أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - حرب على العراق














المزيد.....

حرب على العراق


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 12:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    




17-1-1991
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، رنّ جرس الهاتف، انه شقيقي محمود من استراليا، اتصل يخبرنا بأن الحرب على العراق قد بدأت، أغلقت الهاتف واذا به يرن مرة ثانية، انها صديقتي وزميلتي بالعمل مها وصيفة تخبرني بنفس الشيء، أخبرتها بأنّني أعلم ذلك، لتوي أقفلت الهاتف مع أخي، عدت إلى سريري الى سريري، لم أستطع النوم بقيت أتقلب في فراشي الى أن أشرق الصباح، ارتديت ملابسي وسرت باتجاه البلدة لأستقل حافلة لمدينة القدس، صعدت اليها، فأنا تقريبا أعرف جميع الركاب فكلهم من أبناء قريتي، الكل يتحدث ويدلي بدلوه عن الحرب، ليس هناك حديث آخر، وكل يتوقع توقعاته، وما الذي سيحدث... بقيت صامتة استمع مذهولة لا أنبس بأية كلمة، وصلنا باب العمود... نزلت وبدأت أسير متجهة الى شارع نابلس حيث مكان عملي في صحيفة الفجر، كان هناك تزاحم كبير واعداد كثيرة تصطف على مدخل وزارة الداخلية الذي يقع في مدخل آخر لنفس بناية مقر الصحيفة، تشاهد ذلك ما أن تحط قدمك في أول الشارع، الجنود يقهقهون بصوت عال على مدخل البناية، وجنديان آخران على سطح العمارة، بعض المراجعين لوزارة الداخلية يخرجون من بيوتهم مع صلاة الفجر، كي يحصل الواحد منهم على دور للدخول الى الوزارة، أو يكون قد صلى صلاته في الشارع هنا، ولا يعلم اذا كان سيدخل أم لا، فهم يماطلون كثيرا، ويصطف الواحد اكثر من مرة حتى يستطيع تجديد هويته، أو الحصول على شهادة ميلاد لابنه.
دفعت باب العمارة ودخلت، عرجت على كفتيريا الصحيفة، طلبت كأس قهوة، ثم صعدت الدرج الى قسمي، طرحت الصباح وجلست على مكتبي، أحضر عامل البوفيه كأس القهوة، الكل يتحدث عن الحرب ومجرياتها، وتحالف أكثر من ثلاثين دولة على العراق ومن ضمنها دول عربية، واكثر ما يؤلم أن الأخ العربي سيقتل أخاه العربي، مع أنّني ضد دخول العراق الى الكويت، أرتشف قهوتي بصمت ، كان رأسي مشوشا وشاردا تماما، لا يمكن أن تسقط بغداد بعد كل ما سمعته من خطابات ووعيد، سوف يرد عليهم اكيد في نفس الوقت التي ضربت فيها، أنا متأكدة من ذلك... إحساسي يقول هذا، ارتشفت قهوتي وبدأت عملي دون كلام.
انتهى دوامي وعدت الى المنزل، بقيت طيلة اليوم صامته لا أتحدث مع أيّ انسان، أمّي تلومني لأنني لم اقم باستلام كمامة للحرب، ولم أقم بشراء النايلون لوضعه على الشابيك مثل الآخرين، لعمل غرفة خاصة للحرب، ولم أشترِ أيّ معلبات استعدادا للحرب مثل البقية، كانت تتحدث وأنا لا أكترث بما تقول، كل تفكيري هناك في بغداد... ما الذي يحصل؟ تمددت في سريري، وفي كل لحظة انظر الى الساعة الى أن أصبحت الواحدة والنصف ليلا، انطلق زامور الخطر من المستوطنة المجاورة لبيتي، قفزت من مكاني أصيح وأبكي، أضرب بيدي الخزانة، ولا اشعر بما أفعل، كانت فرحتي في تلك اللحظة كبيرة جدا، ظنت أمّي أنّني فقدت عقلي، أو جننت وأنا أرقص وأقفز فرحا، انها المرة الأولى في حياتي التي عرفت فيها معنى الفرح، فتحت الباب خارجة انظر الى السماء لعلي أرى صاروخ فرحتي، خرجت أمّي خلفي تسحبني الى الداخل، وأنا أشعر بفرح غامر، رفعت لحافي واستلقيت في سريري ورحت في نوم عميق، في الصباح كان هناك ألم كبير في سواعدي.. نظرت اليها واذا لونها قد تحول الى اللون النيلي، لم أكن أشعر وأنا أضرب الخزانة من شدة الفرح.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأب والأبناء والعذابات
- حديقة المنزل
- باب مدينتنا
- في حضرة شاعرة عظيمة
- الدور على -مين-؟
- الأسماء لا تشترى
- نجاسة وطهر
- -زوّار- الصّباح
- رقابة عسكريّة
- حواجز عسكرية وتصنيفات
- في الجامعات
- قوافل الشهداء
- بين حانا ومانا
- في المعتقل
- عرس الشهادة
- تجربة في الشهر الكريم
- فنون الاغراء
- هدوء المخاوف
- الزي الشرعي ليس للأستعراض
- سقى الله أيام زمان


المزيد.....




- لحظات تحبس الأنفاس لطفل يختنق بطماطم يحمله رجل مذعور وسط مسا ...
- ليست وجهة للاسترخاء فقط.. جزر سيشل تعيد تعريف السفر المستدام ...
- بعد 21 يوما على وفاته.. الإعلان عن موعد جنازة صبحي عطري
- -الأخ العزيز-.. رئيس وزراء باكستان يشكر أردوغان على الدعم
- -لا أريد جرح مشاعر أحد-.. ترامب يخطط لتغيير تسمية أمريكا للخ ...
- هجمات المسيّرات في بورتسودان تحولها من ملاذ إلى ساحة رعب
- -الجوع هو الشعور الأقذر في الكون-، فلسطينيون يقضون أياماً بل ...
- جدل ديني واجتماعي كبير عقب رفع فتاة الآذان بأحد مساجد القاهر ...
- ألمانيا تحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاما ...
- -وول ستريت جورنال- تتحدث عن خطة الشرع لكسب الدعم الأمريكي


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - حرب على العراق