أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - إعادة تدوير النفايات














المزيد.....

إعادة تدوير النفايات


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 12:19
المحور: القضية الكردية
    


الثورات في مسيرة الشعوب هي انعطافات حادة تغير وجهة قطارها،توقظها من سبات طال مداه،تغير الرتابة الروتينية في يوميات الشعوب التي ملت من تدوين المذكرات وراحت تفكر في تسطير رواياتها على دفترها بمداد الدم الممزوج بالدمع المالح.
هذا الدم وذاك الدمع يشكل البحر المتلاطم،تضرب أمواجه شطآن الشعوب فتشكل بالحت والترسيب الرؤوس والخلجان،تشكل الأعماق الموغلة في الخطورة،كما تشكل أرصفة متمرغة في الضحالة،إنه قانون البحر الذي لايعترف سوى بأمواجه ورياحه الهوجاء،حيث تلقي الجثث الغريبة من عالمه إلى الأطراف ومن ثمة تحوله لجيف نتنة على رمال الشاطئ لتتلقفها الأيدي وترمي بها بعيداً،فالبحار دائما تختزن قوة تطهيرها الذاتي في ذاتها وفي ملوحة مياهها.
في سوريا،في غرب كردستان بالتحديد،كان البعض،رأسماله في الثورة صورة ملتقطة على عجل في حي خلفي لاتؤدي إليه غالبا أزقة المرور للآليات،هذه الصورة تشكل لديه ميراثا نضاليا يزاود بها على عوائل فقدت فلذات أكبادها،تهدمت عليها بيوتها ودفنت أحلامهم تحت السقف المنهار كما تهدم سقف أحلام السوريين فحولت أحلامهم إلى كوابيس تقض المضاجع,بتلك الصور الملتقطة على عجل تم التراسل مع مختلف المؤسسات الاستخبارية التي تعمل تحت عناوين توحي بإنها إنسانية من قبيل الإغاثة،الإعلام،حرية الرأي،حرية التعبير....إلخ،وبموجب تلك الصور تم تسفير تلك الجيف للخارج على أنهم مناضلون،ثوار،ناشطون....
الغرب ليس بذاك الغباء الذي يمكنه أن ينخدع بهؤلاء،كما أن الدول ليست جمعيات خيرية لتصرف الملايين من ميزانياتها على جيف لم تستطع أن ترفع صوتها يوما حتى في جنازة,لكن التطور التقني والثورة العلمية التي قطعتها حضارة الغرب المادية وصلت لدرجة أنها لم تكتف بقضم الطبيعة كما يقضم الفأر محصول فقراء الفلاحين،بل وصل الجشع بالغرب ليعيد تدوير نفاياته ومخلفاته ومن ثم تصديرها للعالم بمعلبات توحي للفقراء أنها أشهى ماأخرجته الآلة الغربية والتي ستسد له رمقه،ومع الثورة السورية راح الغرب يجمع النفايات السورية لتعيد تدويرها لنا على أنهم ثوار معلبون في ألبستهم يتظاهرون أمام البرلمان الأوربي بحثا عن حرية لايعرف كنهها حتى تلك المعلبات المعاد تدويرها.
هؤلاء الذين دعوا للتظاهر ضد ثورة غرب كردستان،كانوا دائما كصخور الشواطئ لاروح فيهم ولاحراك إزاء الهجمات التي تتعرض لها غرب كردستان بل زد على ذلك كانوا يبررون تلك الهجمات في اكثر من مناسبة محملين القوات الكردية مسؤولية تلك الهجمات،تماما كالعبد الذي جاء لبيته ورأى أهل القرية مجتمعين في هرج ومرج وعند الاستفسار تبين أنهم اجتمعوا على صريخ زوجته التي تطلب النجدة لأن ابن الآغا يحاول اغتصابها فما كان منه إلا أن لطم وجه زوجته موبخا إياها قائلا(ضروري تفضحينا يا حرمة؟؟).
عموما الدراسات العلمية أثبتت أن النفايات المعاد تدويرها في معلبات هي من الضرر بمكان لدرجة أنها أسوأ عقوبة فرضت على الجنس البشري وأنها تسبب من الأمراض ما كان الإنسان بغنى عنها تحت ظل الجوع،وان هذه الثورة الصناعية التي تجتاح العالم ما هي سوى طوفان يقتلع الشعوب من جذورها ويلقي بها كالندف المنتوف في وجه العاصفة فتغترب عن نفسها وذاتها.
وتلك الجيف التي تعتقد واهمة أنها تتظاهر بحرية آن لها ان تعرف أنهم مجرد نفايات من زبد ثورة روج آفا ألقى بهم السيل الجارف خارجا فتلقفتهم أيدي الغرب لتستعملهم كأدوات ابتزاز لروج آفا وليس لفرضهم كطرف وأن مصيرهم سيكون أول حاوية غير مضرة بالبيئة بعد أي اتفاق بين ثورة روج آفا وهذا الغرب،فالبيئة هنا مقدسة وسيكون حمايتها من اولى بنود الاتفاقات فيما إذا تمت،وسيكون شرطا ملزما أن يرمي الغرب أدواته القذرة بعيدا أو أن يدفنها مع النفايات المشعة
إعادة تدوير النفايات لن يؤثر كثيرا على جوهر ثورتنا وحياتنا وإن غدا لناظره لقريب



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمص الثورة و الثروة
- بوابة التاريخ
- قلب الآية
- الخندق والطوفان
- خندق العار
- الرابع من نيسان كل الأيام تحسده
- كوباني غراد
- كوباني تواجه الغبار
- أخناتون درويش(قدس الله سره)
- عبد الحميد درويش في أرذل عمره
- الخيبة الخامسة عشرة للمؤامرة
- متسكعون في عَرَصَات جنيف
- هواجس جنيفية على طاولة الإدارة الذاتية لغرب كردستان
- ثلاث صفعات على وجه أحفاد لوزان
- الأعور الدجال
- خبات ديريك و ركبه المقدس
- الشمعة الأولى لساكنة جانسيز و رفيقاتها
- يا شماتة آبلة ظاظا فينا
- غوطة حلبجة
- وصفت تاريخية


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - إعادة تدوير النفايات