|
كيف يتعامل العبادي مع الحال
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 13:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من البداية نقول، ان هناك طريقا واحدا رئيسيا فقط امام السيد عبادي و لا بديل له ان اراد ان يحل كل الامور جذريا و في وقت قياسي . مع انه هناك طرق فرعية كثيرة تلتقي في النهاية بالطريق الرئيسي المقصود . فاي طريق افضل و انسب و اكثر ملائمة لحل قضايا العراق، جواب هذا السؤال هو بداية العثور على الحلول الشافية و السلسة للقضايا المصيرية الكثيرة و المحتاجة الى حلول جذرية في العراق . الطريق الرئيسي العام و هو؛ البدء بالتطبيق الحرفي للدستور في بناء الاقاليم و محاربة الفساد و تصفية الحسابات المطلوبة بحزم لحسم القضايا الاخرى بعد ذلك . او اتخاذ الطرق الفرعية، بالمسير في الحلول الجزئية و ما تحصل منها التغييرات الجزئية، ومنها الاهتمام بانهاء الارهاب و الاصلاحات السياسية و الاقتصادية وتنظيم الجيش و القوى الامنية و الذي يُعتبر طرقا ثانوية لتلتقي في النهاية في الحل الرئيسي و هو تطبيق النظام الفدرالي الحقيقي و الحرية في انبثاق الاقاليم و اللامركزية في التنفيذ لتصب كلها في محاربة الفساد و استئصاله ليستريح البلد في النهاية . هناك طرق متشعبة اخرى لادارة البلاد، و لكنها معقدة و لا تناسب حال العراق و تسير عليها الدول المستقرة فقط،، بينما في الوضع العراقي الحالي اذا اتخذها العبادي ستشوه الاسلوب المناسب المطلوب للوصول الى الغاية في الامر و هو خلاص العراق من الفوضى و الانتقال الى مرحلة خدمة الشعب و العيش الهنيء، او على الاقل هذه الجزئيات تؤخر الحل و تطيل من الزمن المناسب لنجاح العملية . ان ما بداه السيد عبادي يؤشر الى انه اتخذ قراره بمحاربة الفساد و اصراره في انهاء الارهاب و الاصلاحات الثانوية في وقت واحد مما يخلط الامر عليه، و ربما التعقيدات الداخلية و آثار ما تركه سلفه من زرع انعدام الثقة والخوف من النهاية لدى المكونات و التدخلات الخارجية تعيقه من تحقيق اهدافه جميعا في وقت واحد . انني على اعتقاد بان بداية الحل تكمن في اعادة الثقة و مشاركة الجميع في ادارة البلد بروح مشتركة و ايدي متعاونة و هدف و نظرة واحدة الى مستقبل العراق . و لم يتم هذا الا في توزيع السلطة و للامركزية و لم يوفر و يحقق مثل هذا الهدف الا الفدرالية الحقيقية وفق الدستور الممكن الاستناد عليه ، و كل الطرق الاخرى ستخرب جميع المحاولات، و ان تمكنت الحكومة المركزية في السيطرة على كافة اجزاء العراق و معها اقليم كوردستان بالقوة الغاشمة فان مصيره في النهاية الفشل كما التاريخ يدلنا على ذلك . فاليوم ليس بالقضية الكوردية لوحدها و انما برز ماكان مختفيا لحدما و هو الصراع المذهبي ، و اليوم تدلنا الحال الى ان بناء الاقاليم الثلاثة هو الحل الجذري و الطريق الرئيسي قبل اي طرق و اتجاه ثانوي اخر . الهدف الواضح المعلن سيعين صاحبه على الحل الجذري، و الاحتكام الى الصراحة و الصدق و عدم التضليل لايجاد الحلول النهائية لقضايا مرت عليها عقود، او بالاحرى منذ انبثاق الدولة العراقية هو نصف الحل . مهمة السيد العبادي صعبة للغاية و لكنه يمكن ان يعيد المسار نسبيا خلال دورته الحالية و ان نجح فيه سيمكنه الشعب في الدورة الثانية لانهاء المهمة بنجاح . فيجب ان يوضح هدفه و يقنع الناس و ان اعترض بعض من تُضرب مصالحه في اتخاذ الطرق الصحيحة الملائمة للحلول، و خاصة التابعة للقوى الخارجية . و الاهم ان الطريق السليم هذا يحتاج الى الاستقلالية في اتخاذ القرارت . و من المهم ان نقول ان تحقيق الاهداف العامة الرئيسية هذه يحتاج لمجموعة عمل مخلصة و متعاونة مع السيد العبادي بعيدا عن الصراعات الحزبية و المصالح المختلفة، و الخبيرة بالامور الادارية و ملمة بمهامها و مختصة في الهدف الذي يُلقى على عاتقها، و به يحتاج الى اختصاصيين كثيرين و عليه ان يكون دقيقا فيما يختار و ان تحاصره المحاصصة فيمكنه ان يختار احسن المعروضين عليه لتسلم المراكز الحساسة بعد دراسة و تقيم جيد لهم، و ليس كما حدث في اختيارالوزراء، و لكننا نحتسب للوقت الذي كان محصورا فيه لاختيار الوزراء .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف كان ماقبل السقوط و كيف اصبح مابعده
-
ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود
-
ليس تقاربا و انما توظيفا امريكيا للكورد
-
اذا فشل العبادي سيحتاج العراق الى ثورة
-
هل كل مؤمن ارهابي حقا ؟
-
مثقفو ابواب السلطة الى اين ؟
-
بالشفافية و كشفه للفساد سيدعمه الشعب
-
هل سيكون دور المالكي في العراق كنصرالله في لبنان ؟
-
هل ينجح العبادي في تنفيذ مهامه ؟
-
من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟
-
توظيف امريكا للكورد بعد الاسلام
-
هل نصل الى مجتمع صحي بعد التغييرات المتتالية ؟
-
ماهكذا تورد يا السيد معصوم الابل
-
انسانية الكورد فوق كل شيء
-
هل يمكن لروسيا ان تلعب دورا اكبر في اقليم كوردستان ؟
-
امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق
-
مرحلة الرئاسات المتنفذة في المنطقة
-
من حس بمآسي الكورد لن يكرههم
-
يريدون عض الكورد به كالكلب
-
من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
المزيد.....
-
عض سيدة وجرها إلى الأرض.. كلب بيتبول يهاجهم طفلًا و3 أشخاص ب
...
-
من القاهرة.. بلينكن يدعو دول الشرق الأوسط إلى -الضغط على حما
...
-
بشأن الإقامة.. السفارة السعودية في القاهرة تصدر -بيانا هاما-
...
-
غرامات وعقوبات تفرضها السعودية على المخالفين في الحج
-
شاهد: ثور يقفز فوق سياج حلبة في أوريغون ويصيب 3 أشخاص قبل ال
...
-
مراسلنا: إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق أجواء منطقة إقليم
...
-
حزب الحرية النمساوي يفوز في انتخابات البرلمان الأوروبي في ال
...
-
الجيش الإسرائيلي يؤكد سقوط مسيّرة تابعة له بصاروخ أرض جو في
...
-
بدء الحملات الانتخابية في إيران
-
النصيرات.. تواصل انتشال الضحايا
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|