أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - مؤتمر الأزهر لتشريع القتل














المزيد.....

مؤتمر الأزهر لتشريع القتل


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 20:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن النمط المضاد للطبيعة والفطرة والعدل الدينى والإنسانى والمضاد لكل القيم الأخلاقية يجب أن يتوقف، ذلك أن الإدانات النمطية التى تقوم بها المؤسسات الدينية وقادتها عندما ترتكب أعمال قتل فى العراق وسوريا ومصر، وتزهق الأرواح بالعشرات والمئات نجد المؤسسات الإسلامية الوسطية تستنكر وتعلن سواء لوسائل الإعلام أو خلال المؤتمرات، لأنه كلام يعيد ويكرر نفس الصفات والمصطلحات التى تحاول عدم تحديد القضية وتسطيحها أكثر وأكثر، وإعتبار أعمال القتل والضحايا الأبرياء والمشردين هى أشياء عادية معترف بها والجميع متفق على أنهم ضحايا المجتمع الأخرس كله، لكن عندما تسأل كيف أصبحوا ضحايا سفكت دماءهم؟ يأتيك الجواب خادعاً ومنافقاً هزيلاً لأنه بدلاً من القول بأن هؤلاء الضحايا تم قتلهم وذبحهم على أيدى قتلة، يلتفون ويدورون ليخرج إبداعهم المتقن ليشتركوا فى جريمة قتل الأنفس ويقولون بأنهم متطرفين يغالون فى أفكارهم!!

نعم عندما يعلن شيخ الأزهر فى المؤتمر الدولى الذى عقد فى الثالث والرابع من ديسمبر، تحت عنوان" الأزهر فى مواجهة الإرهاب والتطرف"، فالموضوع إذن بعيد عن الحقيقة وما زال مجرد شعارات خادعة أى أن المشكلة هى مجرد إرهاب وتطرف، يقول الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى كلمته الأفتتاحية للمؤتمر الدولى: «لا ينبغي أن نغض الطرف عن أفكار الغلو والتطرف التي تتبنى الفكر التكفيري، وإعتناق التفسيرات المتطرفة والعنيفة، مثل تنظيم القاعدة والحركات المسلحة، التي خرجت من عباءتها وتعمل ليل نهار على مهاجمة الأوطان وزعزعة الاستقرار».، من وجهة نظره يتلخص الموضوع ومشاكله فى أفكار الغلو والتطرف والتكفير وأعتناق تفسيرات متطرفة عنيفة تهاجم الأوطان وتزعزع الأستقرار، وأقف أمام نقطة جوهرية فى معتقد شيخ الأزهر ومخاطر تعميم ذلك المعتقد أو الفتوى حيث يقول" ولقد حُرِّفَ مفهومُ الجهادِ عند هذه التنظيماتِ المُسلَّحةِ المُتطرِّفةِ والطائفيَّةِ، وراحوا يَقتُلون مَن يشاؤون زعمًا منهم بأنَّه جهاد، وأنهم إن قُتِلوا فهم شُهَداءُ في الجنةِ... وهذا من أشنَعِ الأخطاءِ في فهم شريعةِ الإسلامِ"، فى كلامه هذا يعتبر تلك التنظيمات الجهادية القتالية وجرائم القتل الذين يرتكبونها من أشنع الأخطاء فى فهم شريعة الإسلام!!!

راحوا يقتلون مَن يشاؤون زعمًا منهم بأنَّه جهاد، وأنهم إن قُتِلوا فهم شُهَداءُ في الجنةِ، أى أن تقتل مثلهم كما تشاء بكل حرية هو مجرد خطأ شنيع أى ليس جريمة تحاسبك عليها الشريعة أو القانون، فعندما تكفرك تلك الجماعات وتستحل دمك رد الفعل المشين والمهين لهذا الإجماع الإسلامى الوسطى هو الدخول فى جحورهم وتسريب بيانات الإدانة التى تفضح ضعفهم وقلة حيلتهم فى التصدى لأعمال التكفير والقتل، لكن لو كانوا حقاً أقوياء ويريدون التصدى للتطرف والغلو فى تأويل النصوص، كان المفروض على هذا الإجماع الوسطى بقيادة الدولة والأزهر أن يقوموا بإيقاف وتجريم كل إنسان يخطر على باله تكفير أى مواطن فى الدولة والمجتمع سواء كان مسلماً أو لا، هذا إن كانوا صادقون فى إيقاف هذا الجهاد الإرهابى، لكنهم حتى اللحظة يعتبرون القتل مجرد خطأ شنيع!!!

هناك إجماع عام من القيادات الدينية والسياسية والفكرية والشعبية على التصدى للإرهاب، وهو شئ لا يختلف عليه أثنان لكن كيف سيتم التصدى؟ يجيب هذا الإجماع : بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وطرح مبادئ الإسلام الوسطية السمحة التى تعكس وسطية الأمة الإسلامية!!!

مهما ذهبت وأستمعت وشاهدت ندوات ومؤتمرات وخطب الجمعة والمقررات التعليمية بالمدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الإسلامية فى أوربا وأمريكا، ستجد نفس الإجماع الإسلامى سواء كانوا معتدلين وسطيين وأصوليين وسلفيين، أى أن الجميع يدور فى حلقة مفرغة فالكل مشغول بالتصدى للإرهاب بتصحيح صورة الإسلام وتقديم صورة وسطية عنه، وبذلك يتركون التصدى لأعمال القتل والذبح وعلاجهم وما يشغل الجميع عدم التصدى للإرهاب وإنما التصدى لآثار الإرهاب من تشويه لصورة الإسلام، وليذهب للجحيم تشويه البشر وتعذيبهم وذبحهم ولعب الأطفال برؤوس بشرية تم ذبحها حسب الشريعة بالهتاف: الله أكبر، كل هذا من تشويه للنفس البشرية هى أخطاء وليست مشكلة تزعج الإجماع الإسلامى والمسيحى المشارك فى مؤتمراتهم وندواتهم، بل الإزعاج الأكبر والمخيف هو من تشويه يحدث لصورة الإسلام وتعاليمه السمحة الرحيمة والتصدى للإرهاب لعلاج تلك المشكلة الخطيرة.

أخيراً, إذا كان هناك إرادة صادقة فى منع وحظر الإرهاب ومنع وجود جماعاته، من الواجب أن تقوم الدولة والأزهر ومساجده ومعاهده وجامعاته المختلفة بتصحيح المناهج التعليمية التى قضاياها الجوهرية الزنى والجنس والمرأة ونكاح الشيطان لنفسه ودعوات الكراهية..إلخ، وذلك بنشر النصوص التى تستند عليها الجماعات الجهادية وشرحها على العلن ليستفيد جميع المسلمين منها، ويقتنعون بالتفسير الوسطى قبل الوقوع فى براثن تلك الجماعات، وإلى أن يحدث ويطبق هذا: متى تصدر قرارات وقوانين بمحاكمة صانعى الإرهاب وأعوانهم؟؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوى تترك بيتها
- نوال السعداوي في كردستان
- لماذا ينضمون لداعش
- إيطاليا نعم ومصر لا
- كامب ديفيد الإخوانية
- رفع المصاحف هو الحل
- التصالح مع الذئاب
- أصحاب الفتنة والخيانة
- تحالف الهزيمة الإسلامى
- جدار برلين الإسلامية
- تسمية الإرهابيين ثواراً
- هنيئاً يا شعب تونس
- ابن رشد الغنوشى
- التدريس الجامعى للإرهاب
- ليسوا من الإسلام
- دواعش العراق الطائفية
- كوبانى ورقصة الموت
- ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (2)
- ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (1)
- أصحاب الأصابع المكسورة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - مؤتمر الأزهر لتشريع القتل