أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - عندما يتكلَّم الحُبّ ..  يَصمُت العُشَّاق














المزيد.....

عندما يتكلَّم الحُبّ ..  يَصمُت العُشَّاق


طارق ناجح
(Tarek Nageh)


الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 06:49
المحور: الادب والفن
    


 
في ليلة من ليالي شتاء عام 1996م .. ليلة غاب فيها القمر ، وفي ضاحية المعادي ، وفي أحد شوارعها ذات الضوء الخافت الهادئ . كان الشارع يخلو من المارة إلا من شبحين  .. شبحين لشاب وفتاة . كان يَلِّف ذراعه حول كتِفيهَا بينما تحتضن خِصرهُ بذراعيها ، وتميل برأسها على صدره ، وكأنما تحتمي به من نسمات الهواء الباردة التي أضفت على المكان شئ من السحر والغموض . 
لقد كانا هذا الشاب ، وهذه الفتاة خطيبان يخطوان خطواتهم الأولى نحو الحياة والحُبّ .. الصعب والمجهول . 
قال لها : لقد تم تعييني اليوم في أحد قطاعات الحكومة .
نظرة إليه نظرة باسمة ، وقالت ساخرة : إذاً أنت مدين لي بدعوة للغداء أو للعشاء .
أجابها وهو يضحك بسخرية ومرارة : هل تعلمين أن راتبي شهرياً لن يزيد عن 150 جنيهاً فقط لا غير . كيف سنستطيع الحياة بهذه الجنيهات التي تبدو وكأنها إعانة فقر وليست راتب لوظيفة ؟! هل ستكفي هذه الجنيهات الطعام والشراب والمسكن والملبَّس ، وأبسط ضروريات الحياة ؟! سُحقاً لهذا الزمان الذي أصبح فيه الراقصات وتُجَّار المخدَّرات ، وبائعي الأحلام والرغبات هم من يغرقون في المال والخيرات !! 
قالت له والحيرة والشجن يزحفان على ملامح وجهها : لا تيأس يا حبيبي ! فنحن ما زلنا في بداية المشوار . وأنا أستطيع أن أعمل أيضاً . وراتبي إلى جانب راتبك سيجعلانا على قَيْد الحياة . المهم يا حبيبي هو رغبتنا في الحياة ، والتي يجب أن تكون أقوى من أي شئ .. أقوى من الوهم والسراب .. أقوى من الضعف والإكتئاب .. أقوى من الغيوم والضباب .
نظر إليها في دهشة وسخرية قائلاً : ما كل هذه الفلسفة ؟! هل تَعَلْمتٍيها أم إستلهمتيها أم أكتسَبْتٍيها من الحياة التي أخرجت أعظم الفلاسفة والحكماء .؟! على كل حال أعتقد إنكِ على حق ! إذا عشنا حياتنا بالورقة والقلم ، لن نجني سوى العذاب والألم .
قالت له : دَعْكَ من هذا الكلام الكئيب ، و لنستمتع بلِيلتِنا الليلاء التي سيضيئها وهج حُبَّنا ، ونار عِشَقنا ، و لهيب شوقنا .
حينئذ أخذها بين ذراعيه ، وإحتوى شفتاها بــ شفتيه ، وضَمَّها بقوة إلى صدره ، و كأنه يَضُمْ كل سنوات عُمره . 



#طارق_ناجح (هاشتاغ)       Tarek_Nageh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة أغسطس
- البابا شنودة الثالث .. شاعراً
- الرجل الذي أضاع في الأوهام عمره
- من هيفاء لصافينار .. ياقلبي لا تِحتار
- قرية فوق صفيح ساخن
- ما بين الكاريزما و فوبيا البيادة
- هل ضرب أحمد زكي .. السبكي ؟؟؟
- باسم يوسف 00 وشئ من الخوف
- دير أبوحنس .. والفتنة القادمة


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - عندما يتكلَّم الحُبّ ..  يَصمُت العُشَّاق