أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف سعدالله الناصري - حكاية وطن ف3 ج1














المزيد.....

حكاية وطن ف3 ج1


سيف سعدالله الناصري
(Saif Nassrei)


الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 02:46
المحور: الادب والفن
    


#ف3
#حكاية_وطن

في تمام الساعة السادسة مساءآ من كل يوم أهيئ حالي للخروج مرتديآ التشيرت الصيفي والجاكيت ( القمصلة ) التي أشتريتها مؤخرآ لكي أحمي نفسي من برد الشتاء ، والبنطلون الوحيد الذي ظفرت به من خزانتي التي كانت تعج بالثياب ، معظمها لم أرتديها أو أرتديتها مرة أو مرتين ، بالأحرى لم اتلذذ ولم أتذوق طعم الأناقة بها ، خصوصآ أني من الأشخاص المحبذين بالأهتمام بالمظهر الخارجي وﻻ-;-سيما أني أمر بمرحلة الشباب وهذا الأمر ينطبق على الكثير من الشباب ، كانت الخزانة موضوعة في الجانب الأيسر من الغرفة من ذاك البيت الذي خرجت عنه رغمآ عني ، أذهب لملاقاة رجل قد ناهز عمره الخمسين عامآ ، كنت قد ألتقيته صدفة في أحد المقاهي الواقعة في شارع شعبي من المدينة التي نزحت اليها ، حينها كنت أجلس وحيدآ أترقب بداية أحدى مباريات كأس العالم في البرازيل ، واذ بصوت ينادي بأسمي لعدة مرات ، كان الصوت يتجه من الخلف نحوي كان مألوفآ بالنسبة لي لأنه انطلق من حنجرة مميزة أعرفها جيدآ ، وايضآ كان يناديني بالغة العربية وبطريقة تختلف أختلاف جذريآ عن الجميع ، فتلك الطريقة لم أتعود عليها من أي أحد سوى من شخص واحد فقط ، قلت في نفسي معقول ( ﻻ-;- ﻻ-;- ليس هو ) ، ولما ﻻ-;- فالأغلبية قد خرجت من المدينة قاصدة نفس المدينة التي قصدتها لعله هو ، أقترب الصوت المنادى بأسمي أكثر وأصبح يرن في طبلة أذناي ، ألتفت الى الوراء وجدت نفس الشخص الذي كنت قد خمنته. نعم هو بالحمة وشحمة ، ذاك الشخص الكبير في العمر صاحب البشرة البيضاء المائلة للأحمرار قليلآ ، أصلع الرأس يكثر بعض من الشعر الابيض على الجانبين حليق الذقن مع شارب أبيض متين ذو عينان خضراوتان لطالما أخفاها تحت نظاراته الطبية ، ضخم البنية قليلآ ، يقال عنه طويل ، كان بارعآ بالعبة الشطرنج. ومحب لها كثيرآ، ﻻ-;- بل يعتبرها أمه واباه على حد قولة ، ولا أخفي على أحد فكان له الدور الأكبر في تعلمي لهذه اللعبة وأتقانها ، كنت فرحآ جدآ بملاقاته لعله يعيد لي ولو قليل من الأمل الذي ذهب عني بعد ما حدث أو يساعدني في الخروج من حالة اليأس التي كنت أمر بها دون أن يعرف ، فالقضاء معه بعض الوقت ببمارسة لعبتي المفضلة (الشطرنج) يزيح عني الكثير من الهموم التي كنت أحملها في جعبتي وايضآ هو من الأشخاص الطيبين الذين كنت التقي بهم في أحدى المقاهي الشعبية في مدينتي مع بعض الصحبة ، فصوتة الشجي كان يطربنا دومآ خصوصآ عندما كان يغني اغنية رياض أحمد (شالوا) ولم تخلوا مشاكسة بعض الصحبة اتجاهه من المرح فقد كان ملح المقهى وروحها الطيبة ، بادرت بالتحية علية مصحوبة ببعض من الأستغراب ( ها حجي شجابك هنا حتى لهنا لحكتني ) كان الحجي يقطن معي في نفس المنطقة في بغداد وعندما خرجت منها مرغمآ ، وجدته في نفس المدينة التي ألتجأت اليها والأن هنا لعله قدري ، تبادلنا أطراف الحديث عن المدينة وعن ما جرى ، وسألته متى أتيت واين تسكن الان ، وماذا تفعل هنا ؟ اجابني أتيت قبل أسبوع تقريبآ مع العائلة وأني اسكن بأحد الفنادق القريبة من الشارع كنت أبحث عن شطرنج لأشتريه ووجدته فعلآ لكنه باهض الثمن فمررت من هنا ورأيتك عن بعد وناديتك في بداية الأمر لم أتوقع أنه انت ، أجبتة وانا كذالك ، أتفقنا على أن نأتي غدآ في نفس المكان ونلعب الشطرنج لكن بعد الأفطار وقتها كنا في شهر رمضان
ترددنا كثيرآ الى المقهى لنلعب الشطرنج كانت النتائج في الأيام الاولى كارثية قد تصل الى عشرة مقابل واحد لي ، لكننا لم نشعر بالراحة في هذا المكان ، نتعرض لمضايقات غير مباشرة من أحد الشركاء الذين يملكون المقهى لان المكان الذي كنا نجلس به كان مخصص لشرب الأركيله على حد قوله ، كان شابآ طويلآ في الثلاثينات من عمرة ، دائمآ ما يحلق شعرة الى (الصفر) ذو عينان سوداوتان ، تحت رمشة الاسفل سواد واضح للعيان ، ينادونة بال (كابتن ) اما الشريك الأخر كان عكسه تماما دائمآ ما يرحب بنا. كان محبآ لكوكب الشرق أم كلثوم وكنا كثيرآ ما نرى صور كوكب الشرق معلقة على جدران الحائط ، لم يشعر الحجي أطلاقآ بتلك المضايقات لأنه لم يتعود على هذه الأجواء اطلاقآ فقد تعود على أجواء الطيبة والمحبة في المقهى التي تقع في مدينتي ، أو ربما تصرفات الشريك الثاني ذو المعاملة الحسنة هي التي جذبت انتباهه ، اما أنا فكنت دائمآ ما أحرج. وأتحسس من كلام (الأصلع) الذي يقولة بعيدآ عنا ب لغتهم الخاصة ، ربما كان يعرف أني اتقن وأفهم البعض من لغتهم ، مما يجعلة قول كلماته بعيدآ عنا ، كنت دائمآ أخبر الحجي أنني غير مرتاح وهذه الأهانات الغير مباشرة تشعرني بالضيق لكنة لا يكترث وكان مشغولآ باللعب ودائما ما يقول لي (انت حساس هواي ) ، ذات مرة كان المقهى مزدحم ولحسن حظنا قد أتينا مبكرآ للحصول على مكان، وحصلنا على مكان للعب ، لكن عندما أكتض المكان بالناس خصوصآ وهم قد جائوا لمشاهدة احدى مباريات كأس العالم ، أجبرنا (الأصلع ) أن نغير مكاننا ، فقد وضعنا في زاوية ضيقة المكان حينها شعرت بأهانة كبيرة ، ﻻ-;- سيما نحن ندفع له المال وﻻ-;- نفرق بشيء عن أحد ، ﻻ-;- عن ذاك الشاب الذي يجلس وبيده الأركيلة وﻻ-;- عن تلك المجموعة التي تضحك بصوت عال ، وأخيرآ تلك اللحظة أحسست الحجي ايضآ بالأهانة ، خرجنا من المقهى وقررنا أن ﻻ-;- نجلس بها اطلاقآ بد الأن ، وأن نبحث عن مكان أخر نلعب به الشطرنج .
في اليوم التالي لم أجد الحجي في الشارع وحتى انه لم يتصل بي اطلاقآ ، وعندما أبادر بالأتصال أجد هاتفة مغلقآ ، أنقطعت أخبار الحجي عدة أيام وﻻ-;- أعرف ماهو السبب .



#سيف_سعدالله_الناصري (هاشتاغ)       Saif_Nassrei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرطة أمريكا
- رئاسة جامعة تكريت ، الطلبة ليسوا بكبش فداء
- نظافتك داخل المنزل تعكس نظافتك خارج المنزل
- كانت عبلة في مخيلتي
- برلمانين أم ارضة
- من الماضي
- لنرتقي
- دعيني أتذوق خمر الأنوثة , من مذكرات رجل مجنون
- رسالة الى قومي .. هوميروس .. من مذكرات رجل مجنون
- خارج عن النص , من مذكرات رجل مجنون
- فتاة لم أعرفها ,, من مذكرات رجل مجنون
- بغداد , من مذكرات رجل مجنون
- هل سوف تشتعل (عندك الحمية) يا مسعود أتجاة العراقيين
- أكذوبة الثلاثين من يونيو
- مزايدات حول إلغاء رواتب المتقاعدين البرلمانيين
- المسؤول العراقي والفقير العراقي على قرابة عيد الفطر المبارك
- قتلوا العراقيين
- مشكلة العراقيين اليوم
- كلنا محتاجون
- مهزلة بحق لاعبين القوة الجوية


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف سعدالله الناصري - حكاية وطن ف3 ج1