أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )















المزيد.....

معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 11:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في يوم 14 مارس 2014م التقى الرئيس البشير مع الشيخ حسن عبدالله الترابي بعد اكثر من عشرة سنوات من القطيعة ، وادى الخلافات داخل الانقاذ في نهاية التسعينات الى إقالة الترابي من منصبه رئيساً للمجلس الوطني ، وزجه في السجن ومنذ ذاك الوقت ، اصبح المعتقلات رفيقاً ، للشيخ حسن عبدالله الترابي ، الاب الروحي للاسلاميين والحركة الاسلامية ، ولقد كان الامر مفاجئاً للراي العام السوداني وجماعات الاخوان المسلمين حول العالم ، لكن الخلافات كانت قد بلغت نقطة اللا رجعة وقتها ، ولم يكن هناك طريق لايقاف مدها ، إلا بحسمها وقطع الطريق امامها .
الحسرة والالم يملأن صدر الشيخ ، وحشرجة من صوته وهو ضاحك كعادته عندما يكون سعيداً وحزيناً وغضوباً في أنِ ، ولكن قلبه يدمع ويسيل لما الت عليه حاله على يد تلاميذه وقال عبارته الشهيرة ( إذهب الى القصر رئيساً وساذهب الى السجن حبيساً ) لقد كان موقفاً مؤثراً وعاطفي لابعد الحدود لايتناسب والسياسة ، هذا امراً ثقيلاً وعصياً على النفس الانسانية تحمله خاصة من تعود على التقبيل في الخدود و في يديه ويمدها للامام ويسحبها سريعاً دون اكتراث ، طلباً للبركات والدخول الى الجنة ، وكم من الشعب السوداني صدقوا الشيخ عندما اخبرهم بأن يتركوا الدنيا ويدخلوا الى الجنة ، فذهبوا افواجاً تاركين خلفهم زوجاتهم وعندما يفكر المجاهد في زوجته واولاده يجلجل ضحكات الشيخ في عقله وهو يقول له لا تكترث لها ، فنساء الجنة ، وزوجتك الملائكية التي في الجنة اجمل من زوجتك الدنيوية ، إنصاعوا لاوامر الشيخ الضاحك ، وعندما طرد الشيخ نفسه من جنة الانقاذ عاد ليشمت في الشهداء وليذكر اسرهم إنهم ماتوا فطائساً ، كيف لمن كان يعتبر نفسه ابو الحركة الاسلامية أن يصل الى هذا الحضيض وهذا الضعف امام جبروت اجهزة ومؤسسات ساهم في تكوينها .
ذهب الشيخ الحبيس في سبيله ، وكون حزب المؤتمر الشعبي ، واصبح من اكثر الاحزاب السياسية معارضة ، لحكم الرئيس البشير ، واتهم المؤتمر الشعبي بالتنسيق والارتباط مع حركة العدل والمساواة بقيادة قائدها وقتها خليل ابراهيم ، والذي هو ايضاً عضو الحركة الاسلامية وانشق عنها ، في العام 2008م دخل خليل ابراهيم نهاراً بعدد من عربات الجيب محاولاً اقتحام وقلع السلطة من اخوانه ، لكن لم ينجح محاولته وسرعان ما فشل عملية اقتحام ام درمان ، ادخل اخوان البشير في السلطة اخوان د. الترابي في المعارضة الى المعتقلات وتم التضييق على تحركاتهم والكتم على انفاسهم .
البشير بدوره واصل في قيادة البلاد بحزبه المؤتمر الوطني دون الترابي ، لكن حصل تصدعات كبيرة في حزبه وانسلخ منها العديدين ، مثل د. غازي صلاح الدين ، وجماعة سائحون ، وباقتراب الانتخابات المزمع عقدها في العام 2015م ، جمع لقاء الحوار الوطني الذي جمع العديد من الاحزاب ، ضم فيها الترابي ، وكان لقاءاً نادراً ، وبرر مراقبين وقتها الخطوة واللقاء بمثابة اعلان رسمي عن توصل الاسلاميين الى اتفاق حتى لو لم يكن للم الشمل ، وبما أن المؤتمر الوطني يواجه العديد من الحركات المسلحة في كل من دارفور ومنطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، بالاضافة الى احزاب سياسية تعارض سياسات الحكومة وتطالب بالاطاحة بها ، ولقد واجه المؤتمر الوطني صعوبات في جعل الاحزاب السياسية تقبل بالانخراط في العملية السياسية ، والمشاركة في الانتخابات القادمة ، ولكن الاحزاب السياسية المعارضة تضع شروطاً بالنسبة للمؤتمر الوطني شروط تعجيزية .
في الانتخابات الماضية العام 2010م تمكن المؤتمر الوطني من عقد الانتخابات بسبب مشاركة الحركة الشعبية لتحرير السودان والذي كان يحظى بقبول جماهيري ودولي واسع ، ولان الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني كانت لهم مصالح مشتركة ، حيث أن عقد الانتخابات في موعدها تتيح اجراء الاستفتاء في ميعادها ايضاً وبذلك لم يواجه المؤتمر الوطني اي صعوبة في عقد الانتخابات ، ولقد كان المؤتمر الشعبي في صفوف احزاب المعارضة ومن اشد معارضيها ، اليوم وجدت المؤتمر الوطني ضالتها في حزب المؤتمر الشعبي والشيخ حسن الترابي ، فقبوله بالحوار الوطني والدخول في الانتخابات القادمة يقلل الضغوطات على المؤتمر الوطني وتتيح لها عقد انتخابات حتى لو لم يوافق احزاب المعارضة ، كما أن الشيخ الترابي سيستخدم علاقاته عربياً واسلامياً لقطع الطريق امام اي عرقلة دولية تقف عثرة امام الاعتراف بنتائج الانتخابات او التشكيك بها . الترابي تعب من المعارضة والتحالف مع حركات الهامش المسلحة والتي عمل من اجل إقصائهم واستيعابهم في المشروع الحضاري لذلك ليس امامه بد سواء العودة الى السلطة .
مضت خمسة اعوام منذ تلك الانتخابات وتمكن المؤتمر الوطني من المحافظة على السلطة ، مع استمرار المعارضة وهاهي تستعد مجدداً للدخول في جولة جديدة من الانتخابات ، وكذلك يستعد الحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم لخوض الانتخابات كاول تجربة انتخابية بعد استقلال البلاد سيكون لها ما بعدها ، لكن لم تعد تلك الحركة البراقة بشعاراتها ، السودان الجديد ، حقوق الانسان ، التهميش ، حريات التعبير ، حقوق الاقليات ، وطن يسع الجميع ، جهاز امن دورها جمع المعلومات ، لم تعد الحركة تعارض استخدام مؤسسات الدولة في محاربة الخصوم السياسيين ، فالاحزاب السياسية التي تقبل خدود الحكومة ، وتمسح لها ارجلها ، استخدمت مؤسسات واجهزة الدولة لمحاربة احزاب سياسية اخرى ، مثل حادثة اعلان اقالة د. لام اكول من رئاسة وفد الاحزاب السياسية المفاوضة ، وتم اعلان الامر عبر التلفزيون لكن لم يمنح اكول الفرصة نفسه ليشرح الحيثيات وكذلك في بداية ظهور الخلافات الى العلن بين فرقاء الحركة الشعبية حيث إن المؤتمر الصحفي الذي ضم المجموعة المعارضة لم يتاح لها الفرصة للظهور في التلفزيون لكن المؤتمر الصحفي المضاد كان يعاد بثها للجمهور كل لحظة وكل ساعة .
دخل البلاد في اتون حرب ضروس بين فرقاء الحركة الشعبية ، بعد أن فشلوا في التوصل الى حل يجعلهم يواصلون في الحكم متوافقين سواء بتقديم تنازلات لبعضهم البعض ، او حتى الجلوس جميعاً في أنِ واحد في كرسي الرئاسة ، ولكن للاسف الشديد الكرسي لايستوعب اكثر من رئيس ، وهاهي الحركة جناح الحكومة تتجه لعقد انتخابات دون الالتفات الى اصوات المعارضة والراي العام بشكل عام التي ترى صعوبة عقد انتخابات في مثل هذا الوضع الكارثي الذي يمر به البلاد ، ولان هذا سيطرح سؤال مصداقية تلك الانتخابات ونزاهتها فهل سيتمكن د. لام اكول الذي سبق وترشح لمنصب رئيس حكومة الجنوب قبل الاستقلال أن يترشح للرئاسة ويشعر ادنى شعور بان بامكانه الفوز بتلك الانتخابات ، وقيادة البلاد ؟ فهل يستطيع اكول أن يقنع نفسه في هذا الوضع بعكس خسارته المدوية للانتخابات ، فإذا كانت الاحزاب التي تناصر الحكومة والحركة الشعبية وتقف بجانبها كظلها ، استطاعت إقالته من رئاسة الاحزاب ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن من مغادرة البلاد ، رغم أنه تلقى الدعوة لحضور جلسات المفاوضات من قبل الوساطة ..........

نواصل



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 2 – 5 )
- جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين
- تداعيات الهجوم الارهابي على فرنسا
- التصويت تحت الرقابة المشددة
- المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )
- مشاورات .. مؤتمرات .. تاجيلات .. حرب
- - فقاك - الرجاء معاودة الاتصال لاحقاً !
- لحظة الحقيقة ( 2 – 2 )
- لحظة الحقيقة ( 1 – 2 )
- مابين مايكل مكوي وعبدالله مسار
- الخوف من السلام
- ابيي و ما وراء اقنعة القومية
- إنجيلهم وقرانهم مزيف
- المهم الوطن وليس الحركة الشعبية
- إنتهاء مهام المستشار
- تنظيم مهنة اللصوصية
- قانون الامن .. عندما ينتهي شهر العسل ؟
- كبار المفاوضين ( نيال ، مكوي )
- لك التبجيل اوهورو كينياتا
- المفاوضات من اديس ابابا الى موسكو


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )