أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى بالي - صحوة ما قبل الموت














المزيد.....

صحوة ما قبل الموت


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 13:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صحوة ما قبل الموت
تؤكد الدراسات العلمية أن الكائنات،كل الكائنات،قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة،تعود الذاكرة لكل خلاياها،الإنسان المُحتضَر،تعود له الذاكرة ويشعر بأنه على خير ما يرام لدرجة يوهم نفسه أنه شفي من مرضه،يتعرف على كل الأشخاص المحيطين به،يتذكر كل ما مر به في حياته،بحلوها ومرها،سلبياتها وإيجابياتها،لدرجة أنه يقيم حياته في لحظات،كأنه يقدم تحليلا لمجمل تجربته،ويقدم نقدا ذاتيا في بضعة جمل، ويعطي النتيجة النهائية على شكل وصية أخيرة لورثته.
لكن المحزن في تجربة الإنسان،رغم كونه أذكى الكائنات،أو هكذا يصف نفسه،أنه لا يستفيد من تجربة غيره،ويعود ليرتكب نفس الحماقات التي ارتكبها أسلافه في غباء متكرر منقطع النظير،متناسيا تماما المقولة الشهيرة(الحمار لا يرتكب نفس الخطأ في نفس المكان مرتين).وكأن البشرية،أو جزء منها لم يسمع مقولة إينشتاين(الأغبياء فقط يقومون بنفس الأفعال متوقعين نتائج مختلفة)فالتجربة البشرية تقول إن نفس المقدمات تؤدي إلى نفس النتائج.
بعد أكثر من مئة خازوق يدق في أسفل الإرهاب في شوارع كوباني،وفي تكرار فوتوكوبي لإرهاب عياض بن غنم سيء الصيت والذكر،ما زال الحمقى معتقدين أن الطريق إلى الحوريات يمر من أزقة كوباني،متناسين أن الحوريات هن من يقاومن هذا الخبل،وجاهلين أن أزقة كوباني الضيقة ليست واسعة بما يكفي لمرور هذا الإرهاب،أحفاد عياض بن غنم وزبانيته يرغون ويزبدون،متوعدين لنا بسوء العذاب وك|ان إلها في السماء أعطاهم صك ملكية لأرواحنا في الدنيا والآخرة،ويبشروننا بجحيم عرضه السموات والأرض ناسين انهم بهذا قد حولوا حياتنا لجحيم وكأن ذاك الإله الذي يزعمون ما خلقنا إلا ليتلذذ بتعذيبنا في الدنيا والآخرة وهو ما يتناقض كليا مع جوهر العدل الإلهي الذي نُقِل عنه قوله(قل اعملوا).
الإرهاب الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة،وفي صحوة ما قبل موته راح يتخبط يمينا وشمالا تماما كشخص فقد توازنه وراح يترنح تحت وطأة سكرته الأخيرة،فجرب حظه مع عفرين هذه المرة,متجاهلا أن حبه للموت الذي يتباهى به لم يكسر عشقنا للحياة في كوباني،فكيف سيهزم عشق عفرين للحياة.
كل المعطيات تقول إن عفرين وأهلها عشاق للحياة من الطراز الأول،وتجربتنا تقول أن الكوبانيين لم يزدادوا عشقا للحياة إلا لأنهم أشقاء عفرين وتوأمها المذكر،فعفرين أنثى تداعياتنا العذبة،وعفرثين مهبط آلهة أشعارنا،وعفرين مهوى أفئدة شبابنا وصبايانا العاشقات،وعفرين هي الجغرافيا التي علمتنا طقوس العشق للحياة حتى النخاع.
من تحطمت أسطورته على صخرة عناد الكوبانيين عليه ان يعلم أن عفرين كان لها نصيب الأسد في الدفاع عن كوباني ماديا ومعنويا،فعبر العقول الماضية كانت عفرين تمد شريانا عشقيا لترويض الجفاف الكوباني،وعبر هذه الحملة ضد كوباني مئات الشباب و الفتيات العاشقات جاؤوا من عفرين إلى كوباني ليمنحوها شرف العشق العفريني الأصيل،بعضهم تحولوا إلى نجوم تضيء سماءاتنا حتى طبقاتها السبعة والبعض الآخر ما زال شامخا كالطود في وجه الإعصار.
أكثر من ثلاثين سيارة مفخخة لم تسقط إرادة الحياة في كوباني فلن تسقط سيارة محملة بالإرهاب جذوة الحياة في عفرين،ما هذه السيارة سوى صحوة ما قبل الموت،وسيبقى غصن الزيتون رسول الحياة الحرة لعفرين.وستبقى قطمة صدى زرادشت لشناكلنا الإيزيدية.
هنا كوباني وهناك عفرين:حيث ما زلنا وما زالوا على قيد المقاومة



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شنكال جنين الغد
- القول والفعل
- شنكال/كوباني
- شنكال ذاكرة التاريخ
- الموصل بين مؤتمرين ومؤامرة
- مسرحية....ديمقراطية.....شمولية
- حالة طارئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
- إعادة تدوير النفايات
- حمص الثورة و الثروة
- بوابة التاريخ
- قلب الآية
- الخندق والطوفان
- خندق العار
- الرابع من نيسان كل الأيام تحسده
- كوباني غراد
- كوباني تواجه الغبار
- أخناتون درويش(قدس الله سره)
- عبد الحميد درويش في أرذل عمره
- الخيبة الخامسة عشرة للمؤامرة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى بالي - صحوة ما قبل الموت