أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - على ضفاف نهر الحب (1)














المزيد.....

على ضفاف نهر الحب (1)


طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب

(Tarek Nageh)


الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


فوق بقعة ما على ضفاف نهر النيل بمعصرة حلوان ، وبالقرب من " مَعَدِّيَة المعصرة - الحوامدية " ، كانت توجد أطلال وبقايا مبانٍ ، ومِدخَنَةٍ شاهقةٍ مُعلِنَةً أن هذا المكان كان في يومٍ من الأيام مَصنع للطوب الإسمنتي . ووسط هذه الأطلال نجد بيتً مازال قائماً . وفي واقع الأمر هو ليس ببيت بل مجرد حجرة بنيت بطريقة رديئة غُطِّي سطحها بألواح من الخشب والصفيح وضِع عليها طبقة من الأسمنت . في هذه الحجرة يعيش رجل و إمرأته وإبنتهما . يعيشون في هذه البقعة منذ زمن طويل . منذ أن كان المصنع يعمل ، وكان الرجل يقوم بحراسته .وبعد هدم المصنع وتوقف إنتاجه ، قام الرجل بشراء عربة يد خشبيَّة ليبيع عليها صنوفاً من الحلوى والفول السوداني واللِّب .. مٌتَّخِذاً كورنيش النيل مكانه ، ومن العُشَّاق زبائنه . كان صاحبنا يُدعى مهران البحيري ، و يبلغ من العمر 45 عاماً . و زوجته تُدعى سميرة ، وتَصغُره بعشر سنوات . أما إبنتهما و تُدعى ياسمين ، فَتبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً . كانت سميرة على قَدر عالٍ  من السحر والدلال .. والملاحة والجمال . كانت إمرأةٌ لولبية ذات صدر ثائر .. وعيون وشَعر و أرداف يحتاجوا لوصفهم شاعر . إنها إحدى النساء التي تخطف الأبصار ، ولا يستطيع المرء من سحرها و جاذبيتها الفرار .. فعندما تراها  فقد أصبحت لا تملك القرار .. فهي ستملك كل جوارحك مهما حاولت المقاومة بقوة وإصرار . وهي لكل هذا تشعر بالغرور والإفتخار . فهي تملك من أسلحة الأنوثة والإغراء ما يستطيع أن يغري التقي البار . لقد كانت سميرة دائمة السخط والتذمُّر والإستكبار . فهي لا تُعجبها حياتها من فقر و مرار . فإن من لهُنْ مثل جمالها و دلالها غَيَّرنْ مسار التاريخ و الأقدار ، فلما لا تعيش عيشة الثراء والقصور والأبَّهة والإبهار . 
أما ياسمين فهي صورة طبق الأصل من والدتها في الجمال والسحر ، ولكن تختلف عنها إختلافاً جذرياً في الأخلاق و القيم والفكر . كانت ياسمين تجيد القراءة والكتابة ، و إن كانت لم تستطيع إكمال  تعليمها الإعدادي .. ليس لبلادتها و ضعف ذكائها ، و لكن لفقرها و قِلَّة حيلتها .. ولكِنِّها رغم ذلك كانت تقرأ جميع الصحف القديمة التي يُحضرها والدها لإستخدامها في لف بضائعه من حلويات و خلافه .. مما جعلها على قِدْرٍ لا بائس به من الثقافة جعلها تدرك ما يدور حولها من أحداث . 
كان ثلاثتهم يمثلون ثلاثة إتجاهات .. الرجل يمُثِّل الجهل والتَخَلُّف  .. المرأة تُمَثِّل الغرور والتعَجرُف .. والفتاة تَمَثِّل الإغتراب والتَفَلْسُف .



#طارق_ناجح (هاشتاغ)       Tarek_Nageh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مترو المرغني
- عندما يتكلَّم الحُبّ ..  يَصمُت العُشَّاق
- لعنة أغسطس
- البابا شنودة الثالث .. شاعراً
- الرجل الذي أضاع في الأوهام عمره
- من هيفاء لصافينار .. ياقلبي لا تِحتار
- قرية فوق صفيح ساخن
- ما بين الكاريزما و فوبيا البيادة
- هل ضرب أحمد زكي .. السبكي ؟؟؟
- باسم يوسف 00 وشئ من الخوف
- دير أبوحنس .. والفتنة القادمة


المزيد.....




- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - على ضفاف نهر الحب (1)