أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الله دالي - جزاء سنمار














المزيد.....

جزاء سنمار


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جزاء سنمار
لنا في التاريخ عبرة ودروس تناقلتها الكتب وتحدث بها الرواة ,منها إن إبرهى الحبشي عندما أراد هدم الكعبة المشرفة استعان بأحد الرجال يدعى (أبور وغال ) فقاد ابرهى إلى طريق الكعبة ,فكان الله له بالمرصاد .ونقلت لنا كتب التاريخ ان هولاكو استعان برجل من أهل بغداد يقال كان وزيرا في الدولة العباسية آنذاك ,وبغض النظر عن انتماءه وولاءه ,قد قاد هولا كو لاحتلال بغداد ,فاستباحها ودمرها وقتل خلقا كثيرا منها وكان جزاءه أن قتله هولاكو جزاء لخيانته لبلده .
وقال كثير من الحكماء والقادة عن الخيانة وعواقبها , حيث قال امام البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام (من ضيَعَ الامانه ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة ) وأما القائد الفرنسي المعروف نابليون قال (مثل الذي خان وطنه ,وباع بلاده مثل الذي سرق مال أبيه ليطعم اللصوص ,فلا أبوه سامحه ولا اللص يكافئه) ولو نبشنا التاريخ وخاصة تاريخ العرب لوجدنا العجب العجاب .
وإلا بماذا نفسر أن رجلا ادخل إلى وطنه وبيته رجلا أجنبيا , وزوجه ابنته أو أخته .وهيا له سبل المساعدة .ثم قتل أخيه وابن عمه ودمر تراثه التاريخي والديني .والبعض كان عذره اكبر من فعله .حيث فسر ذلك إن ظلما وقع عليه من أخيه وابن عمه والدولة والبعض يقول انه هُمشَ من قبل أخوانه في الوطن وأصبح مواطنا من الدرجة الثانية اوالثالثه . وهل خيانة الوطن وقتل اهلك مبررا لهذا العمل الجبان ,الذي دونه التاريخ ولم يتمكن أي احد من مسحه أو تغييره .
ولماذا لا تنطلق من القول المأثور (أنا وأخي على ابن عمي وأنا وأخي وابن عمي على الغريب )؟ هل اخطأ العرب بقولهم هذا .وللأسف إن النتيجة التي حصلت كانت متوقعه وعكس ما كان مخطط لها من قبل الخونة .فأصبحوا (لمجير أم عامر ) وهذا المثل معروف للجميع وهو ان إعرابيا أجارَ ضبعا وحماها من الصيادين , ولما أسكنها وأطعمها وتعافت استغلت نومه فبقرت بطنه وقتلته فأصبح مثلا قال فيها الشعراء
من يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت بقربه لها محض ألبان اللقا الدائر
وأسمنها حتى إذا تكاملت فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي القربى هذا جزاء من بدا يضع المعروف في غير شاكر
فارتد السحر على ساحرنا عليه ,فقتل الغرباء من كان دليلهم وسبوا النساء واغتصبوا بعضهنً وباعوا كثيرات في سوق النخاسة في داخل البلد ,بل تعداه إلى الدول العربية المجاورة ,فأصبحنا معارة للآخرين وخاصة الأعداء والشامتين من العرب .
وأخيرا استنجد الأخوة بالعالم وخاصة أمريكا ,ان تخلصهم مما يسمى بدولة الإسلام الهمجية ومن الغرباء وللأسف ما زالوا لا يثقون بأبناء وطنهم ويوصفونهم بعدة أوصاف تسيء لسمعة الوطن .لكن الشيمة العربية لبعض العشائر لم ولن تقبل هذا العمل المشين فانتفضت على واقعها وعلى الخونة من أبناء جلدتهم ,الذين قتلوا أبناء عمومتهم من أبناء الجنوب ,وان هذا الوضع فرز واقعا جديدا بين أبناء العشائر الاوفياء وبين بعض العشائر التي ما زالت تكن العداء لإخوانهم ولوطنهم وتشويه سمعة الجيش العراقي الباسل .فامتدت ايدي الخونة لقتل الأبطال الذين جاءوا من كافة أنحاء الوطن لنجدت أخوانهم ولتحرير الأرض العراقية ,من ايدي همجية العصر ,وها هي جريمة اسبايكر وقتل الأبطال في الصقلاويه والسجر وحصار امرلي والضلوعيه وجريمة الأخوة الايزيدين البشعة.فكان هذا العمل المشين بمساعدة إخوتنا بالدم والتاريخ والأرض والدين ,فارتدت يد الغدر عليهم للأسف .
فانطبق عليهم المثل القائل (هذا ما جنت على يدها براقش ) وبرا قش هذه هي كلبه رباها وعلمها صاحبها النباح عند قدوم أي غريب إلى حيهم .فحدث يوما إن جاءهم غزو من قبيلة كبيرة لا قبل لهم على مواجهتها فهربوا واختبئوا في كهوف الجبال ,وعندما دخلت القبيلة الغازية لم تجد أحدا فرجعت على أعقابها, لكن الكلبة براقش أخذت بالنباح على عدوهم وترجع لصاحبها فتنبهت القبيلة المعادية ورجعت فقتلت جميع القبيلة فكانت الكلبه هي سبب قتلهم فذهبت مثلا .
وعن الوفاء والغدر,ان النعمان بن امرأ القيس قد استعان ببناء من الروم اسمه سنمار لبناء بيتا له .فبني بيتا لا مثيل له وكان لهذا القصر سرا لا يعرفه إلا سنمار ,فاخبر به النعمان , فأخذه إلى سطح القصر والقي به من فوق القصر حتى لا يبني قصرا لغيره ويدفن السر معه ,فذهبت الحادثة مثلا للجزاء عن العمل والوفاء .
فهل دماء أبناءنا التي قدموها فداء للوطن ولنجدة إخوانهم وأبناء عمومتهم ,ويقتلون على مسمع ومرأى الجميع رخيصة ؟ وهل هذه الدماء كجزاء سنمار

الكاتب والقاص
محمد عبد الله دالي الرفاعي في 30 /12/ 2014



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبري قلمي
- أولاد الملحه من جرف النصر الى جرف الصخر
- التحالف الدولي لمحاربة داعش (ايك أعني وأسمعي يا جاره)
- خطأ في حسابات امريكا وحلفاءها في المنطقه
- التكبيرة الثالثه قصة قصيره
- بماذا يفكر اوباما وحلف الناتو
- التكبيرة الثانيه قصة قصيره
- التكبيرة الاولى
- مأساتنا وعباءة التخلف
- ذكرى الشهادة وألم العراق
- الفلاح والحمام قصة قصيرة للفتيان
- داعش للتصدير
- الشاهد والشهيد
- نكسة حزيران العراق
- مواقف قصة قصيرة
- اخر النذور قصة قصيرة
- شيء من الماضي قصة قصيرة
- حبات من تمر قصة قصيرة
- الزائر الصغير قصة قصيرة
- احلام ربيعيه قصة قصيرة


المزيد.....




- ضربات روسية تشل قلب العاصمة الأوكرانية.. صفارات الإنذار تدوي ...
- فيديو منسوب إلى -رد فعل طواقم الإسعاف والدفاع المدني بعد اتف ...
- نتنياهو يلمح لأول مرة بعدم إمكانية عودة جميع الرهائن المتوفي ...
- مارتينيس الحائز على نوبل لـ-يورونيوز-: الجيل الجديد سيحول ال ...
- مصلون يتجمعون في -ساحة الرهائن- بتل أبيب تزامنًا مع بدء تنفي ...
- حكومة طالبان تتهم باكستان بانتهاك سيادة أفغانستان بعد سلسلة ...
- ماكرون يجري محادثات مع أحزاب سياسية.. ما الذي رشح عن الاجتما ...
- بعد عامين من حرب مدمرة.. الغزّيون يسلكون طريق العودة نحو ركا ...
- رئيس بلدية غزة للجزيرة: إمكاناتنا محدودة جدا وأولويتنا تسهيل ...
- هل تشارك واشنطن عسكريا في تنفيذ خطة ترامب بغزة؟


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الله دالي - جزاء سنمار