أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صلاح وهابي - كوكب بعقوبي يرحل سريعاً














المزيد.....

كوكب بعقوبي يرحل سريعاً


صلاح وهابي

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 00:03
المحور: مقابلات و حوارات
    


أعذرني تأخرت عن الركب الى مثواك الاخير، ففي الصدر غصة و في العين دمعة و في الفم مرارة، اخٌ و صديق و معلم.
كنت اسبقه كل عيد مهنئاً و لكن هذا العيد سبقني بالتهنئة فشعرت بالحرج، و كأنه ادرك العيد الاخير بيننا.
يغمرني الفرح و هو يطل بطلعته البهية بين يوم و اخر لمحلي، اتصل به ان تأخر لعدة ايام خوفاً مما يخبئه القدر، كل لقاء كان يشد على يدي بقوة و اشد عليها فتسري داخلنا حرارةً لتذيب ما اثلجه الزمن الرديء.
حالما يجلس يبدأ بما سمعه و يعرفه من النكات، و هي مقدمة ذكية و طرية للدخول في الحوار المتشعب، فكثيراً ما نختلف و قليلاً ما نتفق. فالعالم يعمل على وحدة المتناقضات.
فهو موسوعي و متحدث مفوه و سيل لا يتوقف يسعفه خزين ضخم من القراءات المتنوعة، و ذاكرة متوقدة و قد حفظ من مختارات عيون الشعر القديم و الحديث، فلذا لم يُبق لك غير مساحة ضيقة تلعب فيها، فهو كاتب و مسرحي و شاعر مرهف.
ارتبط استاذ ثامر بأخي حسن بصداقة ربما كانت اعمق من صداقته بي، فكثير ما كان يحدثني عنه بحب و اعجاب، و يذكرني بنكاته و يردد ما قاله: ((لم يستفد من ثورة 14 ثموز غير ثامر مطر)) و يعقب ابو انعام ((و الله صحيح انا الوحيد من بعقوبة الذي حصل على زمالة دراسية من قبل الاتحاد العام لطلبة العراق عام 1959 لدراسة الاقتصاد السياسي في المانيا الديمقراطية لمدة 4 سنوات و امتدت الى 6 سنوات، و الاخوة الشيوعيون "شافو الضيم" مطاردة و سجن و تعذيب. "صدك يكول")).
من المفارقات ان يأتي من بغداد صديق العمر منذر الديري، و الذي لم يراه لأكثر من 20 سنة، يزوره في بيته ظهراً ليغادرنا ابو انعام صباح اليوم التالي. أ هي صدفة ام توارد خواطر بطريقة باروسايكولوجية ؟
مساء ذلك اليوم زرناه انا و استاذ نوري و ابو معتز، كان متعباً دون ان يظهر انه سيغادرنا صباحاً، بيقينا معه ما يقارب الساعة و ذكر ((سلمت استاذ ظاهر شوكت قبلكم قصيدة رثاء طلبت منه نشرها)) و بدء يتحدث على عادته كعالم اثار ينبش الماضي عن الطريقة التي جُمع فيها القران و لـ 4 مرات، و ما تخلل ذلك من اختلاف و اشكاليات من زمن ابن مسعود الى عائشة فعثمان و اخيرا الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق و الاخير الذي بين ايدينا. بحيث لم يعطِ فرصة للمداخلة، فتوقف برهة و دخلت بالسؤال : استاذ انك متعب. و امضينا الساعة في قضايا ليست عراقية، أما كان الأولى ان نتحدث عما يحيق بنا من اخطار و قتل و خراب ؟ و دورنا في محاربة هذه الاخطار، أ ما يكفي ان نسحب الماضي و نلوكه دماً و قيحاً و تخلفاً ؟
كلما همهمنا بالمغادرة كان يطلب منا البقاء (بعد وكت) و كأنه يشعر انها المرة الاخيرة للقائنا، قبلناه و تمنينا له العمر الطويل و لم يدر في خلدنا ستكون القبلة الاخيرة. و قبل خروجنا زاره الاستاذ سعدي جسام عرب و عائلته، اثناءها التقطت لنا انعام و عدي سعدي صور جماعية نشرت في تلك الليلة على الفيس بوك و علق عليها كثير من الاصدقاء.
و قبل خروجنا كانت تلح علينا ابنته ان لا نتأخر عليه، و لكن هو من تأخر علينا.
في الساعة الثامنة و النصف من صباح اليوم التالي و انا اهم بفتح المحل و اذا بفائز كرادي يقول :
دريت ؟
قلت : ماذا ؟
قال : استاذ ثامر فارق الحياة.
فسقطت المفاتيح من يدي و قلت البارحة كنا معه و لم يقل انه سيغادرنا صباحاً، لماذا هذه العجلة يا زهرة بعقوبة ؟ ثكلتك امك. أ تدري أن الارض بدأت تضيق بنا اليوم انت و قبلك صديقنا محيي الدين زنكنة و قبله نجاح حمدوش و عدنان كفشي و هشام هاتف و محمود حسن الزبيدي و كريم جواد و محمد عباس الزبيدي و ابو صوفيا و محمد الشبلي و ثامر فليح و مصطفى الديو و جمع من الزهور.
نم قرير العين فالحياة لا تقاس بطولها، بل بإغناء لحاظاتها. و انت خير من اغنيتها.
و لما قرأت هذه المرثية للأستاذ ظاهر شوكت قال : (اضف هذا البيت)
غدرت يا موت كم افنيت من عدد بمن اصبت و كم اسكت من لجبِ*

-----------------------------
*كثرة اصوات الابطال



#صلاح_وهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (متاهة اخِيرهم)
- مرض السكر الطائفي القومي
- التيه
- تعقيب (حول نفي محاصرة احياء في ديالى بالكتل الكونكريتية من ق ...
- الصندوق المفخخ
- هل يمكن تكوين كتلة تاريخية من الشيوعيين و الديمقراطيين و الص ...
- النياندرتال
- ذاكرة المكان .... دربونة ام الدجاج
- مقاربات مجنونة بين صدام و القذافي
- حين دقت الساعة 7:20 مساءً
- المحرمات خطيئة على السطح مباحة في الظلمة
- مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه
- ولم هذا الصمت ايها العراقيون؟
- قائمة اتحاد الشعب ليست تحفة تبحث عن متحف
- فتاوي سياسية !
- مخاطر الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائية
- نريد برلمانا تزدهر في حديقتة الوان الطيف العراقي
- العراقيون بين حزيرانين
- حزب العمال الكردستاني وعقدة الخواكة التركي
- قراءة في رواية عمارة يعقوبيان


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - صلاح وهابي - كوكب بعقوبي يرحل سريعاً