أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه الجناحي - الكمين (العملية الاخيرة)














المزيد.....

الكمين (العملية الاخيرة)


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


ضجت المدينة بحركة عجلات الشرطة وسيارات البعثين وهي تجوب الشوارع ..بعضها مكشوفة ويجلس اصحاب الزيتوني باسلحتهم متقابلين
بعضها عجلات شخصية تخرج من شبابيكها فوهات البنادق
هددوا من يسير في الشارع بالاعتقال
حركات مريبة ..ماذا حصل ..تسارعت الاسئلة على الالسن ؟
بعد ساعة دخلت سيارات غريبة الى تلك المدينة الهادئة ..هذه المرة تحمل اشخاص يلبسون زي العسكر الخاص ..مدججين بأسلحة غير مألوفة ..
اوقفوا المارة ..اخرجوا احدهم من سيارته عنوة وبدئوا يضربونه بقسوة ويركلونه ..ضربه احدهم على صدره بأخمص بندقيته ..أدموه .. امطروا سيارته برصاصهم تركوه ممددا ورحلوا اختفى الناس من الشوارع
لا يوجد شيء مريب في المدينة ..لماذا هذه التحركات في يوم كهذا ؟
تسلق بعض الشرطة ورفاق البعث على سطوح الابنية وعلى الدوائر
كان ابو اكرم ذالك الرجل الخمسيني يراقب هذا المشهد بوجل وريبة طويل القامة .. رشيق البنية ..خطواته في المسير ثابتة ..تشعر وانت بقربه امام رجل حاد المزاج والطبع ..لكن عندما تقترب منه وتتعرف عليه اكثر تكتشف طيبته وحسن معاشرته لديه اولاد دائما يعلن مشاكستهم ..اكرم .. وعباس وحسين ..يقول ان اكرم اكثرهم حراكا وتسرعا وشدة ..يخافه ..يقول انه يأتيني بالمشاكل
اكرم شاب اسمر نشط واثق من نفسه كثيرا ..ذكي مجد ..خلوق قاطعته اكثر من مرة وهو يتحدث عن اكرم بتجهم
اكرم ؟ اكرم؟
يبتسم بوجهي ليس كما تضن ..انه خلوق وملتزم
لكنه ياسيد متذمر ..ممن متذمر ..؟
واذا صادف ان مر احد البعثية وما اكثرهم ...يشير عليه
من هؤلاء
من هؤلاء
يريد أن يغير العراق .. كبر اكرم في عيني كثيرا وهو الشاب ابن السادسة عشر.. في هذه الاجواء ومعمعة الشرطة والبعثية واستباحة المدينة ..ودخول قوات من خارجها ملئت الشوارع
شاهدت ابو اكرم وهو يسير بسرعة
لا يسلم على احد ..اوشكت عباءته ان تسقط من كتفيه ..لم ينتبه ﻷ-;-حد ..متجها نحو داره القريب من السوق
لم يلتفت ﻷ-;-حد ابدا .. بدا وكأن احد ابناءه قد حدث له حادث
قابله ابنه عباس في الشارع الضيق ..كتف بكتف ..لم يلتفت له ..استمر بسيره ..خطوات وتوقف
عباس ..عباس
اين اكرم ..اين اكرم ..هل هو في البيت ..هل شاهدته ؟؟؟
انهالت الاسئلة على عباس ..حتى انه لم يلحق على اجابة والده ...لسرعة وتلاحق الاسئلة .. نعم يا ابي انه في البيت ..للتو دخل الدار ..هل هو بخير ؟
نعم يا ابي انه في البيت
قال بصوت عال الحمد لله استمر بسعيه نحو البيت
دفع الباب بقوة ..اهتزت جدران الدار من عصبية ابو اكرم
دخل باحة الدار ...شاهد اكرم بيده (مسحاه) وحفرة كبيرة وسط الباحة
كتب ..ورمانات يدوية ..طلقات بندقية ..وبعض الاجهزة العسكرية المبعثرة وهي ملفوفة بأغطية بلاستيكية
اصاب اكرم الذهول برؤية والده وقد اصابه واعترته المفاجئة
اقترب من والده ..تلعثم اراد ان يقول لوالده شيء..لم يستطع لشدة خوفه
وجه متعرق ..خائف قلق
فجأة احتضن ابو أكرم ولده وضمه الى صدره بقوة
اصاب اكرم بالاستغراب..ابعده ابوه عن صدره ثانية
صفعة بقوة ..وصرخ بوجهه
فعلتموها .. (خو مافشلتوني)
ابتسم اكرم بوجه ابيه وأجابه بسرعة .. (تربيتك بويه
عاد اكرم لعمله بدأ بدفن اغراضه ...هال عليها التراب
غطى الحفرة ببعض النباتات للتمويه ...وبعض الاغراض العادية
قبل يد ابيه ..وخرج مسرعا من الدار الى وجهته المجهولة
جلس ابو اكرم على حصير بقرب الجدار ...خلع عقاله ويشماغه ..وارد ان يخلع عباءته اكتشف انها ليس على كتفه ...ابتسم
اتكأ على وسادة قديمة ..اشعل سيكار ونفث دخان كثيف وزفير عميق ..وهو ينظر الى الباب كمن ينتظر احد
دقائق وأذا ببيت ابو اكرم تحيط به كل تلك القوات التي شاهدها في الشارع
انفتحت الباب بقوة ..دخل الى الدار احد هؤلاء الضباط
صرخ بوجه ابو اكرم ..اين اكرم ..اين اكرم ..؟؟
اجابه ابو اكرم ليس هنا .. دخل الجنود والبعثية الى غرف الدار وقلبوه رأسا على عقب
خرجوا لضابطهم ليخبروه ..لااحد في الدار
عاد هؤلاء من حيث اتوا ..وهم يستشيطون غضبا
صاح بوجه ابو اكرم ..سنعود ونآخذك مكانه اذا لم يسلم نفسه
ابتسم ابو اكرم بوجه الضابط
استغرب ابو اكرم من خلو الدار ..اين النساء والاطفال
ماذا حصل ؟ اين اختفوا ..اين ذهبوا ؟
ضحك بصوت عالي هذه المرة مع نفسه
وهو يردد بلهجته الدارجه (عفية عفية اكرم كلشي حاسبله حساب حتى النسوان مشردهه ..ابني السبع
مرت السنين والاعوام ..ويتذكر ابو اكرم بطولة ولده وهو يحدث جلساءه عن تلك الواقعة التي اصطدم اكرم وجماعته بالرفاق والبعثية في احدى السنوات وهم يتفاجئون بهم وقد اوقعوهم بكمين ..في احدى مسيرات يوم الاربعين الى كربلاء المقدسة ..كانت واقعة تحدث عنها الناس كثيرا
عندما تشاهد ابو اكرم الان تشعر بقوة الرجل وقوة شكيمته .. لم يتغير بعد ماحدث له قبل ايام
وهو يشيع اكرم الى مثواه
بعدة ان استشهد قبل ايام وهو يقاتل عصابات داعش في مدينة بلد
عندما تجلس معه ..وتسأله عن صحته ..يبادرك بانه بخير
واذا ترحمت على ولده ..يطرق برأسه كأنه يتذكره ..ويتذكر بطولاته
يخبرك باعصاب هادئة جدا
الحمد لله ..
الحمد لله ..
بيض وجوهنا


حمزه—الجناحي
العراق—بابل
Kathom69@yahoo. com



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدائل السريعة والممكنة لرفد الاقتصاد العراقي ..موازنة 2015 ...
- عش البراق .
- الحبانية وعين الاسد بين صقور مؤتمر اربيل وحمائم اهل السنة .
- مفارقة ..قانون واحد ولا يشمل الجميع .
- مبروك جريدة العالم العراقية ..العراقية بأمتياز .
- السيد العبادي..ممكن العمل بقانون 1/12 لحين استقرار اسعار الن ...
- من لم يشترك بحكومة المالكي ..فليرميها بحجر .
- اتقوا الله واعدلوا.. بابل ودهوك مدينتان في وطن واحد .
- التقشف والادخار حرب الجياع على الحكومة .
- امريكا الابعاد المجهولة .. وحمير المنطقة .
- قانون الحرس الوطني حماقة كبرى نهايتها التقسيم .
- اللهاث وراء سراب سعودي ..
- زيارة الاربعين مسئولين خاشعين متهجدين .. من سرق العراق اذن ؟
- منشور داعش الاخير ...صراع في الصميم .
- خمسة ملايين مرحبا للزائر الإيراني .. لكن .
- اقليم البصرة مطلب شعبي ورفض حزبي ..
- جعجعة الفضائيين اعلامية صنعتها الحكومة ليصدقها الشعب .
- بغداد تعترف دون دراية بتابعية كركوك للإقليم ..
- لماذا اسند برا يمر ظهره على كرسيه ؟ ومن كان معه ?
- اعطني صلاحية واحدة للحكومة الاتحادية في الاقليم ..اقول لك عر ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه الجناحي - الكمين (العملية الاخيرة)