أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاتن نور - مسودة دستور..ومعضلة شعب..5















المزيد.....

مسودة دستور..ومعضلة شعب..5


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(5)
لو كنت قد كرست حياتي ومنذ الطفولة كي اتموضع الآن في أعلى سلم الغناء العربي.. لما كنت قد فلحت.. بذل الجهود والمثابرة والإقدام والطموح والوقت لتحقيق غاية ما قد تذهب بمجملها هباءا، حيث أن تحقيقها قد يرتبط بعوامل كثيرة أخرى غير الجهد والمثابرة وما قد يقع بينهما من مضامين، وقد ترتبط تلك العوامل بالظروف العامة المحيطة وأمكانيات الفرد ذاته وقابلياته الفيزيائية والذهنية ،وكي أنال موقعا مرموقا في هذا المجال لا بد أن اكون بحنجرة قوية وأذن موسيقية وأن امتلك الموهبة الفنية، وقد لا تكفي كل تلك المميزات مع الجهد والمثابرة والأقدام كي آتخذ موقعي المتميز، حيث لابد من توفر امكانيات اخرى في الوسط المحيط تتعلق بمستوى كتابة النصوص الغنائية وتواجد الملحن الكفوء ،كما تتعلق بمستويات الذوق العام للمستمعين..وطرق التسويق والدعاية الأعلامية ووو..الخ ..وبهذا المنطق البسيط قد يكون الكثير من الأمثال والحكم المتداولة بشكل كبير في حياتنا اليومية ذات بريق فضفاض سرعان ما يتشتت بلا هوية... فليس كل من جد وجد وبخلاف النص المتعارف عليه ..على سبيل المثال!! فالجدية يجب أن تقع في مراكز ثقل الغاية المرجوة منها وتجري في جداولها الصحيحة وبالأمكانيات المناسبة لجريانها.. كي تثمر ....

يقول الدكتور علي الوردي (عالم وباحث اجتماعي عراقي) في كتابه " الطبيعة البشرية." . يقول بهذا الخصوص
:

" في رأيي أن هناك سببين رئيسيين لانتشار هذا المبدأ (من جد وجد) وهما أولا انه ينسجم مع المنهج الوعظي الخطابي الذي سيطرعلى عقول أكثر المفكرين قديما وما زال مسيطرا على عقول البعض منهم حتى الآن ... ثانيا أن هذا المبدأ اصبح أداة لدى الناجحين المغرورين لكي يتباهوا بانفسهم به ( ويقصد بالمغرورين هنا أولئك الذين مكنتهم عوامل آخرى غير قدراتهم وجهودهم ومثابرتهم على النجاح، فأتخذو هذا المبدأ للتفاخر بأنهم هم من صنعوا أنفسهم) .. ثم يستطرد ليقول... أن العلم الحديث أخذ ينظر في مشاكل الأنسان وقضاياه بمنظار آخر.. فهو يدرس طاقاته وحدود قدراته والنواميس التي تتحكم بطبيعته قبل أن ينصحه بأتخاذ طريق معين بالحياة ..أنه من الخطأ كل الخطأ أن نأمر الأنسان بأتباع طريق معين قبل أن نعرف مبلغ قدرته على اتباع ذلك الطريق .. وقد ورد في الأمثال القديمة قولهم.. أذا أردت أن تطاع فمر بما يستطاع.. وهذا المثل هو أقرب الى منطق العلم الحديث منه الى منطق الوعظ القديم...".................... نقل النص حرفيا عدا ما ورد بين قوسين للتوضيح..



بالتأكيد كانت قد بذلت جهود مكثفة وحثيثة لصياغة المسودة وعرضها بشكلها الحالي بعد الكثير من التعديلات، وبالتأكيد كان الحرص لأرضاء كل الأطراف جليا ليأخد موقعه بين نصوص المسودة.. ولكن للأسف جاء بشكل حلزوني يستدير فيصعد نحو قمة يكتنفها الغموض وتتضارب فيها رياح شتى لا يعرف لها من أتجاهات واضحة وخصوصا بالنسبة لمن كان بعيدا عن ساحات بذل الجهود وغربلتها في نصوص تنضح منها أكثر من غاية.... او هكذا تبدو! ..

أمام نصوص المسودة قد يتشتت ذهن القارئ عند مفردات من المفترض أن تكون واضحة ولا تقبل الجدل.. من تلك المفردات مثلا مفردة العراق أو الدولة العراقية ...أنا شخصيا لم تعد الصورة واضحة امامي فيما تعنيه حقيقة تلك المفردات، ويحق لي أن أسأل.. ما المقصود بالعراق؟ هل هو تلك الرقعة الجغرافية السياسية المترامية الأطراف من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى غربها ومثلما يعرفها العالم، أم انها أختزلت وأصبحت تعني بغداد وضواحيها ربما، او بغداد وكردستان؟ صدقوني هذا التساؤل ليس من باب المداعبة او السخرية وقد لا يكون من باب الغباء أو التغابي... سأتناول بعض النصوص للتوضيح...

في الباب الأول /مادة (4)/ الفقرة الأولى... ورد النص التالي...

"اللغة العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرسميتان للعراق، ويضمن حق العراقيين بتعليم أبنائهم بلغة الأم كالتركمانية أو السريانية الأرمنية في المؤسسات التعليمية الحكومية على وفق الضوابط التربوية، أو بأية لغة أخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة." ...

النص مفهوم طبعا .. فوضع اللغة العربية والكردية كلغتين رسميتين في البلد ينبع من ثقل القوميتين العربية والكردية.. كما أن ضمان حقوق الأقليات اللغوية قد لا يشوبه الكثير من الخلط بين الحق والشرذمة... ولكن لو تقدمنا في قراءة نفس المادة سنرى أن الفقرة رقم خمسة.. تنص على..

" لكل إقليم أو محافظة اتخاذ أية لغة محلية أخرى لغةً رسمية إضافية إذا أقرت غالبية سكانها ذلك باستفتاء عام."

إعطاء الحق الدستوري لكل أقليم أو محافظة بأضافة لغة رسمية أخرى هو بمثابة اشهار السلاح لأغتيال النص الأول ومضمونه..وهنا يستوجب السؤال التالي:
اذا كان العراق كمفردة يعني هو تلك الرقعة الجغرافية التي اسلفتها، او وبنظرة دستورية مستقبلية هو مجموعة الأقاليم التي سيمنحها الدستور حق الإتحاد، فهو عراق موحد بأقاليمة المتعددة، أذا كان هذا هو ما تعنية مفردة العراق، فكيف يرد نص يعلن اللغة العربية والكردية كلغتين رسميتين فيه ثم يعود ليمنح حق اضافة لغة رسمية للأقاليم.. هل هذا يعني بأن النص الأول قد اصبح بحضور النص الثاني وكأنه يعني المضمون التالي " ..بأن اللغة العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرسميتان للعراق هذا اضافة الى اي لغة رسيمة اخرى سيتم اعتمادها في كل أقليم.." وعلى أعتبار بأن العراق ماهو إلا مجموعة أقاليم متحدة او ستتحد لاحقا،ولغات الأقاليم الرسمية ستكون لغات رسمية في العراق الموحد... وألاّ فما هو العراق .. وماهي الرقعة الجغرافية التي ستعتمد اللغتين العربية والكردية فقط حسب النص الأول؟

اضاقة لغات رسمية في أقاليم متحدة تحت لواء كيان دولي اسمه العراق يعني منطقيا تنوع لغات ذلك الكيان وبهذا اصبح ورود اللغة العربية واللغة الكردية في النص الأول هامشيا ولا قيمة له (او لنقل رمزيا)، هذا أذا كنا ما زلنا نتحدث عن عراق موحد في تلك المسودة وبخارطته الجغرافية المعروفة حاليا .. حيث أن الكل لا وجود له بدون أجزائه وما يحتويه الجزء يحتويه الكل...

التاريخ ... قد ابرز دولا لم يكن لها شأن يذكر وقد سحق دولا وعفرها بالتراب .. انعش حضارات واسقط أخرى.. التاريخ قد يخلق الجديد والمثير والغريب... ومن بوابة التاريخ قد تدخل على ارض الرافدين لغات اخرى.. بالأمتداد الزمني قد يطلق عليها لغات محلية لشيوعها بين العامة ولتعاملهم بها ( وبغض النظر عن مدى أحتمالية ورود مثل هذا الأمر.. حيث أن الحديث هنا عن نص وعن أفتراضات جدلية!) ..وقد يمنحها الدستور العراقي (فيما لو اعتمدت تلك المسودة) الحق باضافتها كلغة رسمية لأقليم ما ( وبعد الأستفتاء طبعا .. الذي لا نجهل طرق تطويعه ليس في دول العالم الثالث وحسب بل في عموم الدول وحتى أكثرها ديمقراطية) .. وبالتالي فستكون تلك اللغة لغة رسمية في العراق كون كل أقليم هو جزء لا يتجزء من العراق وله ثقله السكاني ونفوذه في البلد الأم المتحد...
ترى هل هو التقهقر البطيء للغة الضاد والتي منحها الدستور حق الأنصهار والدخول في منافسة لغات أخرى( قد تستورد ..) رغم أن العراق بثقله السكاني الأكبر ناطق بالضاد؟ والغريب أن يرد ذلك في مسودة دستور لبلد مصدر تشريعه الأساس بلغة الضاد... وديانته الرسمية ذات اركان وفرائض ومستحقات تحرر بالأبجدية العربية...

جميل أن تحفظ الدساتير حقوق الأقليات وتحترم لغاتهم وتحافظ على هوياتهم بنصوص رصينة.. ولكن ما هو أجمل أن لا نترك الباب مفتوحا قيد شعرة للأضرار بلغة الأغلبية وتعويم التداول بها.....علما أنه حتى الأقليات العراقية تتداول العربية غالبا أضافة الى لغاتهم، فلماذا نخلق هوة لغوية بين عراقي وآخر ونمهد لتعدد اللغات الرسمية وبأستفتاءات ديمقراطية!!

قد يبدو الحديث بثوب المبالغة ،وأنه لمن المعجزة بمكان أن تدخل لغة مستوردة لتسود ومن ثم يستفتى عليها، ولكن نحن في زمن المعجزات، انظروا الى الجنوب العراقي وكيف تغيرت احواله وألوانه حتى بدى بوجه لا يمت لواقعه بصلة .. وكان ذلك بأستفتاء!

بأفتراض أن الجهود المبذولة لصياغة المسودة كان همها الوحيد هو "عراق ديمقراطي موحد ".. سأقول وبأفتراض كهذا.. ما كل من جد وجد.....
والبقية ...ستجد نصوصها.. لتأتي...



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسودة دستور .. ومعضلة شعب..4
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب ..3
- مسودة دستور... ومعضلة شعب...2
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب 1
- أين... وطني؟
- تصدعات جنوبية.. بين السيكارة وعقبها
- أنثى..
- غريب.. بين الرصيف والرصيف
- !! صدام.. ثروة قومية لا يستهان بها
- البعث خطار قاصدنه
- ويح اسمي والوطن......فضفضة حول تطويع الدين لخدمة الأرهاب وال ...
- ولماذا لا اسخر؟
- نفحة ٌ.. من أور
- القدس.. التهويد.. ومواء القطط
- ميزوبوتاميا..ودواليب الخزف
- الحركة العمالية العراقية.. بين زمنين
- عراق (الدين) والمصباح السحري
- بين دجلة.. واسرارها
- حُب ورسالة.. بمفردات سياسية..
- من تداعيات فوضى المدائن


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاتن نور - مسودة دستور..ومعضلة شعب..5