الصديق بودوارة
الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 15:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
الحوثيون ، ينتصرون ، يسيطرون ، يملأون الدنيا ويشغلون الناس ، لكنهم وأثناء هذا الزخم ، يلبسون العباءة التي ستثقلهم بالأعباء وتضعهم في مواجهة المأزق .
(2)
الحوثيون ، مواليد 1992 م. الذين كانوا نتاجاً طبيعياً لحركة مرتبكة ضاعت بين التشدد الداخلي باعتبارهم ورثة مذهب زيدي عتيد ، وبين عصبية قبلية كونهم أبناء منطقة "صعدة" الجبلية النائية ، وبين لاعب صغير في لعبة دول كبيرة بتورطهم في نزاع سعودي ايراني قديم .
(3)
الحوثيون ، ينتصرون الآن ، لكنهم يُهزمون .
(4)
ربما تبدو هذه العبارة متناقضة وبعيدة عن المنطق ، لكنها صحيحة إلى أبعد حد ممكن .
(5)
الحوثيون يقدمون لنا ، دون علمهم ، درساً علينا نحن أن نتعلمه ، ولكن ، من قال إننا شعوب تتعلم من دروس الآخرين ؟
(6)
الحوثيون ، مواليد 1992 م. لم ينضجوا بعد ليتعلموا أن نزاعات الدول تتكلم لغة بلا أبجدية ، وبالتالي فهي لاتتقيد بالنقط ولا الدوائر ولا علامات الترقيم ، وأن من السهل عليهم أن يضربوا بسيف إيران ، إذا أرادت ايران ذلك ، ولكن من المستحيل عليهم بعد ذلك أن يتحكموا هم بايقاعات سواعدهم وهي تضرب ، فالسيف ليس سيفهم على أي حال ، والمال الذي يحرك سواعدهم ليس مالهم ، والسلاح الذي يطلقون منه النار ليس سلاحاً لهم ، بقدر ماهو سلاح عليهم .
(7)
اللعبة كبيرة ، والحوثيون صغار ، هم الآن في مواجهة اليمن كله ، بعد أن كانوا في مواجهة رئيس اليمن وحده ، لأن لاعب الشطرنج السعودي كان ماهراً في نقلته الأخيرة ، عندما تراجع بحصان الرئيس ليورط الفيل الحوثي في متاهة مواجهة لانهائية مع جموع حانقة يائسة فقيرة مهمشة يملؤها الغضب من حماقات حوثي صدّق مؤخراً أنه صاحب الرقعة ، وأنه الخصم والحكم في آن واحد ، وبقى عليه الآن أن يدفع الثمن . هذا هو درس الحوثيين هناك ، فهل يوجد من يمكن أن يتعلم الدرس هنا ؟!!
ولكن ، من قال إننا شعوب تتعلم من دروس الآخرين ؟
#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟