أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : الدفاع عن الله ... والغيرة على الدين















المزيد.....

خالد الكيلاني يكتب : الدفاع عن الله ... والغيرة على الدين


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من نتائج الفهم المغلوط للدين الذي انتشر في مجتمعاتنا الإسلامية نتيجة لتسويد نمط معين من التدين لا علاقة له بصحيح الدين ، لكنه من صنع جماعات حديثة من الخوارج لا هم لها سوى السلطة بغنائمها وسلطانها ... جماعات لا تعرف من الدين سوى كونه مطية لتحقيق أهدافها الخبيثة هو مقولتي : الدفاع عن الله ، والغيرة على الدين ، هاتين المقولتين اللتين تدفعان بعض المتدينين الطيبين إلى معصية الله وسب أو الاعتداء على من يظنون – مخطئين – أنه تعرض لله أو للدين بما يخالف ما يفهمونه هم أو يعرفونه عن الدين .
وسوف أفند لكم هاتين المقولتين في السطور التالية :
أولاً : الدفاع عن الله
==========
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم أياته: " ان الله يدافع عن الذين آمنوا.. " (الحج 38) .
ومع ان هذه الآية صريحة في أن الله هو الذي يتولى الدفاع عن المؤمنين به ولا يحتاج لدفاعهم هم عنه , ولكن مع ذلك نجد بعض المتدينين يأخذون على عاتقهم الدفاع عن الله وكأن الله يحتاج لمن يدافع عنه , وفضلاً عن أن في دفاعهم هذا مخالفة صريحة للنص القرآني ... فان عملهم هذا وسعيهم الحثيث لإثبات وجود الله في الكتب ، وعلى صفحات الفيسبوك ، والدخول في سجالات حادة مع من يعتبرونهم من الملحدين يعتبر اهانة لله من قبل هؤلاء المتدينين , لأنه ليس دفاعا عن الله الحقيقي الذي لا يحتاج الى دفاع ، ولكنه دفاع عن فكرتهم المغلوطة عن الله.
فالله يمنعنا حتى أن نجادل المشركين به أو الملحدين الذين ينكرون وجوده وهو القائل في محكم أياته " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ( الكهف 29 ) ، وجعل جزاء الكفر به أو إنكار وجوده في الآخرة لا في الدنيا .
بل الأكثر من ذلك أنه في ظل الأذى الذي كان يلحقه اليهود بالرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة أنزل الله في سورة الأحزاب " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً " (الأحزاب 57) ، والمفهوم بالطبع أن الأذى الذي يمكن أن يلحق بالله هو أذىً معنوي ، لكن الأذى الذي كان يلحق بالرسول وقتها كان أذى مادي ومعنوي وحرب وقتال ومؤامرات ... ومع ذلك تعهد الله بعذاب من يؤذون أحب خلقه إليه في الآخرة فقط واكتفى الله بأن يلعنهم في الدنيا والآخرة ... الله هو الذي يلعنهم لا البشر ... وخلاصة القول في هذه المسألة أن الله هو الذي يدافع عنا ، لا نحن الذين ندافع – سبحانه وتعالى – عنه ... ومن نكون نحن الضعفاء إلى الله حتى ندافع عن خالق الكون وخالق كل شيء الذي يحيي ويميت ويقول للشيء كن فيكون ... وحتى مع المشركين والملحدين لا يجوز أن ندافع عن الله فهو لا يحتاج الى دفاع لأنه أراد لهذا العالم ان يكون بهذه الكيفية , وأراد لهذه الحياة ان تكون بهذه الصورة ، ويعيش فيها الجميع على اختلاف أديانهم وقومياتهم وأفكارهم بسعادة وتعاون ومحبة فيما بينهم كما يقول القرآن : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ-;- وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " ( الحجرات 13 ) لا لتتقاتلوا أو تتنازعوا ... ويقول أيضاً : " كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً " ( سورة الإسراء 20 ) , فالشمس تشرق بنورها على كل الدنيا , والمطر يهطل في كل مكان فيستفيد منه جميع الاحياء والله خالق الشمس ومنزل المطر لا يهمه اذا شكروه أو لم يشكروه , وكما ان الشمس تمنحنا النور والدفء ولا يهمها اذا انكر وجودها بعض الناس عندما تغطيها الغيوم ... فهكذا الله مع خلقه , فمن أنت ايها الإنسان حتى تمنع رحمة الله عنهم وتريد لهم الشر وتسبهم وتدعو عليهم بالبلاء ... بل تسعى لتقييد حريتهم وكبت اصواتهم وإزهاق أرواحهم وحرمانهم من هذه النعمة الالهية العظيمة وهي الحياة ؟؟؟

ثانياً : الغيرة على الدين
============
الغيرة خلق كريم جُبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه الله وفضله على بقية المخلوقات ، وقد أعلى الإسلام من قدرها وأشاد بذكرها ، ورفع شأنها حتى جعل الدفاع عن العرض جهاداً تهون في سبيله الأرواح ، ويُجازىَ فاعله بدرجة الشهيد في الجنة ... فعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قُتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قُتل دون دمهِ – دفاعاً عن النفس - فهو شهيد ، ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد ".
والغيرة في اللغة هي " تغير النفس وشدة الغضب والحزن الذي يخيم على القلب بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حق للإنسان " ، وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين ، وهذه الغريزة يشترك فيها الرجال والنساء بل قد تكون في النساء أكثر وأشد .
فالرجل والمرأة كلاهما يشعر بالغيرة في أن يشاركه أحد أخر في حبيبه ، ولا يرضى سوى بالوحدانية في هذا الحب . والغيرة في أدق تعريفاتها هي أن تكره أن يحب شخص غيرك أو يميل إلى الشخص الذي تحبه ... أو تكره أن يحب من تحبه شخصاً غيرك أو يميل إليه ... فهل ينطبق هذا على الدين ؟؟؟!!!!
وهل يمكن لرجل مثلاً أن يغير على كل النساء ، أو لامرأة أن تغير على كل الرجال ، لو حدث هذا لأصبح هذا الرجل أو تلك المرأة شخصين ليسا بالأسوياء ويحتاجان للعلاج النفسي ، لأن كل النساء لسن مملوكات لقلب هذا الرجل ، وكل الرجال ليسوا مملوكين لقلب تلك المرأة ... الغيرة تقع فقط على من نحب خوفاً أن يشاركنا في حبه شخص أخر ... فهل يمكن أن يقتصر الدين الذي يدين به المليارات في العالم على شخص واحد أو حتى الملايين من الأشخاص ويخشون عليه من حب آخرين أو أن يشاركهم آخرين حبهم له فيغارون عليه !!! ، الدين الذي أنزله الله للبشر كافة هو ملك الناس كافة حتى تقوم الساعة ، ولا يستأثر به – أو بفهمه وتأويله – أحد ، ولا يجوز لأحد أن يزعم ذلك ... وإلا دخل في دائرة الشرك بالله ، لأن الدين دين الله أنزله للبشر ... ولا يجوز أن يشارك الله في ملكيته للدين أحد من البشر ولا حتى الرسول الذي أنزل عليه هذا الدين .
وبالتالي تكون مقولة الغيرة على الدين شركاً بالله وتألياً عليه سبحانه وتعالى .
والله أعلم
خالد الكيلاني
القاهرة في فجر يوم الجمعة الموافق 2 يناير 2015



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكيد فيه حاجة غلط ... بس ليها حل
- خالد الكيلاني يكتب : شهادات استثمار القناة والأمن القومي الم ...
- خالد الكيلاني يكتب : س وج في تمثيلية نتانياهو وحركة - المقاو ...
- تعالى ... بِالْعَجَلْ
- أرجوكم ... كفى مزايدات فقلبي الرقيق لا يحتمل
- عن عبد الحليم قنديل ... أتحدث
- طوبى لمن أهدى إلىَّ عيوبى
- عدلي منصور ... أخر القصيدة كُفر
- أقنعة الإخوان السبعة
- التكنولوجيا ... وسنينها
- Sisi Hospital أو مستشفى السيسي
- حكايتي مع سعد الحسيني
- حملة تشويه البرادعي ... كلاكيت تالت مرة
- هل محمد مرسي هو مرشح المجلس العسكري؟!!
- حوار مع ناخبة جميلة
- مصر لم تركع ... بس اتشقلبت!!
- الجماعة لسه ما قالوش!!
- عن التمويل سألوني!!
- خالد الكيلاني يكتب: عن الانفلات الأمني نتحدث قُل إعادة البنا ...
- خالد الكيلاني يكتب: القذافي ... شاعراً غنائياً


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : الدفاع عن الله ... والغيرة على الدين