أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - عدلي منصور ... أخر القصيدة كُفر














المزيد.....

عدلي منصور ... أخر القصيدة كُفر


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتبروني مجنون ويا ريت واحد عاقل يفهمني يعني إيه الرئيس عدلي منصور القاضي الدستوري الجليل وقبل شهر واحد من اعتزاله العمل السياسي – وبعد أن كتب اسمه بحروف من نور في صفحات التاريخ المصري - يصدر قراراً بقانون يقيد فيه " حق الطعن على العقود التي تكون الحكومة طرفاً فيها ويجعله مقصوراُ على أطراف التعاقد" – وهو الكلام المجتزأ من النص الذي تم تسويق القانون به – لقد قرأت القانون بدقة فوجدت أنه لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، ولكنه أيضاً ينطبق عليه عكس مثل شهير فهو قانون في " باطنه الرحمة وظاهره العذاب " !!!.
وأنا أعتبر أن صدور هذا القانون بالذات في هذا الوقت بالذات منتهى الغباء السياسي ... فضلاً عن أن صدوره – وكما تعود المصريون في كل القوانين التي تصدر بليل - لا يمكن أن يكون لوجه الله ... ولابد أن وراءه شيء ما ... وطالما أن عدلي منصور أو أحداً من مستشاريه أو أحداً من حكومته لم يخرج على الناس ويبرر ويفسر لهم سبب صدور هذا القانون بالذات في هذا الوقت بالذات فلابد أن نفترض سوء النية ونتوقع أن وراءه حماية لفساد قائم ... أو تحصين مسبق لفساد قادم.
ولن يقدح في ذلك التصريحات التي خرجت عن الناطق الرسمي باسم الحكومة والتي قال فيها أن " القانون الذي تم إصداره بناء على مقترح مقدم من وزارة التجارة والصناعة والاستثمار يهدف لتعزيز مناخ الاستثمار وتحفيز النشاط الاقتصادي، وتوفير نظام إجرائي يضمن استقرار تعاقدات الدولة ويحقق الحماية للمتعاقد في إطار من المشروعية وسيادة القانون ".
وبعيداً عن صيحات التخوين وتُهم الدفاع عن الحكام تعالوا نقرأ المشروع بهدوء وتأني ... تقول المادة الأولى من القانون : " مع عدم الإخلال بحق التقاضي لأصحاب الحقوق الشخصية أو العينية على الأموال محل التعاقد، يكون الطعن ببطلان العقود التي يكون أحد أطرافها الدولة أو أحد أجهزتها من وزارات ومصالح، وأجهزة لها موازنات خاصة، ووحدات الإدارة المحلية، والهيئات والمؤسسات العامة، والشركات التي تمتلكها الدولة أو تساهم فيها، أو الطعن بإلغاء القرارات أو الإجراءات التي أبرمت هذه العقود استنادا لها، وكذلك قرارات تخصيص العقارات؛ من أطراف التعاقد دون غيرهم، وذلك ما لم يكن قد صدر حكم بات بإدانة طرفي العقد أو أحدهما في جريمة من جرائم المال العام المنصوص عليها في البابين الثالث والرابع من الكتاب الثاني من قانون العقوبات، وكان العقد قد تم إبرامه بناء على تلك الجريمة ".
ويعرف رجال القانون أن الحق في التقاضي واللجوء للقضاء حق مقرر بموجب الدستور ولا يجوز حظره أو تقييده أو تعطيله ، كما أنه لا يجوز تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء وفي هذا الصدد تنص المادة 97 من الدستور على أن " التقاضي حق مصون ومكفول للكافة. وتلتزم الدولة بتقريب جهات التقاضي، وتعمل على سرعة الفصل في القضايا ، ويحظر تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء ، ولا يحاكم شخص إلا أمام قاضيه الطبيعي، والمحاكم الاستثنائية محظورة " وهذا يعني أن هذا القانون من المؤكد أنه سوف يتم الطعن عليه بعدم الدستورية لأنه مخالف للدستور ... ولا يمكن في هذا الصدد القياس على قانون الانتخابات الرئاسية الذي صدر أيضاً بالمخالفة لنص المادة 97 من الدستور حين حصن قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة وجعل الطعن في قراراتها يتم أمامها والفصل في الطعون من اختصاصها والقرار الصادر فيه نهائياً ... فظروف قبول المجتمع والرأي العام لقانون انتخابات الرئاسة بما تضمنه من تحصين لكل أعمال وقرارات اللجنة مختلفة ... حيث يرى معظم المصريين أننا في ظروف استثنائية وعلينا أن نعجل بإجراء الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.
كما يعرف رجال القانون أيضاً أنه لابد أن يتوافر في الشخص الطبيعي أو الاعتباري عند اللجوء للتقاضي شرطي الصفة والمصلحة ، وهما شرطان ينطبقان على أي مواطن مصري يدفع الضرائب في أي قضية متعلقة بالمال العام.
وهذا يعني أن هذا القانون لا قيمة له عندما يتعلق الأمر بالطعن على عقد تبرمه الحكومة أو أحد هيئاتها أو مؤسساتها أو شركاتها مع جهة أخرى ويكون فيه إهداراً للمال العام ولا يقدح في ذلك أيضاً أنه استهل الفقرة المادة الأولى بعبارة " مع عدم الإخلال بحق التقاضي لأصحاب الحقوق الشخصية أو العينية على الأموال محل التعاقد " وهو ما يعني أن العاملين في الجهات والشركات محل التعاقد هم فقط من لهم حق الطعن على العقود.
واذا كان المشرع يقصد في هذا النص منع المتطفلين والفضوليين من الطعن على قرارات وأعمال الحكومة ، فقد فاته أن تعريف " الفضولي " في العقود لم يرد سوى في القانون المدني ولا ينطبق إلا في حالة العقود والتصرفات التي تتعلق بأموال خاصة ... ولكنه لم يرد لا في قانون العقوبات ولا في القانون الإداري أو قانون مجلس الدولة.
خلاصة القول أنني لم أكن أتمنى أبداً هذه الخاتمة للمستشار عدلي منصور أبداً ... فقد انطبق عليه المثل العربي ... أخر القصيدة كُفر.



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقنعة الإخوان السبعة
- التكنولوجيا ... وسنينها
- Sisi Hospital أو مستشفى السيسي
- حكايتي مع سعد الحسيني
- حملة تشويه البرادعي ... كلاكيت تالت مرة
- هل محمد مرسي هو مرشح المجلس العسكري؟!!
- حوار مع ناخبة جميلة
- مصر لم تركع ... بس اتشقلبت!!
- الجماعة لسه ما قالوش!!
- عن التمويل سألوني!!
- خالد الكيلاني يكتب: عن الانفلات الأمني نتحدث قُل إعادة البنا ...
- خالد الكيلاني يكتب: القذافي ... شاعراً غنائياً
- رامي والفرشة ...... لماذا؟!
- خالد الكيلاني يكتب: لعبة العسكر أم لعبة السياسة!!
- الإخوان يعيدون إنتاج انتهازيتهم!!
- خالد الكيلاني يكتب: شكراً بن علي ... شكراً مبارك!!
- خالد الكيلاني في حوار مثير مع الكاتب والمفكر جمال البنا 1/2
- الملط هل يكذب أم يتجمل؟!!
- فساد جهاز كشف الفساد
- القذافي يذبج الشعب الليبي ... وابن عمه ما زال يمسك العصا من ...


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الكيلاني - عدلي منصور ... أخر القصيدة كُفر