أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح وهابي - هل يمكن تكوين كتلة تاريخية من الشيوعيين و الديمقراطيين و الصدريين ؟















المزيد.....

هل يمكن تكوين كتلة تاريخية من الشيوعيين و الديمقراطيين و الصدريين ؟


صلاح وهابي

الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 01:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد قراءتي لكتاب د. فارس كمال نظمي (الاسلمة السياسية في العراق) نظرة نفسية.
جلب انتباهي موضوع الشيوعيون و الصدريون و خيار (الكتلة التاريخية). اذ لم يخطر ببال احد ان التقط حجراً قبله ليرمي به في بركة راكدة و منسية، تحوي النقيضين. و لم يخطر كما اعتقد ان ذهبت قواعد و كوادر كلا الحزبين الى هذا الاتجاه، على اعتبار أستحالة جمع النقيضين لبناء مدن فاضلة، فهي اضغاث احلام. لان معظم الاتجاهات الدينية تعاصر نفسها في الكثير من القناعات و الاجوبة الجاهزة تجاه الشيوعيون، و العكس صحيح.
و لكن د. فارس يعتبر عالماً فذاً في امتلاك ادوات هندسة البناء في بناء مجتمعه، اضافة لتخصصه كباحث في سايكولوجيا الشخصية و المجتمع و السياسة. من هذا يعتقد امكانية تكوين (الكتلة التاريخية) القادرة على الاخذ بيد العراقيين الى شاطئ الامان و السعادة للخلاص من الجب الذي وقعوا فيه. و هذا يدعو الى تنوع المرجعيات و ان لا يفرض اي طرف رؤيته المسبقة لإقامة برنامج مشترك قصير و متوسط ، و قد يتبلور تحالف نوعي في المدى البعيد.
فالدكتور فارس يستفز تابوات القاريء الذي لم يكن مهيأ ذهنياً بعد لإستساغة هكذا اسئلة غير تقليدية، فهو يمسك بأطراف الخطوط الحمراء و يهزها بعنف، و يضرب بالاخرى على القشرة الفكرية الصلبة و المتقوقعة ليفتح فيها ممرات قابلة لخروج بعض ما تكلس و تعفن.
فبعد قراءة الموضوع بهدوء و روية تبدأ التابوات بالتفكك، و قد يتماهى القاريء معه للاسباب التي يطرحها المؤلف بحاصل جمع نتائجها فتقترب الى ما يرنو اليه، و دون انكار للفجوة الإيديولوجية الشاسعة بينهما، و على ارض ملغومة، و إسقاط للزمن.
اذ يرى د. فارس ان ما يجمعهما اكبر مما يفرقهما، بالاعتماد على قواعدهم الشعبية التي تجمعهم المحرومية و كره الحاكم المستبد و المستعمر، فالمحروم غير المتدين لا يختلف عن المحروم المتدين سوى في القشرة الفلسفية.
يقول الكاتب الشيوعي السوري حنا مينا : حين كانت تسألُني امي : ماذا تكتب يا حنا ؟ كنت اكذب عليها و اقول : قصة القديس بولص. فترسم الصليب على صدرها و تقول : يمجد اسمه. برافو. لا تنسى تطلب منه ان يغير حالتنا التعيسة. و هكذا كنت و امي ننشد نفس الشيء : تغيير الحال لكن امي كانت تطلبه في السماء و أنا اطلبه في الارض.
فما عاد الصدريون اعداءاً طبقيين للشيوعيين، و ما عاد الشيوعيون "اعداء الله". في نظر الصدريين، الذين أثبتت بعض نخبهم التنويرية قدرتها على التفاعل الإيجابي و المتسامح مع الملحدين و العلمانيين. فقد رفض التيار الصدري فتوى الحائري الاب الروحي للتيار الالتزام بفتواه في عدم انتخاب العلمانيين. و اكدت كتلة الاحرار الجمعة 8 حزيران 2012 الى ترشيح ما لا يقل عن 150 مرشحاً شاركوا في الانتخابات الاولية التي اقيمت في البصرة لإختيار مرشحي التيار الذين سيخوضون انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، مؤكدةً ان من بين المرشحين مسيحيين و صابئة بالاضافة الى تكنوقراط و مستقليين، في ثاني عملية اقتراع تجريها الكتلة. كشفت عن تعرضها لتهديدات من جهات قالت انها تخشى التوجه الديمقراطي للصدريين. انظر جريدة المدى العدد 2507.
كما ان كثير من قواعد الحزب الشيوعي و بعض كوادره لم تغادر المسجد بعد، و لم تنفك من جذرها الديني، فبعض قواعده انتخبت قوائم دينية و خاصة الشيعية. كما ان مدينة الثورة كان مزاجها شيوعيا في خمسينيات و ستينيات و سبعينيات القرن الماضي، قبل ان تتحول الى مدينة الصدر بعد 2003 الى المزاج الصدري.
و يقول حنا بطاطو في كتابه (العراق) ان ثلث اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (1955-1963) ينتسبون الى عائلات دينية (الاسياد) حيث شهدت النجف و كربلاء تجاوراً سلميا اواسط القرن العشرين من انتفاضات الشيوعيين الى جنبهم رجال الدين، و عزا بطاطو ذلك الى ان اكثر الناشطين في النجف كانوا ابناء العلماء و اقاربهم.
كما اسهم الشيخ عبد الكريم الماشطة في تأسيس حركة انصار السلام التي كان يقودها الحزب الشيوعي سنة 1954 و القى بيانها الختامي. كما خرجت منظمات و كوادر شيوعية ذات ثقل كبير من الكاظمية و النجف و كربلاء و المدن الجنوبية. و كان لمحلية النجف القدح المعلى في سبقها لمحليات الحزب الشيوعي الاخرى في اصدارها لمجلة (الشرارة) الغراء.
كما ان كثير من اتباع و كوادر التيار الصدري مستلة من جذور ماركسية او علمانية.
و ما يمر به العراق من استعصاء يتطلب اكثر من اي وقت مضى وجود حركة اجتماعية فاعلة لها ثقلها السياسي و المجتمعي، تتبنى حقوق الاغلبية المحرومة ليست بالشعارات الفارغة بل بترجمتها الى واقع عملي ملموس، و افضل من يترشح لهذه المهام التيار الصدري و الشيوعي و التيار الديمقراطي.
فسحب التيار الصدري وزرائه من الحكومة الاولى تبياناً لحسن النية، و قام بحماية و تنظيف مناطقه و تنظيم سير المركبات، و ما يؤخذ عليه انجرار بعض عناصر لاحداث العنف.
كما اثبت الشيوعيون اخلاصهم و نظافتهم حين تبؤوا مناصب في البرلمان و الحكومة. و يزيد الشيوعيون فخراً بإدارتهم معضم مصارف بعقوبة زمن صدام و حتى هذه اللحظة، بأمانة و إخلاص.
الف تحية للحزب الشيوعي العراقي لإنشائه الخيمة الطبية، و قبلة من نسيم قداح بعقوبة نرسلها مع الاثير للقائمين عليها من الاطباء و الصيادلة و الممرضين و المتبرعين و كل من يساهم في انجاحها من الخيريين لتقديم الخدمات الطبية للمناطق الفقيرة. و هي فرصة ان يشترك التيار الصدري و التيار الديمقراطي و الشيوعي لإنشاء خيمة طبية كبيرة بإسم (الخيمة الديمقراطية الصدرية الشيوعية) و قد تجذب اخرين لتطويرها لمستشفى تقدم الخدمات الطبية للفقراء فهم قواعدهم، بأسعار رمزية، او تفريخها لعدة خيمات طبية تشمل بقية المحافظات.
و يتابع د. فارس بأن الاختلافات بين الصدريين و الشوعيين يمكن تجسير فجواتها عن طريق الجذوة الصدرية الشعبية، التي كان الحزب الشيوعي العراقي يمتلكها من خلال خمسينيات و ستينيات و سبعينيات القرن الماضي، و سيخسر الصدريون اذا ظلوا بعيدين عن العقلية الشيوعية.
كما ان الاصلاح الاجتماعي الحقيقي على مر التاريخ هو نتاج لتلاقح الاصلاحات الدينية الجريئة، معشقة بالقيم التنويرية العلمانية لإنتاج كتلة تاريخية فاعلة داخل الدولة و المجتمع.
كما ان الحركة الصدرية تفتقر الى العقلية التحليلية التنظيرية المنظمة، و يمكن امتصاص زخمها و عقلنته من قبل كوادرهم المثقفة و بمعونة الشيوعيين لتحويل هذه الطاقة الى فعل منتج. لهذا يحتاج الواحد الاخر بداية عن طريق التشاور و التنسيق و التفاعل المتبادل بينهما و مع التيار الديمقراطي المؤسس حديثاً، لتأسيس كتلة تاريخية بثلاث زوايا لبناء هرم ممغنط سيجذب كثير من الفئات المتنورة التي تؤمن بالمشروع المدني الحداثوي من دينية و طائفية و عرقية و سياسية.
و قد يجنح البعض من ان هذه الكتلة التاريخية هي كتلة وهمية، لا توجد إلا في اذهان حالمة لا تريد ان تصحو على الواقع، او ميتافيزيقية لا تؤمن بقوانين التطور الاجتماعي، و كلاهما لم يرتهنا للواقع. و يضربون مثلا بفشل الوحدة بين سوريا و مصر و فشل الجبهة القومية التقدمية بين الحزب الشيوعي و حزب البعث (1973-1978) و الفشل الفعلي بين اليمنين و تجارب كثيرة اخرى. و في الحقيقة لم تكن هذه التحالفات و غيرها كتلاً تاريخية بل كانت كتلا ذات طابع مرحلي تنفرط حين يتم استنزاف شروط عقدها او لإجتياز مرحلة في نظر احد المتعاقدين. فهي عقد تكتيكي مؤقت و ليس ستراتيجي.
او كيف الجمع بين المتناقضات بين ما هو مادي وجودي و بين مثالي غيبي. اذ يرى د. فارس ان الايديولوجيات المتضاربة لا تنبع بالضرورة من سيكولوجيات متضاربة، فالمحروم هو واحد سواء متدين او ملحد و لكنهما يختلفان في تفسيرهما و تسويغهما للفقر و المحرومية. فالشيوعيون يسوغون الفقر في الارض و ليست في السماء.
و يضرب د. فارس مثلا على نجاح الكتلة السانديتية من تحالف اليسار الماركسي مع المسيحيين المدعومين من الكنيسة في اسقاط حكومة (سوموزا) عام 1979.
هذه الموضوع مفتوح للجميع بأن يدلوا بدلوهم لإغنائه.



#صلاح_وهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النياندرتال
- ذاكرة المكان .... دربونة ام الدجاج
- مقاربات مجنونة بين صدام و القذافي
- حين دقت الساعة 7:20 مساءً
- المحرمات خطيئة على السطح مباحة في الظلمة
- مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه
- ولم هذا الصمت ايها العراقيون؟
- قائمة اتحاد الشعب ليست تحفة تبحث عن متحف
- فتاوي سياسية !
- مخاطر الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائية
- نريد برلمانا تزدهر في حديقتة الوان الطيف العراقي
- العراقيون بين حزيرانين
- حزب العمال الكردستاني وعقدة الخواكة التركي
- قراءة في رواية عمارة يعقوبيان
- دعوة لاحياء اسماء حضارة بين النهرين
- من يعرف كامل شياع .. من يعرف قاتله
- على ضوء الشموع احتفلنا بعيد ميلاد حزبنا


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح وهابي - هل يمكن تكوين كتلة تاريخية من الشيوعيين و الديمقراطيين و الصدريين ؟