أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!














المزيد.....

الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 15:19
المحور: حقوق الانسان
    



لا يا أصحاب الضمائر والقيم والمباديء والإيمان، لا تقولوا لنا بأن حُكمَ القضاء في مصر مقدس ولا راد له، وأن القاضي قرأ آلاف الصفحات وتحدث واستمع وأنصت وناقش عشرات الشهود، واستفتىَ ضميره المهني، فجاءت أحكامه عادلة!

في مصرنا الحبيبة نخر السوس في عظام كل شبر من أرض الوطن، وكل مؤسسة حكومية وخاصة، ودخل دور العبادة، ودلف إلى المحاكم، واستقر في المؤسسات التعليمية، ولم يترك صغيرة أو كبيرة في أم الدنيا إلا ونال منها.
لن أقبل أن أتحول إلى هوائي وهلامي وغير عارف بأصول العدل وجرائم الحُكــَّـام وتفاصيل المشهد المصري الذي انفجر في 25 يناير 2011.

أرجوكم، لا تهيلوا التراب على الوطن بمدحكم القضاء، وأيّ عاقل ينصت إلى مستشار وقاض ومحام ووكيل نيابة لن تخونه أمانــةُ الفهم الصحيح بأن السلك القضائي سمك لبن تمر هندي، وفساد أين منه وسوسات الشيطان.
أرجوكم، لا تضيفوا قداسة على أحكام القضاء في مصر، وكل منكم يعرف أن الطاغية اللعين كان يحكم لثلاثين عاما وليس لثمانية عشر يوما، فكيف تتحدثون عن العدل؟
إن الفرحة بتبرئة مبارك هي شهادة زور أمام الله والناس والتاريخ!

إن صمتنا سببه وجود التيارات الدينية اللعينة في قلب المشهد المصري، وهي في جملتها وجماعاتها وفكرها تقف ضد الله والوطن، ولو لم تكن صفراويتها ورابعيتها وداعشيتها متربصة بمصر، ما كان لهذا الحُكم الجائر أن يمر مــَــرَّ الكرام.
نحن نلتزم الصمت ونعرف القاتل والمتآمر، لكننا لن نقف ولو مصادفة في جانب التيارات الدينية الخبيثة.
لسنا مع أحد فالمياه القذرة لوثت كل من في المشهد!

بمنطقكم هذا فإنكم تلومون الله، عز وجل، فإبليس في تحدّيه كان أشرف وأشجع وأطهر من حسني مبارك في ثلاثين عاما.
لا تبصقوا في وجهي بالحديث عن قتلىَ المظاهرات وهدايا الأهرام وقصور الرئاسة فتلك أخف وأقل جرائم الطاغية.
لا تفرحوا بأحكام القضاء لئلا نفرح فيكم عندما يمسّكم السوء وتنزل مطرقة القاضي فوق رؤوسكم.

لقد سبغتم على القضاء القداسة، وفتحتم الأبواب لدخول ورثة القضاة غير المؤهلين ليحكموا بينكم، فلا تحدّثوني عن الطهارة في مكان رائحته تزكم الأنوف.
قداسة القضاء في مصر ليست احتراما للقانون، إنما استمرارٌ لعبودية الرقيق.
ومع ذلك فلم يقترب قاض واحد من سوزان مبارك أو من منهوبات شعبنا.
حدثوني عن التزوير والتزييف وشراء أصول الدولة ومملكة أصحاب المليارات وتوريث جمال مبارك.
حدثوني عن ربع مليون مصري مروا على سجون المجرم مبارك، وعن رجال أشداء تم اغتصابهم في أقسام الشرطة، وعن ضباط حصلوا على أوسمة من مبارك لأنهم متهمون بالتعذيب.

إن تبرئة مبارك لأنه لم يرتكب جرما يستحق العقوبة عليه لا تختلف عن القول بأن الله، عز وجل، ظلم إبليسَ، واتهمه بما لم يقم به.
لا تتحدثوا عن الأحكام العادلة فأنا أشعر بقيء وقرف وغــثيان وحزن وأسف وأسىَ وألــَــمٍ ووجع وحسرة على وطن قمنا ببيعه في سوق النخاسة، و ضياع لوقتكم في صلوات لله لن تصل حتى إلى سطح البيت وليس إلــىَ السماوات العلا.

أيها المؤمنون بأن الأحكامَ الجائرة عدلٌ، توبوا إلىَ بارئكم، واقتلوا أنفسكم حتى تتطهروا من رجس البهجة بالإفــراج عن مغتصــِـب أولادكم.
اقرأوا كلماتي، واحشروها في ضمائركم، وأوصوا عليها عقولكم، ورشــّـوا عليها من مياه النيل، واذهبوا إلى مساجدكم وكنائسكم واعتكفوا قليلا، ثم استغفروا الله.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في الأول من ديسمبر 2014



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
- حوار بين مرسي و .. السيسي!
- حوار بين الحياة و .. الموت!
- الوطن من الخارج أكبر!
- المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!


المزيد.....




- ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة: كيف يضر الاعتراف بدولت ...
- إسرائيل أمام مجلس الأمن: إذا اعتُمد قرار بمنح فلسطين عضوية ك ...
- بعثة فلسطين بالأمم المتحدة: نيلنا العضوية الكاملة يحمي مسار ...
- فلسطين تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف العملية الإسر ...
- اعتقال 40 فلسطينيا بالضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
- مفوض الأونروا: موظفونا الذين اعتقلتهم إسرائيل تحدثوا عن فظائ ...
- القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة ...
- ممثل أبو مازن بالأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني ضحية قرارات دو ...
- -لازاريني- يحذر من الرضوخ لطلب الاحتلال حل -الأونروا- + فيدي ...
- بن غفير يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل -اكتظاظ السجون-! ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!