسلاح والارهاب.
وهذه دولة طالبان الأفغانية تحت حكم رجال الدين لم تُصَدِّرْ للعالم لا السيارات ولا الطائرات ولا الالكترونيات سوى الشر وابن لادن والعنف والقمع والموت والمخدرات.
ورغم أن الخريف الاسلامي ما زال بضجيجه الاعلامي ومجاهديه وإرهابيه وإنتحارييه ودوله وحركاته ودعاته وشيوخه وصبيانه وآياته العظمى والصغرى وأحزابه وكافة قواه العاملة وخلاياه النائمة والفاعلة ممسكا بعنق الربيع العربي بكلتا قبضتيه الدمويتين يريد خنقه والقضاء عليه، إلا أن هذا الربيع بدأ يتنفس الصعداء بعد انكسار شوكة الاسلام السياسي في مصر معززةً بانكسارها في تونس الحرية والديمقراطية والعلمانية.
ورغم ضبابية الصورة، ومأساوية ما يحدث من فظائع همجية على ايدي نجسة في قلب هذا العصر الراقي المتحضر، إلا اني لم أشك ولو للحظة واحدة بأن الثورة السورية ستنتصر على الممانعة الايرانية الاسدية الهمجية، وأن الربيع العربي سينتصر على الخريف الاسلامي.
فالناس ليسوا أغبياء وكفانا رفع شعارات كلها هراء وبناء قصور احلام في الهواء: كدولة خلافة من هنا كلها غباء واستحمار وسفك دم واجرام وبلاء، او ولاية فقيه من هناك كلها استغباء واستكبار وتخلف ودمار وفتن وحروب وشقاء.
جميع الحركات الاسلامية الشمولية تسير عكس مسيرة الزمن وستتقهقر مهزومة رغم ما تحدثه من مآس ومحن



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس وبالمفيد المختصر
- الثابت والمتحول في سوريا الثورة
- من يعاندُ الزمنَ سيسحقهُ
- ماذا لو فعلتها هوليود؟ اذبحوا داعش!
- وأخيرا استيقظت الحكومة السودانية!
- ليس المهمُ أن تأكلَ لحمَ الخنزير، إنما الأهم ....
- أتضامن ، أستنكر ، أندد وأرحب
- حالش وتوريط الجيش اللبناني
- لا تحدثوني عن نصر إلهي
- -نحن شيعة علي بن ابي طالب-
- لماذا أكثر من 96% انتخبوا السيسي؟
- رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس سعد الحريري
- هل حمص هي عاصمة الثورة ؟
- لماذا أرحب بانتخاب د. سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟
- لماذا جن جنون نوري المالكي؟
- ومن تونس الخضراء هلت البشائر
- تحسسوا رؤوسكم يا قوى 14 آذار!
- من أخطر إيران أم إسرائيل؟
- حوار مع العم ابو ابراهيم حول الربيع العربي
- عندما يتعملق لبنان بشهدائه يتقزم القتلة


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد علم الدين - هل سيبتلِعُ الخريفُ الإسلاميُّ الربيعَ العربي ؟