أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح وهابي - المحرمات خطيئة على السطح مباحة في الظلمة















المزيد.....

المحرمات خطيئة على السطح مباحة في الظلمة


صلاح وهابي

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 18:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :تذكيراً للذين لم يقرأوا الدستور او تناسوه و الذين ساهموا بكتابته ولم يعملوا بنصوصه، فمن بيدهم سلطة القرار و التنفيذ.
في الباب الثاني: الحقوق و الحريات:
اولا: الحقوق المدنية و السياسية المادة (14): العراقيون متساون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الاصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي.
المادة (35):
اولا:- أ- حرية الانسان و كرامته مصانة.
المادة (44):
لا يمكن تقييد ممارسة اي من الحقوق و الحريات الواردة في هذا الدستور او تحديدها إلا بقانون او بناءً عليه، على ان لا يمس ذلك التحديد و التقييد جوهر الحق و الحرية.
ما حدث يوم 28 تشرين الثاني حين داهمت قوة امنية مدججة بالسلاح نادي الادباء، و اجبرت امينها العام على توقيع محضر غلقه.
هذه الحادثة نفضت عن ذاكرتي غبار ست عشرة سنة، عندما قاد عبد الله المؤمن حملته الايمانية ليس ايماناً بل استقواءً بالدين لمحاربة من اسماهم اعداء الله و الوطن، بعد ان اكمل حاجات العراقيين قتلاً و سجناً و جوعاً و تشريداً. لم يبق لديه غير ان يسوق البقية الى بيوت الله بقراره رقم 82 لسنة 1994 بغلق النوادي الاجتماعية و البارات و المراقص.
عجباً كأن التاريخ عندنا يعمل بنظرية الدائرة، لا لولبياً الى الاعلى. يوم داهمت ليلاً قوات امنية مدججة بالسلاح (نادي مراكش) القريب من نهر خريسان و نحن شلة جلساء، انتشرت القوة في ارجاء الحديقة موجهين فوهات بنادقهم بوجوه الجلساء "انتم حتحاربوا" قالها عادل امام. كبيرهم وقف قرب الباب، اصاب الجلساء الرعب و الوجوم، ماذا عملوا و من المقصود؟ لماذا كل هذه القوة ضد ناس مسالمين لم يحملوا حتى (جاقوجة) و ليس لديهم غير فكرهم، و هموم الوطن تتقدم همومهم، او لان هذه الجلسات يسودها الجدل الفكري و الثقافي يؤلقاها الكأس و يجاهد كل واحد منهم ان يكون بمستوى الجلسة. يمكن لهذه الاسباب؟! لانها تنحت في خاصرة السلطة. مزق هذا الصمت الاخرس صوت كبيرهم الواقف عند الباب مزمجراً بقبح: ((اليوم اخر يوم تتسمموا به، اكو واحد عنده اعتراض)).الكل مندهش تحملق في وجوه بعضها من يعترض، و على من؟!. خسرنا تلك الليلة النادي و ثمن ما شربناه. كنا نتأمل بعد التغيير ان يفتح نادي في بعقوبة، و ما حدث لنادي الادباء اشارة تقول: اشربوا من البحر!!.
فالمسألة في الاساس لا تكمن فقط في غلق النوادي و منها نادي الادباء، وانما في قدر الخوف على هامش الحريات التي تحققت بثمن باهض. من بعض ممن كان في المعارضة يركب عربة الديمقراطية و حين يصل بها الى كراسي الحكم يعمل بمنطق ولاية الفقيه، بالدوس على شعارات الديمقراطية التي رفعوها (تقية).
و جانب الشاعر ابراهيم الخياط حين قال على فضائية الحرة عراق: ان انتكاسة ثورة تموز و القوى الوطنية في 8 شباط 1963 الدموية، كانت النقطة الاخيرة في كأس بدء امتلاؤه من سلسلة التراجعات منذ 1959.
محاولة قتل الشاعر العراقي المغترب عدنان الصائغ بعد الانتهاء من القاء قصيدته (قصائد مشاكسة قليلاً) في مهرجان المربد البصري، ولو لا مسارعة اصدقائه و تهريبه مسافراً الى الكويت.
الاعتداء على طلاب جامعة البصرة في احدى سفراتها، بالتفريق بين الجنسين. و تفعيل قرار الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائية.
حدثني البروفيسور تحسين استاذ التاريخ الاسلامي عن السفرات الجماعية التي كانت كلية الاداب تقيمها اواسط الخمسينيات، احداها الى الجبايش و لعدة ايام و لم يحدث ما يخدش الحياء. فالضوء اكثر نبلاً من الظلمة.
منع السيرك البريء الذي يرسم البسمة على شفاه الاطفال و الكبار، بعد ان يبسها بارود الارهاب القديم و الجديد.
استعمال العنف باتجاه المتظاهرين البصريين الذين خرجوا لحماية الدستور و سقط خلالها عدة شهداء و جرحى.
و في مهرجان بابل تم منع الفعاليات التي يتخللها الغناء و الموسيقى و الرقص، مما ادى الى فشل المهرجان. تمنيت ان ينفض حمورابي تراب 3000 سنة ليلقم حجراً الذين لا يحترمون تاريخهم، أليس المسرح البابلي المدرج سابق لمسرح اثينا و روما، أليست القيثارة بابلية، أليست (سيدوري) ساقية الخمر في ملحمة كلكامش سومرية. هذا جزء من تاريخنا الاصيل واجب التمسك به، و ليس تاريخ الغزاة. فبسقوط القيم تصبح المحرمات ممكنات. فما اتعس الشعوب التي تفتخر بمن جعلهم عبيداً!
يقول ابيقور: ((ليس شريراً من يحتقر الالهة صناع الموت، بل من يتقبل رأي الجموع في تلك الالهة)).
ان دموع السكارى هي اصدق من المداد الذي يكتب به الاخرون. هذا ما قاله رشدي العامل و هو يرد تهمة خلصاء الفكر باعتباره الشيوعي الاكثر ارتياداً للبارات.
فالغاء الوجود الذاتي لحساب الموضوع يؤدي الى تهميش الذات و تصغيرها و قمعها، و هذا يرافق المجتمعات المحكومة دكتاتورياً: دينياً او سياسياً، فتعمل القوى المتنورة على ضغط المسافة بينهما، و الخوف من تباعدهما من قبل الذين قفزوا الى الاعلى و الله وحده يعلم اي امراض و اوبئة يجلبونها من حيث اتوا لتشويه هذه المسافة.
كان الاولى بمن يحكموا بغداد ان يلبوا حاجات الناس المؤجلة سنين، لا ان يشقوا كفن متعفن، فلو فتحت اكفان صدام لانهارت العملية السياسية.
فتسييس الدين يشكل قاعدة للاصولية، وهي تشكل بدورها قاعدة للارهاب بكل انواعه. فبعد تفعيل القرار تم تفجير بعض محلات المشروبات، و هذا ما لم يحدث حتى في زمن الطاغية، و الحكومة تدعي حماية المسيحيين؟! و هم اصل و جذر العراق. و سكب التيزاب على ساق فتاة بادعاء قصر ملابسها.
اتسائل هل خرج الارهاب من النوادي و مقرات الاحزاب اليسارية و الديمقراطية؟ ام خرج من بعض بيوت الله، و قادته احزاب خلطت الدين بالسياسة او القومية. و اتذكر قول عالم الدين المتنور جمال الدين :ان هؤلاء الارهابيين لو كانوا اعضاء في نوادي و جمعيات للغناء و الموسيقى و الرقص و التمثيل و الرسم لتطور لديهم الجانب الفكري و الخلقي، و لكانوا بمنأى عن ممارسة الرذيلة، بل اصبحت بعض الجوامع و الحسينيات حاضنة لتفريخ الارهاب.
يقول الكاتب روفائيل باتاي في كتابه (العقل العربي) فيما يخص كيمياء الجنس المتحكم في العالم العربي، و هو يتسع لبقية المحرمات: ((فيما يخص قصة الجنس في العالم العربي، بالقصة القديمة عن التلميذ الذي يتدرب عند الساحر و الفيل الوردي. فبعد ان يشرح معلم الكيمياء الى تلاميذه الخطوات المعقدة التي يجب اتباعها في صنع الذهب، يضيف قائلاً: (الامر مهم جداً خلال العملية كلها، هو ألا تفكر بالفيل الوردي ابداً) و بعد ان اصبح التلميذ متأثراً بهذا التحذير بشكل تام، حاول يائساً ان يراعيه بالاحتراس من التفكير فيه، لكن بالطبع، لم يكن قادراً على بقاء هذا الموضوع بعيدا عن تفكيره. و اخيراً كان عليه ان يوقف محاولاته لصنع الذهب، فبألم عاتب سيده قائلاً: (لماذا سيدي؟ طلبت مني ان لا افكر بالفيل الوردي؟. فلو انك لم تطلب ذلك مني، لما فكرت فيه ابداً) .
فالممنوعات تبيح المحضورات، و تنشأ حالة من التعلق الشاذ، و التواء الذات للتعويض. فعندما نمنع الخمرة يتم تعويضها بالحشيشة و الكبسلة و غيرها، و يرجع (القجغ) و كما قال ابراهيم البهرزي: ما دام بالنخلة تمر ابقى اشرب الخمر.
يقول عالم الاجتماع د. علي الوردي ان خرق المحرمات في الاماكن المغلقة و المتزمتة دينياً او عشائرياً او سياسياً اكثر منها في المدن و المجتمعات المفتوحة. و هم عرضة للاصابة بامراض سيكوباتية و هو (نقص في نمو الوجدان الاخلاقي).
فالواحدية لا تستقيم مع الحياة الطبيعية للانسان، نحن عائلة صغيرة عند اجتماعنا حول مائدة الطعام تختلف الاذواق فمن يحب البامية الاخرى لا تحبها، و الاخر لا يتناول التمن خوفا من السمنة.
فحتى التوائم المتطابقة وراثياً، حين تقذف بهم امهاتهم في بحر الحياة، يبدأ تفاعل كيمياء الوراثة مع كيمياء الاجتماع، و من هنا يبدأ الاختلاف في السلوك و المشارب و التفكير بينهما. و المجتمع السليم هو من يراعي هذه الاختلافات، فكيف نطلب من مجتمع يزيد تعداده عن (25) مليون نسمة و نختزله على ذوق البعض، لنجعلهم روبوتات تسير بما تأمر كقطعان الحيوانات!!. فما يباح للبعض من ممارسة طقوسهم لا يباح للاخرين، فهو خرق صريح لمواد الدستور اعلاه.
هذه الواحدية افشلت جبروت صدام، و تجارب عديدة في العالم.
ما العمل؟ ما دامت القوى الديمقراطية و اليسارية مبعثرة سوف تظل دكتاتورية الاكثرية، تتعسف باستخدام اكثريتها لفرض ارادتها. فالحياة سجال فلا بد من لملمة هذا التيار الذي يمثل وجه العراق المشرق، حول برنامج مشترك تلتف حوله قوى قومية و ليبرالية و شيوعية و يسارية و مثقفين و دينيون متنورين ومستقلين، و كل من يهمه تعجيل حركة الحياة الى الامام، و ما الندوات و اللقاءات و الاجتماعات لهذا التيار في عموم العراق لهي خطوة على طريق الالف ميل.



#صلاح_وهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه
- ولم هذا الصمت ايها العراقيون؟
- قائمة اتحاد الشعب ليست تحفة تبحث عن متحف
- فتاوي سياسية !
- مخاطر الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائية
- نريد برلمانا تزدهر في حديقتة الوان الطيف العراقي
- العراقيون بين حزيرانين
- حزب العمال الكردستاني وعقدة الخواكة التركي
- قراءة في رواية عمارة يعقوبيان
- دعوة لاحياء اسماء حضارة بين النهرين
- من يعرف كامل شياع .. من يعرف قاتله
- على ضوء الشموع احتفلنا بعيد ميلاد حزبنا


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح وهابي - المحرمات خطيئة على السطح مباحة في الظلمة