العراق الكسيح - 2 -

هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اتقن رجال الحكم في العراق عبر مراحله السياسيه فن الوعود وعدم الايفاء بها ... يزرعون النرجس والياسمين في دروب العراقي الباحث عن الدعة والاستقرار ويمنون الناس بعيش هانيء رغيد.... وتمضي ايام المواطن مترقبة وفاء المسؤول بوعده وتذهب نفسه حسرات فيقبع داخل ذاته بعد يأسه من وعود - عرقوب - ... الشعب غسل دماغه من احلام مشروعة ..... في ظل تراجع الاوضاع الاقتصادية وما يرافقها ... البلد غني جدا ... لكن اهله فقراء ... تفشت فيهم البطالة والاميه والعلل والاسقام والنصب والاحتيال من اجل اصطياد اللقمة... وانتشر السلاح وبات يقتنص الابرياء ........ العامل والفلاح والمثقف والموظف والمتقاعد والانسان العاجز له دوره ومكانته لدى دول الدنيا...... اما هنا فهو جسر تعبر عليه اطماع المتنفذين يأكلون بشراهة ودون اكتفاء حقوق البسطاء لانهم اولياء الامر ... بنظرة عابرة نجد ان قادة البلاد اكلوا حقوق مواطنيهم.. وبالغوا في تلميع وضعهم ...
مؤسسة الحكم مكونة من رئيس الدولة وثلاثة نواب له ... راتب رئيس الجمهورية 8الاف دولار شهريا و15الف دولار اجور نقل!!!!!!!! و30 الف اجور اضافية فيكون المجموع 45 الف دولار حصة الرئيس وحده ........ !!!!!!!!اما نوابه الثلاثة فراتب الواحد منهم 7الاف تلحقها 45الف دولار مخصصات فيكون المجموع 156الف للنواب ...........!!!!!!!!! .... اما رئيس الوزراء حصته الشهرية 30 الف دولار راتبه الاسمي عدا المخصصات !!!!!!!!!!!!!! والوزراء وعددهم يربو على 43 فراتب الواحد منهم 11الف دولار ليكون مجموع رواتبهم 473الف دولار ....... عدا المخصصات !!!!!!!!!!!! وبرلماننا العتيد يضم تحت قبته جهابذة حريصون على وضع العراق في المسار الصحيح !!!!!!!! 325 جهبذا يتقاضى الواحد منهم شهريا 32مليون دينار عدا المخصصات ومنحوا سلفه 90 مليون دينار غير قابله للرد!!!!!!! هذه الاحصائية مستقاة من المواقع الاخبارية التي تضمنت مئات من كبار الموظفين وارقام رواتبهم لا يحلم بها رؤساء دول !!!! وبافتراض ان هذه الاحصائية ليست دقيقة فنحن تابعناها من اكثر من موقع ..
هذا الاستنزاف بدأ بعد إطلالة المنقذ - بول بريمر- الذي اشرف على تمزيق وحدة الوطن ومناغاته للاهثين نحو السلطة .. تكلم مع اقطاب الاحزاب الشيعية (كل على انفراد) ونجح في ايقاد روح المنافسة والريبه بينهم وحفز فيهم روح الاحتراب والتسقيط ..... ورسخ روح التشكيك والمظلومية لدى السنة ...... وناغى الاكراد وجاملهم بدستور مهد لتقسيم العراق وهم الان سكين يريد نحر العراق من منطلق القوة ولغة الند للند ....... اربيل وسليمانية ودهوك يرفرف علمهم فوق المباني الرسمية ولا وجود لعلم العراق .... ان الولايات المتحدة لها علم واحد رايته اثناء اقامتي فيها يرفرف في كل مؤسسات الولايات فيما يرفع علم كل ولاية في سارية اقل طولا من سارية العلم الفدرالي ...علم العراق يبحث له عن سارية في كردستان ولا تجرؤ الدولة في رفعه!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ..... وانتهبوا نفط كركوك فصار يضخ دولارات في خزينتهم يضاف اليها حصتهم من ميزانية الدولة والبالغة 17% واعلنوا كركوك (كردية ) ولا حصة للعرب او التركمان فيها ... وامتدت الاطماع نحو ديالى والمناطق التي يقطنها كرد!!! اطلقوا عليها ( المناطق المتنازع عليها ... كل هذالتطاول مهد له -بريمر - وحكومته وضمن للكرد تحقيق حلم الدولة تنسلخ من رقعة العراق ...
دستور البلد وساسته وقوانينه شكلته امريكا وزرعت روح الشك في نفوس المتصدين لشؤون البلاد وتمزقت بذلك روح التضامن بين الحكومة ومعارضيها لحد اللجوء الى اسلوب التشهير والتسقيط والارتماء باحضان الاجنبي... واتفق بالمقابل معظمهم على الاغضاء عن المفسدين والسراق من كلا الطرفين..
صرح رئيس الوزراء السابق :-ان الفساد استشرى في مفاصل الحكومة وبروز طبقات من الحراميه والسراق والمفسدين ... ثمان سنوات لم نر خلالها محاسبة سارق او مفسد .!!! والان اعلن الرئيس الجديد العبادي اكتشاف الاف الموظفين الفضائيين - لا وجود لهم في مؤسسات الدولة - ووعد بالوقوف بحزم ضد الفساد والنهب المستمر ... فهل سيفي العبادي بوعده.. اننا نامل ذلك... وكل غد لناظره قريب..

#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات