أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الحملة الحالية ضد الفكر الإرهابي جاءت متأخرة















المزيد.....

الحملة الحالية ضد الفكر الإرهابي جاءت متأخرة


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاحظنا في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام بداية ما يُشبة الحملة المنظمة ضد الإرهاب والتطرف، فسقف المقالات والتقارير التي تبحث في خطورة الفكر الإرهابي والمتطرف إرتفع، كمّا ونوعا، والتلفزيونات الرسمية تقدم برامج خاصة عن التطرف وتصريحات ومقابلات مع شخصيات عامة ورجال دين بهدف إنتقاد المتطرفين وشرح مساوىء التعصب والإرهاب المبني على أفكارهم، وإدانة من يخدعهم ويطور لهم هذه الأفكار. وقد لاحظ المراقبون حديثا أن وسائل الإعلام العالمية مثل (BBC) و (CNN) ورويتر وغيرها بدأت تتوسع في تقاريرها عن الإرهاب والتطرف وتنتقد، بلا تردد، وعلى غير عادتها، حركات الإسلام السياسي في المنطقة.

والحقيقه أن حملة كهذه كان يمكن أن تكون أكثر نجاعة وفاعلية لو بدأت منذ التسعينات من القرن الماضي عندما ظهرت حركة طالبان في باكستان وأفغانستان، لأننا نعرف أن هذه الحركة الطلابية ( طالبان هي صيغة الجمع باللغة الأردية لكلمة طالب) بُنيت على مبادىء الإسلام السياسي التي طورها منظّرون إسلاميون من المنطقة العربية، بالإضافة إلى أفكار منظمة القاعدة المبنية على ما يؤمن به بن لادن والظواهري وغيرهما والمستمدة من تعاليم سيد قطب وأبو الأعلى المودودي. وسنكون عادلين إلى أبعد الحدود في حكمنا على بعض حركات الإسلام السياسي ونفترض أنها ربما لم تكن تتوقع أن نظرياتها وتعليماتها ستؤثر على الشباب بهذه السلبية التي أنتجت القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام ومئات المنظمات الأخرى، التي تتوالد وتنقسم مثل الأميبا وتدمر الفكر السوي لدى الشباب، وحياتهم في نهاية الأمر.

نعرف كيف دعمت الولايات المتحدة في عهد ريغان الثورة الأفغانية ضد الحكومة الشيوعية والإحتلال السوفييتي لأفغانستان، ونتج عن ذلك أنْ خسر السوفيت الحرب، وفي النهاية خسروا المواجهة مع الغرب بانهيار الإتحاد السوفييتي. وكان دعم ريغان، الذي وصل بالنتيجة إلى أيدي المحاربين من الأفغان العرب، بالفعل دعما للإرهاب وأدى إلى الفوضى والإحتراب في أفغانستان، مما حدا ببعض المحللين العرب أن يستنتج أن القاعدة هي صنيعة الولايات المتحدة. وفي عام 1996 أسست طالبان الإمارة الإسلامية واعترفت بها باكستان وتلتها المملكة العربية السعودية، ولكن البلدين سحبا الإعتراف لاحقا بضغط أمريكي. وتقول بعض التقديرات أن السعودية صرفت على المنظمات الافغانية 19 مليار دولار خلال الحرب ضد السوفييت، وهو مبلغ هائل بحسابات تلك الفترة. والآن تشكل باكستان أكبر عدو لطالبان، وأضحت السعودية والدول الأخرى في الجزيرة العربية ومصر ألدّ أعداء جماعة الإخوان المسلمين والتي أصبحت، هي وتنظيمها الدولي، مطاردة في بلدان إسلامية وأجنبية عديدة.

في عام 1998 هاجمت القاعدة السفارتين الامريكيتين في كينيا وتانزانيا وقتل في الهجوم 80 شخصا منهم ثمانية أمريكان، ولم تتخذ الدول العربية أي موقف من هذه الهجمات، وفي السنوات التي تلت بدأت القاعدة نشاطات تخريبية في اليمن والعراق والسعودية وشمال إفريقيا والصومال ومناطق أخرى من العالم ولكن الدول العربية لم تتخذ أية تدابير ناجعة، وعالجت الأمور بطريقة سطحية، وركزت على إستخدام العنف، ولم تعالج التفكير الإرهابي ككل التي تَبني عليه القاعدة سياساتها. ووصلت هجمات القاعدة قمتها في 2001، عندما نفذ عناصرها هجوما خطيرا على الولايات المتحدة. ولم تحرك الدول العربية ساكنا، معتبرة أن ذلك لا يعنيها، وبعض الكتاب والمحللون العرب أراحوا أنفسهم من المسؤوليه بالإدعاء أن المخابرات الأمريكية خططت للهجوم. ولم تتخذ أي من الأنظمة العربية أية خطوة للبدء بإصلاح التعليم وإبعاد طلاب المدارس والجيل الجديد عن هذه الأفكار. وكان الشباب الذين يشكلون حاليا غالبية الجيوش الإرهابية، أطفالا وبعضهم لم يكن ولد بعد عندما تسلم خبراء الأسلام السياسي مناهج التعليم وتربية النشء الجديد في الدول العربية، وهذا يعني أننا يجب أن ننتظر عقدين من الزمان حتى يكبر هؤلا الشباب ويدخلوا في سن الكهوله والحكمة ليكتشفوا هذه الأفكار على حقيقتها ويعرفوا أن الذين لقنوهم إياها إستغلوهم واستعملوهم لأهداف سياسية وأنانية.

ألم يكن من الأفضل والأجدى أن نبدء حربنا على الإرهاب منذ هجوم القاعدة على نيو يورك في 11 أيلول 2001 أو حتى قبل ذلك؟ ألم يكن من الأفضل والأجدى أن نبدأ بمواجهة الإرهاب عندما قامت طالبان بهدم تمثال بوذا الهائل في أفغانستان، وهو عمل موغل في التخلف والجهل؟ أما كان علينا أن نتوقع أن الآثار المصرية القديمة ربما تواجه نفس المصير؟ ألم ينادي بعض الإسلاميين في مصر بتدمير الآثار الفرعونية؟ ألم نرَ التدمير الذي أنزله المحاربون الإسلاميون بمعالم الحضارة والمدنية في العراق وسوريا، ومنها تراث إسلامي؟

قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان في آذار 2001، كانت حكومة طالبان تهدد بتفجير التمثال الهائل لبوذا، وثار العالم المتمدن على هذا التهديد، فذهب الشيخ يوسف القرضاوي على رأس وفد من كبار علماء المسلمين ليحاول إقناع حكومة طالبان بالعدول عن عزمها تدمير التمثال. وتبين لاحقا أنه ذهب ليشد على أياديهم، فقد امتدح القرضاوي طالبان ولم يعارض تدمير التمثال، قائلا انه شرح لزعماء طالبان انه يتفق معهم على مبدأ الهدم "ولكنى قلت لهم أن الظرف غير مناسب."

ألم يكن من الأفضل والأجدى أن نبدأ حربنا على الإرهاب والفكر التكفيري عندما هاجم المتطرفون، الذي ولدوا للتو من رحم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، سياحا ألمان في الأقصر في 17 تشرين الثاني 1997 وذبحوا بالسكاكين 62 سائحا؟ ألم يقتل الإرهابيون 88 سائحا في شرم الشيخ عام 2005؟ ألم يقتلوا 60 شخصا في هجماتهم على فنادق عمان قبل 9 سنوات؟ ألم يُدمر من وُصفوا بمسلحين إسلاميين جوامع وأضرحة لأولياء مسلمين في تمبكتو في شمال إفريقيا والتي أدرجتها اليونسكو على لائحتها للتراث العالمي المعرض للخطر؟

كل عمل من هذه الإعمال الإرهابية الفظيعة كان يصلح كنقطة بداية لمعالجة جدّية للإرهاب. كان علينا أن نبادر بمقاومة الفكر التكفيري ومحاربة الإرهاب قبل أن يهاجمنا في عقر دارنا. ألا يليق بنا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا قبل أن نطلب من الآخرين أن يصلحونا؟ ألم يكن علينا أن نمارس النقد الذاتي قبل أن يبدأ العالم بانتقادنا؟



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بان كي مون و أحمد إبن داود
- هل سنبقى نعيش في الماضي؟
- هل من وسيلة لحماية المسيحيين العرب؟
- إنعدام فرص الديمقراطية في العالم العربي
- هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟
- تحالف تقوده أمريكا لن يهزم داعش
- سايكس بيكو وأخواتُها
- وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل
- حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني
- المهاتما غاندي والقضية الفلسطينية
- حرب العراق الطائفية إحدى كوارث الإسلام السياسي
- من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي


المزيد.....




- سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
- جهاز يقدم مسحًا طبوغرافيًا لخلايا البشرة
- وزير الخارجية الألماني: -عند الشك، مكاننا في صفّ إسرائيل-
- ترامب يدافع عن نتانياهو وينتقد الادعاء العام الإسرائيلي
- صربيا: حشود كبرى في مظاهرة للمعارضة مطالبة بانتخابات مبكرة
- قتلى بينهم تسعة أطفال جراء غرات إسرائيلية على قطاع غزة
- السودان: بدء سريان عقوبات أمريكية بعد اتهام الجيش باستخدام أ ...
- مقتل 71 شخصا في الضربات الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران
- شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج
- روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الحملة الحالية ضد الفكر الإرهابي جاءت متأخرة