أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لا تناقش عاشق أو متعصب















المزيد.....

لا تناقش عاشق أو متعصب


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لمدة 29 سنة عملت كمسؤول عن القسم العربي والإسلامي في المعهد السويسري للقانون المقارن. وعلى هذا الأساس كنت الخبير الوحيد على مستوى الحكومة الفدرالية السويسرية في القانون العربي والإسلامي. وكانت مهمتي مكونة من عدة شعب.

كان على أولا ان اكوِّن مكتبة للقانون العربي والإسلامي بداية من صفر. وقد قمت لذلك بزيارة قرابة جميع الدول العربية وإيران لأجمع الكتب والمجلات لاجلبها إلى سويسرا وتصنيفها، وبناء علاقات مع كليات القانون والشريعة ومراكز الأبحاث والمكتبات لضمان حصول المكتبة على آخر الإصدارات. وهكذا كونت افضل مكتبة للقانون العربي والإسلامي في سويسرا، وربما في اوروبا الغربية، مفتوحة للجميع دون تمييز على أساس الدين أو الجنسية وبصورة مجانية. وقد جمعت في هذه المكتبة كل الآراء مهما كانت مشاريها، اتفقت معها او اختلفت. فبجانب كتب ابن تيمية وسيد قطب على سبيل المثال كانت هناك كتب المرحوم محمود محمد طه وفرج فودة وغيرهما. وكان للباحثين كامل الحرية في قراءة ما يشاؤون من الكتب. واذكر ان احد الزوار المسلمين وبخني على شراء كتب محمود محمد طه لأني بهذه الطريقة افسد الديانة الإسلامية. فكان جوابي: لا احد يجبرك على قراءة هذه الكتب، فلا تمنع غيرك من قراءتها. وقد استفدت الكثير من زياراتي للدول العربية اذ التقيت مع الكثير من الأساتذة والباحثين والمفكرين وتناقشت معهم في مجالات اهتماماتي.

وكان علي ثانيا اعطاء استشارات قانونية للمحاكم والمحامين والشركات والأفراد في مجال القانون العربي والإسلامي. وهكذا اعطيت مئات الإستشارات القانونية لمن يهمه الأمر. وكثيرا ما كان يتصل بي مسلمون حائرين يطلبون رأيي في مجال الدين الإسلامي، فكنت ارد عليهم بأني لست مسلما، ورأيي لا يلزمهم، ولكن اعطيهم رأيي تبرئة للذمة. وهكذا كنت فعلا مفتي للمسلمين وغير المسلمين في مجال القانون العربي والإسلامي اساعد على قد امكانياتي.

وكان علي ثالثا المشاركة في المؤتمرات والأبحاث التي يقوم بها المعهد السويسري للقانون المقارن او المعاهد الأخرى، واعطاء دروس في الجامعات التي تدعوني. وعلى هذا الأساس كنت يوميا اتعلم الجديد واكتب، خاصة اني في مكتبة غنية. فإن كان الباحثون يأتونها من كل صوب، فبالأحرى كان علي انا ان استفيد منها. وقد نشرت قرابة 30 كتابا ومئات المقالات في مجال القانون العربي والإسلامي. فالكتابة هي افضل طريقة للتعلم لأنها تجبرك على ترتيب افكارك ووضعها بطريقة منطقية قبل عرضها على الغير. وما زلت مقتنعا بذلك حتى يومنا هذا. فأنا ملازم لمكتبي ليلا نهارا، أقرأ واكتب وارتب افكاري أولا لي. وعند نشري لما اكتب، لا اقصد الربح بل مشاركة الآخرين بما توصلت له من أراء. وإن كان في الأمكان شراء كتبي، إلا اني ارسلها مجانا لمن يطلبها بصيغة pdf، عملا بقول السيد المسيح: مجانا اخذتم مجانا اعطوا. فللقاريء الحق في المعرفة، وللكاتب واجب وضع معرفته لخدمة الجميع دون عوائق مالية او دينية ودون خوف. وهو ما يقوم به المفتي، فمن حق من لا يعرف ان يسأل، ومن واجب المفتي ان يجيب. واحتكار المعرفة من الكبائر.

وكان علي رابعا ان ارشد من يتوجه الي بخصوص الزواج عندما يكون احد الطرفين مسلما والطرف الآخر غير مسلم. فالشباب أو الشابات المقبلين على الزواج المختلط لا يعرفون الكثير عن ديانة وعادات وقوانين الطرف الآخر. وحتى يكون قرارهم مبني على قواعد سليمة، كان كثير منهم يلجؤون إلي مستفسرين. وبما ان الأسئلة تتكرر في كثير من تلك الحالات، قمت بوضع كتيب صغير بلغات مختلفة عرضت فيه نقاط الخلاف والإتفاق التي من المفيد التعرف عليها قبل اتخاذ قرار الزواج. ويتضمن الكتاب في نهايته عقد زواج على من يرغبون الزواج اكماله حتى يكون اتفاقهم مكتوبا وليس مجرد كلام بكلام. وهنا أيضا لم اكن افرض رأيي على أحد. اعطي المعلومات واجيب على الأسئلة، واترك لكل واحد حرية اتخاذ القرار، إما الزواج او البحث عن رفيق حياة آخر. وعلى كل حال لم يكن بوسعي معرفة نتيجة ما اعطيته من آراء، ولم اكن ابحث عن معرفة ذلك. وكانت آرائي مجرد استشارات واقتراحات، تاركا لمن يستشيرني الحرية التامة في عمل ما يريد بما اقوله. ومن يهمه المزيد يمكنه معاينة هذا المقال الزواج المختلط بين مسيحيين ومسلمين http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=397373

وبعد انتهاء عملي في المعهد السويسري للقانون المقارن فتحت مركزي للقانون العربي والإسلامي الذي يقوم بنفس المهمات التي كنت اقوم بها سابقا، ولكني اكرس وقتا اطول في الأبحاث والكتابة مستفيدا من حريتي واستقلاليتي. فعملي السابق في المعهد السويسري للقانون المقارن كموظف حكومي كان محاطا بسياج من الإلتزامات الوظيفية التي لا تسمح بإبداء الآراء بكل حرية، ولم يكن هناك وقت كاف للكتابة. أما الآن، فأنا اكرس جل وقتي للقراءة والكتابة والقاء المحاضرات واعطاء الإستشارات لمن يشاء. وقد قررت ان يكون الجزء الأكبر من ابحاثي وكتاباتي موجها للعالم العربي والإسلامي. وتفاديا للتشتيت، وضعت في موقعي http://sami-aldeeb.com اكثر كتاباتي، وفي مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com اجمع كثيرا مما يصدر من مقالات عن الديانات عامة والإسلام خاصة حتى استفيد منها ويستفيد منها غيري. ومدونتي تضم اكثر من 17 الف مقال وشريط. وصفحتي في الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/m.asp?i=5388 تتضمن مقالاتي التي اطرح فيها آرائي باللغة العربية منذ تاريخ 4-6-2012. وقد وصل عدد مقالاتي حتى الآن 441 مقالا وعدد زوار صفحتي اكثر من اربع ملايين زائر.

خلاصة القول، انا اكتب أولا لنفسي لكي ارتب ما توصلت له من آراء واستفيد منها فكريا لتحديد مواقفي وتوجيه حياتي اخلاقيا وانسانيا.
وانا اكتب ثانيا للآخرين لأشراكهم بما اتوصل له من آراء اخذت وقتا طويلا من البحث والكتابة.
ولا اقصد البتة فرض رأيي على احد.
وقد توصلت من خبرتي في الزواج المختلط ووكتاباتي بأنه من غير المفيد مناقشة العاشق والمتعصب.
عليك ابداء رأيك وترك كل شخص حر في اختيار ما يشاء. وعلى كل حال، ليس في موسوعك فرض رأيك على أحد، ولا يحق لك ذلك، لأن في ذلك مصادرة لحرية الآخرين. وإن كان من واجبك عرض رأيك على الغير، فمن حق الغير التعرف على رأيك ولكن في نفس الوقت لهم كامل الحق في قراءة ما تكتب.

اعمل خير وارمي في البحر.
لا تنتظر اجرا من احد ولا شكرا.
وكل ما يمكن ان تطمع فيه هو ان يكيل لك الآخرون الشتائم والإتهامات، فهي جزية كل مفكر حر، لأن الناس عامة تكره كل ما هو حر.
فالعصافير التي تلد في الأقفاص تعتبر الطيران جريمة لا تغتفر.


د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected]
انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 77 (النواقص)
- الشعر الجاهلي والقرآن
- رسالة الى الله ورد الله عليها بخصوص الكتب المقدسة
- ورطة الله مع القرآن
- الله بريء من القرآن
- غباء الإعتقاد ان القرآن كلام الله
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 76 (النواقص)
- حتمية نقد الدين عندما يصبح ضارا
- الفاتحة وثقافة الكراهية
- الله مجنون يعاقب على نقد القرآن
- قرأن جديد يفرز بين الغث والسمين
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 75 (النواقص)
- الإنسان وليس الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 74 (النواقص)
- عودا لعقولكم قبل ان يفنيكم غباؤكم
- عندما تصحح الترجمات القرآن
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 73(النواقص)
- فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 72 (النواقص)
- النواقص في القرآن - رسالة دكتوراة


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لا تناقش عاشق أو متعصب