أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح وهابي - مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه















المزيد.....

مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه


صلاح وهابي

الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


ولد الاديب و الكاتب المسرحي محي الدين زه نكه نه ,في مدينة التاخي كركوك منطقة ساطرلو 1940 من عائلة متواضعة ,من اب كردي و ام تركمانية ,اكمل دراسته الابتدائة و المتوسطة و الثانوية في كركوك ,و في 1958 تم قبوله في كلية الاداب جامعة بغداد .
عين مدرسا في المتحتية بلواء الحلة 1962 .و بعد الانقلاب البعثي الفاشي 1963 – و هو اول تخريب لعشه – استطاع الهرب الى كردستان لينضم الى فصائل الانصار. و بعد العفو عين مدرسا في قضاء خانقين 1964 ثم انتقل الى مدينة بعقوبة .
و في ثانويتها شكل هرما مع الاستاذ ثامر مطر القادم من المانيا الشرقية مدرسا للاقتصاد ,و استاذ الغة الانكليزية فاروق ابراهيم جامل ,ساهموا في حراك فكري و ثقافي و هذا ما لا تقبله سلطة البعث ,فتم تفريقهم رغم قيام الجبهة .
و بعد انتشار وباء الارهاب الاسود في مدينة بعقوبة ,شد الرحال الى كردستان 2006- و هو ثاتي تخريب لعشه الدافئ – بعد ان عاش فيها اكثر من نصف عمره .و هي اخصب فترة تجلت فيها عبقريته و نضجه الفكري و الادبي .و في عصر 21/8/2010 رحل الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء السليمانية .و رغم طيبة اهل السليمانية و جمالها ,و بيت اجمل و رفاه اقتصادي ,الا ان كل ذلك لم يغنيه عن دفء بعقوبة و اصدقائه ,فتم تفخيخه عن بعد .
فمجموع مسرحياته المنشورة 37 مسرحية كتب منها 34 في بعقوبة ,ابتداءاً من (الحدباء) 1969 الى عشرة نصوص مسرحية نشرتها وزارة الثقافة 2004. و كتب رواياته الثمان بدءاً من (هم و يبقى الحب علامة) الى (محاولة اقتناص حلم) 1963 ما عدا (ثمة خطأ ما... في مكان ما) نشرها في السليمانية 2009 .
و القصتان (كتابات تصلح ان تكون قصصاً) نشرت 1984 و (الجبل و السهل) 2002 .بالاضافة الى قصص و روايات و دراسات ادبية و فكرية و نقدية في الادب الكردي و العربي ,و مخطوطات لم تنشر بعد
كل هذه النتاجات الثرة كانت بعقوبة بناسها الطيبين ,الام الحنون في احتضانها له و توفير الدفء لابداعه ,و خاصة اصدقائه المقربين حملوه على طبق من ذهب فانسوه الغربة .و صدق مهدي مراد حين قال :((حملناه كرة ذهبية في صينية)) .
حين اتصل بي الصديق ابو ربيع بمغادرة ابي ازاد الى الابدية ,كان الصوت رصاصة اخترقت اذني لتفجر في رأسي كل احزاني . لماذا و في هذا الوقت ؟!! و فيه متسع من الوقت ,و العطاء .لا اعرف لماذا نحن العراقيين مساحة الفرح من الضيق يصعب التحرك فيها ,في حين مساحة الحزن تغطي مساحة الاعراق و اكبر .فلا بد من خطأ ما ...في مكان ما .
اخر مرة سمعت صوته بحرارته و طراوته قبل خمسة ايام من رحيله المفاجئ ,بعد ان سلم على الاصدقاء قال (( قرأت اخر رواية لي (ثم خطأ ما ...في مكان ما ) )) قلت :سمعت عنها من ابي مصطفى الشفتاوي قال ((انها طويلة 740 صفحة حين تقرأ الشخوص بداية تنساها نهاية )) . فقلت :ابا ازاد من لديه الوقت و الرغبة لقراءة رواية بهذه الضخامة .فضحك و باسلوبه المازح قال ((مو كردي ,فأنا اتحين الفرصة لاهدي لك نسخة ,اتعلم انني اتصل بكم من خلال كتاباتي )).
و لم يدر في خلدي ان اتصاله هذا كان إيذاناً بالرحيل ,و ربما اشارة الى انها الرواية الاخيرة .
قال بعض الاصدقاء انك من المقربين له و لم تكتب في حقه ,نعم تأخرت من هول الصدمة ,و لحد اللحظة اكاد لا اصدق لا ارى ابو ازاد ثانية ,فأتخيله و يعصرني الالم فيتيبس المداد في قلمي فالدموع تملأ محاجري .يقول ((تكلم يا حجر)) اقول تكلم يا قلم فقلمي عاجز عن اعطاء الرجل حقه .فهو الصرخة المدوية في ضمير هذه الامة و الزمن المسلح .
فجعتك بعقوبة باهلها الطيبين ,كما فجعك العراق و جبال كردستان ,بل و فجع بموتك الضمير العربي و العالمي .قلما قل نظيره دمث الاخلاق كان عنيدا حد السيف بسيطاً حد الفطرة ,لم يكتب ترفاً كان رجلا صاحب قضية ,مخلصاً في الدفاع عنها ,فكان قلمه مبرياً و حاداً ضد الظلم و الفساد اينما كان و في اي وقت حل ,منحازاً للفقراء و المضطهدين و المهمشين ,لم يهادن و لم يثلم قلمه في إذكاء روح الصمود و الوقوف في وجه الطغاة ,في سبيل غدٍ افضل رغم سطوة البعث فتحمل الجوع و الاهمال لان ظل قلمه ناصعاً .
استطاع ابو ازاد بقلمه الذكي ,و علو هامته ان يحرر معظم نتاجاته من مقص البعث الحاد , فإنتشرت كاللهب في الهشيم اليابس ليس على النطاق المحلي الكردي و العربي ,بل على طول الساحة العربية ايضاً ,ليحوز على جوائز الابداع الادبي :
- مسرحية السؤال :قدمها مسرح السيد درويش 1986 مصر .و قدمتها جامعة الزقازيق 1986 مصر .و حازت على احسن نص مسرحي 75-1976 .و قدمها مسرح (البحر) الجزائر 1987 . وقدمتها فرقة (مسرح الجامعيين) البحرين 1988 . و في انحاء اخرى من العالم العربي .
- الاجازة : نالت جائزة النص العراقي 79-1980 .
- مساء السلامة ايها الزنوج البيض :قدمت في المغرب .
- العلبة الحجرية : قدمت في المغرب .الرباط 1988 .و عرضت في مهرجان عمان للمسرح العربي 2001 و حصدت ثلاثة جوائز من مجموع جوائز المهرجان الست .
- صرخة الصمت الاخرس : قدمت في عمان 1991 .و قدمتها فرقة (رفند) برلين المانيا 1999
- حكاية صديقين : نالت جائزة المؤلف المتميز 1988 في مهرجان المسرح العربي .و قدمت في البحرين- المنامة 1990 .
- تكلم يا حجر : نالت الجائزة التقديرية للمهرجان .
- ثلاث مسرحيات في كتاب : نالت جائزة احسن كتاب 1994 .
- اردية الموت :نشرت في مجلة عشتار –غزة-فلسطين 1996 .
- رؤية الملك : نالت جائزة الابداع في الدب المسرحي 1999 .
- مسرحيتان : نالت جائزة الابداع في الادب المسرحي 2001 .
- شعر بلون الفجر : نشرتها مجلة (به يفين) الحوار العربي العدد 7 -2001 السليمانية بإسم مستعار هو (ئاسوس ميد) .
- السفينة : نفس المجلة السابقة العدد 8- 2001 بإسم مستعار (ئاسوس) .
فرغم الحضر الصدامي على الادب اليساري و الديمقراطي ,إلا ان اهمية نتاجاته و ثراءها الفكري و الادبي ,دعت كثيراً من طلاب الدراسات العليا لنيل شهادة الماجستير و الدكتوراة ,بإتخاذهم ادب محي الدين زه نكه نه مادة لدراستهم و لا ابالغ ان قلت ان المادة زادت شهاداتهم وزناً .
فهو من قلائل الادباء المتميزين و المتفردين احساساً مرهفاً و فكراً ثاقباً و ذكاءاً حاداً و كماً و نوعاً معرفياً ,معجون في اناء من القلق ,يسهل عليه التقاط قفشات من الشارع و الشخوص و الاحداث ,فيمسرحها و يرويها و يقصها فكرا تنويرياً .
فالكاتب محي الدين مساحته الاجتماعية لا تتسع للكم ,فهو يتعبد في محرابه و يخرج ليتصل بمريديه .قلت له يوماً : ألا ضيق محرابك يضيع عليك الكثير ؟ قال ((يكفيني ان اجد فيكم الكثير)) .
فضيق حراكه الاجتماعي ,و قسوة الزمن ,جعلت منه مسطرياً في كثير من قياساته ,في زمن لا يحب المقاسات ,فعلاقته بالاخرين تتسم بالمحبة و الاخلاص و عفة الضمير .و قد يتقاطع مع البعض حد القطيعة ,و لكل منهم وجهة نظر ,فرب من لا يخطئ .فنحن نتاج مزيج من وراثة و اجتماع عائلي و مجتمعي و سلطوي ,و كل منا افرازات لكل ذلك .
فائاسوس ميد حين يلبس قميصه ,لا يعتبره غطاء لعري فقط ,بل يقيم معه علاقة صداقة ,و لا يرميه حتى يبلى لا بخلاً بل اعتزازاً .
نم قرير العين ,قلمي لا يطاوعني على كتابتها ,من اعطى فعل الامر هذا امراً من من ؟! .ألا شلت حرفاك .انك لم تمت كما قال ثامر ابو فراس بل نحن الذين نموت .لقد تركت إرثاً ثقافية و فكرياً ضخماً ,سيكون معينا للاجيال يسهم في ردم القطوعات التي تكررت عبر التاريخ : من سقوط بابل مروراً بالغزو الساساني ,السلجوقي ,الاسكندري ,الفارسي ,البدوي ,المغولي ,العثماني,الانكليزي ,الصدامي ,الامريكي .انك خليط من دماء العراقيين و ثقافة عربية كردية و فكراً ماركسياً ,تفاعل كل ذلك في ضروف من الظلم و القسر الطبقي ,فانتجت ظاهرة محي الدين زه نكه نه .من هذا تجسدت ملحمة كلكامش السومرية فيك ,يوم بحث عن الخلود فلم يجده إلا في العمل الصالح .
كل كلمات الرثاء التي قيلت و التي ستقال و تكتب مشكورة ,لا تحيي ابا ازاد .و لكي لا نكون ظاهرة صوتية كما يقول الكاتب السعودي (القصيمي) :نقول اكثر مما نفعل .فعندما ينفض الجمع يذهب كل في طريقه و كأن شيئا لم يكن .
فعلى وزارة الثقافة في اقليم كردستان و بغداد ,ان تأخذ على عاتقها طبع اعماله الادبية المنشورة و المخطوطة بالتعاون مع عائلته و الحزب الشيوعي العراقي و اصدقائه ,و الذين كتبوا في ادب ابي ازاد .بتوزيعها على المكتبات و المدارس باسعار زهيدة ,و ان يدرس تراثه الادبي و الفكري في الكليات و المدارس ,و ان يترجم ادبه الى اعمل فنية .
و ما قدمه د. فاضل الشمري من جهود استثنائية مشكوراً باعتماد مسرحية (رؤية الملك) مادة علمية في موضوع تحليل النصوص الادبية ((نظراً لأهميتها الادبية و الفنية)) باقرار مجلس كلية التربية جامعة ديالى .و ان تقوم الجهات ذات العلاقة باطلاق اسمه على احد الشوارع او المدارس او القاعات و المؤتمرات و المهرجانات الادبية في كردستان و ربوع العراق و خاصة المدن التي عاش فيها .وفاءاً لهذا الرجل الذي لفنى عمره في خدمة الادب الرفيع و القضية الوطنية ,لبرسم الابتسامة على شفاه الاخرين .



#صلاح_وهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولم هذا الصمت ايها العراقيون؟
- قائمة اتحاد الشعب ليست تحفة تبحث عن متحف
- فتاوي سياسية !
- مخاطر الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائية
- نريد برلمانا تزدهر في حديقتة الوان الطيف العراقي
- العراقيون بين حزيرانين
- حزب العمال الكردستاني وعقدة الخواكة التركي
- قراءة في رواية عمارة يعقوبيان
- دعوة لاحياء اسماء حضارة بين النهرين
- من يعرف كامل شياع .. من يعرف قاتله
- على ضوء الشموع احتفلنا بعيد ميلاد حزبنا


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح وهابي - مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه