رفقا بالمرأة

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 22:30
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

قرأت اليوم في أحد (البوستات) المنشرة في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الجملة: "مسكينة هي المرأة حتى في اسمها أولها (ألم) وأوسطها (مُر) وأخرها (آه)". ومع أن في هذا تجن ٍ على المرأة لأنه يحط من قدرها كإنسانة، فضلا عن أنه مجرد سفسطة، أو ما يمكن أن نسميه بالعامية(تحشيش)، فإن فيه مغالطة كبيرة في اللغة.

فالمَرْأَةٌ في اللغة العربية: تكتب وتقرأ عندما تكون نكرة (مَرْأَةٌ)، وعند التعريف بأل (المَرْأة). وتعني عند تعريفها أنثى الرَّجل. وتجمع من غير لفظها: نِساءٌ، نِسْوَةٌ، نِسْوانٌ، فهي لا تجمع من لفظها مثل رجل، رجالات، رجال، وفي هذا ميزة لهذه الكلمة لا تتوفر إلا في القليل من الكلمات العربية.

لم يكن صاحب هذه البدعة على معرفة باللغة العربية نحوا أو صرفا، وإنما أخذ حروف الكلمة ليتندر من خلالها على المرأة الأم، والأخت، والبنت، والزوجة والحبيبة.

ومن قصر نظر مُبتدِع هذه البدعة هو نسيانه بأن الله خلق الناس شعوبا وقبائل ولكل منهم لغته، ولكل لغة حروفها وأفعالها وأسماؤها. فهل أن هذه الكلمة أسم لكل نساء العالم؟

لا أريد أن ادخل في هذا الموضوع مدخلا يًخرجني عمّا أريدُ قوله بصدد هذا الافتراء سوى ذكر اسم المرأة في اللغة الإنكليزية، اللغة الأشهر في العالم والأكثر نطقا بعد اللغة الصينية (الماندرين)، وهي كلمة (Woman)، أفي هذه الكلمة (ألم) و(مر) و(آه)، أم أن فيها كلمة (man) التي تعني الرجل وهي بثلاثة حروف من أصل خمسة؟ ففيها صار الرجل جزءً من المرأة إن أردنا أن نسفسط في هذه الكلمة.

نعود إلى الكلمات التي أوردها صاحب هذه البدعة فنقول: انظر بدقة إلى علامات التشكيل في كلمة (الْمَرْأَةُ) فهي تتكون من: (ألْ) التعريف، و(مَرْ)، (أة). وإذا ما بنينا الكلمات التي أشار اليها ستكون: (ألـْمَ) لا (ألـَم) أي: وجع، ثم لماذا لا نقرأها:(ألمْ) على أساس لمْ الجزم مستفهم بها بالهمزة كما قال تعالى :( ألمْ تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل). وكذلك كلمة (المَرْ) فهي في تشكيلها ليست (المُرُ) من المرارة التي عناها. وآخر البدعة كلمة(آه) وفيها لم يكن موفقا، فما عناه هو آخر حرفين من كلمة (المرأة) وهما (أة)، وشتان ما بين (ألآه) و(ألأة)، فـ (أه) مبنية من ألف وهاء، في حين (أة) مبنية من ألف وتاء.

وختاما أقول: اتقوا الله في المرأة أيها الرجال فيما تسخرون، وأنتنَّ يا نساء لأنكَّن تَضحكنًّ على من يسخر منكنّ.

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل