أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد خيري الحيدر - سرقة آثارنا ... نزيف متى يتوقف؟














المزيد.....

سرقة آثارنا ... نزيف متى يتوقف؟


حامد خيري الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 13:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يتفق الجميع أن آثار أية أمة هي بمثابة الأرث الحضاري والمعنوي لها، وهي دليل رقيها وصور مساهمتها في المسيرة الانسانية... ولاشك أن فقدان تلك الشواهد بسبب التخريب أو السرقة تعتبر خسارة لايمكن تعويضها ليس فقط لبلدانها وشعوبها، وانما للعالم أجمع باعتبارها تراثاً انسانياً عالمياً. وما يؤسف له أن ظاهرة سرقة الآثار والمتاجرة بها أخذت تنتشر وتتوسع في الفترة الأخيرة أكثر من ذي قبل. كما أصبح لها مروجيها ومتعاطيها، وأصبح لها مافيات عالمية خاصة تديرها ثبت ارتباطها بسياسات دولية واقليمية. ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة كما هي حال تجارة السلاح والمخدرات والرقيق الأبيض، تزدهر عند نشوب الحروب والاضطرابات السياسية، وحالات عدم استقرار الأنظمة الحاكمة... وهذا للأسف ينطبق بشكل كامل على واقع عراقنا الحبيب، خصوصاً خلال عقوده الأخيرة.. أما أذا تناولنا السبب الحقيقي لرواج هذه الجريمة فأعتقد أنه من السذاجة التصور أنها لأسباب مادية صرفة، وهنا لا أعني الحلقات الأولى الصغيرة من المنفذين لها، أنما تلك اللوبيات التي غايتها الأساسية من ذلك سلب تراث الشعوب، للحط من قدرها وتفريغها من أرثها الثقافي الذي تفتخر به، ليكون ذلك جزئاً من عملية كبيرة وممنهجة، خاصة حين يضاف اليها مشروع أفراغ تلك الشعوب من كوادرها وعقولها العلمية وكفاءاتها المهنية لتتحول بمرور الزمن الى كيانات مسخة لا شكل لها.... ولو أننا أمعنا قليلاً في دراسة التاريخ لتتبع الجذور الأولى لقضية سرقة و نهب آثار الشعوب لوجدنا أن العراقيين القدماء كانوا أول من أبتدع هذه القضية ولنفس المبدأ تقريباً (مع الفارق الزمني طبعاً) ، حين كان ملوك وادي الرافدين ينهبون كل ماخلفه أسلاف الشعوب المقهورة التي يحتلوها ليجعلوا من تلك الجريمة مفخرة لهم يتباهون بها في مسلاتهم و كتاباتهم الملكية.. ومن أمثال هؤلاء.. الملك (سرجون الأكدي) 2371_2316 ق.م عند احتلاله أرض الشام، أو (أشوربانيبال) 668_626 ق.م عندما قضى على دولة (عيلام)، و(نبوخذنصر) 604_562 ق.م حين سبى مملكة (يهوذا)..... ليأخذ التاريخ دورته فتنقلب الأدوار في زمننا الحاضر لتغدو أرض الرافدين هي الضحية هذه المرة (لترد لعنتنا الى نحورنا).... من جانب آخر فأن هذه القضية لا تنطبق فقط على المؤامرات الدولية أو الاقليمية ممثلة بمنظماتهما المافيوية، بل أيضاً على الأنظمة الحاكمة أيضاً ولنفس الغاية السابقة ألا وهي أذلال شعوبها واهانة عراقتها لعقدة في عقلية هؤلاء الحكام وشعورهم الدائم بالنقص أمام شعوبهم... وهذا ما لوحظ في العقد الأخير من القرن الماضي، وكيف انتشرت هذه الظاهرة في العراق مباشرة بعد تلقى الطاغية المقبور هزيمته المُذلة أمام التحالف الدولي نتيجة جريمته البشعة بغزو دولة الكويت، وأهانته القاسية من قبل الشعب فيما بعد في انتفاضة آذار، وشعوره بمدى كره الناس له. فحاول أهانة هذا الشعب وخاصة أهل الجنوب بأن أباح رموزه الآثارية ودلائل ماضيه الخالد الى مافيات ومُرابي الآثار في الداخل والخارج، ثم ليجعل من أزلامه سماسرة لهذه التجارة الوسخة... ثم بذات الوقت وبأسلوب دعائي كاذب ومفضوح لم يصدقه سوى هو، أن حاول الإيحاء بحمايته للآثار ودفاعه المتناهي عنها من خلال أقامته لبعض المشاريع الثقافية والاثارية التي توحي بذلك.... لتتم المسرحية وتلعب آخر أدوارها عند حدوث الاحتلال الأمريكي البغيض لوطننا العزيز عام 2003، وما تبعه من دمار شامل جلبه لأرض الرافدين وحدوث الكارثة الكبرى حينها بحق آثارنا العظيمة، ثم ليستمر هذا المسلسل الكارثي في زمن سيطرة (الدواعش) على أم الربيعين الشمّاء ليعيث هؤلاء المتخلفين دماراً ونهباً وخراباً بآثارها الخوالد، ليبقى هذا النزيف المميت دون ضماد أمام أعين الشعب، وكل الخيرين في هذا العالم دون علاج شافي يعيد لأعظم رموز الحضارة الانسانية كرامتها.



#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منبع الحضارات القديمة
- أرض السنابل ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- سفرٌ نحو السَحَر
- ما هكذا تمنيتم العراق يا أبا حازم
- الطاغية وخراب بابل
- حكاية تحفة أثرية نادرة
- أحداق وسكين ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- رحيل الآثاري العراقي برهان شاكر


المزيد.....




- بيان مصري يكشف عن تحركاتها بشأن مصير المواطنين المفقودين في ...
- المغرب يستهل كأس الأمم الأفريقية 2025 بفوزه على جزر القمر
- -الديمقراطية في إسبانيا في خطر- - مقال في لوموند
- مقتل جنرال روسي في موسكو وهجوم أوكراني بطائرات مسيرة على سفن ...
- كأس أمم أفريقيا 2025: مصر تسعى لتحقيق بداية موفقة وفوز في مت ...
- مقتل جنرال روسي في انفجار سيارة مفخخة جنوب موسكو وروسيا تحقق ...
- استقبال مجمع تجاري برام الله قناة إسرائيلية يثير غضبا واسعا ...
- لماذا توقفت السيارات ذاتية القيادة في منتصف الطريق فجأة؟
- الجيش يقصف الدعم السريع بكردفان ولجنة عربية تتقصى انتهاكات د ...
- تايمز تتحدث عن أهمية كردفان في الحرب الحالية بالسودان


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد خيري الحيدر - سرقة آثارنا ... نزيف متى يتوقف؟