أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - العام الجديد والحضور الجاهلى














المزيد.....

العام الجديد والحضور الجاهلى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 19:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الأحتفال بإنتهاء سنة من التقويم الميلادى وبداية سنة جديدة منه تشغل الملايين حول الكرة الأرضية، بإعداد الزينات والألعاب النارية والتفنن فى عروضها الجمالية وقد صاحب السنة الجديدة الميلادية قدوم سنة جديدة فى التقويم الصينى بإنتهاء سنة الحصان لتأتى سنة الخروف الجديدة وأحتفلوا بتسليم الحصان السنة الجديدة للخروف فى قاعات شعبية وسط البهجة والفرحة لشعوبهم، وأحتفل بقدوم السنة الجديدة كل البشر من غالبية الأديان والأجناس بأستثناء الذين يكفرون تلك الأحتفالات ومن يسيرون خلفهم بنار جهنم التى تنتظر كل من يساهم فى بيع أو شراء لوازم الزينة والعروض والهدايا أو يشاركهم الأحتفال، تلك النظرة السلبية المتطرفة فى الجمود تؤثر على نظرة هؤلاء وتفكيره ومعاملاتهم مع الآخر المتهم دائماً بفساد الأخلاق وشرب الخمر، وفى الواقع ليس هذا هو السبب المباشر فى رفض المشاركة لأنه يكفى أن تشارك من يحتفلون رؤية عروض الألعاب النارية وبهجة اللحظة السعيدة، دون أن تشرب الخمر أو تسلك سلوكيات خارجة على معتقدك الدينى لكن الحقيقة هى نظرة الأستعلاء على الآخر وأن الأخلاق نشأت ووصلت إلى الأرض من خلال توقيت زمن ظهور الدين الذى يؤمن به على الأرض.

العالم الإنسانى يحاول أن ينسى الصراعات والحروب الدموية والرعب الذى ترك آثاره وبصماته فى الكثير من المجتمعات، ذلك الموروث الدموى اللعين الذى أصاب البشرية بآفة من أكبر الآفات وهى إستغلال النصوص الدينية لرغبات الأفراد وتأويلها بما يخدم تطلعاتهم السياسية، والخلط الدينى بالدنيوى يصيب الشعوب كل يوم بحوادث فاجعة يتبرأ منها كل بشر يحترم ويقدس الحياة الإنسانية، إن إختطاف الأديان لصالح المشاريع الإستعمارية فردية كانت أم إقليمية هى أكبر جريمة ترتكب فى حق البشر فى ظل تغييب وصمت عمدى على أستمرار تلك الجرائم التى تنال من حق الأبرياء فى الحياة بقتلهم بطرق بشعة بأسم الأديان ونصوص الآلهة، لأن منظومة العقل والتفكير تسقط ويمنع أستخدامها أمام كلمات الآلهة الإفتراضية.

إن ظلال الرجعية الجاهلية قامت بأستدعائها أفراد وجماعات طوروا لأنفسهم أنظمة من السمع والطاعة وتكفير كا من هو خارج جماعاتهم ولا يعترف بها، أنظمة لا تعترف بحق الإنسان فى الحياة وحريته فى التفكير بالطريقة التى يخطط لنفسه الحياة بها، وفى مناسبة رأس السنة وهى أكبر مناسبة وأحتفال عالمى بجدارة يحتشد فيه المواطنين فى ساحات المدن والعواصم الكبرى ليستمتعوا معاً رؤية الألعاب النارية التى تعلن إنتهاء السنة وقدوم سنة جديدة، ومن الأشياء الفطرية أن لا نهنئ أخوتنا فى المجتمع قائلين: كل سنة داعشية وأنتم بخير وحصاد رؤوس يدخل البهجة إلى قلوبكم وصدوركم!! فالفطرة الإنسانية قائمة على نفعية الحياة للإنسان وما تدخله عليه من سعادة وبهجة وخير وصحة، لكن نقيض الفطرة أن تتمنى الموت وترفض الحياة وملذاتها وأعتبارها كفر بالآلهة.

الإستمتاع بالحياة لا يعنى السعى خلف الموت من خلال أفكار الكراهية والصراعات الطائفية والفتن المذهبية والدينية، بل يعنى العمل على خلق المناخ والبيئة المناسبة لإيجاد الطرق والأساليب التى تحقق أحلامنا بالحب والسعادة والعيش فى آمان مع الآخر، والإبتعاد عن مصادر العداوة ومسببات الصراع وعدم التدخل فى شئون الآخرين وكأننا وكلاء عن الدولة والقانون والآلهة نحلل دم هذا ونقتل ذاك وكأننا نعيش فى مجتمعات الجاهلية التى تحكمها العصبيات القبلية، وفى شرائعهم القليلة كانت كافية للتلك القبائل قليلة العدد لتقيم العدل وتنظيم حياة الأفراد، ولم يكن فى حياة هؤلاء ما نراه اليوم فى عصر المعقد جداً من تلفزيونات وراديوهات وفضائيات وسيارات تجوب الشوارع بدلاً من البعير والحمير وطائرات تجوب السماء ومشروبات عادية وغازية وكحولية وأطعمة لم يكن يحلم المرء بلأكلها وحلاوتها، وتكنولوجيا الأتصالات التلفونية والإفتراضية من أنترنت وكمبيوتر وعلوم ومعارف تعطينا القدرة على التواصل مع المركبات الفضائية وركابها والحديث معهم، بما يعنى الرؤية والتكلم مع أشخاص وصلوا بفضل الجهد البشرى إلى كواكب بعيدة يخدمون البشرية جمعاء بأبحاثهم وتجاربهم فى الفضاء.

هذه هى الحياة البشرية التى علينا النظر إلى الأمام لصناعة مستقبل إنسانى لا علاقة للأديان والجاهلية به، وفى الوقت نفسه من حق كل إنسان أن يعبد ويعتقد فى الأديان والآلهة كما يشاء، لكن على الجميع إحترام حقوق وحريات الآخرين فى التفكير والأختيار والتغيير وطريقة العيش الذى يرسمها لنفسه، علينا الأعتراف بأنه لا تربطنا بالجاهلية إلا تاريخها الذى نحترمه كتاريخ يمكن الأستفادة منه، لكننا لا يمكننا الرجوع إلى الوراء للتنقيب على أفكار تقودنا وتجبرنا على الصراعات والكراهية والفتن والحروب، أفكار تجبرنا على القتل وسفك الدماء.
علينا أن نعيش الحياة وما تقدمه لنا أيادى وأفكار العلماء من علوم وأختراعات وأجهزة تكنولوجية تيسر علينا متاعب الحياة، وتفيدنا فى التمتع بالحياة ومشاركة أخوتنا فى البشرية مظاهر فرحتهم وسعادتهم، وعلينا أن نتعلم أن سعادتنا تكون أكبر عندما نرى الآخرين من حولنا سعداء ونساعدهم ونشاركهم فى ترسيخ هذه المشاعر الإنسانية التى تدفعنا لتهنئة الآخر وتأكيد تمنياتنا له بأن: كل عام وهو بخير، حتى يشعر بأنك تكن له مشاعر الحب والسعادة.

وأنا بدورى أتقدم للقارئ العزيز بخالص التهنئة: كل عام وأنت بخير وبصحة جيدة.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثمانى الجديد
- الجزيرة مباشر إلى الجحيم
- إعلام الجن والعفاريت
- الدكتور أبو بكر البغدادى
- صراع المصالح الإرهابية
- ديموقراطية الأفاعى
- سيد القمنى إرهابى؟
- مؤتمر الأزهر لتشريع القتل
- نوال السعداوى تترك بيتها
- نوال السعداوي في كردستان
- لماذا ينضمون لداعش
- إيطاليا نعم ومصر لا
- كامب ديفيد الإخوانية
- رفع المصاحف هو الحل
- التصالح مع الذئاب
- أصحاب الفتنة والخيانة
- تحالف الهزيمة الإسلامى
- جدار برلين الإسلامية
- تسمية الإرهابيين ثواراً
- هنيئاً يا شعب تونس


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - العام الجديد والحضور الجاهلى