صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 19:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا أدري حقا لماذا يستغرب البعض عدم قيام الأزهر بتكفير داعش فهل الأزهر كان متوقعا منه خلاف هذا ؟ ثم هل الأزهر غير جلده وصار مؤسسة تنويرية مهمته الحرب على الظلاميين ؟ ..
نعم نحن نعلم أن الأزهر يقول انه رمز الاعتدال و الوسطية ، لكن يجب الوعي أن هذا الكلام مجرد كلام ، فوسطية الأزهر هذه لا تختلف أي شيء عن داعش ، فداعش أيضا تنظيم وسطي ، و القاعدة تنظيم وسطي ، والوهابية السعودية مذهب وسطي ، وجميع الإسلاميين هم يدعون أنهم وسطيون ، لكننا طبعا ولو عدنا للقواعد الفكرية التي ينطلق منها هؤلاء منها لوجدنا أنهم جميعا نفس الشيء ، و أنهم جميعا إرهابيون ، لهذا فالمشكلة ليست في الأزهر إذا لم يكفر داعش ، بل المشكلة في الجهلة و المغفلين الذين يصدقون هذا الهراء ، والذين يعتقدون حقا ان الأزهر ممكن أن يكون تنويريا ، و أن يكون مدافعا عن الحريات .
إن الأزهر كمؤسسة هو مؤسسة أصولية ، و طبعا المؤسسة الأصولية لا عمل لها سوى الدفاع عن الإرهابيين فالأصولية هي الإرهاب ، لهذا فالأزهر وحين يرفض تكفير داعش فهذا طبيعي ، فداعش هي تنظيم أصولي ، ومنه فهي و الأزهر أخوة ( إن لم نقل أنهما واحد ، فالأزهر وداعش كل يلعب دوره في خدمة الإخطبوط الإسلامي) في المقابل فحين يكفر الأزهر التنويريين كفرج فودة ومحمود محمد طه فهذا طبعا بديهي ، فهؤلاء هم مفكرون تنويريون ، ومعلوم أن التنوير ضد الأصولية ، لهذا فالأزهر من الحتمي ان يكفر أمثال فرج فودة و محمود محمد طه ، لأن فرج فودة أو محمود محمد طه لو أتيحت لهم الظروف لذهبوا نحو إقفال الأزهر لما ينشره من جهل .
على هذا فللمغفلين (أين الذين يستغفلهم الأزهر بخاطبه الكاذب ) وللجهلة (أي الذين لا يعلمون عن مناهج الازهر وتاريخه شيء ) و للاغبياء (أي الذي ليس لديهم أدراك رصين ليعوا القضية ) ممن كانوا يتوقعون شيئا من الأزهر ، نقول " أن الأزهر كمؤسسة هو مؤسسة متسقة مع أفكارها ، و هي بعدم تكفيرها لدعش إنما تقدم لنا خدمة جليلة ، فبهكذا موقف الأمور ستكون واضحة " أما عن الغرابة في الموضوع ، فالغرابة الوحيدة هي أولائك الذين يتوقعون الخير من الأفاعي كالأزهر ، فالأفاعي معلوم أنها تلدغ ، ونحن لن نلوم أفعى إذا لدغت فلا شيء غريب في هذا ، لكن طبعا الغرابة هي في أن نرى من يأتمن أفعى سامة ويقرب لها يده ، فهذا الفرد هو من نستغرب من أفعاله إلا إذا كان مغفل أو جاهل ، أو أحمق.
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟